عربي21:
2024-09-19@00:18:31 GMT

انتهى الوهم وجاء زمن الميلاد الجديد

تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT

عاشت المنطقة العربية طوال السنوات السبعين الماضية "حقبة أليمة"؛ لا يدري أحد ماذا سيكتب المؤرخون أصحاب القراءة الموضوعية والكتابة العلمية عنها، بعد مرور سبعين سنة أخرى من زمن جديد يولد الآن.

فمن المستحيل أن يتعرض مؤرخ أو مفكر لحقبة هذا الزمن الجديد إلا من بوابة 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، والتي ستكون مركز الدائرة العربية الواضح للعيان في القرن الحادي والعشرين، كما سبق وكانت 5 حزيران/ يونيو 1967 م، طوال هذه الحقبة الأليمة، خطا فاصلا بين ما قبلها وما بعدها، في كتابات مؤرخين ومفكرين سياسيين كانوا هم أصلا ركنا ركينا في صنعها، وتهيئة كل أسباب حدوثها على المستويات كلها.

.  وهم وهي من جعل المنطقة العربية وشعوبها تعيش في "ذعر ساحق" من دولة بلا حدود وبلا تاريخ، تدعى "إسرائيل"، وأيضا من راعيها الرسمي في التاريخ الحديث (أمريكا).

* * *
من المستحيل أن يتعرض مؤرخ أو مفكر لحقبة هذا الزمن الجديد إلا من بوابة 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، والتي ستكون مركز الدائرة العربية الواضح للعيان في القرن الحادي والعشرين، كما سبق وكانت 5 حزيران/ يونيو 1967 م، طوال هذه الحقبة الأليمة، خطا فاصلا بين ما قبلها وما بعدها، في كتابات مؤرخين ومفكرين سياسيين كانوا هم أصلا ركنا ركينا في صنعها، وتهيئة كل أسباب حدوثها على المستويات كلها
سبعون سنة من "الحرث" المقصود في الماء، حتى يبدو لمن يرى أن هناك شيء يجرى، وأن تلك "الضوضاء الصاخبة" إنما تخفي وراءها مخاضا عظيما، لميلاد سيغير وجه الحياة في المنطقة العربية بأكملها!

وكان كلما تململ أحد أو تشكى أحد، انهالت عليه ألوان التنكيل الرسمي ذائعة الصيت، ناهيك عن الألسنة الحداد من المنتفخين المنتفعين المنتعشين بأطايب الحياة المملوكية، بأنك "تشوشر" وتبلبل على خطط وخطى "النضال" الذي يسير في طريق الهدف العظيم، الذي سيبدأ بتحرير فلسطين، وينتهي بتحرير كل العالم من أغلال الاستعمار وأعوان الاستعمار.. هكذا قالوا وهكذا سمعنا، وما أكثر ما طافت بالرؤوس وقتها أوهام، وما أكثر ما انطفأت هنالك أحلام.

* * *

هذه الضوضاء الصاخبة، منحت الطبول الجوفاء "شرعية" طويلة مكنت الاستعمار وأعوان الاستعمار من أن يفعلوا بنا وفينا كل ما يحلوا لهم، فقط تم تكتيفنا بأيدينا، حتى يتسع الخرق والفتق فينا، بما لا يمكن بعده أي رتق أو تصليح.

وسيعصف اليأس بشاعر الحب والحنين الراحل نزار قباني (ت: 1998م) وسيقول قصيدته الشهيرة "متى يعلنون وفاة العرب":
لم يتكشف النظام العربي الرسمي فقط في حقيقة الأمر، بل وتكشفت أشياء كثيرة، أشد قيدا وإغلالا من ذلك النظام الرسمي الذي كان قد تكشفت قصته مبكرا، لكن المغالطة فن عتيق كما يقولون.. والمغالطة عادة تكون ممن يعرف الخطأ ويدركه، ويرى في استمراره مصلحة كبيرة له
أنا منذ خمسين عاما،
أراقب حال العرب،
وهم يرعدون، ولا يمطرون،
وهم يدخلون الحروب، ولا يخرجون،
وهم يعلكون جلود البلاغة علكا
ولا يهضمون..

* * *

نعم، وهذا ما جرى وكان.. لكن جاء الطوفان، وجاء معه "الميلاد الجديد" الذي كشف لنا كيف كانوا يرعدون ويعلكون، في "تعرية" أشد من عري الملك الذي رآه الطفل فصرخ قائلا: "إني أرى الملك عاريا"، رغم أن كل مستشاريه كانوا يمدحون ملابسه غير الموجودة أصلا! كما حكى لنا الكاتب الدانماركي كريستيان أندرسون (ت: 1875م) في حكاياته الجميلة.

لم يتكشف النظام العربي الرسمي فقط في حقيقة الأمر، بل وتكشفت أشياء كثيرة، أشد قيدا وإغلالا من ذلك النظام الرسمي الذي كان قد تكشفت قصته مبكرا، لكن المغالطة فن عتيق كما يقولون.. والمغالطة عادة تكون ممن يعرف الخطأ ويدركه، ويرى في استمراره مصلحة كبيرة له.

* * *

يقولون إن من طلب شيئا، وسعى له حق السعي، أدركه وحصل عليه.. وإن لم يحصل عليه، أوشك أن يكون قريبا منه..

وهذا ما حدث في "الطوفان"، وكلنا رأينا وسمعنا من الشواهد والأدلة على ذلك، ما يكفي لتعليم نصف سكان الأرض وإيقاظ النصف الآخر.. وهذا هو "بيت القصيد" في هذا المشهد الذي رأيناه ونراه.

لقد عانق العالم بعينه كل ما لم يكن ممكنا أبدا أن يراه.. ولقد تعلم الناس في الأرض فعلا، واستيقظ الناس في الأرض فعلا.. من جنوب أفريقيا إلى لاهاي إلى أمريكا اللاتينية، لكن الأهم أولئك "المستعبدون" في أوروبا وأمريكا، لقد أفاقوا!

عانق العالم بعينه كل ما لم يكن ممكنا أبدا أن يراه.. ولقد تعلم الناس في الأرض فعلا، واستيقظ الناس في الأرض فعلا.. من جنوب أفريقيا إلى لاهاي إلى أمريكا اللاتينية، لكن الأهم أولئك "المستعبدون" في أوروبا وأمريكا، لقد أفاقوا وها هي الدنيا كلها تتحدث عن الضابط الأمريكي الذي حرق نفسه في 25 شباط/ فبراير، أمام سفارة إسرائيل في واشنطن، وهذا مقدمة فقط مما سيأتي بالأشد والأوجع.

* * *

لكن هل سيغيب العالم العربي والإسلامي عن هذا التعلم وتلك اليقظة؟ هذا ما يمكننا أن نتطلع إليه بقوة من معنى "الطوفان"، وما ذكره لنا الأستاذ الكبير فهمي هويدي حين قال إن ما حدث يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر "سعى بشري وتوفيق إلهي".. وهو الذي كان في حقيقة الأمر ينظر إلى ذلك اليوم نظرة فاحص كبير حكيم، عاش حياة عريضة كثيفة، مليئة بالخبرة والوعي والنظر الثاقب البصير، فاختصر العبارة وأوجز الإشارة وقال المعنى كله.

* * *

رأينا "السعي البشرى" في أقصى مدى يمكن أن يكون، ورأيناه كيف كان طوفانا، كسح ومسح كل "الأوهام" من الجيش المقهور (إسرائيل)، إلى الراعي المذعور (أمريكا).. ورأينا "التوفيق الإلهي" في كل لحظة وساعة ويوم.. وكأنه كانوا وينتظرونه وينتظرهم.. وعلى موعد كانوا له وكان لهم.. ورأينا صبرا وعزما واحتمالا من أهلنا في غزة بما لا يوصف ولا يُنسى، صبرا تطاول إلى ما فوق قوى البشر، وقدرة البشر، ووعي البشر.

وصدق من قال: لا شيء يربط بين الناس كما تربط بينهم ذكرى آلام عاشوها معا، واجتازوها معا، وعاشوا بعدها معا، ليوفوا أجورهم، إن شاء الله العلي الأعلى، بغير حساب، صدقا وعدلا.

twitter.com/helhamamy

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العالم العربي غزة غزة العالم العربي الاستبداد طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

كيف انتهى الحكم العماني في شرق أفريقيا؟ كتاب يجيب (2 من2)

الكتاب: كيف انتهى الحكم العماني في شرق أفريقيا؟ زنجبار أندلس أفريقيا المفقود، دراسة وثائقية
الكاتب: صالح محروس محمد محمد.
الناشر: مؤسسة الانتشار العربي، الإمارات، 2023م
عدد الصفحات: 208 صفحة.

التوجه الإسرائيلي لإفريقيا:


توجهت إسرائيل مع بداية عام 1957م إلى القارة الإفريقية حين أصبحت الدول المانحة للمساعدات الإفريقية، وتركزت المساعدات على النواحي الفنية، وفي تنجانيقا بدأت مشروعاً زراعياً في موانزا فكانت أولى الخطوات الإسرائيلية؛ لاختراق القارة الإفريقية عبر شركة التنمية الزراعية، الشركة الإسرائيلية الحكومية المهتمة بنظم الري، وتحسين الإنتاج في المنطقة، ومن ثم أسست شركات مشتركة في تنجانيقا وإسرائيل للمساهمة في تعمير الأراضي، واستصلاحها، وبناء القرى والمشروعات الزراعية، وهكذا كان التغلغل الإسرائيلي في تنجانيقا حيث قدمت إسرائيل القروض والمساعدات لها، ما دفع إسرائيل لتقوية نفوذها في تنجانيقا مقاطعة الدول العربية لها، والكسب السياسي والاقتصادي.

لكن حكومة شامتي " حكومة الاستقلال " شديدة العداوة لإسرائيل وكانت لها علاقات روابط قوية مع مصر، فقد كان هناك أثر مصري عميق في زنجبار ليس فقط سياسياً، ولكن ثقافياً ودينياً، وأكد الزنجباريون حق الفلسطينيين في دولتهم، وكانت جريدة موانجزي باللغة العربية، مشروعاً فلسطينياً للدفاع عن القضية الفلسطينية، ولكن إسرائيل لم تهمل الأثر الكبير لزنجبار في شرق افريقيا كونها نقطة مهمة في محور الدبلوماسية الإسرائيلية في شرق إفريقيا (ص76)

قامت إسرائيل بدور بارز في أحداث يناير عام 1964م، وخططت لها بمساعدة بريطانيا، ونفذ خططها للانقلاب رجل الأعمال اليهودي ميشا فينسيبر الذي قام بتنفيذ مخطط الحكومة الإسرائيلية بحماية عبيد كارومي، ونقله إلى البر حتى لا يقتل لأنه أنسب شخص للقيادة بعد الغزو، كما قدمت الحكومة الإسرائيلية الدعم المالي والأسلحة لأوكيلو الأوغندي ورجله عبر مكتب رجل الأعمال اليهودي ميشا الذي كان صديقا لعبد الله قاسم هانجا الذي سافر إلى الجزائر وأقنع أحمد بن بيلا رئيس الجزائر أنذاك لتزويده بالأسلحة، التي وصلت عبر سفينة ليلة تنفيذ الإنقلاب.ص77

تطرق الكاتب في الباب الثالث لأحداث يناير الأسود في زنجبار عام 1964م بكثير من التفاصيل عبر الوثائق، وما أسفرت عنه الوثائق من ضحايا ولاجئين عرب ضاقت بهم السبل، ظهرت في السنوات الأخيرة من الاحتلال البريطاني لسلطنة زنجبار؛ أنها أًصبحت هدفاً للنفوذ الشيوعي الصيني في شرق افريقيا، وانتقل العديد من الطلاب الصينيين لزنجبار، فتأثرت إلى حد كبير بالسياسات المعتمدة على المبادئ الاشتراكية، وأكدت بريطانيا علمها بذلك، واعتبرت أن المسألة الشيوعية هي الأخطر في زنجبار، وذلك بمثابة خطر لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية التي خافت أن تصبح  زنجبار كوبا لإفريقيا.(ص79)

إن الغزو الأجنبي الذي تم في زنجبار  بتاريخ 12/1/1964م، قام به رجل أجنبي، ونفذه أجنبي مع تأييد محلي محدود، فقد كان أوكيلو أوغندي جاء للعمل في بمبا عام 1959م، وانضم إلى الحزب الوطني الزنجباري الذي حصل منه على مبلغ ثلاثين كمساعدة من الحزب الوطني الزنجباري، الذي اعتبره لا قيمة له، في الوقت الذي كان يدعو الحزب الوطني لوحدة الزنجباريين كان هو في الخفاء يدعو إلى وحدة الأفارقة ضد الاستعمار العربي. واتفق مع قيادة الحزب أنه ينوي تكوين قوة ثورية من رجال الاتحاد الأفروشيرازي ضد العرب، وجمع رجالاً من اتحاد عمال زنجبار وبمبا، وكذلك من فدائيي حزب الأفروشيرازي، فأغلبهم من رجال البر، وليس من القوى السياسية الموجودة (ص94).

في زنجبار قوي أوكيلو علاقته بالشرطة فعرف أماكن السلاح، ومراكز الشرطة في زنجبار ومخازن السلاح، ومتن علاقته بسيف بكري رئيس اتحاد شباب الحزب الأفروشيرازي، وكانت كل الاتحادات التجارية تحت سيطرة رجال البر الذين تحالفوا مع حزب الأفروشيرازي، وعليهم اعتمد، وليس على أفارقة زنجبار  قال:" إن رجال البر أثق بهم أما أفارقة زنجبار فلديهم ولاء قديم وارتباطات مع العرب لذا كان معظم قواته من البر مما جعلنا نسمي ما حدث غزواً أجنبياً"، فتكونت مجموعته الأولى من 27 كينياً، و2 روديسيين، و4 تنجانيقا، وموزمبيقي، 3 أوغندا،2 من مالاوي، 2 من زنجبار فكان نواة الجيش الخاص لأوكيلو من 42 مرتزقاً، عندما بدأ هجومه وصل عددهم نحو 1500رجل معظمهم من الشباب ما بين 20-30 لا يعملون(ص 95).

أدى الغزو الأجنبي لزنجبار عام 1964 إلى تغيير جوهري في من يحكمون جمهورية زنجبار وبمبا، حيث انتهى حكم العمانيين الذي استمر نحو ثلاثة قرون منذ مجيئ اليعاربة لمحاربة البرتغال بعد استنجاد إمارات شرق إفريقيا بهم في الستينيات من القرن السابع عشر الميلاديالحقيقة أن هناك اختلافاً في عدد الذين قتلوا، واحتجزوا، كذلك في أعداد اللاجئين نتيجة الانقلاب الموجه ضد العرب، فتم نهب محلاتهم، وأصبحت كلمة عربي مبرراً لرجال أوكيلو للقتل، والنهب واغتصاب النساء فيقول بترسون: " أثناء الأحداث إن مع نهاية الأسبوع الأول من اندلاع الحرب فر أكثر من 2000عربي من زنجبار إلى المخيمات، وكانت أوضاع المخيمات سيئة للغاية ومرعبة"، فما تعرضوا له إبادة جماعية لكونهم عرب، فقتل حوالي 5000 في أحداث زنجبار أغلبهم من العرب، وشرد من العرب مثلهم.(ص106)

بحسب الكاتب كان العرب يساقون جماعات إلى القتل والاعتقال من قبل رجال أوكيلو، ويقول: "إن عدد القتلى زاد عن عشرين ألف عربي، ويوضح كيف كان رجال أوكيلو يجمعون جثث الموتي في سيارات النقل، ويرمونها في المقابر الجماعية كالقمامة، وأوضح تجاهل وسائل الاعلام، وحقوق الإنسان والأمم المتحدة للمذبحة، يضيف الكاتب" لجأ العديد من الأفراد إلى ممبسة، ثم إلى دار السلام في البر الإفريقي، وكانت حكومة كينيا مستعدة لنقل اللاجئين، ولقد وصل السلطان وحاشيته إلى ممبسه على سفينة السيد خليفة بشكل غير معلن، وكانت الحكومة الكينية سريعة الإدراك أن حضور السيد السلطان ربما يستفز المجموعة العربية هناك"، ومن ثم وافقت الحكومة الكينية على أن تحمل السلطان سفينة إلى لندن بتاريخ 17يناير عام 1964م، وحصل السلطان وأسرته على حق اللجوء السياسي شرط عدم المقاومة وأو العودة إلى زنجبار مدى الحياة.(ص106)

ارتبط الموقف الأمريكي من انقلاب عام 1964م بما عرف الحرب الباردة، ففي عام 1960م حققت الشيوعية نجاحاً في الجزائر، وكوبا، وشمال فيتنام، وأصيبت الولايات المتحدة بالقلق من انتشار الاشتراكية في زنجبار، وسبق وأن حصلت على موافقة بريطانيا في إقامة قاعدة صواريخ أمريكية لوكالة ناسا الأمريكية في زنجبار، واعترفت الولايات المتحدة الامريكية بدولة زنجبار الجديدة بزعامة عبيد كارومي  1964م، كما سارعت إسرائيل بالاعتراف بزنجبار(ص122)

أدى الغزو الأجنبي لزنجبار عام 1964 إلى تغيير جوهري في من يحكمون جمهورية زنجبار وبمبا، حيث انتهى حكم العمانيين الذي استمر نحو ثلاثة قرون منذ مجيئ اليعاربة لمحاربة البرتغال بعد استنجاد إمارات شرق إفريقيا بهم في الستينيات من القرن السابع عشر الميلادي، ثم أسرة البوسعيد في النصف الأول من القرن الثامن عشر إلى 12/1/1964م، إذ قامت بريطانيا دور في القضاء على هذه الأسرة، ومساعدتها أوكيلو على الانقلاب ومساهمة إسرائيل في القضاء على الحكم العربي في زنجبار حيث قامت بمساعدة المتمردين بالمال والسلاح من أجل القضاء على الدولة التي كانت تسعى لإقامة علاقات مع الرئيس عبد الناصر العدو اللدود لإسرائيل ولتقويض الدولة المصرية(134ص)

أشاعت بريطانيا الدعاية المغرضة ضد العرب لزرع بذور الحقد، والكراهية ضدهم، وإظهارهم على أنهم تجار رقيق، وصنعوا تماثيل توضح أن العربي يجر الأفريقي بالسلاسل إلى سوق الرقيق بالإضافة إلى أنهم وحدهم ملاك الأراضي، ومزارعي القرنفل والصفـوة، وأن الأفارقة لا يجدون طعاماً ولا فرص عمل.

كما قدمت الحكومة الإسرائيلية الدعم المالي والأسلحة لأوكيلو الأوغندي الأجنبي ورجاله عن طريق مكتب رجل الأعمال اليهودي ميشا فينسيبر،  وحزب نيريري في تنجانيقا بواسطة أوسكار كمبونا السكرتير العام لحزب تنجانيقا القومي، الذي كان صديق شخصي لعبد الله قاسم هانجا(كان على علاقة بإسرائيل عبر السفارة الإسرائيلية في دار السلام)، الذي سافر إلى الجزائر واقنع أحمد بن بلو رئيس الجزائر آنذاك لتزويده بالأسلحة لسبب ظاهري وهو استخدامها تحت قيادة لجنة الحرية التي كان رئيسها، وبالفعل أبحرت سفينة محملة بالأسلحة اسمها ابن خلدون ليلة الانقلاب بالإضافة إلى الأسلحة التي جاءت من إسرائيل إلى السفارة الإسرائيلية في دار السلام.

تكمن أهمية هذه الدراسة في أنها دراسة وثائقية تتناول أحداث 1964 م في زنجبار متعددة المصادر تعالج التشويه الذي تم لما حدث، وقلب الحقائق خاصة الدراسات الغربية عن الأحداث، كما اعتمد الباحث على ملفين من الأرشيف البريطاني، ووثائق المخابرات الأمريكية عن تلك الأحداث.

يختم الكاتب دراسته بقوله: "هذه صفحة مهمة من صفحات التاريخ العربي الحديث والمعاصر والتخطيط الغربي للقضاء على ما هو عربي وإسلامي ومحاولة القضاء على الدول العربية الواحدة تلو الأخرى. وضرب المناطق الحيوية والغنية في الدول العربية. ومن عجائب القدر أن العرب الذين قادوا الحركة الوطنية وسعوا لاستقلال زنجبار أن يكون جزاؤهم القتل والتشريد ويهجروا من بلادهم التي سعوا إلى تحريرها".

إقرأ أيضا: كيف انتهى الحكم العماني في شرق أفريقيا؟ كتاب يجيب (1من2)

مقالات مشابهة

  • عمرها ألف عام قبل الميلاد.. الشريف محمد الحسني يوضح أهمية النقوش المسندية المكتشفة بجدة
  • تعرف على تفاصيل وموعد حفل أحمد سعد الجديد فى دبى
  • وول ستريت جورنال: مئات العناصر من حزب الله كانوا تسلموا أجهزة اتصال جديدة قبل التفجيرات
  • إصابة 10 عناصر من حزب الله في لبنان بعد انفجار أجهزة اتصال لاسلكي كانوا يحملونها
  • وأهل مكة كانوا يحتفلون
  • في ذكرى ميلاده.. سبب تسمية الشيخ الحصري بـ«المعلم الأول»؟
  • كيف انتهى الحكم العماني في شرق أفريقيا؟ كتاب يجيب (2 من2)
  • كيف انتهى المطاف بعملاق التجسس الأمريكي تائهاً في اليمن وما الذي يبحث عنه؟
  • تسمية 14 طبيباً رؤساء للكليات في «كيمز»
  • بنزيما: الجماهير كانوا رائعين ونحن قاتلنا من أجلهم .. فيديو