الرواشدة : لا خير فينا إن لم نقلها
تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الأردن عن الرواشدة لا خير فينا إن لم نقلها، صراحة نيوز حسين الرواشدةبأمر القرّاء الأعزاء ، أستأنف الكتابة ، بعد انقطاع لعدة أيام ، أُعيد التذكير، لمن يهمه الأمر، بقاعدة ذهبية .،بحسب ما نشر صراحة نيوز، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات الرواشدة : لا خير فينا إن لم نقلها، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
صراحة نيوز- حسين الرواشدةبأمر القرّاء الأعزاء ، أستأنف الكتابة ، بعد انقطاع لعدة أيام ، أُعيد التذكير، لمن يهمه الأمر، بقاعدة ذهبية ،التزمتُ بها على امتداد مسيرة الحرف التي تجاوزت 40 عاما : لا كتابة تحت الوصايات والمزايدات .
نحن -الكتاب والصحفيين الأردنيين، أو من تبقى منهم على قيد الكتابة، – بلغنا سن الرشد الوطني ، وحروفنا تشرق من شمس الأردن ، ولا تضيء قناديلها إلا من شجرة مباركة ، زيتونة لا شرقية ولا غربية، لدينا “قضية اردنية” تطاردنا كحلم جميل، نفيق عليها مع فنجان قهوتنا بالصباح ، لا ننتظر من يوزع علينا الطرود والمواعظ الوطنية ،ولا من يخوّفنا من التيه والنوم بين المقابر ، أرواحنا ،قبل حروفنا، نبذلها كُرمى للبلد ، بلا منّة ولا مزاودة.
لا خير فينا، نحن الجيل الذي أوشك أن يودع المهنة ، إن لم نقل لابنائنا الشباب الذين يصعدون اليوم سلم الصحافة: نرجوكم ، كونوا أحرارا ، لا تسمعوا إلا لصوت ضمائركم ،وحدها هي الدليل فصدقوها، ولا تسمحوا لأحد أن يكسر أحلامكم، وحدها هي اليقين فاحذروا أن تستقيلوا منها ، ولا تلتفتوا إلا للمسؤولية المهنية والأخلاقية التي اقسمتم عليها.
أنتم صوت الناس وصدى أنينهم، وملجؤهم ، ورسولهم لكل مسؤول بإدارات الدولة، فلا تخذلوهم ،ولا تقايضوا على معاناتهم، هؤلاء رأسمالكم و رصيدكم ، ومصدر اعتزازكم، لا قيمة لكم بدون اعترافهم ومحبتهم ، ودعمهم الدائم.
أعرف ،تماما، ان مهمتكم صعبة ، فالتشريعات تحاصركم، والذين لا يعرفون قيم الدولة لا يفكرون إلا بمعاقبتكم، البعض يريدكم أن تظلوا ظلا له ، أو أن تصفقوا لإنجازاته الوهمية، آخرون يحاولون أن يفسدوا ذمتكم الصحفية ، لتصبح الوجه الآخر لفسادهم .
أعرف، أيضا ، انه لا ظهر لكم في هذا الواقع الصحفي ، الذي اصبح الجميع يبحث فيه عن رغيف الخبز وراتب آخر الشهر ، بدل أن يبحث عن الحرية والاستقلالية ، لكن مع ذلك كله، أراهن عليكم ، و أدرك تماما انكم ستكونون أفضل منا، ومن اقلامكم سيطلع فجر الاعلام الحر ، و عليها ستنكسر تابوهات وخرافات ، أورثتنا ما نحن فيه من عجز وخيبة.
لا خير فينا ، أيضا، إن لم نصارح الأردنيين بأننا أخطأنا ،أحيانا ، بحقهم، و أن بعض اعلامنا خذلهم، ونطلب منهم الصفح والسماحة ، ثم نعاهدهم أن نكون صوتهم الحر ، ومنابرهم التي تعبر عن قضاياهم وطموحاتهم .
نحن -الكتاب والصحفيين -خرجنا من رحم المعاناة التي تعيشونها ، واخترنا أن نكون ناطقين باسمكم، وممثلين للضمير العام الذي هو أنتم ، فاقبلوا ان نقوم بهذه المهمة ، وامنحونا القوة على الصبر والصمود ، واضربونا على ايدينا ،كما يفعل الآباء مع أبنائهم، إن ولغت أصابعنا في موائد اللئام.
لا خير فينا إن لم نقلها بصوت لا يقبل اللجج : لا يمكن للإعلام أن يتحرك بالاتجاه الصحيح، إلا إذا توفرت له بيئة سياسية وتشريعية واجتماعية مفتوحة على فضاءات الحرية، وحق الحصول على المعلومة، كما لا يمكن للدولة أن تنهض بإعلام “الطبل ” ، او تشق طريقها نحو التحديث واعلامها في بيت الطاعة.
الإعلام الوطني الحقيقي يحمل رسالة الدولة وقيمها ، ويدافع عن وجودها و حدودها ، وهو جزء من إدارات الدولة ،لا مجرد عصا لها او جزرة ، واداؤه يُقاس على مسطرة المهنية والمسؤولية الحقه ، لا على مساطر المنافع والترضيات، او التوظيفات والوصايات.
لا خير فينا إن لم نكن صادقين مع بلدنا ،وقيادتنا ، وأهلنا ، حريصين على قول الحق ،مؤمنين بقدرتنا على تجاوز الصعب ،ومواجهة الغوائل والعاديات ، وجاهزي
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
الخاسر الذي ربح الملايين !
رغم مرور أيام على النزال الذي أقيم فـي تكساس بالولايات المتحدة بين الملاكم الشهير مايك تايسون ومنافسه الملاكم واليوتوبر، جيك بول، إلّا أنّ تداعياته ما زالت تشغل وسائل الإعلام، وقد تعرّض تايسون لانتقادات كونه دخل نزالًا خاسرًا سلفًا، فقد بلغ من الكبر عتيّا، بينما منافسه يصغره بأكثر من «31» عامًا، وجيك بول صانع محتوى وممثل، والأمر بالنسبة له زيادة أعداد متابعين، وشهرة وثراء، وخوض هذا اليوتوبر النزال يعني أنّ صنّاع المحتوى قادرون على دخول مختلف المجالات، لِمَ لا؟ وسلطة الإعلام الجديد بأيديهم! النزال، وها هو يوتوبر يعيد بطلًا من أبطال العالم للملاكمة لحلبة النزال بعد انقطاع بلغ «19» سنة! والواضح أن تايسون دخل ليس بنيّة الفوز، بل لكسب المال، بعد أن مرّ بأزمات عديدة، وتراكمت عليه الديون، خصوصا أن هذه النزالات تدرّ على المتبارين مبالغ طائلة، يجنونها من أرباحها، ويكفـي أنّ سعر تذكرة كبار الزوار بلغت مليوني دولار، ولنا أن نتخيّل الأموال التي كسبها القائمون على هذا النزال الذي أعاد إلينا أمجاد الملاكم محمد علي كلاي وهناك عدّة نقاط تشابه، بين كلاي وتايسون، فكلاهما من ذوي البشرة السمراء ونشآ فـي ظروف صعبة بمجتمع عنصري، وكلاهما أعلن إسلامه وانتماءه لقضايا كبرى، فكلاي رفض انضمامه للجيش الأمريكي أيام حرب فـيتنام عام 1967م ودفع ثمن موقفه غاليا، فقد أُنتزع منه لقب بطل العالم للوزن الثقيل، وكان نجمه قد لمع بدءًا من عام 1960 عندما حصل على ذهبية الوزن الثقيل فـي دورة روما الأولمبية 1960، فـيما لف تايسون جسمه بعلم فلسطين، وكلاهما عاد ليجرب حظّه بعد توقف، مع اختلاف النتيجة، فكلاي عاد للملاكمة فـي 30 أكتوبر 1974، فـي زائير (جمهورية الكونغو) بعد انقطاع عن خوض النزالات والتدريب استمرّ سنوات، ليخوض نزالًا أمام جورج فورمان الذي يصغره بسبع سنوات (فورمان ولد عام 1949م فـيما ولد كلاي عام 1942م)، وصار النزال حديث الناس، فأسمته وسائل الإعلام «قتال فـي الغابة»، وُعدّ أعظم حدث رياضي فـي القرن العشرين، شاهده حوالي مليار مشاهد، فـي وقت لم تكن به فضائيات ولا وسائل تواصل اجتماعي، وحقّق إيرادات بلغت 100 مليون دولار فـي ذلك الوقت، لكن نهاية النزالين كانت مختلفة، فقد انتهت مباراة مايك تايسون (58 عامًا) مع جيك بول الملاكم واليوتوبر (27 عامًا)، بهزيمة تايسون بالنقاط، فـي الجولة الثامنة، فـيما تمكّن محمد علي كلاي من إلحاق الهزيمة بفورمان بالضربة القاضية فـي الجولة الثامنة، فـي مباراة أبهرت العالم، يقول فورمان: إنه كاد أن يحقّق الفوز لولا أن كلاي همس بأذنه «أهذا كل ما لديك؟» فأثار فـي نفسه الرعب، وتغيّرت موازين المعادلة، فقد هزمه نفسيا قبل أن يهزمه على حلبة النزال، فكسب القتال، واستعاد اللقب وصار حديث الناس ومنهم الشعراء، ومن بينهم الشاعر محمد مهدي الجواهري الذي كتب فـي عام 1976 م قصيدة عنوانها «رسالة إلى محمد علي كلاي»: شِسْع لنعلِك كلُّ موهبةٍ وفداء زندك كلُّ موهوبِ كم عبقرياتٍ مشت ضرمًا فـي جُنح داجي الجنْحِ غِربيب! يا سالبًا بجماع راحتيه أغنى الغنى، وأعزَّ مسلوبِ شِسْعٌ لنعلِكَ كلُّ قافـيةٍ دوّت بتشريق وتغريبِ وشدا بها السُّمار ماثلةً ما يُفرغُ النَّدمان مِن كوبِ وفـيها سخرية من العالم الذي يمجّد القوّة، ولا يرعى الموهوبين، فالجواهري، كما يقول الباحث رواء الجصاني: كان يحسب ألف حساب فـي كيفـية تسديد إيجار شقة صغيرة فـي أثينا، وكان لا يملك الكثير لتسديد الإيجار وفجأة يقرأ أن كلاي ربح الملايين من الدولارات لأنه أدمى خصمه»! أمّا تايسون، فقد عاش سنوات المجد، فـي شبابه، وحمل لقب «الرجل الأكثر شراسة فـي التاريخ، الذي لا يهزم «كما وصفه زملاؤه الملاكمون، وحين عاد، عاد كهلا حتى أن منافسه أشفق عليه وصرّح أنه كان يستطيع أن يوجّه إليه لكمات موجعة لكنه خشي أن يوجّه إليه مثلها ويحتدم الصراع! وهذا يعني وجود اتفاق ضمني بأن يستمر النزال ثماني جولات وتحسم نقاط الفوز. وإذا كان العالم قد تذكّر كلاي بعد أن اعتزل الملاكمة، وأصيب بمرض باركنسون (الشلل الرعاش)، فأسند إليه إيقاد الشعلة الأولمبية فـي دورة أتلانتا 1996 وعاد ثانية ليحمل العلم الأولمبي فـي دورة لندن 2012م، فقد كاد أن ينسى تايسون، فعاد لحلبة النزال ليذكّر العالم بنفسه، ولو بهزيمة وخسارة ثقيلة فـي نزال استمرّ لدقائق ربح خلالها (20) مليون دولار، وبذلك بطل العجب. |