“هل يجوز أداء الصلوات الفائتة بنية القضاء ونية السنة مثل صلاة الظهر؟”، سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية من خلال البث المباشر، اليوم الأحد، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

هل يجوز أداء الصلوات الفائتة بنية القضاء ونية السنة مثل صلاة الظهر؟

وقالت الإفتاء في ردها على السائلة: “الفقهاء تحدثوا في هذا الشأن وقالوا إن من صلى فريضة أو صام فريضة وصادف ذلك عادة اعتاد عليها، ومثلوا لذلك برجل اعتاد تحية المسجد وصادف صلاة فريضة فأداها قالوا بأن ذلك يجزئه”.

وشددت على أن السائلة الكريمة تنوي صلاة الظهر الفائت والله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه الواسع له الأجر والثواب، وإن أمكن أداء الفائتة والسنة كان أفضل.

عقوبة تارك الصلاة في القرآن

الصلاة ركن من أركان الإسلام، ومنـزلتها من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، وقد عني الإسلام في كتابه وسنته بأمرها، وشدد كل التشديد في طلبها؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾ [النساء: 103].

وقد حذر أعظم التحذير من تركها، فالصلاة عمود الدين، أي: كمثل العمود للخيمة، ولا تبقى الخيمة قائمة بدون عمود، فكذلك لا يستقيم الإسلام بدون صلاة.

جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».

وقد بلغ من عناية الإسلام بها أن أمر المسلمين بالمحافظة عليها في الحضر والسفر، والأمن والخوف، والسلم والحرب، حتى عند اشتداد الخوف حين يكون المسلمون في المعركة أمام العدو؛ قال تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لله قَانِتِينَ ۞ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 238-239]، أي: فصلوا حال الخوف والحرب، مشاة أو راكبين كيف استطعتم، بغير ركوع ولا سجود، بل بالإشارة والإيماء، وبدون اشتراط استقبال القبلة؛ للضرورة هنا؛ قال تعالى: ﴿وَللهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 115].

وتابعت الإفتاء: “ما نراه من منكر عظيم يقع لكثير من الناس، يتمثل في تركهم للصلاة التي هي بهذه المكانة، فلا يعدو أن يكون لأحد أمرين: إما جحودًا لها، وإما تكاسلًا عنها، فتارك الصلاة إن كان منكرًا لوجوبها فهو كافر بإجماع المسلمين خارج من ملة الإسلام؛ لأنها من المجمع عليه المعلوم من الدين بالضرورة، إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام ولم يخالط المسلمين مدة يبلغه فيها وجوب الصلاة عليه”.

ويقول الإمام النووي في "المجموع": [إذا ترك الصلاة جاحدًا لوجوبها، أو جحد وجوبها ولم يترك فعلها في الصورة فهو كافر مرتد بإجماع المسلمين ... ويترتب عليه جميع أحكام المرتدين، وسواء كان هذا الجاحد رجلًا أو امرأة، هذا إذا كان قد نشأ بين المسلمين، فأما من كان قريب العهد بالإسلام أو نشأ ببادية بعيدة من المسلمين بحيث يجوز أن يخفى عليه وجوبها، فلا يكفر بمجرد الجحد، بل نعرفه وجوبها، فإن جحد بعد ذلك كان مرتدًّا] اهـ.

وأما إن ترك الصلاة تكاسلًا مع اعتقاده وجوبها -كما هو حال كثير من الناس- فإنه لا يكفر، بل يفسق ويستتاب من قِبل القضاء، وإلى هذا ذهب مالك والشافعي -راجع: "منح الجليل شرح مختصر خليل" (1/ 195، ط. دار الفكر)، و"مغني المحتاج" للخطيب الشربيني (1/ 612، ط. دار الكتب العلمية)- وجماهير السلف والخلف، ودليلهم عموم قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾ [النساء: 48]، فالآية تثبت أن الذنب الوحيد الذي قطع الله عز وجل بعدم غفرانه هو الشرك بالله، أما ما دون ذلك فقد يغفره الله، وترك الصلاة تكاسلًا دون جحود ذنب دون الشرك بالله.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلاة أداء الصلوات الفائتة صلاة الظهر الإفتاء تحية المسجد تارك الصلاة

إقرأ أيضاً:

«الإفتاء» توضح حكم التشارك في الطعام والشراب في إناء واحد

الطعام والشراب من الأساسيات في حياة الإنسان، وقد يحب البعض الأكل أو الشرب بمفرده، وقد يحب المشاركة في الطعام، فالنفس البشرية تختلف من شخص لآخر، ولكن ما حكم التشارك في الطعام والشراب في إناء واحد، وفي هذا الإطار نستعرض لكم الحكم الشرعي للمسألة وفقا لرأي دار الإفتاء المصرية.

حكم التشارك في الطعام والشراب في إناء واحد

قالت دار الإفتاء المصرية، إن السُنة النبوية أكدت جواز التشارك في الطعام والشراب في إناء واحد، مستدلين بفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الكرام بالتشارك في نفس الإناء، ومن أشهر هذه الحوادث ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، حينما مر على جمعٍ من أهل الصفة وسقاهم لبنًا من قدحٍ واحد بأمر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، الذي شرب من الفضلة في نهاية الأمر، كما ورد في «صحيح البخاري».

آداب الطعام والشراب

وأشارت دار الإفتاء، في إطار إجابتها على سؤال ما حكم التشارك في الطعام والشراب في إناء واحد، إلى أن هذا الفعل النبوي يوضح مشروعية التشارك في الطعام والشراب من نفس الإناء، ما دام يتم ضمن ضوابط شرعية واجتماعية تضمن احترام مشاعر الآخرين.

وأوضحت الدار أن الإسلام أكد في هذا السياق أهمية مراعاة آداب الطعام والشراب، حيث وجَّه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمر بن أبي سلمة عندما كان يأكل معه قائلاً: «يَا غُلَامُ: سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِك، وَكُلْ مِمَّا يَلِيك»، وهذا التوجيه النبوي يشدد على ضرورة الالتزام بآداب المشاركة وعدم إيذاء الآخرين خلال تناول الطعام.

حالات خاصة لا تقتضي التشارك في الطعام والشراب

وأكدت دار الإفتاء في سياق حديثها عن حكم التشارك في الطعام والشراب في إناء واحد، أنه رغم الجواز الشرعي، إلا أن هناك استثناءات لبعض الحالات الخاصة التي تقتضي الانفراد بإناء خاص، فعلى سبيل المثال، في حالة العزوف النفسي عن التشارك أو إذا كانت هناك مخاوف صحية مثل انتقال العدوى، يجوز للشخص أن يأكل أو يشرب بمفرده، مشيرة إلى أن الشرع شدد في هذه الحالات على ضرورة حماية صحة الإنسان، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ» رواه الإمام مسلم.

مقالات مشابهة

  • الشيخ الفيزازي: نصر الله عدو للمغاربة ولا يجوز الترحم عليه
  • «الإفتاء» توضح حكم التشارك في الطعام والشراب في إناء واحد
  • حكم أداء صلاة الفجر بعد شروق الشمس (فيديو)
  • ما هو حكم الخلع في الإسلام؟.. «الإفتاء» توضح الشروط والحقوق للرجل والمرأة
  • الفيزازي: نصر الله قاتل المغاربة ولا يجوز الترحم عليه
  • ظاهرة الإسلاموفوبيا.. عقود من معاناة المسلمين في بلاد الغرب
  • مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 30-9-2024 في محافظة البحيرة
  • «الإفتاء» توضح حكم تناول مأكولات أو مشروبات بعد الوضوء.. هل يبطلها؟ (فيديو)
  • بعد أزمة مؤمن زكريا.. هل للسحر حقيقة وتأثير في الواقع.. الإفتاء توضح
  • تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم الأحد 29-9-2024 في محافظة البحيرة