حرب التجهيل.. ما مصير العام الدراسي الحالي في قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
انقطع طلاب قطاع غزة عن الدراسة مع بداية حرب الإبادة الإسرائيلية الحالية التي ستدخل شهرها السادس، وذلك بعد نحو شهر فقط من بداية الفصل الأول للعام الدراسي 2023 - 2024.
ويواجه الطلاب خطر فقدان العام الدراسي بشكل كامل مع استمرار الحرب وفقدان عدد كبير من المدارس والمراكز التعليمية بسبب الاستهداف الإسرائيلي المباشر.
وقال وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد للشؤون التعليمية، بغزة، محمود مطر: إن "العام الدراسي على المحك وأوضاعه مرتبطة بقرار وقف الحرب، وطالما استمرت هذه الحرب والجرائم ضد الشعب الفلسطيني، لا يمكن الحديث عن مصير العالم الدراسي أو استئناف الدراسة".
وأكد مطر لـ"عربي21" أنه جرى وضع خطة الوزارة مع العديد من الشركاء سواء كانت وكالة الغوث أو المؤسسات الدولية تتضمن العديد من السيناريوهات الخاصة بمصير العام الدراسي لكنها كلها مرتبطة بوقف الحرب.
وكشف أن هناك عوامل أخرى تمنع الاستئناف، منها أوضاع المدارس وعدم توفر الكتب، والأوضاع النفسية سواء للمعلمين والطلاب، إضافة للأمور اللوجستية العديدة، قائلا: "هذه كلها عوائق إضافية أمام استئناف الدراسة بجانب استمرار الحرب وهي العائق الأكبر".
وأوضح "بعد الحرب هناك عدة خيارات تضمن عدم ضياع العام الدراسي على الطلبة حتى لو انتهت الحرب بعد أسابيع قصيرة أو شهور طويلة"، مشيرا إلى أن "قرار استئناف الدراسة مركب ومعقد وهناك متطلبات عديدة من أجل ويوجد اتخاذه".
وذكر "تواصلنا منذ شهور مع العديد من الجهات حول احتياجات الوزارة ووكالة الغوث لتهيئة المدارس أو حتى أماكن للتعلم نظرا لأن أوضاع المدارس الحالية لا تسمح لاستئناف الدراسة فيها بعد الحرب مباشرة، لكن الخطط الموضوعة تسمح بعودة العملية التعليمية بعد الحرب ولو بشكل جزئي".
وعن أعداد الشهداء من الطلاب والمعلمين، أكد الوكيل محمود مطر أنه "لا يمككنا حتى الآن حصر أعداد الشهداء والجرحى والمصابين وحتى المعتقلين في صفوف المدرسين والطلاب حتى الآن سواء من وزارة التعليم أو من التابعين لوكالة الغوث والمدارس الخاصة، لكن الحديث يدور حول المئات من أفراد الطاقم التدريسي والآلاف من الطلاب، سواء من مرحلة رياض الأطفال حتى مراحل التعليم الجامعي".
ولفت إلى وهذا أن هذا تحدي آخر كبير أمام الوزارة في سبيل إعادة العلمية التعليمية.
كما كشف أن أوضاع المباني المدرسية كارثية، وبحسب المسح والإحصاء الأولي فقد جرى تضرر 85 بالمئة من المدارس ما بين تدمير كلي أو جزئي، والعدد المتبقي يستخدم كمراكز لإيواء النازحين، موضحا أنه جرى "استخدام ساحات العديد من المدارس كمقابر جماعية لدفن الشهداء".
وبين مطر أنه حال تم القرار باستئناف الدراسة سيتم اللجوء إلى الغرف المتنقلة أو المؤقتة أو حتى الخيام على أضعف تقرير، مضيفا "طلبنا من العديد من المؤسسات غرف صفية متنقلة أو خيام تكون مجهزة لاستناف الدراسة، لكن مستقبلا نحن بحاجة لإعادة بناء المدارس بشكل فعلي".
وحذر أن من أهداف الحرب الحالية هو "تجهيل الجيل الفلسطيني الحالي، وانقطاع الطلبة لفترات طويلة عن الدراسة أثر ويؤثر على مستواهم التعليمي والنفسي".
وأكد أن "هذا الجيل تعرض لأزمات متعددة متواصلة منها تكرر الحرب أو التصعيد بشكل سنوي إضافة لفترة جائحة كورونا التي أثرت على الطلاب قبل اللجوء الى منصات التعليم الإلكتروني عن بعد".
وأشار إلى أن هذه الحرب "لا تسمح بوجود بدائل تعلمية عن بعد حاليا والطلاب منقطعين عن الدراسة وفقدوا كل شيء من كتب وفقدوا حتى بيوتنهم وأنفسهم".
وأكد "هناك خطورة حول مخطط تجهيل الجيل وهذا يتكلب العمل بشكل كبير جدا بعد الحرب لمحاولة إيجاد خطط تعويضية عن هذا الانقطاع ويجب تكاتف كل الجهود للنهوض بقطاع التعليم مرة أخرى".
وشدد "شعبنا لديه إصرارا كبيرا ولديه رغبة كبيرة بالتعلم، كشافا "يصلنا يوميا استفسارات كثيرة من أولياء الأمور حول مصير العام الدراسي وأوضاع أبناءهم التعليمية رغم الظروف الصعبة وغير المسبوقة التي يمرون بها".
وارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ نحو 5 أشهر، إلى "30 ألفا و410 شهداء و71 ألفا و700 مصاب"، وفق وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع.
وفي إحصاء يومي لوزارة الصحة، بالتزامن مع مرور 149 يوما على بدء العدوان على غزة، ذكر تقرير أن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 9 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 90 شهيدا و177 مصابا خلال الـ 24 ساعة الماضية"
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة العام الدراسي الفلسطيني فلسطين غزة العام الدراسي المدراس المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العام الدراسی العدید من بعد الحرب
إقرأ أيضاً:
تقرير: الحرب تخطف فرحة العيد في غزة .. قصص من مخيمات النزوح
حكمت الصري "عمان": قالت ايناس حسن (32) عامًا، وهى تحمل بيدها بعض الأدوية لطفلها الذى تدهورت حالته الصحية بعد اصابته في قصف خيمتهم في بيت حانون شمال قطاع غزه الاسبوع الماضي " يحلّ على العالم الإسلامي عيد الفطر المبارك، لكنه لم يعد العيد الذي يجلب الفرح والسعادة في قلوبنا في غزة في ظل استمرار الحرب والنزوح ، مجىء العيد يقلّب مواجعنا ويضاعف آلامنا، هذا العيد الثالث الذي يأتي في ظل الحرب ، لا سلع ولا رواتب ولا ملابس لاطفالنا الصغار الذين باتوا ضحية لهذه الحرب التى قتلتهم وقتلت أحلامهم وامالهم ومستقبلهم ".
وأضافت إيناس وقد بدت على وجهها علامات التعب والحسرة وهى تنظر الى طفلها الذي يبلغ من العمر خمس سنوات وهو ملقى على سرير مستشفى الاندونيسي يئن ويتألم بعد أن بترت قدمه بسبب القصف ؛ لتصف كيف كانت تستقبل العيد بتحضير الكعك والمعمول وشراء الملابس لأطفالها.
"حالياً حُرمنا من معنى الحياة ، حرمنا من الشعور بالأمان لا نعلم إن كان سيأتي العيد ونحن على قيد الحياة في ظل القصف المتواصل والجوع الشديد ، لقد حٌرمنا نحن واطفالنا من أن نكون بخير ، الحرب أتعبتنا لدرجة أننا نسينا معنى أن نكون بخير".
وتابعت حديثها بالقول : "غزة دمرت وبيوتنا دمرت وعائلاتنا تشتت وفقدنا الكثير من الأهل والأحبة، لا أحد في غزة بخير ولا مكان لجملة كل عام وأنت بخير، فنحن لسنا بخير ، انظري الى طفلى الذي كان يحلم بشراء ملابس العيد ، أيعقل ان يعيش حياته مبثور القدم بسبب الحرب ؟ أي مسقبل ينتظره ؟!".
ساد الصمت المكان وبكت العيون على الحال الصعب الذي وصل إليه سكان قطاع غزة، الذين عاشوا ما بين ويلات الحرب والدمار والنزوح والإبادة والتجويع.
أن الاحتفال بأي مناسبة في غزة توقف منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث قضى العدوان الإسرائيلي على فرحة الناس في استقبال كل المناسبات أو المواسم، بسبب القلق والفقد، وبسبب الحرمان وتردي الأوضاع الاقتصادية.
لكن مع توقيع اتفاق التهدئة في 19 يناير 2025، وعودة الهدوء الى قطاع غزة ، عاد النازحين من شمال قطاع غزة الى بيوتهم المدمرة ، وحاولوا رغم الدمار والخراب الذي خلفته الحرب، بدايه حياتهم من جديد بالتزامن مع تدفق الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى قطاع غزة، ادى ذلك الى انخفاض أسعار بعض السلع؛ غير أن هذا الانخفاض لم يدم طويلاً، حيث عادت الأسعار إلى الارتفاع بشكلٍ حادّ بعد إعادة إغلاق المعابر من قبل الاحتلال خلال التصعيد العسكري للجيش الإسرائيلي على القطاع ، ارتفاع أسعار السلع الأساسية خلال هذه الأيام تسبب بنقص حادّ في الإمدادات. هذا النقص في السلع انعكس بشكل مباشر على حياة السكان الذين يعانون تدهور اقتصادي كبير جرّاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي امتدت خمسة عشر شهرًا.
ومن وجهة نظر ام حسام السيد (55) عامًا ، فإن موسم عيد الفطر كان مرتبطاً بشراء الملابس الجديدة للأطفال وتزيين المنزل وصناعة الكعك والاكلات الشعبية الفلسطينية ، قالت وهى تجلس أمام خيمتها ، داخل مخيم يعج بالنازحين " هذا العام الوضع مختلف، فالأسعار مرتفعة للغاية، والمصاريف تزداد بشكل كبير، إلى جانب القصف والخوف الذي يجعل من الصعب التفكير في أي تجهيزات احتفالية تخص العيد ، عشنا شهر رمضان ونحن نعانى من التقشف والعوز ".
توقفت عن الحديث ثم أضافت بنبرة مليئة بالأسى: "في السنوات السابقة كنا ننتظر قدوم العيد، ونتجهز له ، كانت الأجواء مميزة ، كنا نتوجه للسوق، ونشتري الملابس ، اليوم نعيش أجواء مأساوية.. لسنا قادرين على استقبال العيد، ولا قدرة لنا على أن نكون بخير".
على مقربة من خيمتها كان يقف السيد زياد عرفات (54) عاما ، الذي يعمل مسعف منذ اليوم الأول للحرب على قطاع غزة ، وقد لخص بعبارات يائسة من فم أب راحت منه أسرته في شهور الحرب.
يقول: "أيام ونستقبل العيد ووضعنا مأساوي ومصيرنا مجهول لا نعلم ما القادم، ولا ندري ما الذي ينتظرنا ، بت وحيدًا بدون اسرتي ، بقيت ذكرياتهم الجميلة وضحكاتهم التى لن انساها ".
اضاف هو يقلب بعض صور احفاده عبر هاتف يحمله في يده : " كنت على رأس عملى داخل المستشفى عندما توجهت الى مكان القصف في بيت لاهيا ، كنت اتلقى العنوان من زميلى وانا اسير بالاسعاف مسرعًا لإنقاذ المصابين، تفاجأت اننى اقف امام منزلى المدمر بالكامل وفيه زوجتى وابنائي واحفادي ، كنت احاول انقاذ حياتهم لكنهم غادروا جميعًا وتركوني وحيدًا ، لا أحد في قطاع غزة بخير ، نحن ننتظر مصيرنا المجهول. فقدنا أحبتنا وبيوتنا، سنفتقد أجواء العيد وصلاة العيد، فقدت دفء العائلة وعيدية الأطفال وأصواتهم وفرحتهم بالعيد، وشراء الملابس وكعك العيد".
لم يكن حال الشاب عبود الحداد (31) عامًا بائع الملابس أفضل، فقد حُرق محل الملابس الذي كان يمتلكه بالكامل جراء القصف الإسرائيلي مما اضطره لفتح بسطه في السوق الشعبي بشارع عمر المختار.
وقد وصف عبود الوضع داخل السوق خلال الأسبوع الاخير من شهر رمضان قائلًا " اضطر لإغلاق بسطة الملابس قبيل أذان المغرب بسبب الأوضاع غير المستقرة، بعد ان فقدت كل شيء أصبحت مضطر للعمل فقط من أجل توفير قوت أسرتى واحتياجاتها الأساسية، أن التجهيز للعيد والأجواء المترافقة معه باتت خارج حسابات الأسرة بسبب الوضع الاقتصادي السيء" .
ويبين الحداد أنه بدأ بالعمل على البسطة بفعل عدم قدرته على ترميم محله التجاري خلال الفترة الحالية بسبب عدم استقرار الأوضاع إلى جانب الأسعار الخيالية لمواد البناء، موضحاً أن عمله الحالي لسد الرمق، ولا يتعلق بالموسم صاحب الاحتياجات والتجهيزات المختلفة. ويلقي تجدد الحرب في غزة بظلاله الثقيلة على موسم عيد الفطر لهذا العام، حيث تم تقليص التجهيزات وتضررت الأسواق بشكل كبير، جراء القصف ومشاهد الدمار، وما تلاها من أوضاع اقتصادية صعبة، ما أثر على الأجواء الاحتفالية المعتادة في الأيام العشرة الأخيرة من شهر الصوم.
وفي تصريح صدر عن برنامج الأغذية العالمي جاء فيه أن "الجوع يلوح في الأفق مرة أخرى في قطاع غزة مع بدء نفاد مخزونات الغذاء لدينا ".
وأضاف المصدر انه لم تدخل أي إمدادات غذائية إلى غزة منذ أكثر من 3 أسابيع ، وان المخزونات الغذائية كافية للأسبوعين المقبلين فقط. اضافة الي ان مئات الآلاف في غزة معرضون مرة أخرى لخطر الجوع الشديد وسوء التغذية.
فيما ورد في التصريح ايضا ان النشاط العسكري الواسع في غزة يعطل بشدة عمليات المساعدات ويعرض حياة عمال الإغاثة للخطر.
وفي سياق متصل أوضح المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا في تصريح صحفى له انه لم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة منذ أكثر من 3 أسابيع، وهذه أطول فترة يعيشها القطاع بدون أي إمدادات منذ بدء الحرب وان الآباء لا يستطيعون إيجاد طعام لأطفالهم والمرضى بلا دواء في غزة فيما يستمر منحى الجوع بالتزايد في غزة بينما يلوح في الأفق خطر انتشار الأمراض ويستمر القصــ.ـف الإسرائيلي فيما أكثر من 140 ألف شخص في غزة اضطروا إلى النزوح بسبب أوامر الإخلاء التي أصدرتها إسرائيل.
وحسب ما ورد عن وزارة الصحة بغزة فإن هناك ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 50,208 شهداء و113,910 إصابات وذلك منذ السابع من أكتوبر عام 2023