في مقالة مطولة نشرها مأرب برس للدكتور منصور عزيز الزنداني أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة صنعاء،عضو مجلس النواب .نائب رئيس البرلمان العربي سابقا، تحدث فيها حول حقيقة الصراع اليمني-الأمريكي في غزة والبحر الأحمر «الأسباب والأهداف والنتائج».

وقال الدكتور الزنداني ان امريكا سعت في تكوين حلف عسكري لعسكرة البحر الاحمر والعدوان على اليمن لأنه يمارس سيادته على مياهه الإقليمية ، ولأنها لم تجد من يؤيدها في عدوانها على اليمن سوى بريطانيا والبحرين وسيشل وكندا ، واستراليا التي شاركت معها بثلاثة ضباط لا غير .

واضاف: ''ولكي لا تظل أمريكا وحيدة أمام شعبها وأمام العالم في عدوانها غير القانوني وغير المبرر على اليمن ولضعف حجتها ، فقد عملت لأكثر من شهرين وهي تبحث عن حليف يُؤازرها في حربها فلم تجد سوى شقيقتها بريطانيا ، التي وافقت بمساندتها بعد تردد لتبييض مسألة العدوان الأمريكي على اليمن غير القانوني مما يجعل العدوان الأمريكي-البريطاني المشترك على اليمن شاهد آخر على العدوان الأمريكي الصهيوني البريطاني المشترك على غزة".

واكد الزنداني انه ووفقا للقانون الدولي من حق اليمن منع اي سفينة تجارية تابعة للعدو ومشتبه بها الابحار من مياهها الإقليمية ، حتى وان كانت لطرف ثالث محايد ، ومن باب أولى من حق اليمن منع السفن الحربية للعدو من الملاحة عبر المياه الإقليمية اليمنية ، وامريكا إنما أقبلت للبحر الأحمر ليس لأنها جاهلة في القانون الدولي وإنما من أجل حماية العدو الصهيوني .

الدكتور الزنداني اورد في مقالته مقارنة بين تحرك الدول لنصرة غزة يقول: "تحركت بعض الدول الإفريقية والبرلمان الافريقي لدعم غزة ، وتحركت بعض دول من أمريكا اللاتينية لدعم غزة أيضا ، وكان لهم شرف المبادرة والسبق العالمي في تعزيز مفاهيم العمل بالقانون الدولي واحترام قواعده قولاً وفعلاً ؛ وبهدف حماية السلم والأمن الدوليين . أما الدول العربية وحتى اليوم لازال بعضها يمر في حالة صدمة ( 7 ) أكتوبر 2023م الغزاوية ، فهي حتى الآن لم تستوعب ولم ولن تفهم ما يجري حولها.!".

واضاف: ''وللأسف أصابتها " صدمة غزة " في ذاكرتها ، حتى أنها لم تعد تعرف ما هي غزة وأين موقعها الجغرافي ؟! وما أهميتها للأمن القومي العربي؟! وعندما تدرك بعد حين أن غزة جزء من فلسطين ، ستكرر دول عربية نفس السؤال السابق : ــ هل فلسطين حقا عربية وهل هي فعلا جزء من الوطن العربي الكبير ؟ !!.

وعن وعي الشعوب بالقضية الفلسطينية يكتب الزنداني :"غير أننا نعلم يقينا والعالم كله يعلم ان غزة هي جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين العربية وشعبها هو جزء من الأمة العربية والإسلامية ، وان لم تقف الدول العربية اليوم وبحزم إلى جوار غزة في معركتها المصيرية ، فعليها أن تفتح المجال امام شعوبها وسترى تلك الحكومات أن الشعوب العربية الحرة ستتقاطر بالملايين إلى غزة والى كل فلسطين لتحريرها من الكيان الصهيوني المحتل ، وذلك لأن الشعوب العربية تدرك ان القضية الفلسطينية هي قضية عادلة ، وان ما يجري في غزة الآن هو تفريط بفلسطين وتفريط بالأمن القومي العربي وكذلك تفريط بالأمن القُطري لكل دولة عربية" .

وقال الدكتور الزنداني ان الجامعة العربية هي الأخرى لم تقوم بواجبها تجاه ما يجري في غزة ، ولم يكون لها موقف صلب في مواجهة الحرب الصهيو-صليبية عليها غير بعض البيانات والتصريحات التي لا تقدم ولا تؤخر من قبل مسؤوليها . ولذلك نؤكد ونطلب من الجامعة العربية ، ونقول : خير لها أن تجمد نفسها وتغلق أبوابها ، حيث لا فائدة ببقائها ، وهي في عجزها وصمتها ودورانها حول نفسها لم تعد قادرة على تمثيل تطلعات الأمة العربية ، ولم يعد لها من مهام تذكر بعد أن تحولت إلى نادي سياسي ثقافي يشارك بطريقة غير مباشرة في خذلان شعب عربي يتعرض لجريمة الإبادة الجماعية كاملة الأركان ويتعرض للتهجير القسري من ارضه ظلما وعدوانا ليستكمل العدو الصهيوني بذلك استعماره لكل فلسطين .

اما عن الدول الإسلامية فيخص الزنداني بالذكر، تلك الدول ذات التأثير الدولي والإقليمي ، مضيفا''إن لم يكون لها موقف يرتقي إلى مستوى التحدي الوجودي الذي تواجهه غزة والشعب الفلسطيني من قبل الكيان الصهيوني والتحالف الغربي ، فلا حاجة لها أيضا في المستقبل العربي والاسلامي ، لأنها لم تقم بدورها المأمول عندما يكون الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية يتطلعون إليها لنصرة إخوانهم في غزة وهي لم تعمل شيء يذكر" .

وتابع: "للأسف أن بعض الدول العربية والإسلامية تحولوا إلى أعداء للمقاومة الفلسطينية ، وهم لا يخفون ذلك حيث يُوصمون أعمال المقاومة بالإرهاب كي يبررون العدوان الامريكي وعدوان الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الذي لازال يقاوم الاستعمار والاحتلال لأرضه لأكثر من مائة عام ، وقدم أكثر من مليون شهيد بهدف تحرير أرضه من المحتل البريطاني سابقا ومن الصهيونية العالمية وحلفائها لاحقا ، وللأسف ان الكثير من حكوماتنا العربية لم يعد من اهتمامها ولا من اولوياتها تحرير الأقصى وتحرير ارض فلسطين ، علما أن سقوط غزة هو بداية لسقوط الضفة وسقوط الضفة يعني تحرك الصهيونية العالمية مع حلفائها نحو تدمير الأقصى ثم سقوط فلسطين كلها تحت الاحتلال الصهيوني ، ثم بعد ذلك سيأتي الدور على بقية الدول العربية التي ستسقط الواحدة تلو الأخرى بيد الصهيونية العالمية حتى يتحقق هدفها المزعوم بأن دولتها تمتد من النيل الى الفرات ، وذلك هو هدف الحرب الصهيو-صليبية التي تواجهها غزة اليوم التي تُركت لوحدها تغرق في دماء ابنائها تدافع عن الكرامة العربية وحرية وسيادة الدول العربية" .

وزاد: "وبالمثل الدول الاسلامية ايضا تحولت إلى مدرج المشاهدين والبيانات الخجولة التي تصدرها من وقت الى آخر هي وسيلتها الوحيدة تجاه ما يحصل من ابادة جماعية لشعب عربي مسلم ، لان فلسطين وشعبها واقصاها لم تعد في وجدانهم الا مجرد ذاكرة تاريخية مرت عليهم في لحظة من الزمن ، حيث اختفت القضية الفلسطينية من ذاكرتها الدينية ومن ملفاتها وخرائطها الجيو-سياسية ، وغدا ليس ببعيد ستختفي من ذاكرتها مكة والمدينة المنورة" .

 وعن منظمة التعاون الاسلامي يذكر الزنداني إن لم تقف مع غزة اليوم هي الأخرى فلا حاجة لها ولموقفها بعد ذلك على الأقل في رأي الشعوب الإسلامية ، فوجودها اصبح كعدمه ، حيث مر على نشأتها نحو 54 عاما لم تقدم شيئاً جديا يذكر لا للحكومات الإسلامية ولا لشعوبها وظلت كل هذا الوقت مجرد ديكور دبلوماسي خافت لا ترى ولا تسمع .

وطالب الزنداني من الولايات المتحدة ان تسمع اصوات الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية واصوات الشعوب الحرة في العالم بما فيها صوت الشعب الأمريكي نفسه ، وهي اصوات لخصها في 21 نقطة على النحو الاتي :

1- لا للعدوان الامريكي البريطاني الهمجي على اليمن .

2- لا لعسكرة البحر الاحمر من قبل امريكا ومن تحالف معها .

3- لا للغطرسة الأمريكية في البحر الاحمر وباب المندب وخليج عدن وبحر العرب والخليج العربي ، ولا لتهديدها للملاحة البحرية عالميا ، ولا لدعوات ( القوات الدولية المشتركة ) التي اسستها امريكا ، للسفن التجارية العالمية بعدم الابحار عبر باب المندب والبحر الاحمر ودعوتها لها بأن عليها اخذ طريق آخر .  

4- لا للعدالة الصماء الأمريكية في علاقتها تجاه دول وشعوب المنطقة . 

5- لا لإقتصاد عالمي لا يرى الا المصالح الأمريكية .

6- لا للصداقة بين أمريكا والوطن العربي والعالم الاسلامي بتبعية مخزية ومذلة ، واخطرها ان لا سيادة ولا استقلال لدول المنطقة أمام المصالح الأمريكية. 

7- لا للانسان العالمي غير السوي في مطقتنا بمفهوم وإخراج أمريكي .

8- لا للفيتو الأمريكي ولمجلس أمن دولي لا يرى الا مصالح امريكا ، ونعم لنظام دولي عالمي متعدد الأقطاب . 

9- لا للعدالة العمياء الأمريكية في سياستها الخارجية تجاه دول وشعوب الوطن العربي والعالم الإسلامي ، وهي السياسة التي لا تراها الا بعيون الكيان الصهيوني .

10- لا لحرية الفرد وحرية الجماعة بمرجعية امبريالية أمريكية كاذبة مدمرة للدين والقيم والثقافة والاعراف الوطنية .

11- لا للديمقراطية الغربية الأمريكية التي لا ترى ولا تسمع ولا تتفهم حقوق شعوب أمتنا العربية والإسلامية .

12- لا لمفهوم المساواة بين الأمم برؤية غربية امبريالية تسود فيها الدول الكبرى ، وتُذل بها الدول الصغرى .

13- لا لسلام دولي وامن جماعي دولي يحمي فقط امن الدول الكبرى وينتصر لها ، ولا يستطيع حماية اطفال غزة ونسائها من الابادة الجماعية 

ونعم لأمن دولي برعاية اقليمية ودولية أممية يتشارك فيه كافة دول العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة وبرؤية عالمية عادلة وليس برؤية القوي العالمي الامريكي والصهيونية العالمية وحلفائهما . 

14- لا لتعاون دولي يتم تحديد مفهومه وادواته بما يتناسب مع مصالح بعض الأمم ويتجاهل مصالح أمم أخرى .

15- لا للصهيونية العالمية الأمريكية البريطانية ، وتبا لكيان صـ هيـ وني مغتصب لدولة فلسطين العربية ، ونعم لدعم قوي للمقاومة الفلسطينية للدفاع عن شعبها وتحرير ارضها من المغتصب الغازي المحتل ، وكما تؤكد ذلك قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة .

16- لا للحروب الأمريكية الإرهابية وتدخلاتها في شؤن الوطن العربي والعالم الإسلامي ، تحت عذر الدفاع عن النفس في : العراق والسودان وليبيا وافغانستان وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين ، والأردن ، ومصر ، وباكستان ،وتركيا ، وايران ، والجزائر ، والصومال وغيرها . 

17- لا للعدوان الأمريكي على غزة وسكانها .

18- لا لنهب ثروات شعوب المنطقة من قبل امريكا .

19- لا للقواعد العسكرية الامريكية ونشر السلاح النووي الامريكي في الوطن العربي والعالم الإسلامي في بحارهم وبرهم .

20- لا للقرصنة الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب والخليج العربي .

21- لا للإنقلابات العسكرية التي تقوم بها امريكا في دول المنطقة .

وختم الزنداني مقاله برسالة يمنية للتحالف الأمريكي البريطاني قائلا: "وأخيرا هذه رسالة من اليمن إلى التحالف الأمريكي البريطاني والكيان الصهيوني ، اعلموا اننا في اليمن غزة وكل فلسطين وفلسطين وغزة هي اليمن ، هذا هو موقف الشعب اليمني ليس مع فلسطين وحسب ، بل ونفس الموقف سيكون مع كل دولة عربية أو إسلامية اذا ما تعرض اي منها لأي عدوان منكم أو من غيركم لن يتغير .

وقال ان اليمن سيظل كما كان في الماضي العمق الإستراتيجي لأمته العربية والإسلامية لا تعنينا معاهدة سايس-بيكو 1917م التي من خلالها استطعتم تمزيق الأمة العربية والإسلامية إلى سبع وخمسين دولة ، ولا يهمنا ايضا تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي في جلسته السرية عام 1983م والتي صوت فيها بالإجماع على خارطة المستشرق برناند لويس اليهودي الأمريكي بإعادة تقسيم الدول العربية والدول الإسلامية إلى أكثر من مائة دولة كل ذلك بهدف اضعاف الأمة العربية والأمة الإسلامية وتشرذمها واشعال الفتن والحروب بينها ليستقر لكم الأمر" .

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: العربیة والإسلامیة الکیان الصهیونی الشعب الفلسطینی الدول العربیة الأمة العربیة الأمریکیة فی البحر الاحمر على الیمن فی غزة من قبل

إقرأ أيضاً:

تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية".. جامعة الدول العربية تفتتح دائرة الحوار العربي حول الذكاء الاصطناعي في الإسكندرية


شهدت جامعة الدول العربية اليوم افتتاح "دائرة الحوار العربي حول الذكاء الاصطناعي في العالم العربي "تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية"  والذى تنظمه  الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، تحت رعاية ورئاسة  السفير الأمين العام أحمد أبو الغيط، وذلك تزامنًا مع احتفالات الذكرى الثمانين لتأسيس الجامعة.
 

وجاء ذلك بحضور وزير الاتصالات وتكتولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الاتصالات والمعلومات العرب، ورئيس البرلمان العربي محمد أحمد اليماحي، ورئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري الدكتور إسماعيل عبد الغفار، ورئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبد المجيد بن عبد الله البنيان،  ممثلو الدول العربية وخبراء عرب وأجانب من جهات عديدة، وشخصيات دبلوماسية وأكاديمية ومتخصصة.
 

ودعا أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم العلماء العرب إلى وضع وثيقة لتنظيم الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع القيم العربية والمصالح العربية، وبما يضمن احترام تراثنا الثقافي وإثراءه.

وقال " ابو الغيط " إن  دائرة الحوار العربية حول: "الذكاء الاصطناعي في العالم العربي: تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية"، يأتي عقدها تأسيسًا على قرار الدورة العادية الأخيرة السادسة والخمسين للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك.


وأضاف "أبو الغيط" أن عددًا كبيرًا من الدول العربية تسعى وبقوة لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي ومواكبة تطورات ومتطلبات العصر الحديث في هذا المجال المهم واستغلال الطاقات والفرص الكامنة لديها وهو ما أوضح خلال الفترات الأخيرة حيث أطلقت العديد من الدول العربية مبادرات لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات الحيوية.


وأشار إلى التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة على صعيد ما يُعرف بـ "النماذج اللغوية الكبيرة"، والذكاء التوليدي،  لافتًا إلي ان المشهد أقرب إلى "سباق التسلح" بين القوى الكبرى في ابتداع منظومات وتطبيقات جديدة لهذه التكنولوجيا الخطيرة، بكفاءة وإمكانيات أكبر وتكلفة أقل.


وتابع:  "لقد رأينا مؤخرًا كيف أدى ظهور تطبيق صيني جديد في مجال الذكاء الاصطناعي إلى هزة مفاجئة في الأسواق ولدى الشركات التكنولوجية الكبرى، مشيرًا إلى أن هذه المنافسة الضاربة سوف تزداد حدتها في المرحلة القادمة  فلا أحد يمكنه تحمل تكلفة التخلف في هذا المضمارلاسيما وأن له انعكاسات عسكرية مباشرة.


واردف  "أبو الغيط" إن ثمة تخوفات واضحة لدى الكثير من الأوساط من تأثير هذه المنافسة على القواعد والقيم الإنسانية والاعتبارات الأخلاقية وما يمكن أن تفضي إليه من نتائج كارثية على البشرية  وقد رأينا بالفعل بعض التطبيقات الشريرة التي استخدمها ووظفها الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الوحشية على غزة وكان من شأنها مضاعفة الخسائر بين المدنيين، وارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين.


وأشار  "أبو الغيط" إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تكنولوجية، بل هو ثورة في طريقة التفكير والعمل وهي منصة لإنتاج التكنولوجيا والأفكار الجديدة في كافة المجالات ويجب استخدامها بحكمة ومسؤولية في جميع المناحي التي أصبحت تتأثر بالذكاء الاصطناعي بما في ذلك مجال الدبلوماسية والتي كُرس لها حيز في برنامج العمل ضمن دائرة الحوار الثانية، بعنوان: "الذكاء الاصطناعي في خدمة الدبلوماسية وحفظ السلام.. آفاق التعاون الدولي ودوره في منع النزاعات.

وأضاف قائلًا "دعونا نتخيل معًا عالمًا دبلوماسيًا تُدار فيه المهام الروتينية بكفاءة عالية ومبتكرة ويتفرغ فيه الدبلوماسيون للتركيز على القضايا الإستراتيجية، ويُعزز فيه التواصل بين مختلف الثقافات، ويتم فيه اتخاذ القرارات بدقة وسرعة فائقة، عالمًا يمكن فيه استباق الأزمات واستكشاف بؤر التوتر المحتملة قبل انفجارها من خلال  تقديم حلول وبرامج للتسويات المطلوبة مشيرًا إلى أن هذا الذي يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساهم في بنائه".

وأكد  أبو الغيط في حديثه أن التحديات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي تتطلب تضافر الجهود لتطوير أطر تشريعية تضمن حماية حقوق الأفراد وتضمن الحفاظ على القيم الإنسانية والأخلاق ولن يكون الوصول إلى هذا الهدف ممكنًا إلا من خلال التعاون البناء بين جميع مكونات المجتمع، وعلى كافة المستويات فضلًا عن تعاون عالمي ندعو إليه وننشده من أجل إدخال الذكاء الاصطناعي ضمن منظومة العمل متعدد الأطراف وعدم تركه لقوى المنافسة العالمية.

وأعرب عن ثقته بأن دائرة الحوار اليوم ستضع أول بذور هذا التعاون... وخاطب المشاركين قائلا "لقد جئتم من بلاد بعيدة، حاملين معكم خبراتكم القيمة ورؤاكم الثاقبة، للمساهمة في صياغة وثيقة تاريخية تدعو إلى الحفاظ على الهوية العربية في ظل التقدم التكنولوجي السريع، والذي يبدو حتى الآن-منفلتًا ومنذرًا بالخطر.

واستطرد قائلًا إن هذه الوثيقة، التي نأمل أن تكون نبراسًا لنا في المستقبل، سوف ترصد الفرص والتحديات، وستقترح تشريعات وأطر عمل أساسية لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع القيم العربية والمصالح العربية، وبما يضمن احترام تراثنا الثقافي وإثراءه.
 

واختتم كلمته بالقول "إنني على يقين بأن مُداولاتكم وتوصياتكم ستُسهم بشكل كبير في رسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي في الوطن العربي، وفي توظيف هذه التكنولوجيا الواعدة لِخدمة أهدافنا التنموية والحضارية.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • اليمن يطالب بتحقيق دولي عن حمولة السفينة (إيه إس إل باوهينيا)
  • تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية".. جامعة الدول العربية تفتتح دائرة الحوار العربي حول الذكاء الاصطناعي في الإسكندرية
  • البرلمان العربي يدعو لتوطين صناعة الذكاء الاصطناعي في الدول العربية
  • القاهرة تجدد رفضها لأي تواجد عسكري في البحر الأحمر من غير دول “المشاطئة”
  • في محاولة لتغطية الفشل.. الاعلام الأمريكي يتحدث عن البحر الأحمر كـ”مسرح اختبار” 
  • حصاد الإسناد اليمني لغزة.. (92) عملية في عمق الكيان و استهداف (217) سفينة
  • البحر الأحمر كان مسرح اختبار وتدريب للبحرية الأمريكية خلال الأشهر الماضي .. واشنطن تكتشف حقيقة أنظمتها
  • تدريبات عسكرية على البحر الأحمر تحاكي استعادة السفينة “جلاكسي ليدر” المحتجزة في اليمن
  • ما سبب غياب الدول العربية عن تحالف لاهاي لدعم فلسطين ومحاسبة الاحتلال؟
  • هذه هي أولى السفن المحظورة التي تسمح لها صنعاء بعبور البحر الأحمر