الزنداني يشرح حقيقة الصراع الأمريكي اليمني في البحر الأحمر وغزة.. الأسباب والنتائج
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
في مقالة مطولة نشرها مأرب برس للدكتور منصور عزيز الزنداني أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة صنعاء،عضو مجلس النواب .نائب رئيس البرلمان العربي سابقا، تحدث فيها حول حقيقة الصراع اليمني-الأمريكي في غزة والبحر الأحمر «الأسباب والأهداف والنتائج».
وقال الدكتور الزنداني ان امريكا سعت في تكوين حلف عسكري لعسكرة البحر الاحمر والعدوان على اليمن لأنه يمارس سيادته على مياهه الإقليمية ، ولأنها لم تجد من يؤيدها في عدوانها على اليمن سوى بريطانيا والبحرين وسيشل وكندا ، واستراليا التي شاركت معها بثلاثة ضباط لا غير .
واضاف: ''ولكي لا تظل أمريكا وحيدة أمام شعبها وأمام العالم في عدوانها غير القانوني وغير المبرر على اليمن ولضعف حجتها ، فقد عملت لأكثر من شهرين وهي تبحث عن حليف يُؤازرها في حربها فلم تجد سوى شقيقتها بريطانيا ، التي وافقت بمساندتها بعد تردد لتبييض مسألة العدوان الأمريكي على اليمن غير القانوني مما يجعل العدوان الأمريكي-البريطاني المشترك على اليمن شاهد آخر على العدوان الأمريكي الصهيوني البريطاني المشترك على غزة".
واكد الزنداني انه ووفقا للقانون الدولي من حق اليمن منع اي سفينة تجارية تابعة للعدو ومشتبه بها الابحار من مياهها الإقليمية ، حتى وان كانت لطرف ثالث محايد ، ومن باب أولى من حق اليمن منع السفن الحربية للعدو من الملاحة عبر المياه الإقليمية اليمنية ، وامريكا إنما أقبلت للبحر الأحمر ليس لأنها جاهلة في القانون الدولي وإنما من أجل حماية العدو الصهيوني .
الدكتور الزنداني اورد في مقالته مقارنة بين تحرك الدول لنصرة غزة يقول: "تحركت بعض الدول الإفريقية والبرلمان الافريقي لدعم غزة ، وتحركت بعض دول من أمريكا اللاتينية لدعم غزة أيضا ، وكان لهم شرف المبادرة والسبق العالمي في تعزيز مفاهيم العمل بالقانون الدولي واحترام قواعده قولاً وفعلاً ؛ وبهدف حماية السلم والأمن الدوليين . أما الدول العربية وحتى اليوم لازال بعضها يمر في حالة صدمة ( 7 ) أكتوبر 2023م الغزاوية ، فهي حتى الآن لم تستوعب ولم ولن تفهم ما يجري حولها.!".
واضاف: ''وللأسف أصابتها " صدمة غزة " في ذاكرتها ، حتى أنها لم تعد تعرف ما هي غزة وأين موقعها الجغرافي ؟! وما أهميتها للأمن القومي العربي؟! وعندما تدرك بعد حين أن غزة جزء من فلسطين ، ستكرر دول عربية نفس السؤال السابق : ــ هل فلسطين حقا عربية وهل هي فعلا جزء من الوطن العربي الكبير ؟ !!.
وعن وعي الشعوب بالقضية الفلسطينية يكتب الزنداني :"غير أننا نعلم يقينا والعالم كله يعلم ان غزة هي جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين العربية وشعبها هو جزء من الأمة العربية والإسلامية ، وان لم تقف الدول العربية اليوم وبحزم إلى جوار غزة في معركتها المصيرية ، فعليها أن تفتح المجال امام شعوبها وسترى تلك الحكومات أن الشعوب العربية الحرة ستتقاطر بالملايين إلى غزة والى كل فلسطين لتحريرها من الكيان الصهيوني المحتل ، وذلك لأن الشعوب العربية تدرك ان القضية الفلسطينية هي قضية عادلة ، وان ما يجري في غزة الآن هو تفريط بفلسطين وتفريط بالأمن القومي العربي وكذلك تفريط بالأمن القُطري لكل دولة عربية" .
وقال الدكتور الزنداني ان الجامعة العربية هي الأخرى لم تقوم بواجبها تجاه ما يجري في غزة ، ولم يكون لها موقف صلب في مواجهة الحرب الصهيو-صليبية عليها غير بعض البيانات والتصريحات التي لا تقدم ولا تؤخر من قبل مسؤوليها . ولذلك نؤكد ونطلب من الجامعة العربية ، ونقول : خير لها أن تجمد نفسها وتغلق أبوابها ، حيث لا فائدة ببقائها ، وهي في عجزها وصمتها ودورانها حول نفسها لم تعد قادرة على تمثيل تطلعات الأمة العربية ، ولم يعد لها من مهام تذكر بعد أن تحولت إلى نادي سياسي ثقافي يشارك بطريقة غير مباشرة في خذلان شعب عربي يتعرض لجريمة الإبادة الجماعية كاملة الأركان ويتعرض للتهجير القسري من ارضه ظلما وعدوانا ليستكمل العدو الصهيوني بذلك استعماره لكل فلسطين .
اما عن الدول الإسلامية فيخص الزنداني بالذكر، تلك الدول ذات التأثير الدولي والإقليمي ، مضيفا''إن لم يكون لها موقف يرتقي إلى مستوى التحدي الوجودي الذي تواجهه غزة والشعب الفلسطيني من قبل الكيان الصهيوني والتحالف الغربي ، فلا حاجة لها أيضا في المستقبل العربي والاسلامي ، لأنها لم تقم بدورها المأمول عندما يكون الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية يتطلعون إليها لنصرة إخوانهم في غزة وهي لم تعمل شيء يذكر" .
وتابع: "للأسف أن بعض الدول العربية والإسلامية تحولوا إلى أعداء للمقاومة الفلسطينية ، وهم لا يخفون ذلك حيث يُوصمون أعمال المقاومة بالإرهاب كي يبررون العدوان الامريكي وعدوان الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الذي لازال يقاوم الاستعمار والاحتلال لأرضه لأكثر من مائة عام ، وقدم أكثر من مليون شهيد بهدف تحرير أرضه من المحتل البريطاني سابقا ومن الصهيونية العالمية وحلفائها لاحقا ، وللأسف ان الكثير من حكوماتنا العربية لم يعد من اهتمامها ولا من اولوياتها تحرير الأقصى وتحرير ارض فلسطين ، علما أن سقوط غزة هو بداية لسقوط الضفة وسقوط الضفة يعني تحرك الصهيونية العالمية مع حلفائها نحو تدمير الأقصى ثم سقوط فلسطين كلها تحت الاحتلال الصهيوني ، ثم بعد ذلك سيأتي الدور على بقية الدول العربية التي ستسقط الواحدة تلو الأخرى بيد الصهيونية العالمية حتى يتحقق هدفها المزعوم بأن دولتها تمتد من النيل الى الفرات ، وذلك هو هدف الحرب الصهيو-صليبية التي تواجهها غزة اليوم التي تُركت لوحدها تغرق في دماء ابنائها تدافع عن الكرامة العربية وحرية وسيادة الدول العربية" .
وزاد: "وبالمثل الدول الاسلامية ايضا تحولت إلى مدرج المشاهدين والبيانات الخجولة التي تصدرها من وقت الى آخر هي وسيلتها الوحيدة تجاه ما يحصل من ابادة جماعية لشعب عربي مسلم ، لان فلسطين وشعبها واقصاها لم تعد في وجدانهم الا مجرد ذاكرة تاريخية مرت عليهم في لحظة من الزمن ، حيث اختفت القضية الفلسطينية من ذاكرتها الدينية ومن ملفاتها وخرائطها الجيو-سياسية ، وغدا ليس ببعيد ستختفي من ذاكرتها مكة والمدينة المنورة" .
وعن منظمة التعاون الاسلامي يذكر الزنداني إن لم تقف مع غزة اليوم هي الأخرى فلا حاجة لها ولموقفها بعد ذلك على الأقل في رأي الشعوب الإسلامية ، فوجودها اصبح كعدمه ، حيث مر على نشأتها نحو 54 عاما لم تقدم شيئاً جديا يذكر لا للحكومات الإسلامية ولا لشعوبها وظلت كل هذا الوقت مجرد ديكور دبلوماسي خافت لا ترى ولا تسمع .
وطالب الزنداني من الولايات المتحدة ان تسمع اصوات الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية واصوات الشعوب الحرة في العالم بما فيها صوت الشعب الأمريكي نفسه ، وهي اصوات لخصها في 21 نقطة على النحو الاتي :
1- لا للعدوان الامريكي البريطاني الهمجي على اليمن .
2- لا لعسكرة البحر الاحمر من قبل امريكا ومن تحالف معها .
3- لا للغطرسة الأمريكية في البحر الاحمر وباب المندب وخليج عدن وبحر العرب والخليج العربي ، ولا لتهديدها للملاحة البحرية عالميا ، ولا لدعوات ( القوات الدولية المشتركة ) التي اسستها امريكا ، للسفن التجارية العالمية بعدم الابحار عبر باب المندب والبحر الاحمر ودعوتها لها بأن عليها اخذ طريق آخر .
4- لا للعدالة الصماء الأمريكية في علاقتها تجاه دول وشعوب المنطقة .
5- لا لإقتصاد عالمي لا يرى الا المصالح الأمريكية .
6- لا للصداقة بين أمريكا والوطن العربي والعالم الاسلامي بتبعية مخزية ومذلة ، واخطرها ان لا سيادة ولا استقلال لدول المنطقة أمام المصالح الأمريكية.
7- لا للانسان العالمي غير السوي في مطقتنا بمفهوم وإخراج أمريكي .
8- لا للفيتو الأمريكي ولمجلس أمن دولي لا يرى الا مصالح امريكا ، ونعم لنظام دولي عالمي متعدد الأقطاب .
9- لا للعدالة العمياء الأمريكية في سياستها الخارجية تجاه دول وشعوب الوطن العربي والعالم الإسلامي ، وهي السياسة التي لا تراها الا بعيون الكيان الصهيوني .
10- لا لحرية الفرد وحرية الجماعة بمرجعية امبريالية أمريكية كاذبة مدمرة للدين والقيم والثقافة والاعراف الوطنية .
11- لا للديمقراطية الغربية الأمريكية التي لا ترى ولا تسمع ولا تتفهم حقوق شعوب أمتنا العربية والإسلامية .
12- لا لمفهوم المساواة بين الأمم برؤية غربية امبريالية تسود فيها الدول الكبرى ، وتُذل بها الدول الصغرى .
13- لا لسلام دولي وامن جماعي دولي يحمي فقط امن الدول الكبرى وينتصر لها ، ولا يستطيع حماية اطفال غزة ونسائها من الابادة الجماعية
ونعم لأمن دولي برعاية اقليمية ودولية أممية يتشارك فيه كافة دول العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة وبرؤية عالمية عادلة وليس برؤية القوي العالمي الامريكي والصهيونية العالمية وحلفائهما .
14- لا لتعاون دولي يتم تحديد مفهومه وادواته بما يتناسب مع مصالح بعض الأمم ويتجاهل مصالح أمم أخرى .
15- لا للصهيونية العالمية الأمريكية البريطانية ، وتبا لكيان صـ هيـ وني مغتصب لدولة فلسطين العربية ، ونعم لدعم قوي للمقاومة الفلسطينية للدفاع عن شعبها وتحرير ارضها من المغتصب الغازي المحتل ، وكما تؤكد ذلك قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة .
16- لا للحروب الأمريكية الإرهابية وتدخلاتها في شؤن الوطن العربي والعالم الإسلامي ، تحت عذر الدفاع عن النفس في : العراق والسودان وليبيا وافغانستان وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين ، والأردن ، ومصر ، وباكستان ،وتركيا ، وايران ، والجزائر ، والصومال وغيرها .
17- لا للعدوان الأمريكي على غزة وسكانها .
18- لا لنهب ثروات شعوب المنطقة من قبل امريكا .
19- لا للقواعد العسكرية الامريكية ونشر السلاح النووي الامريكي في الوطن العربي والعالم الإسلامي في بحارهم وبرهم .
20- لا للقرصنة الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب والخليج العربي .
21- لا للإنقلابات العسكرية التي تقوم بها امريكا في دول المنطقة .
وختم الزنداني مقاله برسالة يمنية للتحالف الأمريكي البريطاني قائلا: "وأخيرا هذه رسالة من اليمن إلى التحالف الأمريكي البريطاني والكيان الصهيوني ، اعلموا اننا في اليمن غزة وكل فلسطين وفلسطين وغزة هي اليمن ، هذا هو موقف الشعب اليمني ليس مع فلسطين وحسب ، بل ونفس الموقف سيكون مع كل دولة عربية أو إسلامية اذا ما تعرض اي منها لأي عدوان منكم أو من غيركم لن يتغير .
وقال ان اليمن سيظل كما كان في الماضي العمق الإستراتيجي لأمته العربية والإسلامية لا تعنينا معاهدة سايس-بيكو 1917م التي من خلالها استطعتم تمزيق الأمة العربية والإسلامية إلى سبع وخمسين دولة ، ولا يهمنا ايضا تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي في جلسته السرية عام 1983م والتي صوت فيها بالإجماع على خارطة المستشرق برناند لويس اليهودي الأمريكي بإعادة تقسيم الدول العربية والدول الإسلامية إلى أكثر من مائة دولة كل ذلك بهدف اضعاف الأمة العربية والأمة الإسلامية وتشرذمها واشعال الفتن والحروب بينها ليستقر لكم الأمر" .
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: العربیة والإسلامیة الکیان الصهیونی الشعب الفلسطینی الدول العربیة الأمة العربیة الأمریکیة فی البحر الاحمر على الیمن فی غزة من قبل
إقرأ أيضاً:
التصعيد الأمريكي في اليمن يهدّد الأمن الإقليمي ويزعزع استقرار المنطقة
تقرر : يحيى جارالله ..
رغم قناعتها بعدم جدوى عدوانها الإجرامي في تغيير مواقف الشعب اليمني وقيادته، تواصل أمريكا تصعيد هجماتها بشكل هستيري على العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات في محاولة يائسة لمنع اليمن من مواصلة دوره المساند للشعب الفلسطيني.
لم يحقق العدوان الأمريكي على اليمن أي نتائج سوى قتل المدنيين داخل المنازل والأحياء السكنية، وتدمير المنشآت المرتبطة بتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين مثل المستشفيات ومؤسسات المياه والكهرباء والاتصالات، والمصانع الإنتاجية وغيرها من المنشآت الاقتصادية والبنى التحتية.
فالهجمات الأمريكية على اليمن لم تحد ولو بنسبة واحد بالمائة من عمليات القوات المسلحة اليمنية التي تشهد تصاعدًا مستمرًا على مستوى الحصار الذي تفرضه على الملاحة الإسرائيلية، والاستهداف المباشر للعدو الصهيوني، وكذا الرد القوي على العدو الأمريكي بالقصف المكثف على بوارجه وحاملات طائراته.
لم تلق الولايات المتحدة بالا لكل ما تلقته من نصائح وتحذيرات من العواقب الوخيمة لما تقوم به من تصعيد غير مبرر في اليمن، وعسكرة للبحر الأحمر، والذي بات يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي، باعتبار أن الجمهورية اليمنية جزءًا مهمًا من المنطقة وأن زعزعة استقرار اليمن يهدد استقرار المنطقة برمتها.
وكون أمريكا أكثر البلدان المستفيدة من استقرار الوضع في المنطقة لما يربطها بها من مصالح، فإن زيادة التوترات في اليمن والبحر الأحمر ستؤدي بلا شك إلى نتائج عكسية تلحق الضرر بالمصالح الإستراتيجية الأمريكية وستكون المتضرر الأول والخاسر الأكبر من تأجيج الصراع.
تواصل أمريكا قصف المدن والقرى اليمنية بلا هوادة، وعلى مرأى من كل الدول العربية والإسلامية والعالم أجمع، لا لشيء سوى لأن اليمن هو الدولة العربية الوحيدة التي تدعم وتقف إلى جانب الشعب الفلسطيني بالنيابة عن كل الدول العربية التي تركت الفلسطينيين وحدهم في مواجهة آلة القتل والاجرام الصهيوني.
ويؤكد الكثير من المراقبين أن الهجوم الأمريكي السافر الذي يواجهه اليمن على خلفية موقفه البطولي في حظر الملاحة الإسرائيلية واستهداف عمق العدو الصهيوني ضمن موقف المناصر لفلسطين، يستدعي من كل الدول العربية والمجتمع الدولي أيضًا إعادة النظر في مواقفها وتعاملها مع هذه التطورات وتبني مواقف وقرارات حازمة تجاه الغطرسة الإسرائيلية والأمريكية في فلسطين واليمن.
وأشاروا إلى أن ذلك، أقل واجب بعد أكثر من عام ونصف من الخذلان والتنصل عن المسؤولية في دعم ومساندة أبناء الشعب الفلسطيني.
تُدرك كل دول الجوار العربي، أن تصعيد العدوان الأمريكي على اليمن لن يغير شيء على الأرض ولن يكون له أي تأثير على موقف اليمن المساند لغزة، بقدر ما ستكون له تداعيات واسعة على المنطقة والعالم، كونه لن تؤدي فقط إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن بل يهدد أيضا استقرار المنطقة وما يُرتبط بها من مصالح دولية، لكنها لم تحرك ساكنا إزاء ذلك.
وبهذا الصدد يرى خبراء ومختصون في الشؤون الدولية، أن تصعيد وتكثيف الهجمات الأمريكية على اليمن، سيؤدي إلى توسيع نطاق عمليات اليمن دعمًا للشعب الفلسطيني، ما يعني اتساع دائرة المواجهات ورقعة الاشتباكات في البحر الأحمر وحتى منطقة الخليج، مما سيؤثر بشكل مباشر على أمن الطرق التجارية العالمية.
وبحسب الخبراء، فإن ذلك التصعيد سيؤدي إلى زيادة الضغوط الاقتصادية وأزمة الطاقة، لأن أي اضطراب في مضيق باب المندب، الذي يُعد من الممرات التجارية الرئيسية في العالم، سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط وتعطيل سلاسل التوريدات عالميًا، وهذه التداعيات من شأنها إلحاق أضرار اقتصادية جسيمة بكل الدول وحتى بالاقتصاد العالمي.
ومن وجهة نظر تحليلية، يمثل استمرار الهجمات الأمريكية على اليمن تعميدًا للفشل الإستراتيجي لأمريكا، التي شاركت بكل قوة في الهجمات العدوانية على اليمن طيلة السنوات العشر الماضية، دون أن يحقق تحالفها أي نتيجة أو يتمكن من النيل من الشعب اليمني الحر والمقاوم.
بل على العكس من ذلك، اكتسب الشعب اليمني من ذلك العدوان وما ترتب عليه من تداعيات، المزيد من الصلابة والقوة، ودفعه ذلك للتركيز بشكل أكبر على تطوير قدراته العسكرية بالاعتماد على ما يمتلكه من كفاءات محققا بذلك الكثير من الإنجازات التي لم تقتصر على الجانب العسكري بل تعدته لتشمل كافة الجوانب الأمنية والاقتصادية وغيرها.
ومثلما صمد اليمنيون لعشر سنوات في مواجهة قوى العدوان الأمريكي، السعودي والإماراتي وحققوا الكثير من الانتصارات على التحالف ومرتزقته، يواصلون اليوم المسار نفسه في مواجهة أمريكا ومستعدون لخوض الأهوال في سبيل الانتصار لقضية الأمة "فلسطين".