«أهل نينوى» قصة مُلهمة يُحييها الأقباط
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
«دَعَوْتُ مِنْ ضِيقِى الرَّبَّ، فَاسْتَجَابَنِى. صَرَخْتُ مِنْ جَوْفِ الْهَاوِيَةِ، فَسَمِعْتَ صَوْتِى» هكذا روى سفر (يونان 2: 2)، قصة النبى يونان الذى مكث فى جوف الحوت لعدة أيام وظل يُناجى الله حتى يسمعه ويُخرجه من الظُلمات إلى النور، ولا تزال الكنيسة المصرية تُحييها فى كل عام لترسخ مفهوم التوبة والعظة المكتسبة من أحداث هذه الواقعة الخالدة.
وشهدت الكنيسة الأرثوذكسية الاثنين الموافق 18 أمشير حسب التقويم القبطى، فعاليات «صوم يونان»، التى استمرت لمدة ثلاثة أيام واختتمت بـ«فصح يونان»، ويُعد إحدى العبادات المسيحية التى تتمتع بمكانة روحية خاصة ويسبق الصوم الكبير بخمسة عشر يوماً، يحتل النبى يونان مكانة خاصة لدى المسيحيين بسبب تشابه قصته بما مر به السيد المسيح والمدة المعاناة التى تعرض لها كل منهما، فهذا النبى ظل فى ظلام بطن الحوت لمدة 3 أيام وليالِ، كما ظل المسيح فى القبر المدة ذاته قبل قيامته المجيدة من بين الأموات.
تاريخ صوم يونان
خرج من رحم ظًلمات «الحوت والقبر» فى سيرتى المسيح والنبى يونان درس وعظة لا تزال تنعم بها الأجيال، فقصة النبى يونان حسب ما ورد أنه ظل فى الفترة ما بين 850 إلى 784 ميلادية، وفى عهد البابا إبرام ابن زرعة المعروف كنسياً بـ«إبرام السريانى» البطريرك الذى تولى رعاية الأقباط عام البطريرك الـ62 فى القرن العاشر عام 975م، بدأ تطبيق صوم يونان لمدة 3 أيام متتالية لتعبر عن فترة أهل نينوى بعدما قاموا بأعمال الشر التى أهلكتهم حتى بدأت قصة هذا النبى الجليل.
تروى الكتب المسيحية حول قصة النبى يونان أن الحوت قد ابتلعه وبات فى جوفه لمدة ثلاثة أيام، ونص الكتاب المقدس فى سفر (مت 40: 12) «لأنه كما كان يونان فى بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ هكذا يكون ابن الإنسان فى قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال».
أخذت الطقوس الكنسية فى هذه المناسبة حسبما جاء بالكتب المسيحية التراثية، عدة أبعاد تاريخية لصوم يونان، وانطلقت فى بدايتها من الكنيسة السريانية وجعلت له طقوساً متفردة منذ أواخر القرن الرابع الميلادى ولاتزال تُقام الصلوات والقداسات اليومية وصلاة باكر بعد صلاة الشكر والفعاليات الروحية الخاصة حتى الآن، وتنتهى بما يعرف كنسياً بـ«فصح يونان».
قصة «توبة أهل نينوى»
يعتبر المسيحيون قصة أهل نينوى من أكثر القصص إلهاماً الواردة فى الكتاب المقدس وتعكس دلالة كبيرة على عدل الله وحمايته للإنسان من شرور أعماله، بل تروى تفاصيل توبة مدينة بأكملها، وجمعت هذه القصة بين الكثير من الشتات والمفارقات، ونصت على قدرة الله على المحبة التى احتضنت أخطاء البشر الذين أرادوا التوبة.
وكثيراً ما تناول الآباء الأساقفة والكهنة هذه القصة خلال عظاتهم الروحية على مر السنوات، ومن بين الأعلام التى أخذت تناول هذه السيرة كان نيافة الأنبا مكاريوس أسقف المنيا وتوابعها، الله يسعى دائماً لتحذير المخطئ قبل هلاكه حتى يتوب مسرعاً، وأن مناداة يونان لم تكن تهديداً وإنما تحذير، كفعل الأهل الذين يحرصون على تحذير أبنائهم قبل الوقوع فى الأخطاء، وتعكس هذه القصة إرادة الله أن يهدى الجميع فيرسل إليهم نبياً حتى يسيروا على دروب النور ويتركوا ظلام الخطيئة، وكانت قصة هذا النبى الإشارة التى أنارت فى نفس أهل السفينة مخافة من الله والعودة عن الأخطاء.
تنص هذه القصة أيضاً على أهمية الصدق الذى ينجى صاحبه حتى من أخطأ الاتجاه فى بادئ الأمر، فإن إيمان النبى يونان وصدقه كانا عاملين رئيسيين على قبول الله للتوبة، الأمر الذى جاء بالتأثير الإيجابى على أهل نينوى، كما كان تأثير غرابة قصة ابتلاع الحوت لإنسان غير واردة فى أذهان أحد لذا صعقت المعجزة قلوبهم بعدما قذفه من جديد على الشاطئ لذا اهتموا فيما بعد لتصديقه بعدما عاشوا فى رحم غرابة تلك المعجزة.
كان صوم أهل نينوى بمثابة وسيلة الاغتسال من الشرور لكل من فى المدينة من إنسان وحيوان وحتى الجماد، فشملت التوبة الجميع حتى أصبحوا يخشون ضرب الأبرص من شدة خوفهم من الشر، وتذكر الكتب المسيحية أن خبر هذا النبى وحدوث هذه المعجزة قد وصلت إلى حاكم المدينة فكانت الشعوب قد رأت كبيرهم قد تعجب وخاف من قصة الحوت فاتبعه الكثير من أهالى المدينة.
جمعت تلك القصة الكثير من المعانى والتناقضات والعظات بل تعتبر قصة تتناسب مع جميع الأعمار، وتصلح لأن تروى لكافة الشرائح لما فيها من جوانب متعددة وتناسق جميعهم ينصبون فى تأكيد مجد الله ورحمته، كان سبيل عودة وتوبة أهل نينوى إلى الله يعتمد على عاملين رئيسيين وهما «الصلاة والصوم»، وكان الصدق دافعا روحيا كبيرا لتحقيق المعجزة التى ترتكز على رحمة الله الواسعة وقدرته التى تتجاوز التفكير البشرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أهل نينوى
إقرأ أيضاً:
ممثل حزب الله في طهران: دول المنطقة استيقظت لمواجهة “إسرائيل” وولّت أيام الهزيمة
يمانيون../
قال ممثل حزب الله في العاصمة الإيرانية طهران اليوم الثلاثاء: “لقد استيقظت دول المنطقة لمواجهة “إسرائيل” المجرمة ولقد ولت أيام الهزيمة”.
وفي اجتماع لقوات التعبئة “البسيج” في محافظة مازندران شمال إيران بحسب مما نقلته وكالات الأنباء الإيرانية، اليوم الثلاثاء أضاف صفي الدين: رغم أن الظلم الذي تتعرض له شعوب المنطقة، وخاصة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وإيران، إلا أن النصر بالتأكيد سيكون حليفا للمسلمين”.
وتابع قائلاً: اليوم فشل الكيان الصهيوني هو بمعنى فشل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكما أن هذا الكيان مُني بهزيمة كبيرة في حرب الأيام الـ6 والـ33 يومًا، فستتلقى الهزيمة اليوم.
وأردف: “إن هذا الكيا يسعى دائماً إلى الانتقام من إخفاقاته في الماضي، يجب أن تعلموا أن دول المنطقة لقد استيقظت والحقيقة هي أن الشرق الأوسط الجديد قد نشأ مع الصحوة الجادة لجبهة المقاومة ووقوف الشعوب.
وأشار صفي الدين إلى أن حزب الله استهدف اليوم وسط “تل أبيب” عاصمة الكيان الصهيوني.. مضيفاً: إن حزب الله يواصل المقاومة والصمود، ولقد ولت أيام الهزيمة وإن كل جهود الكيان الصهيوني الغاصب بمساعدة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضد شعبي لبنان وفلسطين أصبحت غير مجدية.