تايمز: انتصار غالاوي يكشف معارضة المسلمين لكير ستارمر
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
قالت صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية إن دعم القضية الفلسطينية في المناطق الانتخابية الرئيسة طرح مشكلة غير متوقعة لزعيم حزب العمال كير ستارمر، وكانت نقطة البداية انتخاب سكان روتشديل لجورج غالاوي بأغلبية ساحقة، منهين بذلك سيطرة حزب العمال على المقعد الذي شغله منذ 2010.
وحصل غالاوي، بعد حملة ركزت بشكل مباشر على محنة الفلسطينيين، على أغلبية 5697 صوتا، مع احتلال مرشح مستقل غير معروف سابقا المركز الثاني، وحزب المحافظين المركز الثالث بفارق كبير، متقدما على مرشح حزب العمال أزهر علي، الذي تخلى عنه الحزب بعد الإدلاء بتعليقات تتنافى مع خط حزب العمال تجاه هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وعلَّل العديد من أعضاء البرلمان من حزب العمال وبعض العاملين في مكتب ستارمر أنفسهم بأن انتصار غالاوي كان فريدا من نوعه، رغم أنه سلط الضوء على واقع سياسي مؤلم، يؤكد أن المعارضة تجاه ستارمر من داخل المجتمع الإسلامي حقيقية، ومن غير المرجح أن تنحسر طالما بقيت إسرائيل قضية بارزة.
شخصية فريدة
ويتمتع غالاوي (69 عاما) -وهو نائب سابق عن حزب العمال طُرد من الحزب بسبب معارضته لحرب العراق- بشخصية فريدة؛ حيث إنه دافع عن القضية الفلسطينية منذ رفع علم فلسطين خارج مجلس داندي في 1980.
وقد انتخب غالاوي لعضوية البرلمان من خلال حملة ضد السياسة الخارجية الغربية، واليوم ضد إسرائيل على وجه التحديد، في الدوائر الانتخابية التي يسيطر عليها حزب العمال التي تضم مجتمعات مسلمة فوق المتوسط؛ مثل: روتشديل التي وصف 21% من سكانها أنفسهم بأنهم مسلمون في التعداد السكاني الأخير.
نفّذ غالاوي حملته الانتخابية برفقة زوجته الرابعة، عالمة الأنثروبولوجيا الهولندية الإندونيسية بوتري غاياتري بيرتيوي، التي أنجب منها 3 من أطفاله الستة، ووصف معتقداته الدينية بأنها "مسألة شخصية"، بعد أن نفى في السابق مزاعم زوجة عمران خان السابقة عن اعتناقه الإسلام.
واستغل غالاوي –حسب الصحيفة- علنا بروز الصراع في غزة برسائل موجهة "إلى الناخبين من المسلمين في روتشديل"، قائلا إن التصويت لصالحه يمكن أن يساعد في إزالة ستارمر، "أحد كبار المؤيدين لإسرائيل"، وإن انتخابه "سوف يُسمع في جميع أنحاء العالم من شمال غرب إنجلترا إلى فلسطين".
ولا يدّعي فريق ستارمر أنهم راضون عن أنفسهم، وقال مصدر إنهم "يدركون بشكل مؤلم" قدرة حرب غزة على إلحاق الضرر بالحزب داخل البرلمان وخارجه، وقد تجرأ ستارمر على الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة أخيرا، ولكن كثيرين في حكومة الظل شعروا أن الأمر لم يأت إلا بعد فوات الأوان، وأنه لم يحظ بأي ثناء بسبب مدى التردد الذي اتسم به.
دعوة ستارمر لوقف إطلاق النار في غزة لم تكسبه المزيد من التأييد بين المسلمين لتأخرها (رويترز) ستارمر محظوظوأشارت الصحيفة إلى أن ستارمر كان محظوظا؛ لأنه تجنب الاختبار عندما سمح لحزبه بتمرير تعديله الخاص بشأن وقف إطلاق النار، ومن ثم لم يضطر نوابه للتصويت على الاقتراح الذي قدمه الحزب الوطني الأسكتلندي، ولو حدث ذلك –حسب أحد المشاركين في المناقشات- لكان تمرد حزب العمال بين 70 إلى 100 من أعضاء الحزب البالغ عددهم 199 نائبا، مما يمثل اختبارا كبيرا لسلطة ستارمر داخل حزب العمال التقدمي.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك خوفا أوسع من أن يؤدي موقف ستارمر، الذي كان مرتبطا كثيرا بالمواقف التي تبنتها حكومتا بريطانيا والولايات المتحدة، إلى تآكل مكانته كونه مرشح التغيير، ومنح أصوات مناهضة للوضع الراهن من الناخبين اليساريين والليبراليين إلى حزب الخضر والديمقراطيين الليبراليين.
ولعل أفضل أمل لحزب العمال –حسب صنداي تايمز- هو أن تتوصل حماس وإسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، الذي يعتقد كثيرون أنه وشيك بمساعدة قطر مع اقتراب شهر رمضان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إطلاق النار حزب العمال
إقرأ أيضاً:
نبيه بري يكشف تفاصيل المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل
كشف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، يوم الجمعة 15 نوفمبر 2024 تفاصيل المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار بين حزب الله المتمركز في جنوب لبنان، وإسرائيل التي تشن عدوانا غاشما منذ أسابيع.
وقال رئيس البرلمان اللبناني، إنه تسلم المقترح الأمريكي، نافيا أن يكون هذا المقترح يتضمن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان.
وأوضح بري في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن الأمريكيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه بالمبدأ، وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مس بسيادتنا، كما نفى بري أن يكون المقترح متضمناً نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان.
وأشار إلى أن المقترح الأمريكي يتضمن نصا "غير مقبول لبنانياً"، وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701، تضم عدداً من الدول الغربية.
وتابع "هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة، ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها"، في إشارة منه إلى القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، التي تتولى مراقبة تنفيذ القرار الصادر في أعقاب حرب عام 2006.
وحرص بري على تأكيد أن النقاش جار بالفعل حول هذه التفاصيل، وأن "الشغل ماشي والجو إيجابي والعبرة بالخواتيم"، وأشار إلى أن قدوم المبعوث الأمريكي آموس هوكستين إلى لبنان "رهن بتطور المفاوضات وتقدمها".
ورداً على سؤال عن استهداف إسرائيل مسقط رأسه في بلدة تبنين في جنوب لبنان، ومنطقة الغبيري والشياح وبرج البراجنة التي تعد مناطق مؤيدة تقليدياً لبري، قال رئيس مجلس النواب اللبناني، "يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتقد أنّه عندما يريد تنازلاً من شخص ما يقسو عليه، لكنه يبدو أنه لا يعرف مع من يتعامل، وأن هذه أمور لا تسير معنا".