صحيفة الخليج:
2024-07-01@13:37:03 GMT

لماذا جعل الإسلام الطلاق بيد الرجل وحده؟

تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT

لماذا جعل الإسلام الطلاق بيد الرجل وحده؟

لماذا جعل الإسلام الطلاق بيد الرجل وحده؟.. سؤال مهم يقود إلى بيان رحمة التعاليم الإسلامية بالأسرة عامة، والمرأة خاصة، إذا طرحه منصف باحث عن الحقيقة.
المؤسف أن هذا السؤال تردد كثيراً على ألسنة المغرضين من المستشرقين وأدعياء حماية حقوق المرأة الذين لا تعنيهم الحقيقة، وإنما يستهدفون الإساءة إلى الإسلام، والتشكيك في تعاليمه السمحة، والنيل من مكانته في نفوس الناس، وصرفهم عنه، بعد تصويره، كذباً وزيفاً، بأنه يعادي المرأة، وينتقص من مكانتها، ويضع الرجل في مرتبة أعلى منها.

 
يقول الباحث في الدراسات العربية والإسلامية يسري عبدالغني في دراسة قيمة بعنوان «الطلاق في التشريع الإسلامي للأسرة»: «إن الاحتمالات العقلية المتصلة بموضوع «الطلاق» لا تخرج عن خمسة احتمالات»، هي:
- أن يجعل الإسلام الطلاق بيد الرجل وحده.
- أن يجعل الإسلام الطلاق بيد المرأة وحدها.
- أن يجعل الإسلام الطلاق مشاركة بينهما، أي بيد الرجل والمرأة معاً.
- أن يكون الطلاق عن طريق المحكمة.
- أن يكون الطلاق بيد الرجل، وتعطى المرأة فرصاً للطلاق إذا أساء الرجل استعمال حقه.
 أمر طبيعي
ويشدد الباحث على أن جعل الطلاق بيد الرجل وحده، هو الأمر الطبيعي المنسجم مع واجباته المادية نحو الزوجة والبيت.
فمادام الزوج يدفع المهر، ونفقات الزوجية، كان من حقه أن ينهي الحياة الزوجية، إذا رضي بتحمل الخسارة المادية والمعنوية، وهو لا يقدم على ذلك إلا إذا قاس الأمور، ووجد أن الخسارة المادية والمعنوية أهون من الطلاق.
والرجل في الأعم الأغلب أضبط أعصاباً، وأكثر تقديراً للنتائج في ساعات الغضب والثورة، وهو لا يقدم على الطلاق إلا بعد يأس شديد من إمكان سعادته الزوجية مع زوجته، وفي الوقت نفسه الذي يعي ويدرك ما يجره الطلاق عليه من خسائر، وما يقتضيه الزواج الجديد من نفقات.
ويلفت الباحث إلى أن الله- سبحانه وتعالى- هو الذي خلق الخلق جميعاً، ويعلم ما يضرهم وما ينفعهم، وهو لا يريد إلا الخير والصلاح لعباده، فاختار أن يكون الطلاق في يد الرجل، لأنه هو الذي خلقه، ويعلم أنه أقدر على تحمله من المرأة، وأن بمقدوره استعماله الاستعمال الحسن. 
ويرى الباحث أنه لا سبيل لإعطاء المرأة وحدها حق الطلاق؛ لأن فيه خسارة مادية تقع على عاتق الرجل، والمرأة لا تخسر مادياً بالطلاق؛ بل تربح مهراً جديداً، وبيتاً جديداً.
كما أن المرأة شديدة العاطفة، سريعة الغضب، ولا تبالي كثيراً بالنتائج وهي في ثورتها وغضبها، فلو أعطيت حق الطلاق لوجدنا بعض النساء يطلقن نفسهن لأتفه الأسباب، وهذا يخالف المنطق السليم، ويؤدي إلى كوارث اجتماعية شديدة الخطورة.
شبه مستحيل
ويلفت الباحث إلى أن جعل الطلاق بيد الرجل والمرأة معاً، أمر يكاد يكون من المستحيل اتفاقهما عليه. ويقول: «إن الإسلام لا يمنع أن يتفاهم الرجل والمرأة على الطلاق بالتي هي أحسن؛ بل إن عملية التفاهم والحوار نفسها قد تكون طاقة أمل لعودة الصفاء والود بينهما، ولكن الإسلام لا يعلق صحة الطلاق على اتفاقهما معاً».
وحين يكون الطلاق بيد الرجل فهذا هو المنطقي، وهذا ما أمر به الإسلام، وقد شرحنا ذلك، والإسلام أعطى المرأة حق أن تطلب هي الطلاق؛ لرفع ضرر وقع عليها، فلقد أباح لها الطلاق من زوج تكرهه، أو ترى أن العشرة مستحيلة معه، أو زوج يتعمد إهانتها وإيذاءها مادياً ومعنوياً مع سبق الإصرار والترصد، وبذلك يحول الإسلام دون استبداد الزوج بحق الطلاق استبداداً يتنافى مع الخُلق الإسلامي الذي جوهره المودة والرحمة.
ويشير الباحث إلى أن الوازع الديني ضعف عند البعض، وأصبحت نظرة الناس إلى الأمور والأشياء نظرة مادية نفعية بحتة، الأمر الذي يؤكد ضرورة أن نعود إلى مبادئ الإسلام في تشريعات الأسرة؛ لأنها طوق النجاة مما يواجهنا من تيارات هدامة متطرفة لا تبغي لنا إلا الخراب أو الدمار.
رجال مستهترون
إن الإسلام عالج الحياة الأسرية أعظم علاج، ولم يرض أن تكون عذاباً وشقاءً للزوجين أو الأولاد الذين لا ذنب لهم. ولذلك يأتي الطلاق عندما تستحيل الحياة الزوجية، والله جل شأنه يقول في محكم آياته: «وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا»... (النساء: 130).
وهكذا يظهر جلياً لكل ذي عينين فضل الشريعة الإسلامية الغراء، وأنه من دون أدنى مبالغة أو تعصب لا توجد شريعة على وجه الأرض تساويها، وتبين للجميع أيضاً أن الإسلام بشريعته السمحاء هو دين اليسر والخيرية، وهو الدين الحق الذي لا يكلف نفساً إلا وسعها.
ويحذر الباحث من أن كثيراً من الرجال يتعاملون باستهتار شديد مع أبغض الحلال، فتارة يجريه البعض قَسَماً على ألسنتهم في أوقات المزاح أو المشاجرة، وتارة يستخدمه سوط تهديد لزجر زوجته، والنتيجة هي الوقوع في المحظور للعبث بألفاظ الطلاق، حتى لو قال البعض: إن الله لا يحاسبنا على اللغو في أيماننا، وبالطبع هذا رد ينقصه المنطق والفهم العميق الصحيح لأحكام الإسلام.
فالإسلام لا يجيز للزوج أن يحلف بالطلاق، لأن الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- نهانا عن الحلف بغير الله- تعالى- مطلقاً، فمن كان حالفاً فليحلف بالله- تعالى- أو ليصمت.
ومع اتفاق الفقهاء على عدم جواز الحلف بالطلاق، إلا أنهم اختلفوا حول وقوع الطلاق بهذا الحلف، فذهب بعضهم إلى أنه يؤدي للطلاق، بينما ذهب البعض الآخر إلى عكس ذلك، وكان رأي كثيرين أنه يعتبر يميناً توجب كفارة اليمين.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الطلاق الإسلام الأسرة یکون الطلاق إلى أن

إقرأ أيضاً:

لماذا تقوم الصين بتخزين الموارد الرئيسية وهل هو تكرار لسيناريو ألمانيا النازية؟

تعقد لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية بين الولايات المتحدة والصين، وهي منظمة ممولة من الحكومة تتابع العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، جلسة هذا الشهر لبحث المخاوف المتعلقة باستعداد الصين لغزو تايوان.

وقال موقع "ذا دبلومات" في تقرير ترجمته "عربي21" إن أعضاء اللجنة استمعوا إلى أن الصين تقوم بتخزين المعادن وغيرها من الموارد الرئيسية في ما يمكن أن يكون تمهيدا للحرب، وتحديدا محاولة لغزو تايوان والسيطرة عليها.

ونقل الموقع تصريحات غريغوري ويشر من شركة دي غراسيا مينيرالس، التي أدلى بها للجنة في بيان مُعد مسبقا؛ حيث قال: "إن قيام الحكومة المركزية الصينية بتخزين المعادن هو أحد المؤشرات المحتملة على أنها ربما تستعد لغزو تايوان".

وأضاف الموقع أن ويشر أشار إلى أن المخزون الصيني، الذي تديره الإدارة الوطنية للاحتياطيات الغذائية والإستراتيجية الصينية، هو المسؤول عن إدارة "الكميات الكبيرة من المعادن مثل الألومنيوم والكوبالت والنحاس" التي تقوم الصين بتخزينها، على الأرجح "لأسباب إستراتيجية".


وأوضح الموقع أن التخزين هو إجراء ليس فقط للتغلب على نقص الإنتاج من الموارد المختلفة، ولكن أيضًا لتجاوز المشاكل المتعلقة بتوريد وشراء تلك الموارد في حالة وقوع الدولة في حالة من السخط الدولي، كما ستفعل الصين بالتأكيد مع معظم دول العالم إذا حاولت السيطرة العسكرية على تايوان.

المقارنات النازية وعقلية الحصار
وأفاد الموقع بأن الصين أصبحت تشعر بقلق متزايد من الجهود الدولية لاحتواء نموها وإعاقة صعودها كقوة عالمية. وقال مانوج كيوالراماني من معهد تاكشاشيلا في الهند في شهادته إنه "خلال جلستي آذار/ مارس 2023، كان شي صريحًا في قوله إن البيئة الخارجية للصين أصبحت أكثر غموضًا وغير متوقعة بشكل متزايد. واتهم الولايات المتحدة بالسعي إلى "الاحتواء والقمع الشامل للصين". وكان هذا اتهامًا مباشرًا نادرًا من شي".

وذكر أن اثنين على الأقل من الشهود قارنا، بشكل مستقل تقريبًا عن بعضهما البعض، بين تخزين الصين الحالي للموارد الرئيسية وأنشطة التخزين التي قامت بها ألمانيا النازية في أواخر الثلاثينيات، خاصة في فترة التحضير لغزو بولندا في سنة 1939. وشهد "ويشر" أن "ألمانيا خزنت كميات كبيرة من النحاس في سنتي 1938 و1939، وعندما غزت بولندا في أيلول/ سبتمبر 1939، كان لدى ألمانيا مخزون من النحاس يكفي لتغطية ما يقرب من تسعة أشهر من الاستهلاك المقدر في زمن الحرب". ومضى "ويشر" يقول إن اليابان فعلت الشيء نفسه مع معادن مثل القصدير والبوكسيت في السنوات التي سبقت هجماتها في جميع أنحاء المحيط الهادئ.

ونقل الموقع عن "غابرييل كولينز"، من معهد بيكر في جامعة رايس، قوله إن "التوسع الهائل لألمانيا النازية في إنتاج الفحم أثناء استعدادها للحرب في منتصف إلى أواخر الثلاثينيات" شهد زيادة ألمانيا "إنتاجها من الفحم بمقدار الضعف تقريبًا بين تولي هتلر السلطة في سنة 1933 وغزو بولندا في سنة 1939".

وأشار الموقع إلى أنه لا يوجد شيء يثير غضب الحزب الشيوعي الصيني أكثر من ذكر أي أوجه تشابه بين حكمه للصين وسيطرة الحزب النازي على ألمانيا قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية.

وبحسب الموقع؛ عبر كولينز عن قلقه من تخزين الصين للنفط أكثر من قلقه من جهودها للحفاظ على إمدادات الفحم والغاز الطبيعي، مضيفًا: "لقد انخرطت الشركات الصينية على مدى العقد الماضي في بناء بنية تحتية ضخمة للطاقة تشمل جميع موارد الطاقة الهيدروكربونية الأساسية الثلاثة. ومع ذلك؛ فإن النفط من بين الثلاثة يثير أعمق المخاوف".


وقال الموقع إن الدافع للاكتفاء الذاتي، الذي يهيمن على سياسة الحزب الشيوعي الصيني وممارسته، نابع من عقلية الحصار بقدر ما هو نابع من الاحتياجات العملية للأمة.

وأشار غوستافو فيريرا، من وزارة الزراعة الأمريكية، إلى أن الصين "هي أكبر منتج للغذاء في العالم... وقد حققت مستويات عالية من الاكتفاء الذاتي الغذائي في المحاصيل الرئيسية مثل الأرز والقمح"، مبينًا أن هناك "نقاط ضعف" في النظام الغذائي الصيني. ونتيجة لذلك، تعتمد الصين على الواردات من "السلع الزراعية الرئيسية مثل الذرة وفول الصويا، وهي أكبر مشترٍ لهذه المنتجات في العالم".

نظرة على التخزين القديم
وبين الموقع أن التخزين ليس حكرًا على الصين وحدها. فقد أوضح تروي رول في مجلة تكساس إيه آند إم لو ريفو أن التخزين المتعمد للموارد لاستخدامها في حالات الطوارئ هو إستراتيجية قديمة لمواجهة النقص المتوقع في الأغذية المطلوبة بشدة، والصينيون أنفسهم ليسوا حديثي العهد بالتخزين.

وكتب رول أنه في تطور تاريخي مثير للسخرية، كان النظام الصيني لتخزين الحبوب الذي يعود إلى أكثر من ألف سنة هو الذي أثر على تطوير المخزونات في الولايات المتحدة.

رأي التجار
ولفت الموقع إلى أن الأمر لا يقتصر على الأكاديميين والمشرعين الذين يتساءلون عن مشتريات الصين من الحبوب والسلع الأساسية الأخرى. فالتجار يطرحون السؤال التالي: "ما الذي تستعد له الصين؟".

في أوائل شهر آذار/ مارس من هذه السنة، أفاد موقع أيه جي ويب، "أن الصين تواصل شراء حبوب العلف، من الذرة إلى الذرة الرفيعة وحتى الشعير. وبغض النظر عن مصدر الزيادة في المشتريات، هناك شيء واحد واضح: الصين تخزن الحبوب".

وتساءل أرلان سودرمان، كبير اقتصاديي السلع في مجموعة ستون إكس جروب، عن سبب قيام الصين بمشتريات محفوفة بالمخاطر ومكلفة من الذرة من أوكرانيا، مما يتطلب أن تمر الشحنات إما عبر البحر الأحمر أو حول الطرف الجنوبي من أفريقيا.

وقال "سودرمان": "من المفارقات أن الصين تشتري تلك الذرة لأن محصول الذرة لديهم كان وفيرًا، وذلك استنادًا إلى مصادرنا الخاصة في الصين"، مضيفًا أنهم يعتقدون أن محصول الذرة في الصين كان أكبر مما كانت الحكومة على استعداد للاعتراف به.


ومع ذلك، كانت هناك إشارات متضاربة هذه السنة. ففي غضون أسابيع من المشتريات الكبيرة غير المتوقعة من الحبوب وغيرها من المواد الغذائية الأساسية، ألغت الصين فجأة عقودًا لشراء أكثر من 500 ألف طن متري من القمح من الولايات المتحدة. ويشتبه المحللون في أن عمليات الإلغاء ترجع إلى انخفاض الأسعار في أماكن أخرى، مثل روسيا على نحو غير مفاجئ. وأشار آخرون إلى أن العقود قد تعكس ضعف الطلب المحلي في الصين. في كلتا الحالتين، في دولة تقوم بتخزين كل شيء أساسي على ما يبدو في مجموعة مواردها، لماذا تلغي مشتريات القمح المخطط لها؟

واختتم الموقع تقريره قائلًا إن هناك أسبابا كثيرة لتخزين الصين الحبوب، منها: الاستعداد للحرب والحصول على النفوذ على المنافسين والسيطرة على السوق وجنون العظمة وتهدئة المخاوف المحلية من نقص الغذاء وتأجيج المخاوف الدولية من الحرب.

مقالات مشابهة

  • مسألة تحميل الفريق أول البرهان وحده المسؤولية خطأ كبير
  • مختص : لا كرامة في الحياة الزوجية ويجوز للزوجة ضرب الزوج .. فيديو
  • لماذا كل هذا الرهان على مفاوضات مسقط الإنسانية الاقتصادية؟!
  • القبض على ملثم تسلق سطح الملعب خلال مباراة ألمانيا والدنمارك .. فيديو
  • حسن عز الدين: الشعب الفلسطيني وحده من يرسم اليوم التالي في غزة
  • لماذا تصبون الزيت على النار ؟
  • لماذا تقوم الصين بتخزين الموارد الرئيسية وهل هو تكرار لسيناريو ألمانيا النازية؟
  • هل حقا تشعر المرأة بالبرد أكثر من الرجل؟
  • محمود:السوداني الرجل الباحث عن تطوير الرياضة
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: نوم العقل يوقظ الوحوش