اكتشاف الإصابة بألزهايمر يتاح قريباً بفحص دم
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
أصبح اكتشاف الإصابة بمرض ألزهايمر بمجردّ اختبار دم بسيط قاب قوسين أو أدنى من أن يتحقق فعلياً بعد سنوات طويلة من البحوث، وسيشكّل بالتالي تطوراً ثورياً في هذا المجال، لكنّ المرضى أنفسهم لن يلمسوا الفائدة منه ما لم تتوافر علاجات فاعلة لهذا المرض بعد طول انتظار.
وقال طبيب الأعصاب جوفاني فريسوني، أحد أبرز الأخصّائيين الأوروبيين في مرض ألزهايمر لوكالة فرانس برس: “ستغير المؤشرات الحيوية للدم الطريقة التي نجري بها التشخيص”.
ويشكّل التشخيص بهذه الطريقة منذ سنوات أحد محاور التركيز الرئيسية للبحوث المتعلقة بهذا المرض الذي يُعَدّ الشكل الأكثر شيوعاً من الخرف، ويؤثر بشكل لا رجعة فيه على عشرات الملايين من الأشخاص حول العالم.
وتتمثل الفكرة في توفير القدرة من خلال اختبار دم بسيط، على رصد مؤشرات تكشف الآليات الفيزيولوجية التي يبدأ بها المرض.
وتوصل العلماء إلى معطيات عن آليتين رئيسيتين، من دون التوصل إلى فهم كامل للتفاعل بينهما، أولاهما عبارة عن تكوين ما يُعرف بلويحات بروتين الأميلويد في الدماغ، والتي تضغط على الخلايا العصبية وتدمرها في النهاية، والثانية تراكم بروتينات أخرى تسمى تاو داخل الخلايا العصبية نفسها.
وتتوافر أصلاً فحوص تتيح اكتشاف الإصابة بألزهايمر، أحدها بواسطة البزل القطني (أو الشوكي)، والثاني بواسطة إحدى تقنيات التصوير الطبي وهي التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET). ولكن نظراً إلى أن هذه الفحوص طويلة وثقيلة ومكلفة، يكتفي كثر من المرضى بالنتائج السريرية، كفقدان الذاكرة الشديد.
وسبق أن طُرحَت في السوق بعض اختبارات الدم، ولكن عملياً لا يُستخدَم سوى القليل منها، في انتظار توافُر بيانات عن فائدتها الحقيقية. إلا أن العديد من الدراسات أثبتت في الأشهر الأخيرة فاعلية بعض اختبارات الدم في رصد العلامات الداخلية للمرض.
ونُشرت أبرز هذه الدراسات في يناير الماضي في مجلة “جاما نورولودجي”. وخلصت الدراسة التي استندت إلى متابعة وضع نحو 800 شخص، إلى أن اختبار الدم يمكن أن يكشف عن كمية غير طبيعية من الأميلويد أو عن بروتينات تاو بفاعلية مماثلة للفحوص المعتمدة في الوقت الراهن.
والأهم من ذلك، أن فاعلية هذا الاختبار ثبتت في مرحلة ما قبل سريرية، حتى قبل ظهور الأعراض المعروفة لهذا المرض.
وأبدت الأوساط الطبية عموماً ارتياحها إلى هذا التقدم المهم، رغم بعض الثغرات، ومنها ضرورة تأكيد هذه الفاعلية في الممارسة العملية، إضافة إلى أن هذا الاختبار يُظهر فقط وجود آليات فيزيولوجية لا تؤدي بشكل منهجي إلى الخرف.
خطوة أولىواعتبر أخصّائي طب الأعصاب بارت دي ستروبر في تعليق عبر منصة مركز “ساينس ميديا سنتر” البريطاني أنها “دراسة ممتازة تقرّب إلى حد كبير إمكان استخدام اختبار دم عادي لرصد مرض ألزهايمر”.
وفي المملكة المتحدة، أصبح هذا التطوّر حقيقة واقعة تقريباً. ويهدف البرنامج، الذي بدأته العديد من المنظمات المناهضة لمرض ألزهايمر، منذ العام الماضي، إلى اختبار مدى فائدة اختبارات الدم هذه داخل نظام الرعاية الصحية البريطاني.
إلاّ أنّ اكتشاف الإصابة بالمرض في مرحلة مبكرة يفقد أهميته في غياب أي علاج فاعل. ومع ذلك، يأمل كثر من أطباء الأعصاب راهناً في أن تحقق الأدوية النتيجة المرجوة.
فبعدما أخفقت البحوث طوال عقود في التوصل إلى علاجات، يبدو أن ثمة دواءين واعدين، أحدهما من شركة “إلاي ليلي”، والآخر من “بايوجين” (Biogen)، يستطيعان إبطاء تطور مرض ألزهايمر عن طريق مهاجمة لويحات الأميلويد.
ومع أن فاعليتهما محدودة، وآثارهما الجانبية حادة، يرى كثر من أخصّائيي طب الأعصاب أنهما خطوة أولى نحو علاجات أخرى أكثر فاعلية.
وفي ضوء ذلك، يؤمل في أن يساهم التمكن من استخدام اختبار دم بسيط لرصد مرض ألزهايمر في أسرع وقت ممكن من زيادة فاعلية أي دواء.
وثمة تفصيل مهم هو أن فحص الدم أتاح التشخيص المبكر لدى مرضى يعانون أصلاً ضعف الذاكرة، لا لدى أيّ كان.
وقال فريسوني “لا فائدة اليوم من اختبار المؤشرات الحيوية للدم لدى الأشخاص الذين لا يعانون عجزاً إدراكياً، فهذا لن يؤدي إلا إلى الضرر”.
فماذا يفيد اكتشاف ارتفاع خطر الإصابة بالمرض، إذا لم تتوافر وسائل ملموسة لمنع ظهوره؟ ومع ذلك، لا يستبعد فريسوني أن يصبح فحص مرض ألزهايمر حقيقة ذات يوم.
وقال “نحن نختبر راهناً بعض الأدوية الهادفة إلى تقليل خطر الإصابة بخرف ألزهايمر”. وأضاف “ربما، في غضون خمس أو عشر سنوات، سيصبح ذلك في الممارسة السريرية. عندها، سأكون قادراً على أن أوصي بقياس المؤشرات الحيوية للدم (كأداة فحص)، ولكن ليس اليوم”.
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: اکتشاف الإصابة مرض ألزهایمر اختبار دم
إقرأ أيضاً:
بعد عرض مسلسل "إقامة جبرية" الاضطراب ثنائي القطب.. نشوة أم اكتئاب؟.. كيف نتعامل مع هذا المرض؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يمكن للمرض الاكتئاب أن يأخذ عدة أشكال، و يكون لكل نوع منه أعراض مختلفة قد تطول أو تقصر في علاجها وشفاءها تبعا لما مرت به الشخصية.
ويعد الاضطراب الثنائي القطب (الذي يسمى رسميا بهوس الاكتئاب)، هو أحد الأشكال وهو يتراوح بين فترات النشوة والاكتئاب.
وهو ما يميز أغلب الشخصيات السايكو درامية التي يجد فيها المؤلفين مادة غنية للدراما والأحداث، مثل فيلم الجوكر الشهر الذي ناقش قضايا المرض النفسي، والشخصية التي تنتقم من أشخاص قاموا بأذيتها.
وايضا ما تم تناوله في مسلسل "إقامة جبرية"، والذي قامت فيه الممثلة هنا الزاهد بدور "سلمى" فتاة مضطربة عقليا وتظهر عليها جميع معالم "اضطراب ثنائي القطب".
سمات "سلمى" في إقامة جبرية
تعاني سلمى من مشاكل في الطفولة سبب لها خوفا من الهجر والفقد، مما يجعلها تقتل وتؤذي أي شخص يعترض طريقها، وعقب الشعور بالنشوة من الانتقام تصاب بحالة هستيرية من البكاء والندم على ما فعلته.
كما أنها تتميز بلحظات ثبات انفعالي عالية يعقبها هزات نفسية عميقة وأفعال مؤذية لمن حولها.
اضطراب المزاج ثنائي القطب
بحسب "مايو كلينك" عند إصابة شخص بالاكتئاب، قد يشعر بالحزن أو اليأس ويفقد الاهتمام أو المتعة في المشاركة في معظم الأنشطة.
وعند تحول حالته المزاجية إلى الهوس أو الهوس الخفيف، قد يشعر بالإثارة والسعادة الشديدة (النشوة)، أو الامتلاء بالطاقة أو سرعة الغضب على نحو غير معتاد.
من الممكن أن تؤثر هذه التقلبات المزاجية في النوم والطاقة والنشاط والحكم على الأمور والسلوك والقدرة على التفكير بوضوح.
يقول دكتور جمال فرويد، الإستشاري النفسي، إن اضطراب المزاج ثنائي القطب نوع من الاكتئاب الحاد يأتي في عدة صور مثل الاكتئاب عند تغير الفصول وخاصةة في فصلي الربيع والخريف واحيانا في صورة نشاط عالي، مع أعراض ذهانية، مثل عدم النوم والكلام الكثير وهوس جنسي وهوس في المالوالشراء.
وتابع فرويد موضحا أن تلك الاعراض مستمرة لفترة زمنية، موضحا أن أسباب هذا المرض هو ارتفاع مستويات هرمون الغدة الدرقية، فضلًا عن العوامل النفسية الشديدة التي يمر بها الشخص أو العوامل الوراثية.
ويصيب اضطراب ثنائي القطب 1% من الناس بنسبب متوازية بين الجنسين ويظهر ابتداءً من المراهقة، ويتركز المعدل العام للإصابات ما بين 21 و30 سنة، وهو يتطور على شكل دورات تظهر مع تغيير فصول السنة؛ فهناك دورة الاكتئاب وتناسب عادةً فصل الخريف والشتاء، وهناك دورة الهوس وتناسب فصل الربيع والصيف.
درجة وشدة هذه الدورات تختلف من شخص إلى آخر وبإمكانها أن تكون متوالية سنويا، كما بإمكان شخص أن يصاب فقط بنوع واحد من هذه الدورات وتظهر عنده في كل مرة بشكل مختلف وتصيبه بمعدل مرة أو مرتين في السنة أو بشكل غير منتظم.
كما أن هذا الاضطراب يمكنه أن يكون سريع الدورات ويتقلب المزاج في وقت قصير من الزمان، ويمكن أن يكون من النوع المختلط؛ بحيث نرى عند المريض في آن واحد أعراض الهوس والاكتئاب مجتمعة.
أعراض اضطراب ثنائي القطبأ-دورة الهوس: ارتفاع حاد للمزاج
المزاجية وعدم الاستقرار والتهيج وارتفاع حاد في نشاط المزاج، والحيوية المفرطة والغلو في الفرح والانفعالات الحادة في المشاعر، وكثرة الحركة والتكلم بسرعة كبيرة وبصوت عال مع تغيير المواضيع والتنقل بينها بشكل غير طبيعي.
ب- دورة الاكتئاب: انخفاض حاد للمزاج
نجد أعراضاً أخرى على عكس دورة الهوس، مثل فقدان الطاقة وشهية الأكل، وإهمال العناية الشخصية والابتعاد عن الحياة الاجتماعية، والإحساس بالذنب وفقدان الأمل بالحياة والشعور بانعدام القيمة، وسيطرة أفكار الموت وهوس التفكير في إنهاء الحياة.
ما بين الارتفاع والانخفاض المزاجي، هناك فترات طبيعية واعتيادية ربما تستمر إلى أسابيع أو أشهر أو سنوات.
أسباب اضطراب ثنائي القطب:مازالت الأبحاث العلمية تشتغل بكل جهدها، ولكن ليس هناك نتائج قطعية حاسمة أو سبب محدد للاضطراب الوجداني ثنائي القطب، بل هناك عوامل تجعل الفرد عرضة للإصابة بهذا المرض:
الوراثة: إذا كان أحد الوالدين يعاني من هذا المرض، فهناك احتمال بأن 10 إلى 25% من أبنائه قد يصابون بأحد أشكال الاضطراب.أما إذا كان كل من الأبوين مصاباً بهذا المرض، فان النسبة ترتفع من 15 إلى 50%. وعامل الوراثة ينبهنا إلى حقيقة وجود عامل جيني في هذا المرض.
العامل الجيني: عثرت الأبحاث على منطقة هشة بصبغيات 9، 10 ،13، 14، 22 بإمكانها الاحتواء على جين أو مُوَرِثة تلعب دوراً في انتقال هذا الاضطراب المرضي من جيل إلى جيل.ج- العامل البيولوجي: يرجع إلى اضطراب النواقل العصبية التي +لها دور مباشر في التسبب في الإصابة بهذا المرض، كما أن ارتفاع نسبة الكورتيزون في الدم بإمكانه إطلاق دورة الهوس.
العلاج:
وفقا لماذ ذكرته "مايو كلينك" يمكن السيطرة على التقلبات المزاجية والأعراض الأخرى من خلال اتباع خطة علاجية وإن كان الاضطراب ثنائي القطب حالة مزمنة تستمر مدى الحياة. ففي معظم الحالات، يستخدم اختصاصيو الرعاية الصحية الأدوية والمعالجة بالمحادثة، المعروفة أيضًا باسم العلاج النفسي، لعلاج الاضطراب ثنائي القطب.
إذا تُرك الاضطراب ثنائي القطب دون علاج، يمكنه أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة تؤثر على كل مجال من مجالات حياتك ، مثل: مشاكل متعلقة بإدمان المخدرات والكحول وإنهاء الحياة ما فعلت بطلة المسلسل.