في غزة.. يحرر الناس خبزا ملطخا بالدماء من تحت الركام
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
في غزة.. تهبط المدافع على صدور الآباء المنهكين ولا تخطئ الرصاصة أبدا قلوب الأطفال الهاربين
في دول العالم لا يرفع المدنيين الأنقاض، إلا للبناء فوق الردم، وبعد نحو 150 يوما من عدوان الاحتلال الإسرائيلي الإرهابي على قطاع غزة، رفع الفلسطينيون الأنقاض جبلا وراء جبل وكسروا الحجارة، صخرة تليها صخرة؛ علهم يصلون إلى ناجٍ تماسكت انفاسه بالأرض، أو في محاولة بائسة منهم لتحرير جثة هامدة، صعدت روحها إلى السماء العلياء، بصواريخ المجرمين.
في غزة وحدها، يحفر الفلسطيني بأظافره وأسنانه الحجر؛ وهذه المرة ليس بحثا عن جرحى وشهداء أسفل ركام المباني المهدمة، بل في محاولة أقرب إلى العجب؛ حيث يحفر الرجال وأبناؤهم، وتناظر النساء من بعيد مشهد الألم والحسرة وهم يحاولون إنقاذ رغيف الخبز.
اقرأ أيضاً : جيش الاحتلال يوسع عملياته في خان يونس ويطوق مدينة حمد تمهيدا لاقتحامها
نعم يحرر الغزيون رغيف الخبز من حجارة المباني، رغيف خبز مغمس بدماء الأبرياء الذين قتلهم الاحتلال عامدا متعمدا في محاولة منه لتفريغ المكان من أهله، وتدمير كل البنى التحتية في القطاع الذي حوصر 17 عاما ونهاية نفض الاحتلال عن أكتافه، ولقن رجاله العدو درسا قاسيا في السابع من أكتوبر الماضي.
حينما تتمعن صور غزة المخلوقة من رحم الألم تظلم الدنيا أمامك على غير العادة؛ تارة تقف في خيالك الواهم على الأنقاض، وذات خدعة تشاهد الكتب، أقلام الصغار، وبقايا أغصان أشجار الكبار، تتملس في يديك بقايا بلاط الغرفة المهترء، علبة الرضيعة، وشظايا الصاروخ الذي سلب روحا، وقتل قلوبا شتى.
في غزة الصامدة، تسقط الصواريخ من السماء على رؤوس المكلومين، وتهبط المدافع على صدور الآباء المنهكين، ولا تخطئ الرصاصة أبدا؛ قلوب الأطفال الهاربين من المقاصة الإسرائيلية.
وفي حال أكمل السائر خطواته في أرض غزة سيشاهد بوضوح بقايا التغطية الصحفية وآثار عين الحقيقة التي فقئت برصاصة صهيونية، سيبكي خلال رحلته على موت رضيعة ثانية، وعلى الرصيف سيقيم الصلوات مع أطياف شهداء غادروا الأرض، وسيسترق المشهد من أعلى تلة صخرية؛ ليعرف في أرض يجاهد الفلسطينيون.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الحرب في غزة الاحتلال الإسرائيلي الشهداء قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يكشف عن وقوعه بفشل استخباري وكمين للقسام خلال محاولة استعادة أسير
كشفت القناة 12 العبرية، أن وقعت في كميل وفشل استخباري، قبل نحو عام في قطاع غزة، أثناء عملية لإخراج أحد الأسرى من قطاع غزة.
وقالت القناة، إن الرقابة العسكرية سمحت بنشر تفاصيل ما جرى، في عملية نفذها جيش الاحتلال، لإخراج الأسيرة نوعا أرغماني، لكن المفاجأة كانت أن المعلومات الاستخبارية التي حصلوا عليها كانت خاطئة، ولم تكن الأسيرة في المكان، وكان الموجود هو ساعر باروخ.
ووفق القناة "وصل المقاتلون إلى المبنى، وفتحوا باب المدخل، وفورا في اللحظة الأولى فتح المسلحون النار عليهم بوابل كثيف من الرصاص، وتحولت عملية الإنقاذ بشكل مفاجئ إلى عملية لإجلاء الجرحى، حيث أصيب عدد من أفراد الوحدة الخاصة بجروح خطيرة خلال المواجهة".
وبحسب ما كشفت القناة، "عاد المقاتلون بعد ساعات طويلة، وفي ذلك الوقت تلقى جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) معلومات استخبارية صدمت الجميع حيث اتضح أن الشخص الذي كان في المبنى لم يكن نوعا أرغماني، بل الأسير باروخ، الذي أسر من منزله في بئيري".
وأشارت القناة 12 إلى أنه "خلال عملية الإنقاذ والمعركة الشرسة التي وقعت داخل المبنى، قتل ساهر بإطلاق نار على رأسه، وحتى اليوم، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان قد قتل على يد المسلحين أو أصيب عن طريق الخطأ بنيران القوات".
ورغم تكتم الاحتلال عن هذه التفاصيل طيلة الفترة الماضية، إلا أن كتائب القسام، كشفت عن ما جرى منذ اللحظات الأولى لوقوع الاحتلال في الكمين، وكشفت أنه استخدم سيارة نقل تابعة لمنظمة دولية لم يسمها، ويشتبه أنها الصليب الأحمر، لحمل قواته إلى مكان وجود الأسير.
وكشفت القسام كذلك أن الأسير الذي قتل هو ساهر باروخ، وعرضت مشاهد لجثته وقالت إنه قتل بنيران جيش الاحتلال، خلال العملية، فضلا عن نشرها مشاهد لدماء كثيفة لجنود الاحتلال غطت المكان بعد تعرضت لنيران القسام، وفقدانهم معدات عسكرية وإحدى الأسلحة الخاصة بهم.
صرحت عائلة سهر باروخ للقناة 12: "الضغط العسكري قد يؤدي إلى مقتل الأسرى، نأمل ألا تحدث وفيات أخرى من هذا النوع، وأن يعود جميع الأسرى في أسرع وقت من خلال صفقة".
وخلال الفترة الماضية قتل عشرات الأسرى الإسرائيليين في غزة بسبب القصف أو خلال عمليات الاحتلال في داخل القطاع، وبعضهم قتل خلال محاولات فاشلة لإخراجهم.
وفي مطلع أيلول/سبتمبر الماضي، سادت حالة من الغضب في "إسرائيل" على حكومة بنيامين نتنياهو عقب إعلان جيش الاحتلال استعادة جثث 6 محتجزين بعد العثور عليها داخل نفق بقطاع غزة.
وكانت القسام كشفت أن الأسرى قتلوا بالقصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وحملت حكومة نتنياهو والإدارة الأمريكية المسؤولية عن مقتلهم ومقتل من سبقهم من الأسرى.