الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية تطلق “بودكاست جاهز”
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
أطلقت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، “بودكاست جاهز”، المدونة الصوتية الخاصة بمبادرة “جاهز” لمستقبل المواهب الحكومية، إحدى مبادرات “الهيئة” الاستراتيجية، وأحد المشاريع التحولية التي تسهم في تطوير الموظفين والاستثمار بقدراتهم، وتعزيز جاهزية المواهب الحكومية بمهارات المستقبل.
واعتبرت مريم الزرعوني مدير إدارة تخطيط الموارد البشرية الحكومية في الهيئة، “بودكاست جاهز” إضافة نوعية، وقناة معرفية جديدة تضاف إلى المنصة، لتمكين الموظفين من الاستماع إلى محتوى المنصة التعليمي، على شكل ملفات صوتية.
وأكدت أن فكرة المشروع تقوم على إطلاق سلسلة حلقات بودكاست، ضمن المنصة، وتحويل المحتوى التعليمي المطروح عبرها إلى ملفات صوتية، بدءاً بجلسات الماستركلاس، التي تم عقدها في وقت سابق ضمن مبادرة جاهز، وإتاحتها عبر المنصة الرقمية، بحيث يتسنى لموظفي الحكومة المستفيدين الاستماع إليها في أي وقت ومن أي مكان.
وأوضحت أن المشروع يهدف إلى تنويع وسائل تقديم المحتوى الخاص بمنصة “جاهز”، ليناسب جميع المستخدمين وتفضيلاتهم، وتمكينهم من الاستماع إلى جلسات معرفية يقدمها خبراء ومتحدثون عالميون، في موضوعات مختلفة، تركز على مهارات المستقبل، مثل (التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي التوليدي، والميتافيرس، وتعلم الآلة، والتغير المناخي، والريادة في التحول الرقمي الحكومي، والتصميم من أجل المستقبل، والحوسبة السحابية، والتفكير الحاسوبي لتصميم عمليات أفضل، والويب 3.0، وذاكرة بلا حدود للتعلم بشكل أسرع).
وفي المرحلة الأولى من المشروع، تم إتاحة ثلاث حلقات بودكاست عبر منصة “جاهز”، الأولى حول الأمن السيبراني، يتحدث فيها سعادة الدكتور محمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني في حكومة الإمارات العربية المتحدة، والثانية عن الريادة في التحول الرقمي، ويتحدث فيها سييم سيكوت، الرئيس التنفيذي السابق لتكنولوجيا المعلومات في حكومة إستونيا، أما الثالثة فهي عن الميتافيرس وتستضيف مارك كاريل مدير عام أول والمدير الدولي للابتكار التكنولوجي في Accenture، ولوسي كوبر رئيسة ابتكار العملاء عبر أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ واليابان في Microsoft.
وفي المرحلة المقبلة، سيتم توفير بقية جلسات الماستر كلاس بصيغة بودكاست صوتي، والعمل مع شركاء مبادرة “جاهز”على استضافة خبراء مميزين، لإعداد حلقات بودكاست جديدة، ضمن المهارات المستهدفة في جاهز ومنها (المهارات الرقمية، ومهارات X10، ومهارات الاقتصاد الجديد، ومهارات البيانات والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى مهارات تستهدف بعض التخصصات المهنية الاستراتيجية).وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
التحول الرقمي في دولة الإمارات
الفاهم محمد
أخبار ذات صلة الترجمة.. جسور إماراتية بين الثقافات جلال لقمان: لن تهزمني النارفي ظل التسارع الهائل للثورة التكنولوجية والرقمية تسعى الإمارات إلى تبني أحدث التقنيات والابتكارات، من أجل توظيفها في مختلف المجالات الاجتماعية الحيوية. ولأن التحول الرقمي قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في نمط حياة الناس وتفاعلاتهم الاجتماعية وأنماط فكرهم، فإن هذا التحول يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل العمل وآليات التواصل البشري، هذا إضافة إلى المشاكل المعروفة بشأن الخصوصية والأمن الرقمي والجرائم السيبرانية، وتعمل الإمارات في هذا الإطار بناءً على رؤية واستراتيجية واضحة ودقيقة، وذلك بالاستفادة القصوى من الثورة التكنولوجية، مع إدماج التراث الإماراتي والقيم الإسلامية بشكل متناعم مع التقنيات الرقمية الحديثة، كما تعمل على تعزيز الهوية الوطنية، عبر التطبيقات الذكية والبوابات الإلكترونية التي تعكس الطابع الإماراتي العربي الإسلامي، مع استخدام اللغة العربية في المحتوى الرقمي.
هناك العديد من المبادرات التي قامت بها الحكومة، من أجل دعم جهود التحول الرقمي في المجتمع الإماراتي مع المحافظة على تراثها الحضاري والثقافي، في مواجهة موجات التحول الرقمي، نذكر من بينها ما يلي:
1- استراتيجية الإمارات الرقمية 2025: وهي عبارة عن خريطة طريق شاملة، من أجل تحويل الإمارات إلى دولة رقمية متطورة في العالم، بحلول هذا التاريخ. تركز هذه الخريطة على النهوض بالبنية التحتية الرقمية، وتطبيق الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات الاجتماعية الحيوية.
2- مبادرة الإمارات السحابية: وهي مبادرة تهدف إلى تحويل الحكومة الاتحادية، إلى بيئة سحابية آمنة وذكية، كما تسهم في تعزيز التعاون الرقمي، وتبادل البيانات بين كافة الجهات الحكومية، ضمن ما يعرف بالشبكة الاتحادية.
3- برنامج المهارات الرقمية للجميع: يركز هذا البرنامج على تطوير المهارات الرقمية للمواطنين، عبر توفير دورات تدريبية، ومنصات تعليمية للرفع من قدرات المجتمع في التقنيات الرقمية الحديثة.
4- مبادرة الحكومة الذكية: وتهدف إلى تحويل الخدمات الحكومية، إلى منصات رقمية ذكية وسهلة الاستخدام. كل ذلك من أجل تعزيز التفاعل الإلكتروني بين الحكومة والمواطنين. هذا وقد استفاد القطاع الحكومي من هذا التحول، حيث ازدادت كفاءة العمليات الداخلية للحكومة، كما تم تطبيق الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة، واستثمار ذلك في صنع القرار.
5 - المنطقة الحرة للتكنولوجيا والابتكار «دبي تيك»: وهي المنطقة التي تسعى الإمارات من خلالها، إلى توفير بيئة داعمة للشركات التقنية الناشئة، وكذا الإسهام في تطوير الابتكار والريادة الرقمية.
وكما يشير التقرير الصادر عن اللجنة العليا للتحول الرقمي الحكومي، فإن هناك العديد من المجالات الاجتماعية، التي استفادت من هذا التحول. فبالإضافة إلى القطاع الحكومي الذي سبقت الإشارة إليه، هناك قطاع الرعاية الصحية، الذي عرف العديد من التطورات مثل تطبيقات الرعاية، وتعزيز التواصل الرقمي بين المرضى والأطباء. هناك أيضاً التجارة الرقمية ومنصات التسوق، التي بدأت تعرف ازدهاراً متنامياً. دون أن ننسى كذلك الخدمات المصرفية الرقمية، والتحول نحو الدفع الإلكتروني، والقطاع التعليمي والبيئي والأمني والقضائي، وغيرها من القطاعات التي باتت لا تستغني عن عملية الرقمنة.
أبرز التحديات
من أبرز التحديات التي تواجه أي دولة أمام تحقيق التحول الرقمي الشامل والمستدام:
- التحديات المرتبطة بالبنية التحتية: وتقتضي ضمان توفير البنية التحتية الرقمية المتطورة والموثوقة في جميع أنحاء الدولة. وكذا تطوير القدرات التقنية القادرة على استيعاب وتطبيق التقنيات الحديثة، مثل إنترنت الأشياء والجيل الخامس وغيرها.
- التحديات المالية والاقتصادية: حيث يجب ضمان التمويل الكافي للمشاريع الرقمية الطموحة، والعمل على إعداد القوى العاملة المدربة في هذا المجال.
- التحديات الثقافية والاجتماعية: الرفع من الوعي المعلوماتي، والذي من شأنه أن يدفع إلى انخراط المواطنين بشكل إيجابي في التحول الرقمي. كما يجب العمل في الآن ذاته، على الحفاظ على الهوية الثقافية في ظل تأثيرات الثورة الرقمية الجامحة.
- التحديات التنظيمية والتشريعية: يجب وضع إطار تنظيمي مرن، يعمل على تنظيم البيئة الرقمية، وتطوير السياسات والقوانين اللازمة المؤطرة لهذا المجال.
نحو مجتمع الإعلام والمعرفة
هكذا، فإن كل الجهود التي بذلتها الإمارات في سبيل ترسيخ عملية التحول الرقمي، تعبر عن أنها تسير بخطى حثيثة نحو ما يصطلح عليه بـ «مجتمع الإعلام والمعرفة». وهو المجتمع الذي أصبحت فيه المعلومات والمعرفة، هي المصدر الرئيسي للثروة والتقدم. كما أنه يتميز بالتطور السريع، بالاعتماد على التكنولوجيا الرقمية. إضافة إلى المشاركة النشطة والإبداعية للمواطنين في إنتاج ونشر المعرفة. ويمكن التأكيد على أن الإمارات تسعى بخطى ثابتة نحو بناء مجتمع معرفي متكامل، قادر على المنافسة العالمية. من الضروري الحديث في هذا السياق عن مشروع تحويل دبي إلى مركز عالمي للابتكار في التكنولوجيا المتقدمة، وكذا إنشاء المعاهد المتخصصة لذلك.
الهوية الحضارية
من دون شك، يلعب التحول الرقمي دوراً كبيراً في التأثير على الهوية الحضارية للمجتمعات. فعلى الرغم من التطور التكنولوجي السريع تولي دولة الإمارات أهمية كبيرة للحفاظ على هويتها الثقافية العربية الأصيلة، فهي تعمل - كما ذكرنا سابقاً - على إدماج التراث الإماراتي والقيم الإسلامية بشكل متناعم مع التقنيات الرقمية الحديثة، وتعزيز الهوية الوطنية وضرورة استخدام اللغة العربية في المحتوى الرقمي.
وبهذه الجهود المتكاملة، يمكن القول بأن دولة الإمارات تنجح في الحفاظ على هويتها الحضارية، جنباً إلى جنب تسخير التقنيات الرقمية، لتعزيز مكانتها كنموذج ريادي في التطور التكنولوجي.