الحقائق الاستراتيجية لحروب القوى العظمى في الشرق الاوسط
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
3 مارس، 2024
بغداد/المسلة الحدث:
محمد حسن الساعدي
الحروب الفاشلة في العراق وأفغانستان وما عملته بدعوى(الربيع العربي) والذي لم يحقق شيئاً سوى زيادة العداء لواشنطن،وإزدياد الاصوات الداعية لضرورة إخراج كل القوات الاجنبية وتحديداً الامريكية منها من الشرق الاوسط، لذلك تبلور توافق داخل الدوائر الرسمية في واشنطن وبشقيها(الديمقراطي والجمهوري) باتجاه إخراج القوات الامريكية والحد التدريجي من الوجود العسكري فيها واستبداله بالاستثمار السياسي والاقتصادي ليكون بديلاً لنفوذها فيها.
المحور الآخر كالصين وروسيا وكوريا الشمالية تدفع باتجاه تطوير علاقاتها التجارية والاقتصادية وفق مبدأ استراتيجي يعتمد على الطلب المتزايد على استيراد الطاقة مع بلدان الشرق الاوسط وشمال أفريقيا،والذي أتاح لهذه البلدان النفوذ الواسع فيه، كما أن تراجع النفوذ الامريكي في المنطقة أتاح لهذه الدول العودة للشرق الاوسط بعد غياب،خصوصاً روسيا التي غابت عن المشهد في أعقاب إنهيارالاتحاد السوفيتي بداية التسعينات من القرن الماضي،ما اتاح لواشنطن الدخول بعد أحداث عام 1991 وحب الكويت،وما تلاها من أحداث 11 سبتمبر وغزو العراق وأفغانستان والذي سبب استنزاف هائل لقدرات الولايات المتحدة العسكرية والسياسية،والتأثير السلبي على صورتها في عموم العالم العربي والاسلامي.
توقف التراجع العسكري الامريكي بعد الحرب (الروسية-الاوكرانية) 2022،وأعادت واشنطن فكرة تواجدها بقوة، واحتياجها الى الحلفاء في المنطقة للسيطرة على الطاقة وأسعارها،أو لحشد الاصوات والتأييد الدولي لمواقفها ومواقف القوى الغربية لمواجهة روسيا والصين او لمنع تمدد نفوذها وقطع العلاقة فيما بينهم وبين إيران والخليج.
أن الكيفية التي سيتطور فيها الصراع في غزة سيكون لها آثار سلبية على الاقتصاد العالمي،والذي يعاني فعلاً من الصدمات إذ ان سلسلة من الأحداث الكارثية قد تمتد إلى الخليج نفسه والتي يمكنها أن تؤدي إلى الصراع بين القوى العظمى بالإضافة ان الانظمة في المنطقة ممكن لها أن تتزعزع على أثر الغضب الشعبي بسبب فشلها في إدارة هذا الصراع ومحاولة تخفيف حدته او مساعدة مدينة غزة المحاصرة.
الحرب المفروضة على غزة 2023 وكلفتها الانسانية والاقتصادية الباهظة،بالاضافة الى تداعياتها السياسية والامنية على المنطقة،ويبدو من خلال تسارع الاحداث انه بات بعيد المنال،وبالقراءة الواضحة لمجريات الاحداث في فلسطين وعموم المنطقة بالإضافة الى احداث البحر الاحمر،والتي جاءت لتعيد واشنطن الى خانة التدخل المباشر في المنطقة مرة اخرى،وإعادة هيمنتها وتوظيف كل قدراتها ومواردها من أجل دعم الكيان الاسرائيلي،ومحاولة تقويض أي تحرك لمنافسيها في المنطقة، وإيجاد أرضية مناسبة لاستكمال الدمج الاقليمي لتل أبيب بالتطبيع فيها وبين دول المنطقة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
محافظ دمياط يشارك بافتتاح فعاليات مؤتمر الشرق الأوسط الدولى لنظم القوى الكهربية
شارك الدكتور أيمن الشهابى محافظ دمياط، بفعاليات مؤتمر الشرق الأوسط الدولى لنظم القوي الكهربية الخامس والعشرون والذي تنظمه كلية الهندسة بشبرا ، والذى افتتحه الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها، بحضور الدكتور جمال السعيد رئيس مجلس أمناء جامعة بنها الأهلية ، والدكتور تامر سمير رئيس جامعة بنها الأهلية ، والدكتور لؤى سعد الدين نصرت، رئيس جامعة أسوان والدكتور السيد فوده نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ، والدكتورة جيهان عبد الهادي نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث ، والدكتور جمال عبد العزيز القائم بعمل عميد كلية الهندسة بشبرا ، والدكتور فاروق اسماعيل رئيس اللجنة القيادية للمؤتمر ، والدكتور محمود سليمان وكيل كلية الهندسة بشبرا لشئون الدراسات العليا والبحوث ورئيس المؤتمر ، والدكتور محمد ابراهيم الرئيس التنفيذي للمؤتمر ، والأستاذة شيرين شوقي أمين عام الجامعة ، والأستاذ رفعت نان أمين الجامعة المساعد للشئون الإدارية ، وأساتذة الكلية.
فيما وقد أعرب " الدكتور أيمن الشهابى " عن سعادته بالمشاركة اليوم بتلك الفاعليات ، معربًا أيضًا عن تقديره لانتمائه لجامعة بنها التى ينتمى لها طالباً وأستاذًا ،وعمادته لكلية هندسة شبرا ، وأكد " محافظ دمياط " على أهمية هذا المؤتمر الذى يتواكب مع رؤية الدولة واستراتجيتها بمجال الطاقة و إنتاج الطاقة النظيفة باعتباره محور هام من محاور التنمية المستدامة، ولفت أيضًا إلى أن المؤتمر فرصة جيدة ومتميزة لتبادل الرؤى والأفكار لمناقشة التطورات الحديثة بهذا المجال والوصول إلى حلول مبتكرة لكافة التحديات الراهنة ، و كذلك تعزيز الابتكار وتشجيع البحث العلمى بهذا المجال ،وأعرب " المحافظ " عن خالص امنياته لجامعة بنها وكلية هندسة شبرا بمزيد من التوفيق والازدهار..
وفي كلمته اكد الدكتور ناصر الجيزاوي أن المؤتمر يعد فرصة هامة لتبادل الأفكار والخبرات، والعمل معاً لابتكار حلول جديدة ومستدامة لتحديات الطاقة الكهربية ، انطلاقا من حرص جامعة بنها على المساهمة في تطوير وتعظيم الاستفادة من الطاقة الكهربائية في بلدنا ،وتحقيق مستقبل مستدام فى إطار رؤية مصر 2030 ، مشيرا إلى ان المؤتمر مخصص لاستكشاف مستقبل القوى الكهربية في مصر والعالم ، وأضاف رئيس الجامعة أن مصر تتجه والعالم نحو تحول جذري يعتمد على التكنولوجيا الحديثة والابتكار لتعزيز كفاءة الطاقة واستدامتها، حيث تعمل الدولة المصرية حاليا على تطوير البنية التحتية للطاقة الكهربية من خلال مشروعات طموحة وكبيرة مثل محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية النظيفة، مما يعزز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة ويقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
من جانبه قال الدكتور جمال عبد العزيز أن مؤتمر الشرق الأوسط لنظم القوي الكهربية يعقد خلال الفترة من 17 حتى 19 ديسمبر الجاري ويعتبر من أقدم وأكبر المؤتمرات الدولية المتخصصة في نظم القوي الكهربية على مستوي الشرق الأوسط منذ عام 1989 ويحظى بمكانة مرموقة على المستوي الدولي ، كما يعد فرصة ذهبية لتبادل الأفكار والرؤى، فهو منصة كبرى لتبادل المعرفة ومناقشة أحدث التطورات في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة ، و مجالات الشبكات الذكية، وكفاءة الطاقة ، والطاقة المستدامة، وهو فرصة أيضًا للتعرف على الحلول التي يمكن أن تقدمها التكنولوجيا لتحدياتنا البيئية والاقتصادية ؛ وبما يتناسب مع مواردنا ، وأكد " عبد العزيز" علي أن التعاون بين الجامعات والشركات الخاصة والعامة هو السبيل الأمثل لتحقيق قفزات نوعية في مجال الطاقة التي تشكل ركيزة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة، وتحسين جودة الحياة، وتحفيز النمو الاقتصادي.