آخر تحديث: 3 مارس 2024 - 11:56 صبغداد/ شبكة أخبار العراق- أوصى صندوق النقد الدولي، اليوم الاحد (3 آذار 2024)، العراق بتقليل الاعتماد على النفط، والعمل على زيادة الإيرادات غير النفطية وضبط الإنفاق العام، من أجل ضمان الاستمرار في الإصلاحات الاقتصادية وتحقيق النمو بشكل مستدام.واشار البيان الختامي لخبراء الصندوق بنهاية بعثة مشاورات المادة الرابعة لعام 2024، إلى أنه “من المتوقع أن يواصل العراق النمو الاقتصادي نظرا للتوسع في المالية العامة”، لكنه حذر من “زيادة كبيرة في مواطن التعرض لتقلبات أسعار النفط على المدى المتوسط”.

 وقال صندوق النقد إن” انخفاضات أكبر في أسعار النفط أو تمديد تخفيضات أوبك+ قد يؤثران على حسابات العراق المالية والخارجة”، مشيرا إلى “مخاطر تصاعد التوترات الإقليمية وتأثيرها المحتمل في حال حدوث انقطاع لمسارات الشحن أو إلحاق ضرر بالبنية التحتية النفطية بما يؤدي إلى وقوع خسائر في الإنتاج النفطي تفوق الأثر الإيجابي المحتمل لحدوث ارتفاع في أسعار النفط”.وأضاف أن “العراق يحتاج إلى زيادة الصادرات غير النفطية والإيرادات الحكومية، وتقليل تعرض الاقتصاد لصدمات أسعار النفط“.  وذكر البيان أن “العراق يحتاج إلى نمو أعلى وأكثر استدامة في القطاع غير النفطي لاستيعاب القوى العاملة سريعة النمو“. وأشار بيان صندوق النقد إلى أن “نمو القطاع غير النفطي في العراق انتعش بقوة في 2023، حيث أن التقديرات تشير إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي غير النفطي للعراق 6 بالمئة في 2023 بعد توقف النمو في 2022”.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: أسعار النفط غیر النفطی

إقرأ أيضاً:

تأثير انخفاض أسعار النفط إلى 60 دولار على موازنة العراق ؟

بسام رعد / باحث في الشأن الإقتصادي 

اعتماد العراق على النفط
العراق يعتمد بشكل كبير على إيرادات النفط في تمويل موازنته العامة:
- تشكل صادرات النفط حوالي 90-97% من إجمالي صادرات العراق.
- تعتمد الموازنة العراقية للأعوام 2023-2025 على سعر 70 دولاراً للبرميل.
- أي انخفاض في أسعار النفط يؤثر مباشرة على الإيرادات الحكومية والقدرة على تمويل النفقات العامة.

الآثار المباشرة لانخفاض السعر إلى 60 دولارللبرميل
أ-  العجز في الموازنة العامة:
   - انخفاض سعر النفط بمقدار 10 دولارات عن السعر المعتمد في الموازنة (70 دولار). 
   - يؤدي هذا إلى عجز مالي يُقدر بـ 14.256 مليار دولار سنوياً ( أي ما يعادل نحو 18.532 تريليون دينار عراقي).
   - بافتراض أن العراق يُصدر 3.300 مليون برميل يومياً فإن كل انخفاض بمقدار دولار واحد في سعر النفط يؤدي إلى تراجع الإيرادات العراقية بمقدار 3.300 مليون دولار يومياً ، أي ما يعادل 99 مليون  دولار شهرياً، أو نحو 1.188 مليار دولار سنوياً.
ب- تأثير على الرواتب والنفقات التشغيلية:
   - تشكل الرواتب والتقاعدات والحماية الاجتماعية  حوالي 90 تريليون دينار (69 مليار دولار)، أي أكثر من 40% من الموازنة .
   - في حال استمرار انخفاض الأسعار، قد تواجه الحكومة صعوبة في تأمين الرواتب .
ت- النفقات الاستثمارية:
   - من المرجح أن تتأثر النفقات الاستثمارية أولاً. 
   - توقف أو تأجيل تمويل مشاريع البنى التحتية والخدمات الأساسية.
   - تباطؤ في تنفيذ المشاريع التنموية والاستثمارية.

 الخيارات المتاحة أمام الحكومة العراقية

1-  الاعتماد على الاحتياطي النقدي:
   - يمكن للحكومة اللجوء إلى الاحتياطي النقدي الذي يقدر بأكثر 100 مليار دولار .
   - هذا الخيار قد يكون مناسباً للأزمات قصيرة المدى.

2- تعديل سعر صرف الدينار العراقي:
   - قد تلجأ الحكومة إلى تخفيض قيمة الدينار مقابل الدولار.
   - هذا الإجراء سبق أن اتخذته الحكومة في ذروة أزمة كورونا عام 2020.
   - لكن هذا الخيار قد يؤدي إلى مخاطر اقتصادية واجتماعية كبيرة، وتأثيره سيستمر حتى بعد انتهاء الأزمة.

3-  تقليص النفقات وترشيد الإنفاق:
   - تكييف الموازنة مع التحديات الجديدة.
   - ضبط الإنفاق الحكومي والتركيز على النفقات الأساسية.
   - تأجيل المشاريع غير الضرورية.

4- تنويع مصادر الدخل:
   - تعظيم الموارد غير النفطية.
   - تفعيل قطاعات الضرائب والرسوم.
   - ضبط العلاقة مع إقليم كردستان فيما يخص تصدير النفط.

 السيناريوهات المحتملة

- سيناريو قصير المدى: إذا استمر انخفاض الأسعار لفترة قصيرة (أقل من 6 أشهر)، فقد تتمكن الحكومة من تجاوز الأزمة باستخدام الاحتياطي النقدي أو تقليص بعض النفقات غير الضرورية.

 سيناريو متوسط المدى : إذا استمر انخفاض الأسعار لمدة 6-12 أشهر، قد تضطر الحكومة لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة مثل تعديل الموازنة وترشيد الإنفاق بشكل أكبر.

 سيناريو طويل المدى: إذا استمر انخفاض الأسعار لأكثر من 12 شهر ، فقد تواجه الحكومة أزمة مالية شبيهة بأزمة 2020 خلال جائحة كورونا، وقد تضطر لاتخاذ إجراءات أكثر قسوة مثل تخفيض قيمة العملة أو اللجوء للاقتراض الخارجي.

 العوامل المؤثرة على مستقبل أسعار النفط

اولاً :  قرارات أوبك+: قرار منظمة أوبك+ بزيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً بدءاً من أيار، أسهم في خفض الأسعار.

ثانياً :  السياسات التجارية العالمية : الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والحرب التجارية مع الصين أثرت سلباً على أسعار النفط.

ثالثاً : النمو الاقتصادي العالمي: المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي تؤثر على الطلب على النفط وبالتالي على أسعاره.

ختاماً فان انخفاض أسعار النفط إلى 60 دولار للبرميل يمثل تحدياً كبيراً للاقتصاد العراقي المعتمد بشكل رئيسي على عائدات النفط. هذا الانخفاض سيؤدي إلى عجز في الموازنة يقدر بنحو 14 مليار دولار سنوياً، مما يضع الحكومة أمام خيارات صعبة تتراوح بين الاعتماد على الاحتياطي النقدي، تعديل سعر الصرف، أو تقليص النفقات العامة.
عموماً فإن مستقبل الاقتصاد العراقي في ظل هذه التحديات يعتمد على مدى قدرة الحكومة على تنويع مصادر الدخل والتقليل من الاعتماد على النفط، بالإضافة إلى تطورات أسعار النفط العالمية التي تتأثر بعوامل جيوسياسية واقتصادية عالمية.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • مشرّعون أمريكيون يقدّمون مشروع قانون لمنع دعم صندوق “النقد الدولي” لبعض دول وسط أفريقيا
  • تأثير انخفاض أسعار النفط إلى 60 دولار على موازنة العراق ؟
  • أسعار النفط تنخفض مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • السوداني يبحث مع شركة لوك أويل الروسية زيادة الإنتاج النفطي والغازي
  • شركة توزيع المنتجات النفطية: العراق حقق الاكتفاء الذاتي في منتوجي النفط الأبيض وزيت الغاز
  • تحذيرات من كارثة اقتصادية بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية والإيرادات السيادية
  • فرنسا تجمد 5 مليارات يورو من الإنفاق العام
  • النقد الدولي: العراق يعاني من أزمة مالية كبيرة في موازنته للعام الحالي
  • النقد الدولي: العراق يحتاج لسعر نفط يتجاوز 90 دولاراً للبرميل
  • اجتماع في المالية مع وفد صندوق النقد الدولي... وجابر إلى الكويت مساءً