راهب الكلمة .. الحاضر الغائب فى نادى القصة
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
فى أمسية رائعة وسط نخبة من المثقفين والكتاب والأصدقاء والمحبين ناقش نادي القصة، مساء السبت، كتاب "راهب الكلمة.. هشام جاد"؛ الذي صدر حديثًا للكاتب الشاب عصام الدين جاد، والذي يوثق من خلاله سيرة ومسيرة صحفي عملاق، من شيوخ صاحبة الجلالة الكاتب الصحفى الراحل هشام جاد، رئيس تحرير جريدة الاحرار السابق.
شارك في الندوة كل من الكاتب الصحفي محمد عبد الرحمن رئيس تحرير موقع إعلام دوت كوم، والدكتور حسام الضمراني الباحث في مجال الإعلام وعضو لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة، وأدارت الندوة الكاتبة منى ماهر، عضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب؛ وشهدت حضور كل من زوجة الكاتب الراحل والشاعر عصام دويدار، وعدد كبير من محبي الكاتب الراحل من الكتاب والمبدعين.
فى البداية رحبت الكاتبة منى ماهر عضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب بالحضور الكريم وأصدقاء الكاتب واسرته وأشارت إلى أنه فى العادة في نادى القصة أي كتاب موجود تبقى له اهمية كبيرة،موضحة أن نادى القصة فى الغالب يناقش اعمال القصة قصيرة، غير أن الحقيقة أن كتاب "راهب الكلمة" تعتبره حالة خاصة جداً.
الكاتبة منى ماهر
وأوضحت أن ما قام به الكاتب عصام جاد من تجميع لمقالاته وحملاته الصحفية وما كتب عنه طوال مسيرته أمر في غاية الأهمية كمصدر للتوثيق خصوصًا في وقت يتراجع فيه التقدير لكبار الكتاب والمبدعين، كما أنه يؤرخ لمسيرة كاتب عملاق.
وقالت: أنا سعيدة جدا بالندوة سعيدة بالحضور وسعيدة انكم واقفين جنب عيلة. يعني انا بشكرهم فيه بشكر الحضور كله.
من ناحيته، قال الكاتب الصحفي محمد عبد الرحمن، رئيس تحرير إعلام دوت كوم: انا مبسوط جدا النهاردة لوجودى بينكم ، مواضحاً أن من أسباب لمناقشته هذا الكتاب؛ أنه عاصر الكاتب الصحفي هشام جاد خلال فترة تدريبه بجريدة الأحرار ، مؤكدًا أن سمعة الكاتب هشام جاد المهنية لا غبار عليها، لافتًا إلى أن هذا الكتاب لفت الانتباه لما قام به الكاتب هشام جاد طوال مسيرته المهنية؛ موجهًا الشكر لنجل الكاتب الراحل لوفائه لوالده واهتمامه بأن يصدر هذا الكتاب عن والده بالشكل اللائق.
الكاتب الصحفي محمد عبد الرحمن
وأضاف"عبد الرحمن"، أن كتاب "راهب الكلمة" وثيقة ترقى إلى كونها قاموسًا عن الكاتب الراحل هشام جاد، متمنيًا تخصيص جائزة باسم الكاتب الراحل.
قال المحامى والكاتب الشاب عصام الدين جاد، إن الوثائق التي اعتمد عليها في هذا الكتاب بعضها يعود إلى ما وثقه والده الكاتب الراحل لجزء كبير من موضوعاته ورقيًا وبعضها بصيغة "بي دي إف"، حيث كان متعودًا أن يحتفظ بكل شىء فى ملفات، وبعضها حصل عليها من زملائه، وساهم في إصدار هذا الكتاب بالمشورة كل من الكاتب الصحفي عماد ناصف بجريدة الأحرار، والكاتب الصحفي جمال عبد الرحيم سكرتير عام نقابة
الكاتب الشاب عصام الدين جاد الصحفيين، ودكتور عماد عبد الراضى الكاتب الصحفي بجريدة الأهرام، والكاتب الصحفي محمد خضر.
وأوضح "جاد" أنه جمع المادة بعد وفاة والده بحوالي شهر بعد أن تواصل مع زملاء والده لتجميع ما كتب عنه من مقالات بالإضافة إلى طلبه الكتابة منهم عن والده والتي حوى الكتاب منها 49 كلمة عن والده، من وزراء وصحفيين وكتاب كبار.
من ناحيته، قال الكاتب الصحفي الدكتور حسام الضمراني أنه يشكر الكاتب الكبير محمد السيد عيد، رئيس نادي القصة، والكاتبة منى ماهر عضو مجلس الإدارة، والكاتب الصحفي محمد عبد الرحمن، رئيس تحرير موقع "إعلام دوت كوم"، والكاتب عصام جاد لدعوته لمناقشة كتاب " راهب الكلمة .. هشام جاد".
الدكتور حسام الضمرانيوأكد الدكتور حسام الضمراني أن الكاتب الراحل صاحب مدرسة صحفية اتسمت بالمهنية والدأب والإخلاص لقسم المهنة وشرفها وأخلاقياتها؛ وهو ما يتجلي في حملاته الصحفية عن اللحوم الفاسدة، وفى ملف الطيران، والملف النقابى.
وأضاف الدكتور حسام الضمراني أن الكاتب الراحل اتسم خطابه الصحفي منذ أن تخرج في كلية الآداب قسم الاجتماع حتى رحيله بالانحياز دون أدلجة للمواطن المصرى؛ حيث حمل على عاتقه كشف الفساد، والاشتباك مع ما يتعرض له المجتمع من فساد ممنهج في فترات تاريخية سابقة طوال فترة عمله الصحفي، مشيرًا ان دراسة الكاتب الراحل لعلم الاجتماع وتكوينه في مرحلة الطفولة والشباب بمنطقة شبرا ساهما في انحيازه للإنسان دون غيره.
راهب الكلمة.. هشام جاد يقع في 404 صفحات، ويستعرض حياة الكاتب الراحل من خلال عرض لكتبه ومؤلفاته، وعدد مقالاته، وكلمات بعض زملائه وتلاميذه في المهنة، إلى جانب عدد كبير من الصور المهمة للكاتب في مراحل مختلفة من حياته.
ويُعد الكتاب سيرة متكاملة لحياة هشام جاد، بما تحمله من مواقف جادة مشرفة، سواء في خدمة وطنه، ومساندته الدائمة للوطن ودعمه في قضاياه الاقتصادية والسياسية، أو على المستوى الشخصي مع زملاء المهنة، والأماكن التي عمل بها، منذ بدايته في جريدة الأحرار التي اختير رئيسًا لتحريرها، ونهاية برئاسة تحرير جريدة وموقع "الكلمة" التي يعبر اسمها عن العشق الذي عاش جاد من أجله، وهو حرية الكلمة وجديتها، ودعمها لقضايا الوطن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: راهب الكلمة نادي القصة الاحرار الکاتب الراحل راهب الکلمة رئیس تحریر هذا الکتاب هشام جاد
إقرأ أيضاً:
إلى الحرابلة في مأزق لا للحرب: المستقبل يُبنى في الحاضر
وسط النزاع الدامي الذي يعيشه السودان، اختارت مجموعة من القوى السياسية والمجتمعية تبني موقف "لا للحرب"، وعرفت باسم "الحرابلة". ورغم أن هذا الموقف يبدو مبدئياً وشجاعاً، إلا أنه يواجه تحديات حقيقية، لا سيما في ظل التعقيد العسكري والسياسي الحالي. فرفض الحرب وحده لا يكفي، بل يتطلب تقديم بدائل عملية مقنعة تمهد لمستقبل أكثر استقراراً وعدالة.
الغضب الشعبي وانتهاكات الدعم السريع
يواجه الحرابلة معضلة كبرى تتعلق بالغضب الشعبي المتصاعد بسبب الانتهاكات الوحشية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في مختلف المناطق، وكذلك قام الجيش والمليشيات المتحالفة معه بجرائم وهي أيضاً مدانة، إلا أن جرائم مليشيا الدعم السريع كانت ممنهجة ومتكررة وكبيرة العدد بحيث أصبح من الاستحالة حصرها، وبعضها في مناطق ليس فيها تواجد حتى لنقطة شرطة، هذه الجرائم دفعت الآلاف من المدنيين للاستنفار وحمل السلاح دفاعاً عن أنفسهم واستعادة منازلهم وأراضيهم، ما يجعل دعوات وقف الحرب تبدو منفصلة عن واقع الضحايا ومعاناتهم. فكيف يمكن للحرابلة إقناع المتضررين بموقفهم دون أن يظهروا بمظهر الحياد البارد؟
معضلة السلطة الصفرية
الحرب الدائرة في السودان قائمة على معادلة صفرية، حيث يسعى كل طرف لإلغاء الآخر عسكرياً أو سياسياً تحت ذرائع مختلفة كاذبة، سواء كانت هدم دولة ٥٦ والقضاء على الكيزان وجلب الديمقراطية او حرب كرامة. في ظل هذه المعضلة، يصبح الحديث عن السلام دون تفكيك هذه المعادلة مجرد ترف سياسي. فكيف يخطط الحرابلة للتعامل مع هذا الواقع؟ وهل لديهم رؤية واضحة تضمن عدم تكرار تجارب الفشل السابقة التي بنيت على تقاسم السلطة مع العسكريين دون مساءلة ومحاسبة على الإنتهاكات؟. وفي خطاب رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك حول رؤية "صمود" لإيقاف الحرب دعا للقاء يجمع البرهان وحميدتي وهو ما يوحي بتفصيل دور سياسي لهم بعد الحرب ويقول المثل "من جرب المجرب حاقت به الندامة"
التدخلات الخارجية والموقف الانتقائي
لا يمكن فهم الحرب في السودان دون النظر إلى التدخلات الخارجية التي تغذيها. وبينما يركز البعض على الدعم الذي يتلقاه الجيش، يتم تجاهل الدعم الإماراتي الواسع لمليشيا الدعم السريع. هذا الانتقائية في الطرح تضعف مصداقية تيار "لا للحرب"، فهل يملكون الجرأة على رفض جميع أشكال التدخل الخارجي بوضوح؟. كذلك دعا حمدوك في خطابه بتاريخ ٤ مارس حول رؤية "صمود" لإيقاف الحرب لتشكيل قوة أفريقية و/أو دولية لحفظ السلام، وهذا أمر يبدو بعيد المنال في ظل تقليص الولايات المتحدة دورها الخارجي في أفريقيا وبالتالي دعم قوات حفظ السلام وهي الممول الأكبر لها. كما أن اعتقال ياسر عرمان في كينيا وإطلاق سراحه في تحليلي يبدو بايعاز من كفيل الدعم السريع لكينيا لتوجيه رسالة ل"صمود" لرفضهم مساندة حكومة مليشيا الدعم السريع، أكثر من تنفيذ مذكرة إعتقال حمراء للانتربول والشواهد كثيرة.
الانقسامات الداخلية وخطر التفكك
مع تصاعد الخلافات داخل تيار "لا للحرب"، بدأت بعض مكوناته تدعم مشاريع سياسية مرتبطة بمليشيا الدعم السريع، بل وظهرت كيانات موالية له في مناطق سيطرته. هذا التوجه يثير تساؤلات حول ما إذا كان التيار لا يزال معارضاً للحرب، أم أصبح غطاءاً سياسياً لمشاريع إعادة تشكيل السودان وفق أمر واقع جديد؟. وهل كان هذا الإنحياز للمليشيا يؤثر على مواقف تقدم قبل إنقسامها وتسبب في تضارب رسائلها الإعلامية للسودانيين؟
الضعف الإعلامي وغياب الرسالة الموحدة
تعاني قوى "لا للحرب" من ضعف إعلامي واضح، إذ تفتقر إلى خطاب موحد ومؤثر يصل إلى الشارع السوداني. عليهم تقديم رؤية تخاطب مخاوف المواطن البسيط. فهل يدركون أن مجرد رفع شعار "السلام" دون ربطه بحلول واقعية ويعالج تفكير المواطن البسيط لن يكسبهم تأييد الشارع؟.
غياب الشفافية وإرث المرحلة الانتقالية
كثير من قادة هذا التيار كانوا جزءاً من المشهد السياسي بعد سقوط البشير، ولم يلبوا تطلعات الشارع حينها. هذا الإرث السياسي يضعف الثقة في خطابهم الحالي، لا سيما في ظل غياب بيانات واضحة منهم في كثير من المواقف أثناء الحرب، بل وتضاربها أحياناً. كذلك لم يوضحوا جهودهم وخططهم لوقف الحرب للشارع السوداني.
"لا للحرب" وحدها لا تكفي
في ظل هذه التحديات، يظل السؤال مفتوحاً كيف يمكن تحقيق السلام دون معالجة الغضب الشعبي الناجم عن الانتهاكات؟ وهل لديهم تصور عملي لنزع سلاح المليشيات مع الطرفين التي باتت أمراً واقعاً؟ إذا كانوا يرفضون التدخلات الخارجية، فلماذا يتجاهلون دعم الإمارات للدعم السريع وهي خطر عليهم أيضاً حيث ترفض وتعيق أي تحول ديمقراطي؟ وأخيراً، إذا انتهت الحرب بسيطرة الطرفين كل على جزء من البلاد، فما هو موقفهم من المستقبل، أم أن "لا للحرب" مجرد شعار لا يتجاوز هذه المرحلة؟
mkaawadalla@yahoo.com
محمد خالد