أكد باحثون بالمركز القومي للبحوث، أهمية اتباع نظام غذائي صحي في شهر رمضان للاستفادة من فوائد الصيام التي تسهم في تجديد الخلايا وتقوية جهاز المناعة ليكون أكثر قدرة على محاربة الأمراض، بالإضافة إلى فقدان الوزن الزائد، والتحكم بشكل أفضل فى الأمراض المزمنة مثل مرض السكر وارتفاع ضغط الدم وغيرها...


جاء ذلك خلال فعاليات الندوة التي نظمها قسم التغذية وعلوم الأطعمة بمعهد بحوث الصناعات الغذائية والتغذية بعنوان "نحو تغذية صحية في رمضان في ظل تحديات الأمن الغذائي"، وذلك تحت رعاية الدكتور حسين درويش القائم بأعمال رئيس المركز .


وقال الدكتور حسن حسونة أستاذ التغذية بالمركز إن أهمية الغذاء تزداد أثناء الصيام في رمضان وعند حدوث نقص أو زيادة في أحد العناصر الغذائية المكونة للغذاء يصاب الإنسان بأمراض سوء التغذية التي انتشرت بصورة كبيرة نتيجة حدوث اختلال الأمن الغذائي .


ونصح باتباع نظام صحي غذائي متوازن خلال وجبة الإفطار حتى تتم الاستفادة الكاملة من تأثير الصيام على الجهاز المناعي، وتناول وجبات محتوية على الفيتامينات والأملاح المعدنية والبروبايوتك مع شرب كميات كافية من الماء. 


وأوضح أن تناول الكميات الكبيرة من البروتين الحيواني لا يستفيد منها الجسم، ويتخلص من الزائد منها، مؤكدا أهمية تناول الأسماك خاصة السردين ،التي تعد من مصادر البروتين الحيواني المفيدة جدا للجسم.


كما أكد أهمية الحرص على تناول فيتامين "سي" المتواجد في الحمضيات والفراولة والفلفل والبقدونس وغيرها خاصة وأن الجسم لا يستطيع إنتاجه أو تخزينه، والبعد قدر الإمكان عن الأغذية الغنية بالسكر والدسم والأملاح والأطعمة المصنعة لما لها من تأثيرات سلبية على الجهاز المناعي بصفة خاصة وعلى الصحة بصفة عامة.


من جهتها، كشفت الدكتورة إيمان مصطفى الأستاذ بقسم التغذية عن أن الصيام يزيد من إفراز مادة "الإندروفين" المسببة للسعادة والتي بدورها تعدل من إنتاج الأجسام المضادة من الخلايا المناعية فتهدئ جهاز المناعة، كما يزيد من قدرة كرات الدم البيضاء فيقويها للقضاء على الميكروبات؛ ما يقلل فرص العدوى.


وأشارت إلى أنه تم إجراء العديد من الأبحاث حول تأثير الصيام المتقطع، مثل صيام رمضان، الذي يستمر حوالي 16 ساعة أو أكثر على الخلايا المناعية فوجد أن هذه الخلايا تغادر مجرى الدم أثناء الصيام وتلجأ إلى نخاع العظم المعروف بغناه بالمواد الغذائية لتبدأ بالتكاثر وتعزيز طاقتها ونشاطها وقدرتها على حماية الجسم وتقليل فرص الإصابة بالأمراض.


وأكدت أن الصيام يحفز من إفراز العديد من البروتينات التي تساعد بدورها في تنظيم عمليات التمثيل الغذائي وإصلاح الحمض النووي وتقوية المناعة وزيادة القدرات المعرفية، كما يؤثر على "مايكروبيومات" الأمعاء فتقوم بحبس العناصر الغذائية عندما يكون الطعام محدودا؛ ما يؤدي إلى منع الجراثيم من اكتساب الطاقة التي تحتاجها للإصابة بالمرض.


ونوهت إلى أن بعض الدراسات أثبتت أن الصيام له دور إيجابي في بعض أمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد والسكر من النوع الأول ومرض التهاب المفاصل الروماتويدي وداء الأمعاء الالتهابي، فيحسن الصيام من الأعراض عن طريق تجديد الخلايا المناعية التالفة بأخرى سليمة.


من جهتها، أكدت الدكتورة يسر كاظم أستاذ التغذية الطبية بالمركز أن الحقائق العلمية أثبتت أنه أثناء فترة الصيام قدرة المخ على التعلم والتذكر والتركيز تكون في أحسن حالاتها إذا تم الحفاظ على نمط غذائي ومتوازن وأيضا نظام حياتي صحي يعزز من قدرات المخ والجسم على الاستفادة القصوى من الصيام.


وكشفت عن النظام الغذائي والروتين اليومي الأمثل لتعزيز قدرات الطلاب على أداء مهامهم الدراسية على أكمل وجه، موصية بتناول الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة خاصة الورقيات الخضراء لما تحتويه من معادن وأملاح ومضادات أكسدة تدعم وظائف المخ المختلفة، وبأن تكون وجبتي الإفطار والسحور قليلتي الدسم مع منع الدهون المهدرجة تماما لتأثيرها السيئ على وظائف المخ وأن تحتوي على مصادر البروتين سواء حيواني أو نباتي بالإضافة إلى كثير من الخضروات.


وأكدت أهمية تناول الزبادي لما يحتويه من بكتريا مفيدة والحمص والسمسم وبذرة الكتان والقراصيا والموز والزيتون الأسود والزيتون الأخضر فهذه الأطعمة بالذات لها فوائد عديده لتدعيم وظائف المخ.
وبالنسبة لضبط تناول الأدوية أثناء شهر رمضان، أكدت الدكتورة هاجر فريد أستاذ مساعد كيمياء حيوية التغذية بالمركز أن عدم أخذ الدواء أو نسيانه أو تغيير موعده نتيجة الصيام يعد من أكبر التحديات التي تواجه المرضى والتي قد يكون لها نتائج سلبية على صحة المريض.


وأوضحت أنه نتيجة لذلك يجب على المرضى مراجعة الطبيب المختص قبل حلول شهر رمضان بفترة كافية لإجراء الفحوص اللازمة وضبط جرعات ومواعيد الأدوية وفقا للحالة الصحية، حيث يتم تصنيف المرضى من قبل الأطباء بعد إجراء الفحوص الطبية اللازمة عليهم إلى 3 أقسام من حيث احتمالية خطر الصيام على حالتهم الصحية، فقد تكون نسبة الخطورة بسيطة أو متوسطة أو مرتفعة. 


وأشارت إلى أنه من فوائد الصيام للمرضى أنه قد يقلل ضغط الدم الكوليسترول ويضبط معدلات السكر ووزن الجسم، كما أثبتت الدراسات أن صيام رمضان قد ينفع بعض مرضى الكبد.
وعن كيفية تغذية المرأة الحامل والمرضعة في شهر رمضان، قالت الدكتورة سحر عبد الجيد أستاذ مساعد التغذية التطبيقية إنه يجب على الحامل إجراء بعض التغيرات في نمط غذائها اليومي لتجنب حدوث نقصان في أي عنصر غذائي أساسي خلال فترة الصوم ، ومن أهمها تناول ثلاث وجبات من الإفطار إلى السحور على أن تحتوي تلك الوجبات على المجموعات الغذائية الخمس وهي "نشويات،ألبان، فواكه، خضروات ولحوم" إلى جانب توزيع تناول السوائل سواء ماء الشرب أو العصائر الطبيعية أو الحليب من 3 إلى 4 أكواب خلال ساعات الإفطار. 


وأوصت بتجنب الإفراط في الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية وغير المفيدة والوجبات الجاهزة الغنية بالمواد الحافظة والأملاح والدهون لتجنب عسر الهضم وارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن، كما يساعد المشي لمدة ساعة بعد وجبة الإفطار خاصة في أشهر الحمل الأخيرة على التقليل من الإمساك والمحافظة على زيادة الوزن الصحية. 


وبالنسبة للمرضعة، أوضحت أن نسبة كبيرة من مكونات حليب الأم الأساسية لا تأتي مباشرة من الغذاء الذي تتناوله بل من مخازن المواد الغذائية في جسمها، كما أن كمية الحليب تعتمد على الإكثار من شرب السوائل على مدار فترة الإفطار، ولذلك لابد من اتباع نظام غذائي متوازن ومتكامل في الفترة التي تسبق شهر رمضان وفي وجبتي الإفطار والسحور لضمان ثبات نسب المغذيات في حليبها. 


وعن تغذية المسنين في رمضان، أشارت الدكتورة إيناس صبري الصعيدي أستاذ مساعد التغذية التطبيقية إلى أهم مبادئ تغذية كبار السن بشكل عام وهي الإكثار من الطعام المرتفع في الألياف الغذائية مثل الخضروات والفواكه، والاعتماد على مصادر البروتين منخفضة الدهون مثل الأسماك، وتقليل كميات اللحوم ومنتجات الألبان كاملة الدسم والسكر والملح بالإضافة إلى شرب كميات كافية من المياه والسوائل. 


وأوصت كبار السن بتناول الأغذية الغنية بفيتامين ب 12 والمتوفرة في كبد الدجاج والبقر وسمك السلمون والتونة والبيض، والأغذية الغنية بالحديد مثل حبوب الكتان والسبانخ و الطحينة والفاصوليا البيضاء والعدس، بالإضافة إلى تجنب مشروبات الكافيين، وتعويض السوائل والماء. 
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بالإضافة إلى شهر رمضان فی رمضان

إقرأ أيضاً:

في اليوم العالمي للرجل.. كيفية الوقاية من أخطر الأمراض التي تقضي على الذكور

يتم الاحتفال باليوم العالمي للرجل في 19 نوفمبر من كل عام لإلقاء النظر على صحتهم الجسدية والنفسية والعقلية.

تهتم معظم المجتمعات بصحة المرأة بسبب الحمل والولادة والمخاطر المرتبطة بهما ولكن نادرا ما يتم الاهتمام بصحة الرجل لذا تم تدشين اليوم العالمي للتوعية باحتياجاتهم ومتطلباتهم.

مصدر أوميجا 3 ويقلل التعب ويمنع السرطان.. 13 معلومة ماتعرفهاش عن القلقاس|تفاصيل حل سحري لجوع الشتاء بدون زيادة الوزن .. إليك طريقة عمل تسالي مشبعة

وفيما يلي أربع حالات صحية شائعة لدى الرجل، وعوامل الخطر لكل منها، ونصائح للوقاية منها وذلك وفقا لما جاء في موقع tomahhealth.

1. سرطان البروستاتا
سرطان البروستاتا هو ثاني أكثر أشكال السرطان شيوعًا بين الرجال.

تقدر جمعية السرطان الأمريكية أن واحدًا من كل ستة رجال سيتم تشخيص إصابته بسرطان البروستاتا في النهاية ويحدث سرطان البروستاتا بشكل أساسي عند الرجل في الستينيات من العمر، وغالبًا ما يكون هناك غياب واضح للأعراض خلال المراحل المبكرة على الرغم من أنه قد يكون مرضًا شديدًا، إلا أن معظم المصابين لا يموتون بسبب سرطان البروستاتا.


2. مرض السكري من النوع الثاني
النوع الثاني هو الشكل الأكثر شيوعًا لمرض السكري ولا يستطيع الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض السكري من النوع الثاني استخدام الأنسولين بشكل صحيح أو لا ينتج البنكرياس لدي الرجل ما يكفي من الأنسولين في الجسم.

بدون كمية كافية من الأنسولين (أو الاستخدام غير الكافي)، يتراكم الجلوكوز (السكر) في جسمك لأنه لا يمكن تخزينه في خلايا جسمك أو استخدامه للحصول على الطاقة.

مرض السكري من النوع 2 هو حالة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى تلف الكلى والقلب والأعصاب تلف الأوعية الدموية الصغيرة والقدم السكري والعمى وأمراض القلب وغيرهم الكثير.

القدم - السكري


3. ارتفاع ضغط الدم
يؤثر ارتفاع ضغط الدم على واحد من كل ثلاثة بالغين في الولايات المتحدة، ويمكن أن يؤدي إلى فشل الكلى أو القلب، والسكتة الدماغية، وغيرها من النتائج غير المرغوب فيها والجزء الأكثر إثارة للخوف هو أنه لا توجد أعراض في كثير من الحالات، ولهذا السبب أطلق على ارتفاع ضغط الدم لقب "القاتل الصامت".


4. أمراض القلب
تعد أمراض القلب أحد أكثر الأسباب شيوعا التى تؤدي إلى وفاة الرجل حتى بين الشباب.

تشمل أمراض القلب عدة حالات، ولكنها تشير عادة إلى تراكم اللويحات في الشرايين وكلما زاد تراكم اللويحات في الشرايين، زاد خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو قصور القلب.

مقالات مشابهة

  • لعشاق العزلة.. باحثون يكشفون علاقة الوحدة بالكوابيس واضطرابات الصحة العامة
  • الذكاء الاصطناعي مجرد وهم.. باحثون يكشفون السبب
  • النظام الغذائي المضاد للالتهابات يمنحك نوم أفضل وتعب أقل وعقل اكثر تركيزا
  • فعالة وبسيطة.. 7 حيل ممتازة لمنع انخفاض مناعة الجسم
  • 7 مشروبات فعّالة لتقوية جهاز المناعة خلال الشتاء والحماية من الإنفلونزا
  • أخصائية تغذية تكشف حقيقة: التفاح يغنيك عن زيارة الطبيب
  • في اليوم العالمي للرجل.. كيفية الوقاية من أخطر الأمراض التي تقضي على الذكور
  • المكمّلات الغذائية... ضرورة أم رفاهية غير مجدية؟
  • تعرف على التغذية وتأثيرها على الصحة العامة
  • «عبدالجليل» يبحث تطوير النظام الصحي