مباحثات جديدة في مصر الأحد سعيا للتوصل الى هدنة في غزة
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
القاهرة - تنطلق في مصر الأحد 3-3-2024 جولة جديدة من المباحثات الهادفة للتوصل الى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس، مع مواصلة الدولة العبرية عملياتها العسكرية المكثفة في القطاع الذي يواجه أزمة إنسانية متعاظمة بعد زهاء خمسة أشهر على اندلاع الحرب.
وأعلنت الولايات المتحدة السبت أن إسرائيل وافقت مبدئيا على بنود مقترح جديد للتهدئة، يأمل الوسطاء، أي واشنطن والدوحة والقاهرة، أن يتم الاتفاق بشأنه قبل حلول شهر رمضان في 10 آذار/مارس أو 11 منه.
في غضون ذلك، تواصل حصيلة الضحايا الارتفاع، مع سقوط عشرات القتلى ليل السبت الأحد جراء قصف إسرائيلي طال مختلف أنحاء القطاع، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس، منهم أفراد عائلة واحدة في مدينة رفح. من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي تكثيف عملياته في خان يونس، كبرى مدن جنوب غزة.
ووصل ممثلون للولايات المتحدة وقطر وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الى مصر "لاستئناف جولة جديدة من مفاوضات التهدئة بقطاع غزة"، وفق ما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" الأحد.
وقال مصدر في حماس إن الاتفاق ممكن في حال "تجاوبت" إسرائيل مع مطالب الحركة.
وأوضح "اليوم (الأحد) تنطلق جولة مفاوضات في القاهرة... واذا تجاوبت اسرائيل يصبح الطريق ممهدا لاتفاق خلال الأربع والعشرين أو الثماني والأربعين ساعة القادمة".
وشدد على أن الحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007 تراعي في المفاوضات "المرونة التي تحقق التوصل لاتفاق لوقف العدوان والحرب، والانسحاب العسكري من القطاع لتمكين شعبنا من الرجوع الى شمال القطاع"، وضرورة "إدخال ما لا يقل عن 400 الى 500 شاحنة يوميا من المساعدات الغذائية والدوائية والوقود بما يضمن تشغيل المستشفيات ومحطات المياه والمخابز".
وأتاحت هدنة لأسبوع في تشرين الثاني/نوفمبر، الإفراج عن أكثر من مئة رهينة كانوا محتجزين في غزة منذ هجوم حماس في تشرين الأول/أكتوبر، في مقابل معتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل.
وأكد مسؤول أميركي في تصريحات للصحافيين السبت، أن إسرائيل وافقت على إطار عام للاتفاق، لكنه شدد على أن "الكرة في ملعب حماس" لإنجازه.
ولم تؤكد إسرائيل بعد هذه الموافقة أو ما اذا كانت سترسل وفدا للمشاركة في المباحثات الجديدة في القاهرة.
وأوضح المسؤول الأميركي "من الممكن أن يبدأ اليوم (السبت) وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع في غزة إذا وافقت حماس على إطلاق سراح فئة محددة من الرهائن المعرضين للخطر... المرضى والجرحى وكبار السن والنساء".
لكن القيادي في الحركة أسامة حمدان اعتبر أن هذه التصريحات جزء من "عملية الخداع التي تمارسها" واشنطن.
وقال لقناة "العربي" القطرية "التعطيل هو من جانب الاحتلال، نحن حريصون على إنهاء هذا العدوان ولا بد أن ينتهي هذا العدوان... هذا هو الذي نسعى إليه لكنه يواجه بمماطلة إسرائيلية وبدعم أميركي".
وتابع "هناك جولة من المفاوضات ستكون في القاهرة اليوم وغدا، ونحن نتطلع الى تحقيق الهدف الذي تحدثت عنه وهو إنهاء هذا العدوان على شعبنا".
وشدد على أن "أي مفاوضات لا تبدأ من نقطة وقف إطلاق النار وإدخال الإغاثة والشروع في الإعمار في قطاع غزة، لا يمكن أن تكون مفاوضات جادة".
مساعدات من الجو
ويواجه سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون شخص ظروفا إنسانية كارثية، خصوصا مع تراجع تسليم إمدادات الإغاثة عبر الحدود البرية، في ما تعزوه منظمات الإغاثة الى القيود الإسرائيلية.
والسبت، أعلنت الولايات المتحدة، أبرز الداعمين لإسرائيل سياسيا وعسكريا في الحرب، أنّها بدأت إنزال مساعدات جوًّا في غزّة على غرار دول عدة قامت بخطوات كهذه خلال الأيام الماضية.
وجاء بدء عمليّة الإغاثة الأميركيّة غداة إعلان الرئيس جو بايدن هذه الخطوة، متحدّثًا عن "الحاجة إلى بذل المزيد" لتخفيف الأزمة الإنسانيّة الأليمة.
ورأى مسؤول أميركي إنّ إنزال المساعدات جوًّا أو احتمال نقلها بحرًا في المستقبل "لا يمكن أن يشكّل بديلا من الإدخال الضروري للمساعدات عبر أكبر عدد ممكن من الطرق البرّية، فهذه هي الطريقة الأكثر فعاليّة لإيصال المساعدات على نطاق واسع".
توازيًا، أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن قلقهم البالغ "إزاء تقارير تُفيد بأنّ أكثر من 100 شخص فقدوا حياتهم وبأنّ مئات آخرين أصيبوا بجروح في حادثة اشتركت فيها قوّات إسرائيليّة في تجمّع كبير محيط بقافلة مساعدات إنسانيّة جنوب غرب مدينة غزّة".
وفي بيان صحافي صدر مساء السبت، جدّد أعضاء المجلس التشديد على "ضرورة أن يمتثل جميع أطراف النزاعات لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، حسب الاقتضاء".
وأثار الحادث الذي وقع الخميس عند دوار النابلسي في مدينة غزة، إدانة دولية واسعة ومطالبات بالتحقيق.
وأفادت وزارة الصحة التابعة لحماس أن 118 شخصا على الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية أثناء تجمعهم للحصول على المساعدات. من جهته، أقر الجيش الإسرائيلي بوقوع عمليات إطلاق نار "محدودة"، مرجّحا مقتل غالبية الضحايا جراء "الازدحام الشديد والدهس".
مع تدهور الظروف الإنسانيّة ووسط تصاعد العنف، أعلنت وزارة الصحّة في القطاع المحاصر وفاة 15 طفلا على الأقل بسبب سوء التغذية في الأيّام الأخيرة.
وأعلن المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة الأحد "استشهاد 15 طفلا بنتيجة سوء التغذية والجفاف"، مبديا خشيته على حياة ستة آخرين على الأقل.
قتلى في رفح
الى ذلك، أعلنت الوزارة الأحد ارتفاع حصيلة القتلى إلى 30410 غالبيتهم العظمى من المدنيين منذ بدء الحرب.
واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم شنّته حماس على جنوب إسرائيل، أودى بأكثر من 1160 شخص غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لفرانس برس استنادا الى أرقام رسمية إسرائيلية.
كذلك، احتُجز 250 شخصًا رهائن، لا يزال 130 منهم في الأسر وفق إسرائيل التي تُرجّح مقتل 31 منهم في القطاع.
وتوعدت الدولة العبرية إثر ذلك بـ"القضاء" على حركة حماس، وبدأت منذ ذلك الحين بحملة قصف مكثف على القطاع، أتبعتها بعمليات برية واسعة اعتبارا من 27 تشرين الأول/أكتوبر.
وقالت وزارة الصحة إنها أحصت في الساعات الـ24 الماضية 99 قتيلا على الأقل، بينهم 14 من عائلة أبو عنزة في مخيم رفح للاجئين بجنوب القطاع.
وأظهرت لقطات فرانس برس مبنى مدمّرا بالكامل تجمّع حوله عشرات الأشخاص للبحث عن ناجين وانتشال الضحايا.
ميدانيا، واصلت إسرائيل عملياتها خصوصا في خان يونس التي تشكّل منذ أسابيع طويلة محور الضغط العسكري.
وأفاد المتحدث باسم الجيش الأحد عن بدء "هجوم واسع النطاق" في غرب خان يونس تخللته "طلعة جوية هجومية مكثفة أغارت في إطارها طائرات مقاتلة... على حوالى 50 هدفًا إرهابيًا خلال 6 دقائق بدعم من قوات المدفعية".
وشملت الأهداف "بنى تحتية تحت أرضية، ومباني عسكرية، ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدروع، ومباني مفخخة ونقاط تجمع لمخربين شكلت تهديدًا للقوات".
وأفاد مراسل لفرانس برس عن وقوع قصف وغارات مكثفة خلال الليل على خان يونس، ومدينة رفح القريبة من الحدود مع مصر، والتي أصبحت الملاذ الأخير لنحو 1,5 مليون نازح في القطاع.
وكانت وزارة الصحة أعلنت السبت أنّ قصفًا إسرائيليًّا أصاب مخيّمًا خلّف 11 قتيلًا على الأقلّ قرب مستشفى الهلال الإماراتي في مدينة رفح.
وقال الجيش الاسرائيلي إنّه نفّذ "ضربة دقيقة" في منطقة المؤسّسة الصحّية استهدفت عناصر من حركة الجهاد الإسلامي و"لم تُلحق أيّ أضرار بالمستشفى في المنطقة".
وأثارت حرب غزة مخاوف من اتساع نطاق التصعيد، إن في الضفة الغربية المحتلة حيث زاد التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ تشرين الأول/أكتوبر، أو في جبهات إقليمية أخرى مثل الحدود الإسرائيلية اللبنانية أو المياه قبالة اليمن حيث ينفذ المتمردون الحوثيون منذ أسابيع هجمات تستهدف سفنا يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة الى موانئها.
وأكد الجيش الأميركي الأحد أنّ سفينة الشحن "روبيمار" التي تحمل أسمدة قابلة للاحتراق واستهدفها الحوثيون في اليمن الشهر الماضي، غرقت في البحر الأحمر وباتت تمثل "خطراً بيئياً".
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: تشرین الأول أکتوبر وزارة الصحة ا على الأقل فی القطاع خان یونس
إقرأ أيضاً:
استشهاد 28 فلسطينياً في غزة بقصف إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان
أفاد الدفاع المدني في غزة، اليوم (الأحد)، بأن 28 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، قُتلوا في غارات عدة شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي، ليل السبت الأحد، في قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل، لـ وكالة الصحافة الفرنسية إن الدفاع المدني أحصى 28 شهيداً وعشرات المصابين إثر مواصلة قوات الاحتلال العدوان والقصف الجوي والمدفعي على قطاع غزة الليلة الماضية، وصباح اليوم.
وأوضح أنه تم نقل 4 شهداء وعدد من المصابين إثر استهداف طائرة مسيَّرة إسرائيلية سيارةً مدنيةً في شارع الجلاء في مدينة غزة، ونُقلوا إلى مستشفى المعمداني في المدينة.
وأضاف أن 13 شهيداً سقطوا في استهداف الطيران الحربي الليلة الماضية منزلاً مكوّناً من 3 طوابق في دير البلح وسط القطاع مشيراً إلى أن غالبية القتلى من عائلة أبو سمرة، وبينهم 3 نساء وأطفال.
وتابع بصل: 8 شهداء على الأقل وعدد من المصابين سقطوا في مدرسة موسى بن نصير التي تؤوي آلاف النازحين في حي الدرج في شمال شرقي مدينة غزة.
وأضاف: تم انتشال جثث 3 شهداء جميعهم في العشرينات من العمر؛ نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في شرق مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.
جاء ذلك في وقت أمر فيه الجيش الإسرائيلي بإخلاء مستشفى كمال عدوان بشمال القطاع. وذكر مسعفون فلسطينيون أن 8 بينهم أطفال قُتلوا في مدرسة موسى بن نصير التي تؤوي عائلات نازحة في مدينة غزة، حسبما أوردت وكالة رويترز للأنباء.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن الضربة استهدفت مسلحين من حركة حماس يعملون من مركز قيادة داخل المدرسة. وأضاف أن مسلحين من حماس استخدموا المكان للتخطيط لهجمات ضد القوات الإسرائيلية وتنفيذها.
وفي مدينة غزة أيضاً، قال مسعفون إن 4 فلسطينيين قُتلوا عندما ضربت غارة جوية إسرائيلية إحدى السيارات. وقُتل ما لا يقل عن 5 فلسطينيين في غارتين جويتين منفصلتين على رفح وخان يونس جنوب القطاع.
الجيش يأمر بإخلاء مستشفى كمال عدوان
وفي بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، حيث يواصل الجيش العمليات منذ أكتوبر (تشرين الأول)، قال حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان، إن الجيش أمر العاملين بالمستشفى بإخلائه، ونقل المرضى والجرحى إلى مستشفى آخر في المنطقة.
وقال أبو صفية إن المهمة شبه مستحيلة؛ لأن العاملين لم تكن لديهم سيارات إسعاف لنقل المرضى. ويواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات في بلدتَي بيت لاهيا وبيت حانون بشمال قطاع غزة، وكذلك في مخيم جباليا القريب منهما منذ 3 أشهر تقريباً.
من جهتها، قالت وزارة الصحة في بيان إن مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع «تعرَّض، فجر اليوم، لقصف جوي ومدفعي عنيف ومكثف، خصوصاً قسم الرعاية والحضانة، الذي أُصيب بأضرار جسيمة».
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بتنفيذ «تطهير عرقي» لإخلاء تلك المناطق من السكان لإنشاء منطقة عازلة. وتنفي إسرائيل ذلك، وتقول إن الحملة العسكرية في المنطقة تهدف إلى محاربة مسلحين من «حماس»، ومنعهم من إعادة تنظيم صفوفهم.
وقالت إن قواتها قتلت مئات المسلحين وفكّكت بنيةً تحتيةً عسكريةً منذ بدء العمليات هناك.
وقال الجناحان العسكريان لحركتَي حماس والجهاد الإسلامي، إنهما قتلا كثيراً من الجنود الإسرائيليين في كمائن خلال الفترة نفسها.
نقاط عالقة في اتفاق وقف إطلاق النار
ولم يتمكّن الوسطاء بعد من التوصُّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. وقالت مصادر قريبة من المناقشات لرويترز، يوم الخميس، إن قطر ومصر تمكّنتا من حل بعض نقاط الخلاف التي تعوق الاتفاق بين طرفَي القتال، لكن لا تزال هناك نقاط عالقة.
وشنّت إسرائيل حربها على غزة بعد أن اقتحم مقاتلون من حماس بلدات إسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، في هجوم تقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة. وتقول إسرائيل إن نحو 100 رهينة ما زالوا محتجزين، لكن من غير الواضح عدد مَن لا يزالون على قيد الحياة منهم، وفق وكالة رويترز للأنباء. ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشنُّ إسرائيل حرباً واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة، أدت إلى مقتل أكثر من 45 ألف شخص، ودمار كبير في المنازل والبنية التحتية، وأسفرت الحرب عن نزوح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتدمير أغلب القطاع الساحلي.