رشا عوض
كتب الدكتور معتصم الاقرع على صفحته بموقع فيسبوك ما يلي:" مع استمرار عملية الانهيار الفكري والأخلاقي ياتي تبرير إجرام الجنجويد وتغبيش الوعي باحد أكثر حيله بشاعة هذه الأيام كما يرد في بوستاتنا وغيرها.
إذ يتم الادعاء أن ما يحدث في الجزيرة هو مسؤولية الجيش الذي يستهلك 80% من الميزانية ولا يحمي أهلها.


بمعني آخر، إذا نهب جنجويد مالك وروع أمنك ودمر قريتك واغتصب جارتك عليك بلعن الجيش ثم أنسي الجنجويد ولا تطالبهم بكف الأذي ولا تطلب من حلفائهم وكتابهم إدانة جرمهم المشين.
وبهذا المنطق المدمر للمجتمعات والنافي للمسؤولية عن حرمة دماء المدنيين وسلامتهم يمكن لأي مجرم أن يرافع في المحكمة ويدافع عن أغتصاب وقتل فتاة بالقول بانه بريء وان المسؤولية تقع علي عاتق البوليس الذي تقاعس عن حمايتها رغم أنه يملك عربات نيسان ويسافر علي حساب الدولة ويستحوذ علي موازنة ضخمة يسرقها العميد فلتكان. وهو نفس البوليس الذي قتل موسي واغتصب الرضية.
هل هناك أي قاع لهذا الانهيار التام للمنطق والاخلاق؟
المهم، شتارة كتاب تبرير إجرام الجنجويد والتهوين منه وتحويل اللوم إلي جهات أخري بقو يذكروني قصة عشة العويرة ولكن تلك حكوة ليوم آخر."
انتهى البوست وفيما يلي تعليقي عليه:
يا دكتور معتصم من ابشع تجليات الانهيار الفكري والاخلاقي عدم الامانة في نقل ما يقوله الاخرون ، وكذلك لا يليق بالمثقف ان يتناول القضايا الكبيرة والمعقدة بمثل هذا التبسيط والتسطيح ممثلا في اهدار كامل السياق، والتركيز على جزئية واحدة فقط من الحقيقة معزولة تماما عن كامل السياق وكأنما هذه الجزئية هبطت من السماء! رغبة في التستر على بقية الجزئيات القبيحة بل نفيها تماما!!
بالعودة الى البوست العجيب ، لم يقل احد ان جرائم وانتهاكات قوات الدعم السريع في قرى الجزيرة وغيرها غير مدانة ومستنكرة وان الدعم السريع لا يتحمل كامل المسؤولية عنها ،
ولكن في ذات الوقت الجيش الذي يستهلك ثلاثة ارباع ميزانية الدولة السودانية مسؤول عن حماية المواطنين ، هذا هو واجبه بحكم البداهة، فعندما تستباح المدن والقرى بهذا الشكل يجوز لنا كدافعي ضرائب ان نسائل جيشنا الهمام عن التقصير في مسؤوليته، لانه اي الجيش او بالاحرى تماسيح الجيش من جنرالات البزنس فضلا عن الاجهزة الامنية يشفطون ميزانية صحتنا وتعليمنا وزراعتنا ويطالبوننا بالصمت على ذلك ومباركة امتيازاتهم بدعوى انهم حماة الوطن والمواطن ويوفرون له الامن باعتباره اهم من اي رفاهية اخرى حتى لو كانت دواء الملاريا او مواد التعقيم في غرف العمليات، وبداهة يحتاج المواطنون لجيوشهم كي تحميهم في ازمنة الحرب وليس في ازمنة السلم! يعني بالبلدي كدا لما الجنجويد يجتاحوا ولاية الجزيرة هنا "حوبة الجيش"! الجنجويد لم يهبطوا على الجزيرة من السماء بل زحفوا نحوها من الخرطوم وقطعت تاتشراتهم عشرات الكيلومترات في خلاء مكشوف للطيران ، لماذا لم يمنع الجيش وصول الجنجويد الى الجزيرة؟ لماذا لم يتعارك معهم خارج مدنها وقراها ويحول دون دخولهم لانو ( دي حوبة الجيش)؟ وما دام هذا الجيش غير قادر على حماية اي مدينة او قرية بالقوة العسكرية لماذا لا يحمي المواطنين بقبول الحل السلمي التفاوضي الذي يوقف هذه المقتلة العبثية للابرياء؟
مع اندلاع الحرب خاطبتنا القيادات العليا في الجيش ان الحرب سوف تحسم في سويعات ثم ازبوع ازبوعين وهاهي الحرب تطول وتتوسع والمواطنون يجدون انفسهم وحدهم مكشوفي الظهر في المدن والقرى المستباحة الا يستوجب ذلك مساءلة الجيش والتحسر على المليارات التي انفقت عليه من حر مال الشعب السوداني؟
بالمناسبة الجيش نفسه بعد فضيحة انسحابه من الجزيرة قرر تشكيل لجنة تحقيق ، وكتائب الذباب الالكتروني وكتائب الكيزان ملأت الاسافير ضجيجا وعويلا حول خيانة تمت في الجزيرة وصفقة بيع انعقدت، يعني مساءلة الجيوش عن تقصيرها اثناء الحروب هو مبدأ متعارف عليه عالميا ، ومن نوائب الدهر حقا ، ان يتنكر المثقف النافع لهذا المبدأ فيصبح بسبب تربصه بمن يصنفهم كتابا للجنجويد متخلفا عن الذباب الالكتروني وكتائب الظل !!
واذا كان المقام مقام حقوق ورفض انتهاكات ، ماذا عن انتهاكات الجيش نفسه في هذه الحرب ممثلة في قصف الطيران لمنازل واسواق ومصانع ومنشآت مدنية وموت عشرات الابرياء جراء ذلك؟ ما هي القيمة العسكرية مثلا لقصف منازل في الضعين او سوق في شرق النيل او مدني؟
والسياق بكلياته الا يستوجب مساءلة الكيزان الذين خلقوا واقع تعدد الجيوش واضعفوا الجيش مهنيا بالمبالغة في تسييسه وتمليشه ، ثم ورطوه في حرب هو غير مستعد فنيا ومعنويا لخوضها بدليل الوقائع على الارض، ورغم انف الوقائع يعارضون السلام ويعملون على تحويلها لحرب اهلية ويرفعون عقيرتهم بضرورة تقسيم جديد للسودان عبر دولة البحر والنهر!
المثقف هو من تكون اطلالته على واقعه شاملة وعميقة ، ومنظوره النقدي لا يستثني اي طرف من صناع الازمة الوطنية، ولا يتواطأ مع اي طرف بصورة ظاهرة او مستترة ، واسوأ انواع التواطؤ هو التواطؤ المستتر!!
هل يعقل في ظل حرب كهذه ان يجعل مثقف محور كتاباته هو تبخيس القوى السياسية المدنية والكتاب المناهضين للحرب وللمشروع الكيزاني الاستئصالي ويستهلك نفسه في ازاحة اللوم عن الجيش متفوقا على الجيش نفسه! وعن الكيزان متفوقا على كتائبهم! وتبكيت من ينتقدهم بالارهاب المعنوي ممثلا في ذات اسطواناتهم المشروخة من تحالف مع الجنجويد وتبرير انتهاكاتهم!
كارثتنا الوطنية ممثلة في هذه الحرب من اهم عناوينها العريضة " فساد المؤسسة العسكرية بكل تشكيلاتها" بسبب هذا الفساد فان السلاح المدفوع ثمنه من حر مالنا كشعب سوداني يقتلنا بلا هوادة في صراع سلطة بين الكيزان المتحكمين في الجيش وبين الدعم السريع الذي صنع على اعين الكيزان وجيشهم ثم استقوى عليهم وفي هذا الصراع اثبت الجميع استخفافهم بحياة المواطن.
هناك من يريد ان يجعل لهذه الحرب عنوانا وحيدا يتيما هو " انتهاكات الدعم السريع" وفي اسوأ عملية للتدليس والبلطجة السياسية يتم تجريم كل من ادان انتهاكات الطرفين! فالادانة الصحيحة والمقبولة كيزانيا هي ادانة الدعم السريع مقرونة بتمجيد وشهادة براءة للجيش وكتائب الكيزان بموجبها نمحو من الذاكرة الوطنية شجرة النسب السياسي والعسكري والقانوني للدعم السريع لان هذه الشجرة ذات ارتباط عضوي بالكيزان والجيش! علينا ان لا نرى شيئا سوى انتهاكات الدعم السريع في حين ان الاعتقالات والاخفاء القسري والتعذيب جرائم تشترك فيها استخبارات الطرفين، والقتال وسط المناطق المأهولة بالاسلحة الثقيلة جريمة يتشاركها الطرفان وتدل على استخفافهما بحياة المدنيين، واصلا وجود ثكنات الجيش وسط المدن المأهولة هو اقوى مؤشر للخلل البنيوي في مؤسستنا العسكرية المصنوعة اصلا لحماية الحاكم وقمع المواطن، لان وجود ثكناتها داخل المدن معناه ان عدوها هو سكان هذه المدن لا غيرهم! وقصف الطيران للمدنيين في الضعين ونيالا والخرطوم وامدرمان ومدني جريمة الجيش وحده ، وسرقة مواد الاغاثة وبيعها في السوق وعرقلة وصولها لمستحقيها مع سبق الاصرار والترصد هي جريمة الكيزان المتحكمين في سلطة الامر الواقع في بورسودان، وقتل وتشريد مواطنين فقراء من ولايات الشمال والوسط على اساس انتمائهم القبلي لدارفور جريمة الاجهزة الامنية الكيزانية، وعمليات النهب والاستباحة المنظمة للمدن والقرى وطرد المواطنين من بيوتهم جريمة الدعم السريع وحده، وكل هذه الجرائم مدانة ومستنكرة بذات الدرجة ، ومن كان مخلصا في الانحياز للضحايا ويريد انقاذهم من ويلات الانتهاكات يجب ان يكون داعية للسلام وفق مشروع سياسي للسلام المستدام حتى يطوي هذا الوطن المكلوم صفحة الحروب، فالحرب ام الخبائث والد اعداء الشعب السوداني.
اذكر في بداية التسعينات وفي مقابلة اذاعية مع زعيم الحركة الشعبية الراحل الدكتور جون قرنق وفي سياق رده على ان عمر البشير يصفه بالمتمرد ضحك قرنق وباسلوبه الساخر قال البشير نفسه متمرد لانو عمل انقلاب قبل سبعة اشهر ، وانا تمردت قبل سبعة سنوات ، يعني انا عندي "اقدمية بتاع تمرد"!
وعليه فان من يتباكون من انتهاكات الدعم السريع لو كانوا صادقين في بكائياتهم لادركوا ان تاريخ الانتهاكات في السودان لم يبدأ مع الدعم السريع الذي تكون قبل عشرة اعوام، وان الجيش واجهزة الكيزان العسكرية والامنية الخاصة بتنظيمهم لديها " اقدمية في الانتهاكات"!
والاقرار بهذه الاقدمية يجب ان لا يكون هدفه تبرئة الدعم السريع او تبرير افعاله المنكرة ، بل هدفه هو البحث الامين والنزيه عن مخرج حقيقي للشعب السوداني من دوامة القتل والاجرام المنظم والانتهاكات الفظيعة في حقه بواسطة مؤسسات امنية وعسكرية تستنزف جل موارده الاقتصادية وتفشل تماما ليس فقط في توفير الامن والحماية له، بل تفشل في مجرد كف اذاها المباشر عنه قتلا وتشريدا وتعذيبا وتدميرا شاملا للوطن!
المثقف الحقيقي لا يليق به ان يكون قونة تغني للجيش وتتمغرز في القوى المدنية الديمقراطية، ولا يليق به ان يكون حكامة تمجد الدعم السريع ، ولا يليق به ان يكون حارسا لمرمى الكيزان يصد عن شباكهم المهترئة اي هدف يكشف اهتراءها السياسي والاخلاقي وكأنه "مقاول من الباطن" لحملاتهم المسعورة ضد ضحاياهم، ولا يليق به كذلك مصادرة مشروعية النقد للمنظومة السياسية او التحالف الذي ينتمي اليه، فمن المشروع بل من الواجب الوطني التفحص النقدي الشامل لاداء قوى الحرية والتغيير في الفترة الانتقالية وما ارتكبته من اخطاء استراتيجية او حتى ثانوية ، فجميع الفاعلين السياسيين يجب ان يكونوا في دائرة المساءلة عن ادائهم، ولكن هناك حدا فاصلا بين النقد المشروع وبين الافتراء والتجني، وفي سياقنا السياسي الراهن وتحت وطأة هذه الحرب من غير المفهوم على الاطلاق تشغيل اسطوانة وحيدة هي قحت قحت قحت وتقدم تقدم تقدم باسم مشروعية النقد وفي ذات الوقت اتهام كل من يتصدى لنقد الكيزان وتعرية دورهم في هذه الحرب في سلامته العقلية والنفسية تحت عبارات الكوزوفوبيا والحذلقات الاكاديمية المفخخة! بالله عليكم بماذا نسمي هذه الفئة من المثقفين سوى انهم " مثقفين نافعين للكيزان" !!  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع لا یلیق هذه الحرب ان یکون

إقرأ أيضاً:

الى المغيبين من الشعب السوداني، يجب ان تفهموا ان الحرب الدائرة حالياً ابعد من ان تكون بين الجيش والدعم السريع

لقد غيب الفلول عقول الكثير من السودانيين واوهموهم بأن هذه الحرب هي بين الدعم السريع، او كما يحلو لهم بين مليشيا متمردة وبين الجيش السوداني، وهذا كلام مجافي للحقيقة تماماً لأن الحقيقة تقول انه وحتى شهور قليلة سبقت هذه الحرب كان الإثنين حتة واحدة - اذا جاز لي استخدام هذا التعبير المصري- (ما خلاص اصبحنا مستلبين ثقافياً اوي اوي)، كيف لا وان قائد الإنقلاب السيد البرهان كان يأخذ معه حميدتي للوحدات العسكرية (المدرعات مثلا) ويباهي به بين الجيوش بأنه واخوه حميدتي على قلب رجل واحد والدليل انه جاء معه لتأكيد هذه الحقيقة وعلى الذين يروجون ويطلقون الشائعات بخصوص إختلافهما ان يكفوا عن ذلك.
واذا افترضنا جدلا ان الدعم السريع تمرد على الجيش، فهذا لا يعدو كونه تمرد فصيل أو وحدة من وحدات الجيش على الجيش المزعوم. يعنى تمرد فصيل/وحدة على هيئة أو وزارة واحدة من هيئآت او وزارات الدولة. لكن في المقابل تعالوا نفكك انقلاب الطرف الثاني واعني به انقلاب قائد الجيش السيد البرهان، فهل هو انقلاب فصيل في الجيش على فصيل كما هو انقلاب الدعم السريع، ام انه انقلاب على الدولة بكافة وزاراتها وهيئاتها وتقويضا كاملا للنظام الديمقراطي الذي اتت به ثورة ديسمبر ومهره الشباب أو بالأحرى معظم ابناء الشعب السوداني بدمائهم الطاهرة الزكية؟ بكل اسف ان الحقيقية المرة تقول ان انقلاب البرهان ابشع من انقلاب حميدتي، لأنه انقلاب على الوضع الدستوري برمته لأنه تسبب في شل الدولة برمتها وتشريد عشرات الملايين في مختلف بقاع الأرض ومثلهم الملايين من الجوعى والمرضى والمحرومين من التعليم وفاقدي الأمن، فهذه هي الحقيقة التي كالشمس التي لا تحجب بغربال. وطبعاً هذه ليست المرة الأولى التي يعملها الجيش منذ تأسيسه حيث ظل هذا الجيش الجهة الوحيدة والرئيسية المتسببة في معاناة ومأساة جميع اطياف الشعب السوداني منذ 1955م، وكلكم تعرفون ادق تفاصيل جميع انقلابات هذا الجيش التي زاق من خلالها الشعب السودان الويل والسبور وعظائم الأمور، وما مآسي دارفور، والنيل الأزرق، وجبال النوبة، ومجازر بورتسودان وكجبار والمناصير وفصل الجنوب الحبيب الا قليل من كثير من فظاعات الجيش. لذلك نحن كشعب سوداني يجب ان نثبت هذه الحقيقة ونسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية بأن الجيش هو المتمرد الأوحد على الدولة بلا منازع، منذ فجر الإستقلال (الإستغلال). ونتيجة لتصرفات هذا الجيش المشينة في مخلتلف الحقب، شلت حركة السودان واستبيحت اطرافه وضعفت قواه فأصبح فريسة تتناوشها الدول، خاصة تلك الدولة التي طبخ عندها هذا الإنقلاب والتي لا يزال الطباخين الأساسيين لهذا الإنقلاب يقيمون فيها وتحت رعايتها الكاملة وحراستها المشددة ،وهي التي تقصف المواطنين الأبرياء بالطائرات الحديثة وتدمر البنى التحتية من طرق وكباري ومصانع وجامعات ومدارس وسدود والخزانات وبخطوات مدروسة بدقة شديدة.
ولهذا كله ارجو من الشعب السوداني ان يصحى من التخدير الذي ظل يمارسه معه الفلول وعديمي الوطنية والأخلاق والنرجسيين من الكيزان وجيشهم المؤدلج، الذين لا يعرفوا ولا يعترفون بشىء سوى مصالحهم الشخصية ونظراتهم الضيقة، وانانيتهم الفجة، حتى ولو ادى سلوكهم هذا لفناء كل الشعب السودان واستمرار استعمار السودان من قبل احد طرفي دولتي الحكم الثنائي التي لم ترفع يدها عن السودان ابدا منذ ان غادر القطب الرئيسي، بريطانيا، السودان.
ونعود الى عنوان المقال لنؤكد لكم بأن الحرب الدائرة بين الدعم السريع والجيش ليست كما يفهمها المغيبين. فحمالة الحطب ظلت منذ ان رحل الإنجليز من السودان، وهي تسعر في هذه الحرب وتشعل فيها الحروب والإختلافات، بأشكال عدة، ولكن في كل مرة، وبفضل الوطنيين الأوفياء لهذا الوطن، تخمد تلك المؤامرات، حتى جاءت هذه النبتة الشيطانية الخبيثة والتي تسمى بالكيزان، والتي انتشرت في الوطن، كالنبات الطفيلي الذي ينتشر في مجرى النيل ليغلق القنوات ويحتسي نصيب الزراعة من الماء. هذه النبتة الشيطانية، الكيزان، هم اعداء الله والوطن والمواطن الحقيقيين. ولمعرفة حمالة الحطب بخبثهم وحماقتهم وانانيتهم وانعدام وطنيتهم، زرعت لهم الطعم بعمل مخابراتي محكم (وهو فيلم اغتيال الرئيس حسني مبارك) وبعد ان بلع الأغبياء الطعم وفشلوا في تحقيق هدفهم، اصبحوا يتلاومون فيما بينهم حتى كشفوا الفاعلين الحقيقين، وهذا ما تود حمالة الحطب الوصول اليه، وقد تحقق لها ذلك، فمسكت عليهم ذلة وعلى اثرها تم احتلال بعض الأراضي الثمينة. ومنذ ذلك اليوم ظلت حمالة الحطب توجه بوصلة هؤلاء الأغبياء الجهلاء الى ان ادخلوهم في هذه الحرب اللعينة وظلت هي تتحكم في غرفة عمليات هذه الحرب، ولم تكتفي بذلك، بل واحتلت حمالة الحطب أكثر من 50 كيلومتر من الأراضي السودانية في الشمال بعد قيام هذه الحرب، وهذا ما نبهنا له في كتاباتنا المختلفة منذ بداية هذه الحرب، ولكن لا حياة لمن تنادي.
الآن معظمنا يتجاهل كل هذه المخاطر والمؤامرات الواضحت التي تحاك لتفتيت بلادنا وتشريد شعبنا، وننغمس في قضاية انصرافية، مثل من اطلق الرصاصة الأولى، وعن تكوين دولة البحر والنهر، وقوانين الوجوه الغريبة، وتغيير العملة، والإمتحانات الجزئية، والكثير من الكلام الفارغ الذي يصرفنا عن الحقيقة التي يجب ان يعرفها كل سوداني، حتى نصطف جميعا ونضع ايدينا على الداء الحقيقي وننبذ الفرقة والجهوية والعنصرية والقبلية و نتوحد على قلب رجل واحد، حتى نقتلع هذه النبتة الشيطانية من الوجود، ومن ثم نتفرغ لإخراج هذا الوطن من هذه الورطة التي ادخلنا فيها الفلول المتحكم عليهم من قبل حمالة الحطب.
وبالمناسبة الأمر اكبر من هذا بكثير، فحمالة الحطب ما هي الا اداة تنفذ من خلالها اجندات عالمية كبرى، تسعى الى تهجير السودانيين من ارضهم التى تخبىء الكثير من الكنوز من تحتها ومن فوقها. ولمعلوميتكم فإن الكثير من دول العالم ترى بأننا شعب ساذج احمق سفيه ولا يستحق هذه الكنوز، فأوعزوا لحمالة الحطب لتنفيذ مخططاتهم الشريرة نيابة عنهم وهم يشاهدون مأساتنا بتلذذ وشهوانية ويغضون الطرف عن المآسي المدلهمة التي تحيط بنا من كل صوب وكذلك يتغاضون عن حمم الطائرات التي تقتل شعبنا بسادية مفرطة حتى يهجروا الشعب ويوزعونه في دول الجوار، لتخلو لهم الأرض فيبيضوا ويصفروا ويسرقوا منها كل ما هو ثمين. وأول هذه الدول أمريكا ذات نفسها التي تدعي بأنها تسعى لحل مشكلتنا ونحن بسذاجة نصدقها. هل تصدقوا حتى هذه اللحظة ومن خلال جولات أمريكا المكوكية العديدة، لم تتحدث ابداً عن ايقاف الحرب، بل في كل جولاتهم كانوا ولا يزالوا يسعون الى فتح الممرات لتقديم المساعدات الإنسانية. وأكبر دليل على ان امريكا سعيدة بإستمرار الحرب وتشريد الشعب السوداني، انها تمتلك اكثر واحدث الأقمار الإصطناعية والرادات التي تستطيع ان ترصد حتى دبيب النمل في أي جزء من العالم، وبالضرورة تعرف من اين ينطلق طيران دولة حمالة الحطب وهي من تزودها بالقاذفات (قد سبق ان احرجهم قائد الدعم السريع بتلك الحقائق ونوع القازفات الأمريكية التي يقتل بها شعبنا) ومع ذلك لم تذكر قط من اين تنطلق تلك الطائرات وما هي الدولة التي تساعد مليشيات البرهان لقتل شعبنا. ايها الشعب المغيب هذه هي الحقائق المرة التي يجب ان يعرفها المغيبون وجميع الوطنيين من افراد الشعب السوداني، فهل من مدكر؟
ولتأكيد دور حمالة الحطب في هذه الزاعم، دعوني اورد لكم واقعة وقفت عليها بنفسي، ولكن لضيق الزمن لم اتمكن من الغوص في تفاصيلها أكثر، وخرجت من تلك المنطقة وتساورني الكثير من الشكوك حول ما شاهدته بأم عيني. وتلك الحادثة هي عبارة عن وجود بعثة من جهة حمالة الحطب ذهبت الى احد المناطق النائية في دارفور وظلت هناك لعدة سنين بزعم انها احدى المنظمات الأممية، وظل اهالي تلك المنطقة ببساطة اهل الريف المعهودة يتعاملون معهم على انهم احدى المنظمات الأممة المنتشرة في دارفور، فظلوا يستضيفونهم في كل مناسباتهم، وكان افراد تلك البعثة المزعومة يتقربون من اعيان أهل المنطقة ويكونون معهم صداقات، وكما هو معلوم فأن هؤلاء الأعيان ايضا بسيطون كونهم من عامة الناس، فكانوا يمدون افراد تلك البعثة بأي معلومات يطلبوها بل ويوفرون لهم الغطاء من أي مساءلة من افراد المجتمع. وذات يوم قبض بعض شباب المنطقة افراد البعثة وهم في احد الجبال يجمعون في الأحجار في وقت مشبوه، قريب من مغيب الشمس، فأخذوا ما بحوزتهم من احجار وعينات وحذروهم بألا يتكرر منهم مثل ذلك التصرف وتركوهم وشأنهم. وبالصدفة كان من بين افراد تلك البعثة احد المؤدلجين (اخونجي) وقد كون علاقة خاصة مع أحد كيزان المنطقة، وتطورت علاقاتهم للدرجة التي جعلته يثق فيه، فأسره بكلام لم يقف عنده صاحبنا الكوز السوداني كثيرا، لأنه ايضا من عامة اهل المنطقة ولايمكن ان يهديه فكره للتمعن في هذا الكلام، ولكنه وقبل وفاته بأيام وهو كان على فراش المرض ذكر هذا الكلام للحضور من اهله. والكلام الذي قاله ذلك الشخص الأخونجي من البعثة، لصديقه الكوز السوداني هو: " ان ارضكم فيها اشياء كثيرة قيمة وسوف لن يتركوكم فيها"، من هم الذين لا يتركونا فيها؟ الأمر متروك لكم لتفهموا اسباب هذه الحرب العبثية اللعينة ومن هم الذين من ورائها ووراء تأخر السودان برمته.
ومن الأشياء التي اذكرها جيداً انه عندما اصبح المقبور الدكتور بطرس غالي، أميناً عاما للأمم المتحدة، كان اول ما فعله انه قام بمجزرة كبيرة، أقال بموجبها معظم السودانيين العاملين في هيئآت ومكاتب الأمم المتحدة في جميع انحاء العالم، وكان ذلك اشبه بسياسة التمكين التي اتبعها الكيزان ابان تسلمهم السلطة، وانا اعرف اشخاص كثيرين شملتهم مجزرة بطرس غالي تلك.
لذلك، ادعوكم جميعا ايها السودانيين الوطنيين، ان تتركوا عنكم سذاجتكم المعهودة هذه، وتنبذوا التشاكس والتباغض والأنانية والنعرات العنصرية والفرقة جانباً، لأن مثل هذه الأشياء لا يمكن ان تبني بلدا ولا تحل هذه المعضلة التي نحن فيها ومعضلة السودان منذ ان خرج احد قطبي الإستقلال من السودان. وعليكم بالإستهداء بهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقول الحق تبارك وتعالى، ومن اصدق من الله قيلا، حيث قال تعالى: (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) وكذلك قوله تعالى "(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)، وكذا الحديث الشريف الذي قال فيه رسول الله ﷺ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه البخاري ومسلم.
فهلا تداعينا وتكاتفنا جميعا لجزء هذا النبت الشيطاني من جزوره، من هذه الأرض المباركة التي تتأذي من تدنيس هذا الرجز، واذلال هذا الشعب الوديع؟ حمانا الله وحمى بلادنا وشعبنا من خبث هذا النبت الشيطاني وأسأله تعالى من ان يرد كيدهم في نحرهم ونحر من يتبناهم ويرنا فيهم عجائب قدرته وشديد بأسه الذي لايرد، وهو على كل شىء قدير..
كما ادلكم إن اردتم الإستماع الى ما هو مفيد من تسجيلات اللايفايتة ان تستمعوا لأربعة وتبتعدوا عن أربعة. فأما الأربعة الذين يفضل الإستماع لهم لأنهم يقودون حملة استنارة وتوعية فهم: 1- المناضل حاتم حمتو 2- المناضل الفاضل السراج 3-الدكتور جهاد الشريف 4- الشيخ علي السراج.
واما الأربعة الذين انصحكم بالكف عن الإستماع لهم لأنهم يقودون حملات تغبيش وتضليل وكاذيب، فهم: 1- الإنصرافي الذي صرف الله قلبه عن قول الحقيقة، 2- أبو رهف - رهيف العقل والفهم، 3- عثمان ميرغني ذو التحليلات الفطيرة التي لم يصدق منها شي حتى الآن 4- أبو الدهب – ثرثار الشمال.

حفظنا الله وحفظ بلادنا من كل شر وبلاء، انه سميع قريب مجيب الدعاء.

اوهاج م صالح

awhaj191216@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • جدوى العقوبات الأمريكية ضد الدعم السريع
  • الجيش السوداني يسيطر على منطقة قرب عاصمة ولاية الجزيرة
  • الجيش يكشف تفاصيل جديدة عن هجوم الدعم السريع على عطبرة بالمسيرات 
  • الجيش السوداني يواصل تقدمه نحو ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة
  • الجيش السوداني يحكم حصاره على الدعم السريع ويقترب من مدينة مهمة
  • الى المغيبين من الشعب السوداني، يجب ان تفهموا ان الحرب الدائرة حالياً ابعد من ان تكون بين الجيش والدعم السريع
  • الجيش السوداني يتقدم في ولاية الجزيرة و يطوق ود دمدني من «3» اتجاهات
  • الجزيرة نت تكشف تفاصيل عملية الجيش السوداني بولاية الجزيرة
  • واشنطن تتهم قوات الدعم السريع السودانية بارتكاب "إبادة جماعية" في دارفور  
  • جرائم الاغتصاب على يد الدعم السريع أكثر مما هو معلن