سودانايل:
2025-04-22@12:00:38 GMT

سرديات ….. بيت الشيوعيين !

تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT

عدنان زاهر

فى إجازتى السنوية التى اقضيها فى السودان فى هذا التوقيت من كل عام و حرمت منها نتيجة للحرب " الجنج- كيزانية "، كنت أحرص طوال الأسبوع على ممارسة ثلاث أشياء بشكل روتينى، شرب قهوة الصباح الباكر فى سوق الموردة بدكان صديقى الخضرجى ( عبدالبارى ) أو مطعم سمك " فردة الصيد " ( عماد العمدة )، جلسة منتصف النهار فى سوق أمدرمان الكبير فى دكان صديقى ( محمد ) بسوق البهارات أو " التشاشه " أو دكان الصديق شوقى بسوق الموردة ثم ممارسة هواية صيد السمك التى أدمنها.


جلست ذلك اليوم على شاطئ النيل بقرب حديقة " الريفيرا " فى موقعى المفضل للصيد، اراقب بحرص العوامة الطافية على سطح مياه هادئة و " رايقه " تبدوا كسماء صافية خالية من أى غيوم، عندما أتى شاب فى مقتبل العمر ألقى التحية ثم جلس بقربى، ثم بدأ هو الآخر فى الصيد. بعد فترة ليست بالطويلة بدأ بالحديث معى عن صيد السمك و عن أحسن الطرق لاصطياده و الأماكن المفضلة لصيده و المواسم، و كنت أرد بتحريك رأسى بالموافقه أو النفى.
توصلت دون جهد انه لا يعرف أعراف و قوانين الصيد " السبعة "، و أولها و أهمها الصمت و عدم الحديث أثناء الصيد الا للضرورة القصوى، لأن الحديث يقلل من تركيز الصياد كما يعمل أيضا على هروب أسراب السمك من مكان الصيد " الممشك أو المعلوف " فالسمك يسمع و يرى..........اتذكر فى مرة من المرات أحضرت صديق معى فى رحلة صيد مع " شلتى " الدائمة و هم من المحترفين الذين قضوا معظم سنين حياتهم فى ممارسة الصيد.
بدا صديقى " المستضاف " فى طرح الأسئلة المتكررة لافراد الشلة ثم التعليق و الكلام بلا ضوابط، و أنا محرج أحاول بكل الطرق ايقافه ....فجأة التفت اليه أحد أفراد الشله متضايقا و موجها الحديث اليه قائلا له ( تعرف يا استاذ عندما انضممت أنا حديثا لهذه الشله، ظللت صامتا لمدة شهر حتى ظن البعض انى أبكم و أطرش ) !.....وصلت الرسالة المشفره سريعا لصديقى، والتزم الصمت بعد ذلك حتى نهاية رحلة الصيد.
سألنى الشاب الصغير الذى جلس بجانبى كثيرا من الأسئلة و كان يبدأ حديثه على الدوام ( عارف يا خال ) ! و كنت أرد باقتضاب محاولاً عدم أحراجه، خاصة عندما توصلت من " هترشته " انه من أسرة فى الحى أعرفها من زمن طويل، بالاضافة الى محاولتى تعليمه بلطف بعض أعراف الصيد المتفق عليها.
ثم فجأة حول حديثه من العام الى الخاص، فسألنى عن الحى الذى أسكن فيهو....فذكرت له اننى أسكن فريق " ريد " و هو لا يعرفنى لأنى مستقر خارج السودان و أداوم على زيارة البلد كل عام. قام بسؤالى مرة أخرى عن مكان سكنى فى الحى فرددت....( أسكن فى المنزل الذى يقع بداية الفريق من ناحية " زلط البحر " و مضروب من الخارج ببهية زرقاء و يمكن ملاحظته من مسافة بعيده)
ثم دار تواصل الحديث التالى - ( يعنى انت ساكن فى بيت الشيوعيين ) ؟!
- بالحيل
- قلت شنو ياخال ؟.....
شعرت انه لم يفهم اجابتى فقمت بتغيرها باستخدام كلمات أخرى
- يا هو زى ما قلت يا " مان " !
توقف سيل الحديث المتواصل بيننا لفترة من الزمن، ووجدتها فرصة للتفكير فيما ذكره.... و توصلت لدهشتى لإننا فى الحى و فى أحياء كثيرة فى أدرمان و لا أريد أن أقول كل السودان درجنا على وصف بعضنا البعض بصفات تنطلق من العرق ، الدين ، الجهة ، الانتماء السياسى أو القبيلة و احيانا المهنة .
فنجد على سبيل المثال فى سبيل تعريف البعض نقول ( بيت الشوايقه ،بيت الفكى ، بيت القبط و أحيانا ( الحلبه ) ، بيت الفلاته ، دكان الفوراوى ، جامع الدنقلاوى، بيت الجنوبيين ، بيت المكوجى، بيت " العمايه " ....الخ )!!
توصلت أيضا الى ان تلك كل الأوصاف لا تصدر من منطلقات خالية من الغرض، بل فى أغلب الأحوال المقصود بها التقليل من الطرف الموصوف، الإستخفاف به أو الاحتجاج على شئ يداوم على ممارسته ، يتم ذلك بشكل مستتر من خلال الوصف..... ذلك يعنى أبداء رأى لا يذكر صراحة !!
كانت الشمس فى تلك الآونه على وشك المغيب، و ذلك يعنى انتهاء الصيد لذلك اليوم......جمعنا أشياءنا و اتجهنا أنا و الشاب الصغير مرافق الصيد الى الحى، كان منزل الأسرة الذى أقطنه يقع فى البداية، فودعته ثم دخلت الى ( بيت الشيوعيين ).... و اتجه هو الى منزل أسرته الذى يقع فى نهاية الشارع !

عدنان زاهر
1 مارس 2024

التمشيك و العلفه : تعنى رمى الكسرة المخمرة أو بعض الحبوب كالعيش فى المكان المختار للصيد لكى يجذب الأسماك للمكان

elsadati2008@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الإفتاء المصرية: شم النسيم عادة وطنية وتلوين البيض وأكل السمك مباح

#سواليف

أكدت #دار_الإفتاء_المصرية أن #شم_النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية ليس فيها شيء من #الطقوس المخالفة للشرع، ولا ترتبط بأي معتقدٍ ينافي الثوابت الإسلامية، وإنما يحتفل #المصريون جميعًا في هذا الموسم بإهلال #فصل_الربيع؛ بالترويح عن النفوس، وصلة الأرحام، وزيارة المنتزهات، وممارسة بعض العادات المصرية القومية؛ كتلوين البيض، وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعًا.

فبعضها مما حث عليه الشرع الشريف ورتب عليه الثواب الجزيل؛ كصلة الأرحام، وبعضها من المباحات التي يثاب الإنسان على النية الصالحة فيها؛ كالتمتع بالطيبات، والتوسعة على العيال، والاستعانة على العمل بالاستجمام.
وكان الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه -والي مصر من قِبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه- يخطب المصريين في كل عام ويحضّهم على الخروج للربيع؛ وذلك في نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع؛ كما أخرجه ابن عبد الحكم في “فتوح مصر والمغرب”، وابن زولاق في “فضائل مصر وأخبارها”، والدارقطني في “المؤتلف والمختلف”.

والأصل في موسم “شم النسيم” أنه احتفال بدخول الربيع، والاحتفال بالربيع شأن إنساني اجتماعي لا علاقة له بالأديان؛ فقد كان معروفًا عند الأمم القديمة بأسماء مختلفة وإن اتحد المسمَّى؛ فكما احتفل قدماء المصريين بشم النسيم باسم “عيد شموس” أو “بعث الحياة”: احتفل البابليون والآشوريون “بعيد ذبح الخروف”، واحتفل اليهود “بعيد الفصح” أو “الخروج”، واحتفل الرومان “بعيد القمر”، واحتفل الجرمان “بعيد إستر”، وهكذا.

مقالات ذات صلة مصدر يتحدث عن اللحظات الأخيرة قبل وفاة البابا فرنسيس 2025/04/21

ولم يكن من شأن المسلمين أن يتقصدوا مخالفة أعراف الناس في البلدان التي دخلها الإسلام ما دامت لا تخالف الشريعة، وإنما سعوا إلى الجمع بين التعايش والاندماج مع أهل تلك البلاد، مع الحفاظ على الهوية الدينية.

ولَمّا كان الاعتدال الربيعي يوافق صوم المسيحيين، جرت عادة المصريين على أن يكون الاحتفال به فور انتهاء المسيحيين من صومهم؛ وذلك ترسيخًا لمعنًى مهم؛ يتلخص في أن هذه المناسبة الاجتماعية إنما تكتمل فرحة الاحتفال بها بروح الجماعة الوطنية الواحدة.

وهذا معنًى إنسانيٌّ راقٍ أفرزته التجربة المصرية في التعايش بين أصحاب الأديان والتأكيد على المشترك الاجتماعي الذي يقوي نسيج المجتمع الواحد، وهو لا يتناقض بحال مع الشرع، بل هو ترجمة للحضارة الإسلامية الراقية، وقِيَمِها النبيلة السمحة.

وأما ما يقال من أن مناسبة “شم النسيم” لها أصولٌ مخالفةٌ للإسلام، فهذا كلامٌ غير صحيح ولا واقع له؛ إذ لا علاقة لهذه المناسبة بأي مبادئ أو عقائد دينية، لا في أصل الاحتفال ولا في مظاهره ولا في وسائله، وإنما هو محض احتفال وطني قومي بدخول الربيع؛ رُوعِيَ فيه مشاركة سائر أطياف الوطن، بما يقوي الرابطة الاجتماعية والانتماء الوطني، ويعمم البهجة والفرحة بين أبناء الوطن الواحد، والسلوكيات المحرمة إنما هي فيما قد يحدث في هذه المناسبة أو غيرها من سلوكيات يتجاوز بها أصحابها حدود الشرع أو يخرجون بها عن الآداب العامة.

مقالات مشابهة

  • أسعار السمك اليوم الثلاثاء 22-4-2024 في محافظة قنا
  • الإفتاء المصرية: شم النسيم عادة وطنية وتلوين البيض وأكل السمك مباح
  • زعيم الشيوعيين بأميركا.. مصالح واشنطن في إسرائيل تقوّض العدالة والسلام
  • أسعار السمك اليوم الاثنين 21-4-2025 في محافظة قنا
  • أسعار السمك البلطي والبوري اليوم الاثنين 21-4-2025 في محافظة قنا
  • الشحاتي: هناك دوافع سياسية وراء الحديث عن رفع دعم المحروقات
  • ترامب: سنحقق ثروة طائلة إذا توصلت روسيا وأوكرانيا لاتفاق
  • أبو السيد: لدينا أجهزة تقيس دهون السمك لأنه أساس الرنجة
  • أسعار السمك البلطي والبوري اليوم الأحد 20-4-2024 في محافظة قنا
  • أسعار السمك اليوم الأحد 20-4-2024 في محافظة قنا