كشف مستشار أمني في العاصمة الخرطوم عن تفاصيل العرض الذي قدمته طهران لبناء قاعدة بحرية عسكرية إيرانية في السودان على سواحل البحر الأحمر، وكيفية تعامل جيش السودان مع هذا العرض.

وأكد المستشار، أحمد حسن محمد، أن الحكومة السودانية رفضت الطلب الإيراني بإقامة قاعدة عسكرية في البحر الأحمر، على الرغم من العرض الذي قدمته طهران، الذي شمل تقديم سفينة حربية تحمل مروحيات مقابل منح السودان الإذن لبناء القاعدة.

وأوضح المستشار الأمني أن إيران قدمت أيضًا مسيرات للجيش السوداني، تم شراؤها، بهدف تزويد القوات السودانية بأسلحة دقيقة تساهم في تقليل الخسائر البشرية والامتثال للقانون الإنساني الدولي.

وأضاف المستشار: "أكد الإيرانيون رغبتهم في استخدام القاعدة لأغراض جمع المعلومات الاستخبارية، وكانوا ينوون أيضا نشر سفن حربية هناك، ولكن الحكومة السودانية رفضت هذا الاقتراح لتجنب تصعيد الأوضاع مع الولايات المتحدة وإسرائيل".

وأشارت صحيفة "WSJ" إلى أن قاعدة عسكرية إيرانية على البحر الأحمر قد تعزز قدرة طهران على السيطرة على ممرات الشحن المزدحمة، مما قد يتيح لها دعم "الحوثيين" في اليمن لشن هجمات على السفن التجارية.

وبحسب التقرير، يسلط طلب إيران الضوء على رغبة القوى الإقليمية في الاستفادة من الصراع المستمر في السودان للحصول على مواقع استراتيجية، حيث يُعتبر السودان نقطة تقاطع حيوية بين الشرق الأوسط والصحراء الإفريقية الكبرى.

وأكدت الصحيفة أن التدخلات الإيرانية ساهمت في مساعدة الحكومة السودانية على استعادة السيطرة على مناطق حيوية في العاصمة الخرطوم خلال الأسابيع الأخيرة.

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

ما الذي يخشاه الإيرانيون من نقل المباحثات النووية إلى روما؟

طهران- رغم وصف الجانبين الإيراني والأميركي، مباحثات مسقط، السبت الماضي، بشأن نووي إيران بـ"الإيجابية والبنَّاءة"، إلا أن مكان عقد الجولة الثانية شكَّل خلافا، وسرعان ما كشف عن تباين أرجعت طهران سببه إلى "تناقض وتضارب" مواقف الجانب المقابل.

وبعد ظهور مؤشرات على نقل المحادثات إلى دولة أوروبية، أصرَّت الخارجية الإيرانية على عقدها من جديد في سلطنة عُمان، قبل أن تعلن الأخيرة، الخميس الماضي، أن العاصمة الإيطالية روما ستستضيف الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، وأنها تواصل وساطتها لتيسير الحوار بينهما.

وبينما التزمت واشنطن الصمت حيال مكان عقد الجولة الثانية من المفاوضات النووية، تضاربت التصريحات الإيرانية بشأنها؛ حيث أدان وزير خارجيتها عباس عراقجي ما اعتبره تناقضا وتضاربا في المواقف الأميركية، الأمر الذي اعتبره مراقبون في طهران "مؤشرا على تباين في مواقف طرفي المباحثات".

مرحلة اختبار

وانتقد الناطق باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، تغيير مكان عقد المحادثات النووية بين طهران وواشنطن، مؤكدا أن "مثل هذا السلوك قد يُفسّر على أنه مؤشر على انعدام الجدية وغياب حُسن النية"، قائلا "إننا لا نزال في مرحلة الاختبار".

إعلان

وكتب بقائي، الأربعاء الماضي، في منشور على منصة إكس، "في كرة القدم، يُعد تغيير مكان المرمى خطأ احترافيا وتصرفا غير عادل، أما في الدبلوماسية، فإن اعتماد هذا الأسلوب -الذي يروّج له متطرفون يفتقرون للفهم والمنطق ومهارات التفاوض الرشيد- من شأنه أن يُعرّض أي بداية للتخريب".

وبعد أن بادرت طهران بتحديد مكان عقد المفاوضات في جولتها الأولى واختيارها سلطنة عُمان وسيطا لرعايتها، هناك من يخشى في إيران أن ينعكس نقلها إلى القارة العجوز على حساب الجمهورية الإسلامية بتحويلها إلى مباشرة، ثم طرح ملفات لا ترغب إيران في مناقشتها على طاولة المفاوضات.

عباس عراقجي (الثاني يمين) ووفده التفاوضي في اجتماع بمسؤولين إيطاليين في روما (رويترز) توجس ومكر

من ناحيته، يرجع الباحث السياسي صلاح الدين خديو، سبب حساسية الجانبين الإيراني والأميركي من مكان عقد المباحثات إلى انعدام الثقة بينهما، على غرار التباين في وجهات النظر خلال الجولة الأولى عن شكل المفاوضات، ومطالبة واشنطن بضرورة التفاوض وجها لوجه مقابل رفض طهران.

ووصف الباحث الإيراني، في حديث للجزيرة نت، انعدام الثقة بين طرفي المفاوضات، أنه تحد حقيقي للمسار الدبلوماسي وتقدم في المباحثات الثنائية لحلحلة الخلافات بين طهران وواشنطن، معتبرا أن نقل مكان المفاوضات من مسقط إلى روما يأتي في سياق التكتيكات الأميركية للضغط على الإيرانيين، ولم يستبعد أن تطالب واشنطن مستقبلا بتغيير الوسيط والراعي للمباحثات.

ورأى أن واشنطن تسعى إلى تحقيق ما يمكن إنجازه عسكريا وبتكلفة باهظة، عبر فرض مطالبها على طاولة المفاوضات، ما يجعل الطرف المقابل ينظر بريبة إلى تحريكها القطع على رقعة الشطرنج، ولم يستبعد أن يكون إصرار أميركا على نقل المفاوضات إلى دولة أوروبية نابعا عن بعد مسافة مسقط من الولايات المتحدة وقربها من إيران.

إعلان

وخلص خديو، إلى أنه وبعد التغيير الحاصل في اللهجة الأميركية، عقب مباحثات مسقط، حيال تخصيب اليورانيوم في إيران، قد يكون نقل المفاوضات إلى روما نابعا عن الانقسام في الإدارة الأميركية بشأن نووي إيران، وبطلب شريحة من المسؤولين الجمهوريين الذين يرون الفرصة مواتية لتفكيك برنامج طهران النووي بالقوة بدلا من إهدار الوقت في المفاوضات الاستنزافية.

وانطلاقا من انقسام فريق الأمن القومي الأميركي بشأن كيفية التعامل مع ملف طهران ومنعها من امتلاك السلاح النووي، فإن وصف الخارجية الإيرانية والبيت الأبيض الجولة الأولى من المباحثات أنها "إيجابية وبناءة"، وإن دلت على بداية مشجعة، لكنها لا توفر -وفق مراقبين إيرانيين- ضمانا لمواصلتها بسهولة، وقد تستمر المباحثات في أجواء تتراوح بين التفاؤل والتشاؤم مستقبلا.

سيارات الوفد الأميركي المفاوض عند مدخل السفارة العمانية في روما عشية الجولة الثانية من المحادثات النووية (الفرنسية) الانهيار وارد

وفي السياق، لا يستبعد مدير معهد العلاقات الدولية بطهران، مجيد زواري، بلوغ المفاوضات عتبة الانفجار والانهيار خلال الجولات المقبلة، تتبعها تهديدات من ترامب بالتخلي عن المسار الدبلوماسي للضغط على طهران في حال رفضها مطالب الطرف المقابل؛ ومنها التفاوض المباشر أو عقدها في دولة أخرى أو برعاية وسيط جديد.

ويشير زواري في حديثه للجزيرة نت، إلى زيارة نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، إلى روما عشية الجولة الثانية من مفاوضات بلاده مع طهران، معتبرا أن نقلها من مسقط إلى دولة غربية يصب في صالح واشنطن، بسبب إمكانية تأثير الأخيرة على مسار المباحثات وسهولة حضور الفرق الاستشارية والجهات المعنية هناك.

ولدى إشارته إلى رفض عُمان مطالب الأميركيين للتغطية الإعلامية من مباحثات الجولة الأولى ومراعاتها ملاحظات طهران لا سيما بخصوص المفاوضات غير المباشرة، يرى الباحث الإيراني أن الحياد العُماني قد يكون أثار حفيظة الطرف الأميركي الذي عمل على تغيير الملعب، ظنا منه أن يتمكن من تغيير وسيط وراعي المباحثات.

إعلان

ويذهب زواري إلى أن إيران تخشى تجسس بعض الأجهزة الأمنية الأجنبية على الفنادق الغربية التي تستضيف مباحثاتها النووية، على غرار تجربتها مع المفاوضات التي أدت إلى إبرام الاتفاق النووي عام 2015.

وربط بين تغيير مواقف واشنطن بلقاء وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ومدير جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنيع، مع المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف، أمس الجمعة، في باريس.

وعلى وقع تسريبات الصحافة الغربية بشأن إجهاض الرئيس الأميركي دونالد ترامب مخططا إسرائيليا لضرب مواقع نووية إيرانية الشهر المقبل، يترقب الإيرانيون مفاوضات اليوم في روما لقراءة ما بين سطور المواقف التي ستتمخض عنها، ثم عرضها على واقع التحشيد العسكري في المنطقة، ويتساءلون: لمن ستكون الغلبة، للمسار الدبلوماسي أم التقاء الجيوش؟

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تضع خططاً لضرب «منشآت نووية إيرانية» وتوعّد بردً قاسٍ
  • ما الذي يخشاه الإيرانيون من نقل المباحثات النووية إلى روما؟
  • جولة محادثات أمريكية إيرانية جديدة حول البرنامج النووي في روما
  • كهرباء السودان تكشف أسباب تكرار قطوعات التيار في البحر الأحمر
  • عروض عسكرية إيرانية بمناسبة يوم الجيش.. شملت دبابات محلية (صور)
  • المشاركون بمؤتمر لندن يتعهدون بجمع 800 مليون يورو مساعدات للسودان
  • منسق الجالية السودانية: 40 ألف لاجئ في الكفرة والخدمات الصحية تقدم مجانًا
  • مخيمات النازحين في دارفور تحت قصف القوات المسلحة السودانية
  • خامنئي يستقبل وزير الدفاع السعودي.. نحو شراكة "إيرانية- سعودية" تتجاوز الخلافات الإقليمية
  • وزير الدفاع السعودي يصل طهران لبحث المستجدات الإقليمية بينها التصعيد في البحر الأحمر