لا أعتقد أن وقف أطلاق النار فى غزة سيكون نهاية الحرب، كانت إسرائيل تتمنى القضاء على حماس وفشلت، وكانت تسعى إلى إطلاق سراح الرهائن ولم تنجح، وكانت تريد تدمير الإنفاق ولم تستطع وبقيت سرا حتى آخر المواجهات.. إن هذا يعنى أن إسرائيل قد خسرت كل أوراقها فى المعركة بل إن الأخطر أنها ارتكبت واحدة من أكبر المجازر ودخلت قاموس الإبادة الجماعية بجدارة وعليها أن تنتظر كلمة التاريخ إذا خذلها الحاضر.
على الجانب الاخر فإن حماس نجحت فى إثارة الرأى العام العالمى وأعادت قضية فلسطين إلى المحافل الدولية شعبيا ورسميا، وتحولت غزة بصمودها إلى إحدى معجزات العصر فى الدفاع عن الأرض بعد أن اهتزت أركان المجتمع الإسرائيلى سياسيا وأمنيا وإنسانيا وأصبحت صورة إسرائيل أمام العالم نموذجا للوحشية والهمجية.. على جانب آخر فإن أمريكا خسرت الكثير فى هذه المغامرة التى تورط فيها الرئيس بايدن وقد تكلفه ثمنا غاليا فى الانتخابات المقبلة.. إن إعلان الهدنة إذا حدث فلن يعنى نهاية الحرب لان إسرائيل تركت للشعب الفلسطينى تراثا طويلا من الكراهية يكفى لإشعال الحروب مئات السنين.. إن أطفال غزة الذين تحدوا الموت سوف يحملون آلام أشقائهم الذين رحلوا لأن الدم لا يموت وسواء تمت الهدنة أو تعثرت وفشلت فإن للزمن دورات وللأيام حسابات ولعل العالم العربى يتعلم من درس غزة ويسترد مكانته قبل فوات الأوان.. إن الحساب لن يكون الآن ولن يتأخر كثيرا، ولكن هناك أطرافا سوف تدفع الثمن فى مقدمتها الشعوب العربية التى تخاذلت وأمريكا التى تواطأت وإسرائيل وعليها أن تدفع ثمن جرائمها.
فاروق جويد – بوابة الأهرام
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
خبير: ترامب وضع إسرائيل في ورطة إعادة الحرب مرة أخرى
قال العميد محمود محيي الدين، الخبير العسكري والباحث السياسي في الأمن الإقليمي، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يتحدث من خلال خطة ولكن يتحرك بتصاريح إعلامية.
وأضاف "محيي الدين"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، ترامب وضع إسرائيل في ورطة إعادة الحرب مرة أخرى وهو ما لا يتطلبه الأمن القومي الإسرائيلي.
وتابع: إسرائيل تدرس كل شئ بعناية وتدرس ما يحقق المصلحة لها، والمصلحة الوطنية لإسرائيل بحسب ما يتم رصده بمراكز الرأي العام، أن الشعب الإسرائيلي لا يرغب في عودة الحرب في قطاع غزة.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يرغب فى عدم الوصول للمرحلة الثالثة وتكون المرحلة الثانية هي النهاية والتي من خلالها يتم إخراج عدد من المحتجزين الإسرائيليين.