التعاون الدولي: علاقاتنا مع المجتمع الدولي قائمة على المصداقية وملتزمون بتعزيز التنمية
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
استقبلت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي ومحافظ مصر لدى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ممثلي مجلس إدارة البنك، حيث شهد الاجتماع استعراض نتائج الزيارة التي استمرت على مدار 6 أيام، وشهدت لقاءات وزيارات ومشاورات مكثفة لمجلس الإدارة مع ممثلي الجهات الوطنية، والقطاع الخاص، ومجتمع الأعمال، وشركاء التنمية، والمجتمع المدني.
تفقد مسئولو البنك عددًا من المشروعات التي ساهم البنك في توفير الدعم المالي والفني لها سواء للقطاع الخاص أو العام.
وعلى مدار فترة الزيارة التقى وفد مجلس إدارة البنك الأوروبي، رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وعقدوا لقاءات مع عدد من الوزارات والهيئات الحكومية مثل وزارة النقل، والبنك المركزي المصري، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتفقد المشروعات التنموية مثل مترو أبوقير بمحافظة الإسكندرية، والعاصمة الإدارية الجديدة، وأكاديمية السويدي الفنية، والمتحف المصري الكبير، وغيرها من المشروعات.
وضم وفد مجلس إدارة البنك الأوروبي، كاثرين تك، المدير التنفيذي لمجموعة (أستراليا وكوريا ونيوزيلندا ومصر) لدى البنك، و إيلينا أباريسي، المدير التنفيذي لمجموعة (إسبانيا والمكسيك والإمارات العربية المتحدة)، وخوسيه لياندرو، المدير التنفيذي لدول الاتحاد الأوروبي بالبنك، ومانويلا نينا، المدير التنفيذي لإيطاليا لدى البنك، و ليندر تريبل، المدير التنفيذي لمجموعة النمسا وقبرص ومالطا، كليمنت سيتز، المدير المناوب لفرنسا، ولوسيان إيسا، المدير المناوب لمجموعة تركيا ورومانيا وأذربيجان ومولودفا بالبنك، إلى جانب هايكي هارمجارت، المدير الإداري لمنطقة جنوب وشرق المتوسط بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، و خالد حمزة، رئيس مكتب مصر التابع للبنك.
80% من استثمارات البنك للقطاع الخاص
ورحبت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي ومحافظ مصر لدى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بممثلي مجلس إدارة البنك، معبرة عن تقدير الدولة المصرية للعلاقات الاستراتيجية والمثمرة مع البنك، باعتبار مصر عضوًا مؤسسًا، لافتة إلى التطور المستمر للعلاقات المشتركة منذ عام 2012 حينما تحولت مصر إلى دولة عمليات كاملة وهو ما ساهم في ارتفاع حجم الاستثمارات للقطاعين الحكومي والخاص لأكثر من 12 مليار يورو في 174 مشروعًا، وأكثر من 80% من التمويلات تم توجيهها للقطاع الخاص.
وأكدت «المشاط»، أن الحكومة تعمل على تعزيز علاقاتها مع المجتمع الدولي لدفع جهود التنمية، وأن علاقات التعاون الإنمائي قائمة على التزام واضح من الدولة ومصداقية في التعامل مع شركاء التنمية، مشيرة إلى الإصلاحات الهيكلية المستمرة التي تقوم بها الدولة لتهيئة مناخ الاستثمار منذ عام 2014، وهو ما ساهم في تنفيذ مشروعات تنموية كبرى مثل مشروع بنبان للطاقة الشمسية، الذي تحقق بفضل الإصلاحات التشريعية والهيكلية في قطاع الطاقة.
في سياق آخر أشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى نجاح مصر في توقيع مشروع تطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة بالتعاون مع دولة الإمارات، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد المصري، وأن الحكومة تمضي قدمًا في التغلب على التحديات التي يواجهها الاقتصاد المصري. كما تطرق اللقاء إلى برنامج سياسات التنمية المشترك الذي يتم إعداده بالتعاون مع البنك الدولي في إطار الإصلاحات الهيكلية التي تعمل الدولة على تنفيذها بما يعزز القدرة التنافسية للاقتصاد المصري، ويعزز صمود الاقتصاد الكلي، ويدعم التحول الأخضر، ويساعد في إشراك القطاع الخاص بشكل أكبر في الاقتصاد المصري.
ويأتي هذا اتساقا مع المفاوضات مع صندوق النقد الدولي التي تسير بشكل إيجابي.
مشروعات التحول الأخضر
وأشادت الدكتورة رانيا المشاط بالدور المهم الذي يلعبه البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، في دعم القطاع الخاص المصري، والمساندة الكبيرة من قِبل البنك للمنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفِّــي»، حيث يعد البنك هو شريك التنمية الرائد المعني بتنفيذ محور الطاقة بالبرنامج.
ولفتت إلى الجهود التي تقوم بها الدولة لتشجيع وتحفيز التصنيع المحلي وزيادة الصادرات وخلق المزيد من فرص العمل، موضحة أن شركاء التنمية جزء أساسي من تلك الجهود لاسيما في مجال مشروعات الإدارة المستدامة للموارد المائية، وكذلك الهيدروجين الأخضر حيث تسعى مصر أن تصبح دولة رائدة عالميًا في مجال تصنيع وتصدير الهيدروجين الأخضر كمصدر من مصادر الطاقة المتجددة.
مجلس المشاركة المصرية الأوروبية
واستعرضت وزيرة التعاون الدولي نتائج زيارتها لبروكسل في إطار مجلس الشراكة المصرية الأوروبية وإصدار تقرير حول الجهود المشتركة في إطار مبادرة فريق أوروبا خلال الأربع سنوات الماضية، كما أشارت إلى إطلاق وزارة التعاون الدولي، منصة حافز للدعم المالي والفني للقطاع الخاص والتي تعد أول منصة متكاملة للربط بين شركاء التنمية وشركات القطاع الخاص في مصر لتعزيز استفادتهم من خدمات التمويل والدعم الفني والمناقصات وغيرها.
وأكدت وزيرة التعاون الدولي، أنه في ضوء الجهود التنموية التي تقوم بها الدولة في مختلف المجالات والحرص على تعزيز الشراكات الدولية مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، لدعم أولويات الدولة على مستوى التحول الأخضر، والبنية التحتية المستدامة، والاستثمار في رأس المال البشري، فإن البنك الأوروبي يعد شريك تنمية رئيس في هذه المرحلة من خلال الاستراتيجية القطرية 2022-2027، التي تعمل على تعزيز دور القطاع الخاص، ودعم القدرة على الصمود والمرونة، تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام.
ولفتت وزيرة التعاون الدولي، إلى أهمية الزيارات التي قام بها ممثلو مجلس الإدارة للمشروعات في القطاعات المختلفة التي يدعمها البنك، ليعكس ذلك حرص الدولة على تحقيق الاستفادة القصوى من مشروعات التعاون الإنمائي وتهيئة مناخ الاستثمار لتمكين القطاع الخاص، وأن الفترة المقبلة ستشهد تعزيز الشراكة الاستراتيجية في مختلف مجالات التنمية.
زيارة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس
وقام وفد البنك الأوروبي، بجولة تفقدية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس للتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة بالمنطقة، حيث تفقد مصنع مصر للهيدروجين الأخضر الذي قام البنك الاوروبي بتمويله منذ عامين، وقام بتصدير أول شحنة أمونيا خضراء في العالم نوفمبر الماضي، ومصنع الشركة المصرية للصناعات الأساسية EBIC، وميناء السخنة الذي يشهد العديد من أعمال التطوير ليكون أهم ميناء على البحر الأحمر.
زيارة محافظة الإسكندرية
وقام وفد مجلس إدارة البنك الأوروبي، بجولة تفقدية بمحافظة الإسكندرية، واستقل قطار التالجو، الذي قام البنك الأوروبي بتمويله، حيث تابع سير تنفيذ المشروعات التي يمولها البنك في إطار برنامج المدن الخضراء في المحافظة ومنها مشروع مترو الاسكندرية/ أبو قير، ومناقشة خريطة المشروعات المستقبلية في مجال العمل المناخي، والبنية التحتية المستدامة والنقل، والمياه والصرف الصحي، ومواجهة التغيرات المناخية، إلى جانب ذلك تفقد وفد البنك العديد من المشروعات الأخرى.
وأكد خوسيه لياندرو، مسئول دول الاتحاد الأوروبي، على أهمية مصر كدولة عمليات استراتيجية للبنك الأوروبي والاتحاد الأوروبي بشكل عام وأن البنك حريص كل الحرص على توجيه كافة أوجه الدعم لمصر لمواجهة ما تمر به من تحديات، مشيرًا إلى أن زيارة وفد البنك لمنطقة قناة السويس أظهرت حجم التطور الذي تم تحقيقه لتحفيز مناخ الاستثمار، كما أن زيارة أكاديمية السويدي للتعليم الفني كشفت عن إجراءات ملهمة لتشجيع العمالة الفنية من الشباب والفتيات وأهمية الاستثمار في التدريب، وأشاد بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تم تفقدها في القاهرة والإسكندرية وأهمها في تشجيع وزيادة فرص العمل المتاحة وباللقاء الذي عقده السيد رئيس مجلس الوزراء مع وفد البنك، موضحًا أن اللقاء كشف عن رؤية واضحة لدى الحكومة لمواجهة التحديات الحالية، كما أظهر المضي قدمًا في إنهاء الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، مشيرًا إلى أن ما تقوم به مصر من إصلاحات يمكن أن يتيح العديد من الفرص للنمو وتجاوز المرحلة الحالية، وأن البنك الأوروبي يمكن أن يصنع الفارق بدعم تلك الإصلاحات والإجراءات التي تقوم بها الدولة.
من جانبها عبرت المديرة التنفيذية لدول إسبانيا والمكسيك لدى البنك، عن تقديرها لما رأته من تغيرات إيجابية في السوق المصري، ورغم التحديات فإن هناك حلول مبتكرة للتغلب عليها، لاسيما من خلال زيادة التصدير والصناعة المحلية.
وأكدت ممثلة إيطاليا لدى مجلس إدارة البنك، أن مصر شريك محوري للبنك الأوروبي، وأن السوق المصري لديه فرص كبيرة للنمو رغم ما يواجهه من تحديات، موضحة أن زيارة أكاديمية السويدي للتعليم الفني كشفت عن الجهود المبذولة لتعزيز الاستثمار في رأس المال البشري بالشراكة مع البنك الأوروبي، لافتة إلى أن البنك يتبع نهجًا يتكون من 3 أولويات هامة في استراتيجيته مع كافة دول العمليات ومن بينها مصر هي التحول الأخضر، والتحول الرقمي، والشمول، إلى جانب تعزيز الحوكمة.
وأضاف ممثل دول النمسا ومالطا وكازاخستان، أنه رغم التحديات الجيوسياسية التي تواجهها مصر إلا أننا رأينا الكثير من التطور والجهود المبذولة لتحقيق التنمية، لافتًا إلى أن تلك الزيارة هي الرابعة لمصر في آخر 20 سنة لكنها كشفت عن العديد من محاور التقدم لاسيما في قطاعات البنية التحتية، والإنشاءات، فضلًا عن الجهود المبذولة لتنفيذ برنامج المدن الخضراء في مدن القاهرة والإسكندرية و مدينة السادس من أكتوبر.
وأكد ممثل فرنسا لدى البنك، على أهمية زيادة جهود تمكين القطاع الخاص، مشيرًا إلى التطور الملحوظ في المشروعات التنموية بمحافظة الإسكندرية من خلال مشروعات السكك الحديدية، وكذلك البنية التحتية المتطورة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وشدد ممثل فنلندا والنرويج ولاتفيا بالبنك، على ضرورة أن يتم تعزيز دور القطاع الخاص وتمكينه من القيام بدور أكبر في تحقيق التنمية وأن البنك الأوروبي يمكن أن يسهم من خلال الشراكة مع مصر في زيادة الفرص المتاحة للقطاع الخاص وتحفيزه.
ولفتت ممثلة استراليا ومصر لدى البنك، إلى أن الزيارة كشفت عن أهمية الجهود التي تقوم بها مصر والفرص الكبيرة المتاحة في السوق المحلية. وذكر ممثل ألمانيا، أن الزيارة كشفت عن أهمية مصر كشريك استراتيجي حيوي لقارة أوروبا وألمانيا من خلال موقعها الاستراتيجي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التعاون الدولي البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية البنک الأوروبی لإعادة الإعمار والتنمیة وزیرة التعاون الدولی مجلس إدارة البنک المدیر التنفیذی التحول الأخضر شرکاء التنمیة للقطاع الخاص القطاع الخاص وفد البنک لدى البنک العدید من أن البنک فی إطار البنک ا کشفت عن من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
البنك الأوروبي يتوقع ارتفاع معدل النمو في جنوب وشرق المتوسط إلى 3.7% خلال 2025
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
من المتوقع أن يشهد الاقتصاد في منطقة جنوب وشرق البحر المتوسط وتيرة نمو متسارعة، حيث سيرتفع من 2.5% في عام 2024 إلى 3.7% في عام 2025، ليصل إلى 4.1% في عام 2026، وذلك وفقًا لأحدث تقرير للتوقعات الاقتصادية الإقليمية الصادر عن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.
بدأ هذا الانتعاش الاقتصادي في أواخر عام 2024، بعد فترة من النمو الضعيف تأثرت بشكل أساسي بعدم الاستقرار الإقليمي، إضافة إلى انكماش حاد في الناتج المحلي للبنان نتيجة الحرب مع إسرائيل.
على الرغم من التوقعات الإيجابية للعامين المقبلين، لا تزال هناك مخاطر سلبية كبيرة، مثل احتمالية تجدد النزاعات، وعدم اليقين بشأن المساعدات الخارجية والسياسات الجمركية، إلى جانب الصدمات المناخية التي قد تؤثر على النمو الاقتصادي في المنطقة.
يسلط التقرير الجديد، بعنوان Weaker momentum amid fragmenting trade and investment (ضعف الزخم وسط تشتت التجارة والاستثمار)، الضوء على تباطؤ زخم النمو العالمي، بالإضافة إلى الفجوة المستمرة بين أداء الاقتصادات الأوروبية المتقدمة والولايات المتحدة الأمريكية.
يشير ذلك إلى تزايد حالة عدم اليقين بشأن الزيادات المحتملة في الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية، إلى جانب التدابير الانتقامية التي قد يتخذها الشركاء التجاريون. ووفقًا للتقرير، فإن تزايد حالة عدم اليقين بحد ذاته كفيل بتثبيط الاستثمار، وإضعاف الإنتاج، وتعطيل سلاسل الإمداد العالمية. وعند تجاوز حالة الغموض هذه، فإن التأثير قصير الأمد للرسوم الجمركية والقيود التجارية على الاقتصادات الفردية سيعتمد على ما إذا كانت تُطبق عالميًا أو تستهدف شركاء تجاريين محددين فقط.
قد يؤدي سيناريو قيام الولايات المتحدة بزيادة الرسوم الجمركية على جميع الواردات بمقدار 10 نقاط مئوية إضافية إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي في المناطق التي يعمل فيها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بنسبة تتراوح بين 0.1% و0.2% على المدى القريب. في حين تُعد المجر، والأردن، وليتوانيا، وجمهورية سلوفاكيا من بين أكثر اقتصادات البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية عرضةً لمثل هذه التدابير، نظرًا لاعتمادها التجاري الكبير على السوق الأمريكية، يُظهر التقرير أن بلغاريا، ورومانيا، وسلوفينيا هي الأكثر تأثرًا بالزيادات الأخيرة التي أعلنتها الولايات المتحدة في التعريفات الجمركية على الصلب والألمنيوم.
اقتصادات منطقة جنوب وشرق المتوسط بالتفصيل
مصر
من المتوقع أن يرتفع معدل النمو من 2.4% في السنة المالية 2024 (المنتهية في يونيو 2024) إلى 3.6% في السنة المالية 2025، مدفوعًا باكتساب النمو زخمًا في الربع الأول، بفضل التوسع في قطاعات الاتصالات، والفنادق، والأغذية، والنقل والتخزين (باستثناء قناة السويس)، والخدمات المالية. وقد بدأ قطاع التصنيع في التعافي بعد الانكماش الذي شهده في العام السابق، بينما سجلت القطاعات الاستخراجية أكبر معدلات الانكماش. ومن المتوقع أن تواصل هذه الاتجاهات تعزيز الزخم الاقتصادي خلال بقية العام. ومن المتوقع أن يرتفع معدل النمو في السنة المالية 2026 إلى 4.6%، مدفوعًا بتعافي ثقة الأعمال وتقدم الإصلاحات الهيكلية.
وبالنسبة لمعدل التضخم فمن المتوقع أن يتباطأ إلى 24% بحلول يناير 2025، ومن المرجح أن تواصل الأسعار في الانخفاض بفعل التأثيرات الأساسية والسياسة النقدية المتشددة، رغم احتمالية إجراء تعديلات مستقبلية ضرورية على أسعار الوقود.
لقد شهد الوضع الخارجي تحسنًا منذ صفقة رأس الحكمة، مما دفع وكالتي التصنيف الائتماني فيتش وستاندرد آند بورز جلوبال ماركت إنتليجنس إلى رفع التصنيف السيادي لمصر في عام 2024، ومع ذلك، فلا تزال بعض نقاط الضعف قائمة. وبالنسبة للاحتياطي النقدي فقد واصل نموه ليصل إلى 47.3 مليار دولار أمريكي في ديسمبر 2024، مدعومًا بزيادة التحويلات المالية الخارجية وعائدات السياحة، التي ساهمت في تعويض انخفاض بنحو 60% في عائدات قناة السويس خلال عام 2024.
الأردن
من المتوقع أن يصل معدل النمو الاقتصادي في الأردن إلى 2.3% في عام 2025، مقارنة بـ 2.2% في عام 2024. ويعود ذلك إلى تراجع حدة الصراعات الإقليمية، وإعادة فتح السوق السورية أمام الشركات الأردنية، بالإضافة إلى انتعاش قطاع السياحة وزيادة الاستثمارات الأجنبية. وفي الوقت نفسه، قد تؤثر حالة عدم اليقين بشأن المساعدات الخارجية الأمريكية وسياسات التجارة سلبًا على النمو الاقتصادي، مما قد يؤدي إلى إبطاء وتيرة التعافي خلال العام. من المتوقع أن يرتفع معدل النمو إلى 2.6% في عام 2026، مدفوعًا بتراجع حالة عدم اليقين.
لقد ساهم الالتزام بالانضباط المالي والتقدم في الإصلاحات الهيكلية في الحفاظ على ثقة السوق، مما أدى إلى رفع التصنيف الائتماني السيادي في عام 2024 من قبل وكالتي موديز وستاندرد آند بورز.
في غضون ذلك، ظل معدل البطالة مرتفعًا عند 21.5% في الربع الثالث من عام 2024، بينما استقر معدل التضخم عند متوسط 1.6% خلال عام 2024، رغم ارتفاعه في الأشهر الأخيرة من العام.
وعلى غرار قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في إطار جهوده للحفاظ على ربط العملة، خفض البنك المركزي الأردني أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر/أيلول 2024 في حين ظلت احتياطيات النقد الأجنبي عند مستويات صحية، وتغطي حوالي ثمانية أشهر من الواردات.
لبنان
من المتوقع أن يتعافى النمو الاقتصادي ليصل إلى 2.0% في عام 2025 و3.0% في عام 2026، مع انتعاش الاقتصاد واستعادة الاستقرار السياسي جزئيًا على الأقل، وذلك بعد انتخاب رئيس جديد. ويستند التعافي المتوقع إلى استقرار سياسي دائم، إلى جانب تقدم في الإصلاحات الاقتصادية الهامة، بما في ذلك إعادة هيكلة القطاع المصرفي، والتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج يدعمه صندوق النقد الدولي، مما سيساعد في استعادة دعم المانحين الدوليين وتعزيز تدفقات الاستثمار الأجنبي إلى لبنان.
ومع ذلك، من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد اللبناني بنسبة 5.7% في عام 2024، حيث أسفرت الحرب مع إسرائيل عن نزوح واسع النطاق للسكان وألحقت أضرارًا بالبنية التحتية ورأس المال المادي للبلاد، تقدر بحوالي 3.4 مليار دولار أمريكي، مع تقديرات تشير إلى أن الخسائر الاقتصادية قد تتجاوز 5 مليارات دولار أمريكي.
وبالنسبة لليرة اللبنانية فقد وصلت إلى أدنى مستوياتها، حيث فقدت 98 في المائة من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي منذ أغسطس/آب 2023. وانخفض معدل التضخم بشكل مستمر بوتيرة أبطأ، ليصل إلى 15.4% على أساس سنوي في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، في حين أصبح الاقتصاد يعتمد بشكل متزايد على الدولار نتيجة الأزمة الاقتصادية.
المغرب
من المتوقع أن يرتفع معدل النمو في المغرب من 3.0% في عام 2024 إلى 3.6% في عام 2025 و3.4% في عام 2026، مع بدء الإصلاحات الهيكلية في تحقيق نتائج إيجابية. في عام 2024، فقد شهدت قطاعات الاستخراج والتصنيع والبناء توسعًا، في حين تأثر القطاع الزراعي الكبير سلبًا بسبب الجفاف الذي ضرب البلاد في بداية العام.
ظل معدل التضخم الأساسي مستقرًا عند 2.5% في الربع الأخير من عام 2024، وهو أعلى قليلًا من معدل الربع السابق البالغ 2.3%. في يونيو 2024، أصبح بنك المغرب أول بنك مركزي في شمال إفريقيا يتجه نحو تخفيف سياسته النقدية، حيث خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 2.75%.
من المتوقع أن يستمر تراجع واردات الطاقة، إلى جانب ارتفاع التحويلات المالية وصادرات السيارات وزيادة عائدات السياحة بنسبة 20% على أساس سنوي، في دعم ميزان الحساب الجاري، الذي سجل عجزًا بنسبة 1.6% خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول 2024.
تونس
من المتوقع أن يرتفع النمو الاقتصادي في تونس من 1.2% في عام 2024 إلى 1.8% في عام 2025 و2.2% في عام 2026، مدفوعًا بـاستمرار ضبط الأوضاع المالية، إلى جانب تعافي الصادرات وزيادة عائدات السياحة.
بلغ متوسط التضخم 7.1% خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2024، منخفضًا من 9.5% خلال نفس الفترة من عام 2023، في حين ارتفع معدل البطالة بشكل طفيف إلى 16% في الربع الثاني من عام 2024.
ومن المتوقع أن يتحسن العجز المالي ليصل إلى 6.3% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025، مدعومًا بتعزيز تعبئة الإيرادات وخفض دعم السلع الأساسية. تستهدف خطة ضبط الأوضاع المالية العامة على المدى المتوسط عجزًا بنسبة 5.5% من الناتج المحلي الإجمالي، مع فاتورة أجور تبلغ 13.3% من الناتج المحلي الإجمالي.
ويظل الدين العام مرتفعًا عند 82.2% من الناتج المحلي الإجمالي، ولكن من المتوقع أن ينخفضإلى 80.5% في عام 2025، مما يعكس جهود ضبط المالية العامة. ويشكل الدين الخارجي حاليًا حوالي نصف إجمالي الدين، منخفضًا من أكثر من 70% في عام 2019.
تحسَّن الوضع الخارجي لتونس، لكنه لا يزال معرضًا للصدمات الكبرى، فبلغ عجز الحساب الجاري 1.6% من الناتج المحلي الإجمالي خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2024، منخفضًا من 2.3% خلال نفس الفترة من العام السابق. ويعكس ذلك انكماش الواردات نتيجة انخفاض أسعار السلع الأساسية، إلى جانب نمو الصادرات، مدفوعًا بارتفاع المنتجات الميكانيكية والكهربائية وزيت الزيتون. وظلت احتياطيات النقد الأجنبي مستقرة عند 25 مليار دولار أميركي في نوفمبر/ 2024، وهو ما يغطي 3.7 شهرًا من الواردات.