انفقت سنوات كثيرة من محفظة عمري، حتى أصل إلى الإيمان والتسليم بتلك الجملة، دفعت منها لباعة الكتب على الأرصفة، ولتجارب الحب الفاشلة، ولمنادي البخت والحظ ولاعب النرد.

أعطيت منها عشر سنوات بقشيش لعامل المقهى حتى لا يغش البن ولا يطفئ الجمر ويطفئ المذياع إذا شرعت أم كلثوم في غناء فات الميعاد، لعشر سنوات وأنا أجهد "ثومة" أن تعيد ألف ليلة وليلة، غير عابئ بما صار بي وحولي من أطلال، لم أرفع عيني من قلبي لأرى أن الأيام دارت والعرض انتهى والجماهير غادرت المسرح.

. هرولت حين وجدتني وحيدا أسأل الحانات والمحلات والصيدليات عن فرحة متبقية.. ابحث عنها كدواء في "روشتة" كتبها طبيب من زمن ولم يعد صنف الدواء موجودا أو صار "جدول".. اكتشفت أنني عليل منذ سنوات لكني لا أشكو ألما.. وأن الدواء المكتوب كان لكسر الكبر في رفض التأوه.

 قال لي الصيدلي:إن أول مراحل الشفاء هي التوجع..بعضا من المرض والألم يخرج مع الآه.. تبسمت وقلت له:" هذه حكمة جديدة اكتسبتها ولكن بعد فوات الأوان".

آه تلك الجملة التي كنت أحدثك عنها في بداية المقال هي أن لكل شئ أوان.. الفرح والحزن والحب والموت.. نحن ننصح بعضنا البعض دائما بذلك، لكننا لا نصبر حتى يحين الأوان فإما أن نقطف الثمر من على شجره قبل ميعاد طرحه فنأكله" نئ" تظهر مرارته لدى مضغه فنزيحه من على ألستنا، نبصقه جيفة في الهواء أو نمرره مرغما إلى بطوننا فتصير نضف الأحلام فضلات.. أو نهمل الميعاد  غباء أو استحياء أو خداعا بالتأني فتضيع اللذة والنشوى وتحدث نفس المرارة.

 قليلون هم من تصادف أرواحهم أوان الطرح.. في البداية ظننت أن هذا اصطفاء وأنهم الأفضل لذا ذاقوا "الثمر" في أوانه، لكني وجدت ما هو أشهى حينما وقفت أمامي سيارة فارهة وفتح صاحبها النافذة، وأعطى أحد الشحاذين "تفاحة"، أكلها بنهم وسعادة مع أنه ليس أوان طرح التفاح، وهنا اكتشفت المعنى الحقيقي "لكل شئ أوان" وهو "أوان الوصول إليك" نعم هو ذلك الأوان لا على حسب ساعتك ولا توقيتك ولكن حسب ساعة الله وتوقيته، حسب احتياجك وتأهلك وتحملك وتهيئتك، فربما كان أوان الطرح ليس أوان التحمل.. فتموت من الفرحة أو من الحزن.. وأخيرا يا صاح إذا ما جاءك الأوان امشي متئدا على الفرح أو على الحزن فلكلاهما ألق وحكمة تبق في القلب ومعرفة تضاف إلى روحك لتدرك عظمة الله.

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

تكريم الأمهات المثاليات وأسر الشهداء في احتفالية لـ مستقبل وطن بسمالوط .. صور

نظمت أمانة المرأة بحزب مستقبل وطن بمركز سمالوط في المنيا، احتفالية جمعت بين الروحانية والتكريم لدور المرأة المصرية وتضحياتها، باستاد سمالوط الرياضي، بإشراف وحضور النائب محمد نشأت العمدة أمين المحافظة، ووليد عبدالقوي أمين التنظيم، ومحمود فوزي، أمين مركز سمالوط ، ومحمود الخولي أمين تنظيم أمانة سمالوط، والنائبة أميرة الحداد أمينة المرأة بالمحافظة، وأماني تامر أمينة المرأة بمركز  سمالوط.

أوقاف المنيا : تخصيص 200 ساحة لأداء صلاة عيد الفطر المباركرفع درجة الاستعداد وحالة الطوارئ خلال إجازة عيد الفطر بمستشفيات جامعة المنيامحافظ المنيا يستقبل الفائزة بلقب الأم المثالية ويؤكد: الأم نبع العطاء ورمز التضحية

وشهدت الأحتفالية حضورًا واسعًا من القيادات السياسية والحزبية والتنفيذية والدينية بالمحافظة، إلى جانب الأمناء المساعدين والنوعيين بالأمانة. 

بدأت الفعالية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم وقفة حداد على أرواح شهداء الوطن.  
وفي كلمتها، رحبت أماني تامر بالحضور وهنأتهم بحلول عيد الفطر  المبارك، مؤكدةً على دور المرأة المصرية كشريك أساسي في التنمية، مشيرةً إلى دعم الدولة وقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتمكين المرأة في جميع المجالات.  

من جانبه، أشاد محمود فوزي أمين مركز سمالوط بدور الأمهات المصريات في بناء المجتمع.

وأكد النائب محمد نشأت العمدة أمين المحافظة، على وقوف الحزب إلى جانب المرأة وأسر الشهداء، تقديرًا لتضحياتهم.  

كما أشار النائب مجدي ملك إلى دور الحزب في تعزيز المشاركة المجتمعية، بينما تناول النائب توحيد تامر الجهود الوطنية تحت قيادة الرئيس السيسي.  

وبدوره، أعرب سعيد قاسم غرياني، رئيس الوحدة المحلية لمركز سمالوط، عن سعادته بالاحتفالية، مشيدًا بالدور المجتمعي للحزب.  

وتضمنت الأحتفالية فقرات متنوعة، منها:  فقرات إنشادية وغنائية رمضانية، وتكريم أسر الشهداء ، وتكريم الأمهات المثاليات  ، وتكريم نماذج نسائية متميزة، واختتم الحفل بتوجيه الشكر للحضور، مع التأكيد على مواصلة دعم المرأة المصرية في مختلف المجالات.
 

مقالات مشابهة

  • خالد الشناوي يكتب: الحرب الصهيو أمريكية
  • أمين الفتوى في طرابلس والشمال: آن الأوان لان ينهض هذا البلد من غير الاقزام
  • صور حصرية.. جاسيكا حسام الدين تودع مسلسل «منتهي الصلاحية» برسالة خاصة
  • محمد عثمان عوض الله يكتب: أخبار سارة من السودان
  • “لام شمسية” يقلب الموازين: نجاح لافت وإشادات واسعة!
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: مقتل قرنق
  • رئيسة الهيئة اللبنانية للعقارات: آن الأوان لإنصاف المالكين القدامى
  • عادل عبد الرحيم يكتب.. أحكي لكم عن طفولتنا "السعيدة" في وداع رمضان واستقبال العيد
  • تكريم الأمهات المثاليات وأسر الشهداء في احتفالية لـ مستقبل وطن بسمالوط .. صور
  • محمد أبوزيد كروم يكتب: كيف أفشل الجيش المخطط الخبيث!!