كشف ميدان جبهة الجنوب عن مفاجآت جديدة عسكرية يؤديها "حزب الله" ضد الجيش الإسرائيلي، وترتبطُ بخطواتٍ "تكتيكية" باتت تثير "حيرة" الإسرائيليين بسبب حصولها. مؤخراً، بات لافتاً ذهاب "حزب الله" باتجاه تصعيد ضرباته الصاروخية المفتوحة، مُستخدماً "الراجمات" التي تُطلق الصواريخ العادية مقارنة بتلك المتطورة. الأمرُ هذا حصل يوم الإثنين الماضي حينما استهدف الحزب قيادة ‏فرقة الجولان في نفح بـ60 صاروخاً من نوع "كاتيوشا"، كما قصفَ أيضاً قاعدة ميرون الجوية يوم الثلاثاء برشقة صاروخية عبر الراجمات.

في حال تمّ النظر قليلاً إلى مضمون ما يجري، فإنه يعتبر لافتاً نوعاً ما، لاسيما أن "حزب الله" كان كشف عن صواريخ مؤثرة وفاعلة مثل "ألماس" و "فلق 1" وغيرها. عملياً، فإن تلك الصواريخ إلى جانب "الكورنيت" تُعتبر مُضادة للدروع، في حين أنّ الحزب تميّز بها خلال الفترة القليلة الماضية، وبات استخدامها يشير إلى تصعيدٍ غير عادي على صعيد العمليات.. ولكن، لماذا يتم تكثيف استخدام الصواريخ العادية؟ وما الهدف من وراء ذلك؟ مصادر معنية بالشؤون العسكرية تتحدّث عن لجوء الحزب إلى الضربات الصاروخية المكثفة، وتقول إن هذا الأمر يعيد سيناريو حرب العام 2006 إلى الواجهة، وتضيف: "في تلك الحرب، استخدم الحزب الصواريخ العشوائية التي من الممكن أن يتم اعتراض الكثير منها. أما لجوء الحزب إلى مثل هذه الخطوة حالياً بعد استخدامه الصواريخ المتقدمة، فقد يوحي بأمرين: الأول وهو أنه يريد إختبار القدرات الصاروخية الإسرائيلية وكشف مكامن الخلل، وثانياً إرهاق نظامي القبة الحديدية ومقلاع داوود وجعل إسرائيل تستنزف الطلقات الصاروخية التي لديها في وقتٍ تحتاج فيه الأخيرة إلى تلك الصواريخ الاعتراضية عند اندلاع أي حربٍ مُقبلة". بحسب المصادر، فإن لجوء "حزب الله" إلى الإختبار مع فكرة "الإستنزاف"، تشير إلى أن هناك توجّهاً لإرهاق الجانب الإسرائيلي ونقل المعركة من الجانب العسكري إلى الجانب الإقتصادي. المسألةُ هذه ليست سهلة مقارنة إن تم الحديث عن الإستعدادات العسكرية الإسرائيلية ومضامينها الميدانية وقراءاتها العملياتية. بكل بساطة، فإن تكلفة الصواريخ الاعتراضية التي تطلقها إسرائيل في الأجواء باهظة نوعاً ما، وبسبب ما يقوم به "حزب الله"، فإن المبالغ المدفوعة ستزدادُ كثيراً ضمن الفاتورة الحربية الإسرائيليّة. المسألة هذه يمكن أن تشكل عائقاً كبيراً أمام إسرائيل في حال قررت حقاً المضي بحربٍ ضدّ لبنان، فالمسألة لا ترتبط فقط بالهجمات التي سينفذها جيش العدو، بل أيضاً بالخسائر العسكرية التي ستطالهُ سواء في الميدان البري أو في الجو وحتى في البحر. بشكلٍ أو بآخر، فإن الرسالة الإقتصادية لضربات "حزب الله" لم تتوقف فقط عند حدود الصواريخ، بل تجاوزت ذلك لتشمل الطائرات المُسيرة التي يجري إسقاطها. وإن تمت المقارنة قليلاً بين قدرات الحزب الجوية وتلك الإسرائيلية، سيتم الوصول إلى إستنتاج مفاده هو أن إسرائيل تخسر من كل حادثة جوية ملايين الدولارات، بينما الحزب ومن خلال إطلاقه طائرات مسيرة صغيرة، لا يدفع الكثير مالياً، والأمر هذا تم الإقرار بها إسرائيلياً عند الحديث عن الطائرات الرخيصة التي يمتلكها الحزب، ولكن في الوقت نفسه تُعد فعّالة. كذلك، في حال لجأت إسرائيل إلى استخدام بوارج بحرية في أي حرب، فإن "حزب الله" سيستهدفها لتدميرها، الأمر الذي يعني خسائر إضافية. وبذلك، يكون الحزب قد طوّق إسرائيل تدميرياً وإقتصادياً، كما جعل أدواتها العسكرية رهن الإستهداف في حال حصول أي حربٍ موسعة يمكن ألا تحظى بقيودٍ مضبوطة. في خلاصة القول، يمكن استنتاج أن "حزب الله" يلعب الآن حرباً إقتصادية ضد إسرائيل من البوابة العسكريّة، وهو أسلوب جديد بات يثير حيرة وريبة إسرائيل، وقد يدفعها للتفكير مُجدداً في خيار شنّ أي حرب ضد لبنان.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله فی حال أی حرب

إقرأ أيضاً:

تقرير لـForeign Affairs يتحدث عن انتهاء حزب الله.. هذا ما كشفه

ذكرت مجلة "Foreign Affairs" الأميركية أن "حزب الله يعيش أوقات عصيبة. فبعد عقود من كونه الحزب السياسي والعسكري المهيمن في لبنان، فإنه يعاني من صعوبات بالغة. فخلال حرب استمرت عامًا مع إسرائيل، فقد الحزب الكثير من بنيته التحتية العسكرية، وتعرضت صفوف قيادته للتدمير. وفي تشرين الثاني، وقع حزب الله على اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل وسحب عناصره من جنوب لبنان. وبعد فترة وجيزة، سقط نظام بشار الأسد في سوريا، مما أدى إلى قطع خطوط الإمداد بين الحزب وإيران.والآن أصبح حزب الله أيضًا معرضًا لخطر فقدان دعم الشيعة اللبنانيين، الذين يشكلون قاعدته المحلية".   وبحسب المجلة، "إن خسارة حزب الله هي مكسب للبنان، والواقع أن تدهوره يمنح المسؤولين اللبنانيين فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر لإعادة تأكيد وجودهم واستعادة دولتهم، ويبدو أن بعض زعماء لبنان على الأقل مستعدون للاستفادة من هذه الفرصة. ولكن على الرغم من تراجع حزب الله، فإنه لم يخرج من اللعبة بعد، إذ يسيطر وحلفاؤه حالياً على 53 مقعداً في المجلس النيابي، وهو عدد كافٍ للتأثير على القرارات المهمة. إن رئيس الجمهورية جوزاف عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام وحلفائهما قادرون على منع حزب الله من اكتساب اليد العليا، ولكنهم سيحتاجون إلى التحرك بسرعة، في حين لا يزال الحزب في حالة ذهول. وسيتعين عليهم التأكد من أن المؤسسات المستقلة في لبنان، وليس حزب الله، مسؤولة عن إعادة بناء جنوب البلاد. وإذا نجحوا، فقد يتلقى حزب الله هزيمة انتخابية في الانتخابات النيابية في أيار 2026، مما يدفعه إلى حالة من الفوضى. ولكن إذا فشلوا، فسوف يعيد الحزب بناء نفسه".   رهان سيء   بحسب المجلة، "لقد بدأت أحدث حرب لحزب الله مع إسرائيل بعد فترة وجيزة من السابع من تشرين الأول 2023، عندما شنت حماس هجومها. لدعم حليفته في غزة، بدأ الحزب في إطلاق الصواريخ على إسرائيل بمجرد دخول الجيش الإسرائيلي إلى القطاع. في الواقع، لم ير قادة حزب الله أي جانب سلبي في هذه الهجمات، فقد افترضوا أن الجيش الإسرائيلي يريد تجنب التصعيد في الشمال. لكن افتراضهم كان خاطئاً. ففي أيلول، قامت إسرائيل بتفجير آلاف من أجهزة البيجر التي يستخدمها حزب الله للتواصل، ومن ثم اغتالت كبار شخصيات الحزب من إبراهيم القبيسي إلى فؤاد شكر وعلي كركي وإبراهيم عقيل. وفي 27 أيلول، اغتالت إسرائيل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، ما أدى إلى زعزعة الحزب بشكل كبير".   وأضافت المجلة، "في نهاية المطاف، اختار حزب الله نائب الأمين العام نعيم قاسم زعيماً جديداً له. ولكن قاسم ليس بنفس الكاريزما أو الشعبية أو الدهاء الذي كان يتمتع به سلفه، كما وليس لديه خطة واضحة لإعادة بناء الحزب. ونتيجة لهذا، تدهورت المعنويات في صفوف الحزب. وفي الحقيقة، إن خسائر حزب الله لا تقتصر على قياداته. فعندما غزت إسرائيل جنوب لبنان، خسر الحزب مئات العناصر وآلاف الأسلحة. وفي غياب الإدارة الذكية والقادة المدربين، سوف يكافح الحزب لتحقيق الكثير على الساحة العالمية. لا شك أن حزب الله سيحاول مرة أخرى أن يصبح قوة إقليمية، ولكن هذا الأمر سيكون صعباً للغاية خاصة بعد سقوط الأسد. وربما تكون إيران أقل ميلاً أيضاً إلى مساعدة حليفها، ذلك أن النكسات العسكرية المحرجة التي مني بها الحزب تجعله أضعف. كما تشعر الجمهورية الإسلامية بالقلق إزاء مدى اختراق عملاء الاستخبارات الإسرائيلية لحزب الله. وفي الواقع، إن حزب الله قد يشكل الآن عبئاً على طهران".  
الجبهة الداخلية
  وبحسب المجلة، "لقد تضاءلت قوة حزب الله الإقليمية إلى حد كبير، ولكنه لا يزال قوياً في الداخل. ومن المرجح أن يبذل كل ما في وسعه لتوسيع نفوذه المحلي في الأشهر المقبلة".   إنهاء المهمة   وبحسب المجلة، "إن إضعاف حزب الله إلى الأبد سوف يظل عملية محفوفة بالمخاطر، وقد تستغرق سنوات. ولكن هذه المرة، أصبح الهدف قابلاً للتحقيق. فقد أصبح حزب الله معزولاً عن الدعم الدولي، وهو يكافح للحفاظ على الدعم المحلي. والواقع أن الجيش قادر على ضمان النظام بطرق لا يستطيع حزب الله أن يفعلها الآن. وإذا تمكن زعماء لبنان من حشد الإرادة السياسية، فسوف يكون بوسعهم وضع حد للحزب. والسؤال الوحيد هو ما إذا كانوا يمتلكون المؤهلات اللازمة للقيام بذلك". المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • قتل المدينة.. ذكريات تتلاشى في ضاحية بيروت التي دمرتها إسرائيل
  • خامنئي يعيّن نعيم قاسم ممثلا رسميا له في لبنان
  • خامنئي يعيين نعيم قاسم ممثلا رسميا له في لبنان
  • الرئيس اللبناني يؤكد ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها
  • أمنياً.. ما الذي أضعف حزب الله؟
  • حزب الله يبالغ في توظيف التحرك جنوبا؟
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها
  • تقرير لـForeign Affairs يتحدث عن انتهاء حزب الله.. هذا ما كشفه
  • تشييع نصرالله: استفتاء على شعبية حزب الله