كوالالمبور- في مسيرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، طالبت منظمات وأحزاب بوقف فوري للحرب الإسرائيلية على غزة، ودعت إلى تصعيد الاحتجاجات ضد الحكومات الداعمة لإسرائيل.

ولعل أبرز ما ميز مسيرة أمس السبت للتضامن مع فلسطين هو تنوعها العرقي والديني والثقافي والسياسي، وقد عكس هذا التنوع قيادة تيان تشواه للمظاهرة، وهو برلماني سابق من أصول صينية ومعروف بدعمه للقضية الفلسطينية، ومشاركة قادة من الأقلية الهندية وزعماء منظمات غير حكومية من مختلف التوجهات الفكرية والعرقية.

وترأس تشواه مجموعة من النشطاء السياسيين والحقوقيين لمناصرة الشعب الفلسطيني، دشنت نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، في مخيم اعتصام أمام السفارة الأميركية استمر 5 أيام، وحمل شعار "لنهز أميركا"، وهدف إلى الضغط على الولايات المتحدة لوقف دعمها العسكري والمالي والسياسي لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم أن الحكومة لم تتبن المسيرة رسميا، فقد خاطبها وزير الزراعة محمد سابو، وهو رئيس حزب الأمانة الوطنية ذو توجه إسلامي معتدل، إضافة إلى ممثلين عن مختلف الأطياف الماليزية التي جمعتها قضية واحدة، هي العدالة للشعب الفلسطيني.

تشواه قال -في حديثه للجزيرة نت- إن الجميع في ماليزيا متفقون على 4 بنود هي "وقف الحرب الإسرائيلية فورا ودون شروط بما يضمن وقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على أيدي قوات الاحتلال، وإيصال المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة دون أي قيود، ومحاسبة إسرائيل وقادتها السياسيين والعسكريين على جرائم الحرب التي يرتكبونها، والاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة وعاصمتها القدس".

لون الحقوق

وقد ضمت نور العزة أنو إبراهيم نائبة رئيس حزب عدالة الشعب الحاكم صوتها إلى عبير السهلاني ممثلة السويد في الاتحاد الأوروبي التي انتقدت معايير حقول الإنسان في الاتحاد الأوروبي، وقالت للجزيرة نت إن عبير محقة بقولها إن "النفاق واضح، وهو أن لحقوق الإنسان لونا وبقدر قتامة البشرة تتناقص حقوق الإنسان".

واستشهدت نور العزة بحادثة حرق الجندي الأميركي أرون بوشنل نفسه للتدليل على يقظة كثير من أحرار العالم ونقمتهم على الظلم الذي ترتكبه حكومتهم، قائلة إن بوشنل ضحى بنفسه من أجل عدالة فلسطين.

نور العزة طالبت دول العالم باتخاذ إجراءات عملية لوقف المذابح في غزة (الجزيرة)

 

وأضافت ابنة رئيس الوزراء الماليزي أن ما تقوم به إسرائيل من مذابح فتح عيون كثيرين ووحد مطالبهم، بوقف فوري للحرب وإطلاق سراح جميع الأسرى، والسماح للمساعدات الإنسانية بالتدفق على قطاع غزة المحاصر.

وشددت نور العزة على ضرورة تصعيد المطالب الشعبية بوقف دعم القوى الغربية لإسرائيل، مؤكدة أن المذابح الموثقة تدفعنا إلى الإصرار بالمطالبة بالعدالة ووقف مد إسرائيل بالسلاح والمال ومنحها ترخيصا مفتوحا من القوة الغربية بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية.

وأشارت إلى اعتقال الأطفال واستهداف مراكز توزيع المساعدات الإنسانية من قبل قوات الاحتلال، كما أشارت إلى أن أكثر من ألف طفل فلسطيني معتقل إداريا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأن هذه القوات مستمرة في ارتكاب جرائم بشعة تتمثل في قتل منتظري المساعدات الإنسانية، مثل ما حدث في مذبحة شارع الرشيد.

وبينما دعت منظمات وأحزاب ماليزية إلى تصعيد الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومات الداعمة لإسرائيل، فإن نور العزة شددت على ضرورة اتخاذ إجراءات عملية كتلك التي اتخذتها ماليزيا بمنع رسو السفن الإسرائيلية في الموانئ الماليزية.

وأشادت بمواقف قادة دول لتشبيههم المذابح التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين بالمحرقة التي تعرض لها اليهود على يد النازيين في الحرب العالمية الثانية، كما هي الحال مع الرئيسين البرازيلي والكولومبي.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

25 نائبا بريطانيا يطالبون بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح

رفع 25 نائبا من أحزاب مختلفة في بريطانيا لافتة تطالب بوقف تسليح إسرائيل، وذلك خلال وقفة احتجاجية أمام البرلمان في العاصمة لندن.

وتأتي هذه الوقفة -التي نظمت أمس الاثنين- بعد أن تجاوزت عريضة تطالب بفرض حظر على بيع الأسلحة لإسرائيل حاجز الـ100 ألف توقيع، مما استدعى مناقشة هذا الطلب في جلسة برلمانية.

وقبيل الجلسة البرلمانية لمناقشة العريضة، دعا النواب البريطانيون إلى إنهاء مبيعات الأسلحة لتل أبيب وفرض حظر كامل على تسليحها.

يُذكر أن بريطانيا كانت قد علقت 30 من أصل 350 ترخيصا لبيع الأسلحة لإسرائيل.

ولم يشمل هذا الحظر الجزئي مكونات بريطانية المنشأ تُستخدم في مقاتلات إف-35 التي تمتلكها إسرائيل، والتي تشكل نحو 15% من الطائرات التي تستخدمها إسرائيل لقصف غزة، وتُعد هذه المكونات من بين أهم المعدات التي توفرها بريطانيا للجيش الإسرائيلي.

وفي 2 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن وزير الخارجية ديفيد لامي، أن بلاده ستعلق بيع بعض الأسلحة لإسرائيل، مشيرا إلى أنه سيتم تعليق نحو 30 من أصل 350 ترخيصا بهذا الخصوص.

وقال وزير الدفاع جون هيلي، إن قرار بلاده تعليق 30 من 350 رخصة تصدير أسلحة إلى إسرائيل لا يغير دعم لندن حق تل أبيب في الدفاع عن نفسها على حد زعمه.

إعلان

وانتقدت منظمات حقوقية دولية ومؤسسات غير حكومية قرار بريطانيا فرض حظر جزئي على الأسلحة لإسرائيل ووصفته بأنه غير كاف، وتم اتخاذه بعد فوات الأوان، مطالبة بوقف إمدادات الأسلحة بشكل كامل.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت نحو 152 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

مقالات مشابهة

  • غوتيريش يرحب بإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا
  • مسؤول أممي يبحث مع الشرع المساعدات الإنسانية لسوريا
  • 25 نائبا بريطانيا يطالبون بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح
  • نواب بريطانيون يطالبون بوقف تسليح الاحتلال الإسرائيلي
  • بعد فشلها عسكرياً.. واشنطن تلوح بالضغط على صنعاء اقتصادياً لوقف عملياتها المساندة لغزة
  • الحزب الجمهوري: رفع العقوبات ضروري لتدفق المساعدات الإنسانية لسوريا
  • مظاهرة حاشدة في تل أبيب تطالب بإبرام صفقة لإطلاق سراح الرهائن في غزة
  • آلاف الأشخاص يشاركون في مظاهرة مضادة لمسيرة للنازيين الجدد في برلين
  • الرئيس السيسي يشدد على أهمية التحرك العاجل لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • السيسي يؤكد أهمية التحرك العاجل لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة وحل الدولتين