لم تتمكن اجتماعات منظمة التجارة العالمية في أبو ظبي من الاتفاق على إصلاحات كبيرة، بسبب نزوع الأعضاء إلى تغليب المصلحة "الوطنية" كل دولة، على حساب اتفاق عام جامع.

وأخفق المفاوضون في الاجتماعات التي جرت الجمعة في أبو ظبي في كسر الجمود بخصوص إصلاحات كبيرة، على الرغم من تمديد المحادثات لوقت إضافي، ووصف بعض المفاوضين الأمر بأنه تغليب للمصلحة الوطنية على المسؤولية الجماعية.



وانتهت المحادثات في وقت مبكر السبت بعد خمسة أيام من المفاوضات التي لم تفلح في تحقيق أي اختراقة بخصوص الزراعة والمصايد وغيرها من القضايا المهمة. لكن تم تمديد تعليق فرض الرسوم الجمركية على نقل بيانات التجارة الإلكترونية لمدة عامين، الأمر الذي رحبت به الشركات.

وفي اليوم الخامس من الاجتماعات الوزارية، كان معظم الوزراء قد عادوا بالفعل إلى بلادهم، على الرغم من بقاء وزير التجارة الهندي بيوش جويل ومفوض التجارة الأوروبي فالديس دومبروفسكيس.


 لعبة اللوم
عبر دومبروفسكيس عن خيبة أمله إزاء عدم وجود توافق في الآراء بشأن مصايد الأسماك والزراعة والإصلاحات الأوسع، وخص الهند باللوم.

وقال في بيان "كانت الاتفاقات في متناول اليد، بدعم من الأغلبية الساحقة من الأعضاء، ولكن في نهاية المطاف عرقلتها حفنة من الدول، في بعض الأحيان دولة واحدة فقط".

وابتسم جويل وهو يصافح أشخاصا خارج قاعة اجتماعات على بعد ما لا يزيد عن 30 دقيقة من اجتماع وزاري غير رسمي حيث تجمع مندوبون بجوار طاولة للقهوة.

وأصرت الهند على الإصلاح الدائم الذي وعدت به منذ فترة طويلة بشأن الحيازات العامة من المخزونات الزراعية، وهو ما عارضته بعض الدول المتقدمة.

ووصف المندوبون المحادثات بأنها مكثفة ومثيرة للجدل في بعض الأحيان، لكن المدير العام لمنظمة التجارة العالمية نجوزي أوكونجو إيويالا سعت إلى إضفاء لمسة إيجابية على أسبوع صعب، وقالت في الجلسة الختامية "لقد عملنا بجد هذا الأسبوع، وحققنا بعض الأمور المهمة، ولم نتمكن من إكمال أشياء أخرى".

وتعارض الهند وجنوب أفريقيا تمديد تعليق الرسوم الجمركية على التجارة الرقمية وهي خطوة حظيت بدعم هائل من معظم الحكومات ومن قطاع الأعمال.

وسبق أن أخفقت اجتماعات وزارية سابقة لمنظمة التجارة العالمية، وسلطت مفاوضات هذا العام التي تعقد في الإمارات الضوء على اتساع الشقاق بين بعض أكبر اقتصادات العالم.


خلافات بريكس
قالت كاثرين تاي، ممثلة التجارة الأمريكية في إدارة الرئيس جو بايدن، في مقابلة مع رويترز في وقت متأخر من مساء الخميس، إنه إذا فشلت المحادثات، فسيكون للانقسام بين مجموعة بريكس دور في هذا الفشل.

واختلفت الهند والصين، العضوان المحوريان في مجموعة بريكس، حول قضايا رئيسية تتضمن الاستثمار. وانضم وزير التجارة الهندي إلى المفاوضات بعد يومين من بدئها وبعد مغادرة نظيره الصيني أبوظبي.

واشتكت دول جزر المحيط الهادي في المحادثات من شعورها بالتهميش والتجاهل من معظم القوى الكبرى.

وتجدد دعم الولايات المتحدة للتجارة العالمية والمنظمات متعددة الأطراف مثل منظمة التجارة العالمية في عهد بايدن. لكن المفاوضين يدركون أن الرئيس السابق دونالد ترامب الذي عرقل النظام متعدد الأطراف قد يفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني.

وحتى الآن، لم يتم الاتفاق على أي صفقات بعد نحو خمسة أيام من المحادثات في أبو ظبي، بل توقف القبول الرسمي لمفاوضات مكتملة عن تحسين الاستثمار في منظمة لابد من إجماع كل أعضائها على القرارات.

لكن يُنظر إلى نزاعات كثيرة من زاويا سياسية، ومن ثم قد تؤدي انفراجة ما إلى تخلي دول عن معارضتها لصفقات أخرى، كما حدث في مؤتمر جنيف عام 2022.

ويُنظر إلى توافق الآراء أيضا على أنه مهم للإمارات التي يتزايد تركيزها فيما يبدو في السنوات القليلة الماضية على تعدد الأطراف والحوار في تراجع عن سياسة خارجية صارمة كانت تتبعها قبل عقد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي اجتماعات التجارة العالمية ابو ظبي التجارة العالمية اجتماعات اخفاق الإصلاحات المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التجارة العالمیة فی أبو ظبی

إقرأ أيضاً:

أبوظبي تستضيف اجتماع شبكة البحوث العالمية لطاعون المجترات الصغيرة

تستضيف هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية الاجتماع السنوي السابع لشبكة البحوث والخبرات العالمية لطاعون المجترات الصغيرة، خلال الفترة من 20 إلى 22 يناير 2025.

يشارك في الاجتماع أكثر من 80 خبيراً وباحثاً وصانع قرار من أكثر من 30 دولة، لمناقشة استراتيجيات مكافحة طاعون المجترات الصغيرة، وتطوير مبادرات مستقبلية تدعم التنمية المستدامة وحماية الثروة الحيوانية عالمياً.

تُعَدُّ هذه الاستضافة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، ما يؤكِّد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة أبوظبي بدعم تنفيذ البرنامج العالمي لاستئصال طاعون المجترات الصغيرة، وفقاً لاستراتيجية منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان للقضاء على المرض بحلول عام 2030.
يجسِّد هذا الحدث دور هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية الريادي في تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الأمراض الحيوانية. ويعمل المركز المرجعي التابع للهيئة على تكثيف جهوده لتفعيل العمل المشترك بين الدول والمؤسَّسات البحثية والمراكز المرجعية للقضاء على الأمراض التي تشكِّل تهديداً مباشراً للثروة الحيوانية والأمن الغذائي العالمي.
يضمُّ الاجتماع نخبة من الخبراء والباحثين والمسؤولين الذين يمثِّلون مراكز ومختبرات مرجعية عالمية، منها مركز التعاون الدولي للبحوث الزراعية من أجل التنمية – فرنسا، ومعهد بيربرايت – المملكة المتحدة، ومركز الصين للصحة الحيوانية وعلم الأوبئة – الصين، وغيرها من المؤسَّسات البحثية والجامعات الرائدة عالمياً، إضافة إلى ممثّلي عدد من المنظمات الإقليمية، منها الاتحاد الأوروبي، ومجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الإفريقي، والعديد من المنظمات غير الحكومية وشركات إنتاج اللقاحات والكواشف.
ويُناقش المشاركون على مدى ثلاثة أيام التطوُّرات العلمية المتعلقة بطاعون المجترات الصغيرة، ويشمل ذلك علم الأوبئة، وأنظمة المراقبة والتشخيص، وبرامج التحصين، والربط بين استراتيجيات الاستئصال ومكافحة أمراض الماشية الأخرى، ويستعرضون ابتكارات جديدة، منها اللقاحات المقاومة للحرارة وتقنيات التشخيص الحديثة التي تُسهم في تعزيز الجهود الدولية لاستئصال المرض. 

هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية تستضيف الاجتماع السنوي السابع لشبكة البحوث والخبرات العالمية لطاعون المجترات الصغيرة حتى 22 يناير 2025. الاجتماع يستقطب مشاركة خبراء عالميين لمناقشة أحدث التطورات العلمية المتعلقة بطاعون المجترات الصغيرة. pic.twitter.com/XbSboroDkU

— مكتب أبوظبي الإعلامي (@ADMediaOffice) January 21, 2025

وقال الدكتور عارف كلنتر، المدير التنفيذي لقطاع التطوير والابتكار في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية: إنَّ استضافة أبوظبي لهذا الاجتماع الدولي تؤكِّد ريادتها في مجال البحث العلمي والابتكار، وتسعى الهيئة إلى تعزيز التعاون مع مختلف المؤسَّسات والمنظمات الدولية وتبادل المعرفة مع الخبراء والمراكز البحثية العالمية للتصدي للأمراض الحيوانية التي تُشكِّل تهديداً للثروة الحيوانية والصحة العامة.

وتتضمَّن قائمة المشاركين في الاجتماع عدداً من الجامعات والمؤسَّسات البحثية الرائدة، إضافة إلى منظمات المجتمع المدني والجهات الداعمة من القطاع الخاص. ومن أبرزهم أعضاء اللجنة الاستشارية لطاعون المجترات الصغيرة وأمانة الشبكة العالمية المختصة بالمرض.

مقالات مشابهة

  • أغلى الزراعات العالمية التي تصلح في أرض مصر
  • جولد بيليون: قفزة كبيرة للذهب في البورصة العالمية
  • قفزة كبيرة للذهب في البورصة العالمية مسجلًا أعلى سعر خلال 11 أسبوعا
  • برلمان كوردستان يخفق بعقد جلسته لانتخاب هيئة رئاسته الجديدة ورئيس السن يستقيل
  • خبير اقتصادي: مصر لديها أهم ممر ملاحي يخدم التجارة العالمية والملاحة
  • أبوظبي تستضيف اجتماع شبكة البحوث العالمية لطاعون المجترات الصغيرة
  • الاتحاد الأوروبي يبدأ إجراءات ضد الصين في منظمة التجارة العالمية
  • الصحة العالمية: وقف إطلاق النار في غزة يبعث على الأمل.. لكن أمامنا تحديات كبيرة
  • «الصحة العالمية»: وقف إطلاق النار في غزة يبعث على الأمل.. لكن أمامنا تحديات كبيرة
  • الولاية الثانية لترامب.. كيف تؤثر على التجارة العالمية والأزمة الأوكرانية؟