بترول لبنان الأبيض.. قرية الغزلان الكسروانية تُنافس عالمياً (صور وفيديو)
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
على الرغم من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية التي يعيشها لبنان فان بصيص أمل سياحي أحيته بلدة كفردبيان الكسروانية عقب إعلانها في 24 شباط عاصمة السياحة العربيّة الشتوية لعام 2024 الأمر الذي سيضعها على الخريطة السياحية العربية والعالمية.
تُعد كفردبيان أكبر منتجع للتزلج في الشرق الأوسط، وهي كانت منذ ستينيات القرن الماضي مقصداً سياحياً مميزاً في كافة الفصول، مع الإشارة إلى ان السياحة الشتوية ميزة حصريّة للبنان حيث لا يوجد دولة عربية لديها ميزة التزلّج الموجودة فيه.
مقومات عالمية
وفي هذا الإطار، اعتبر مختار كفردبيان وسيم مهنا عبر "لبنان 24" ان إعلان البلدة "عاصمة السياحة العربيّة الشتوية لعام 2024" أتى نتيجة عوامل عدة أبرزها ان مراكز التزلج في كفردبيان هي الأهم والأكبر مساحة في لبنان وحلبات التزلج الموجودة فيها هي الأكثر تطورا في المنطقة، كما ان حجم الفنادق والشاليهات وتنوع المطاعم والنشاطات والمؤسسات التي تؤجر لوازم التزلج وكل لوازم السياحة الشتوية موجودة بشكل كبير فيها وبأسعار تُناسب الجميع، فيُمكن على سبيل المثال استئجار غرفة في فندق بـ 60 دولارا يوميا وقد يصل السعر إلى 500 دولار، من دون ان ننسى قرب كفردبيان من العاصمة بيروت ومن مناطق أخرى".
ولفت مهنا إلى ان "كفردبيان تضم مركزين للتزلج، مركز نادي فقرا ومركز المزار ومن ضمنه محطة المزار ومحطة وردة، وتشمل هذه المراكز تقريبا أكثر من 50 مصعدا للتزلج بمساحات شاسعة غير موجودة في أماكن أخرى وتُقام عليها بطولات كبرى عالمية وشرق أوسطية"، معتبرا ان "مهنية الشركات التي تستثمر مراكز التزلج والكادر البشري جعلت المنطقة في مصافٍ العالمية".
وأشار إلى ان "حضور السفير السعودي وليد بخاري حفل إعلان كفردبيان عاصمة للسياحة العربية الشتوية يؤكد ان منطقتنا آمنة وترحب بالجميع"، وأمل في عودة السياح الخليجيين وعودة العلاقات مع دول الخليج كما كانت سابقا لكي يأتوا ويستمتعوا بموسم التزلج في لبنان.
وأكد مهنا وجود سياح أجانب وعرب في منطقة كفردبيان ولاسيما من العراقيين والمصريين الذين قرروا الاستمتاع بالتزلج في لبنان لاسيما ان المنطقة آمنة وتستقبل الآلاف ولا تمنع أحدا من الدخول إليها شرط التقيّد بالقوانين وعدم مخالفتها.
ويُشدد مهنا على ان "بلدة كفردبيان استحقت عن جدارة هذه الجائزة لامتلاكها مقومات طبيعية وكوادر بشرية غير موجودة في أماكن أخرى فإضافة إلى حلبات التزلج يُمكن زيارة جسر الحجر الطبيعي وجرود البلدة الواسعة وآثار فقرا والاستمتاع بمناخها وطبيعتها، إضافة إلى انها تقدم أفضل الخدمات للسيّاح، وأهالي المنطقة يتميزون بكفاءات وبحسن الضيافة والاستقبال وغير استغلاليين"، مؤكدا ان "هناك توجها كبيرا لتنشيط الحركة السياحية في المنطقة". View this post on Instagram
A post shared by beiruting.com (@beiruting)
انتهاء موسم التزلجوعن الزحمة التي تشهدها المنطقة مؤخرا في نهاية كل أسبوع، قال مهنا: "نحن نُلام على زحمة السير وبأننا نمنع دخول الباصات والسبب اننا نحتاج لإعادة تأهيل الطرقات كما ليس لدينا مواقف سيارات كافية" .
وطالب بأن يُصار إلى "اهتمام رسمي بقطاع التزلج وبتوسيع الطرقات المؤدية إلى المنطقة واستحداث طرق جديدة لاستقبال أكبر عدد من الزوار"، مُشيرا إلى ان "قطاع التزلج هو محرّك اقتصادي لكل لبنان وليس فقط لكفردبيان وهو يؤمن فرص عمل عديدة". قال: "الثلج هو "بترول لبنان الأبيض" لذا نطالب بإعطاء أولوية لهذا القطاع".
وعن انتهاء موسم التزلج، يُشير مهنا إلى ان "الموسم مستمر ومراكز التزلج ستبقى مفتوحة ".
موقعها وتاريخها
تقع كفردبيان البلدة التي تُعتبر من أكبر البلدات اللبنانية في أعالي قضاء كسروان في محافظة جبل لبنان وترتفع عن سطح البحر نحو 600 متر وصولاً إلى 2850 مترا، وهي تبعد عن بيروت 45 كلم، وعن مدينة جونيه نحو 27 كلم، ويحدّها كلّ من حراجل وميروبا وفيطرون وفاريا شمالاً ويفصل بينها وبين هذه القرى مجرى نبع العسل، وشرقاً بعلبك المحاذية لتخومها عند مقلب جبل صنين، وجنوباً بقعاتة وبقعتوتة، وغرباً ملتقى نهري اللبن والعسل عند تخوم قضاء المتن الشمالي، حيث يشكّل هذا الملتقى صليباً أعطاه اسم نهر الصليب.
وتبلغ مساحتها 40 كيلومتراً مربعاً، ويُمكن الوصول إليها من عدة أماكن، من البقاع أو عبر المتن بعد سلوك طريق بكفيا بتغرين وادي الجماجم، أو عبر ساحل كسروان من يسوع الملك صعوداً نحو عجلتون وفيطرون.
أمّا تاريخيّاً، فبدأ يُحكى بكفردبيان البلدة القديمة والأثرية ما لم يقّل عن 6 آلاف سنة كما تشهد عليها آثارها التاريخية العريقة ومنها آثار فقرا والبيوت اللبنانية القديمة والجسر القديم والمعاصر وبقايا المطاحن الموجودة في وادي الصليب. وبحسب المراجع التاريخية فقد سكن الإنسان هذه البلدة في القرن الخامس عشر قبل المسيح وشهدت ازدهاراً لانها كانت تعدّ مركز مقاطعة الجرد في عصر المتصرفية، وأول بلدة في منطقة كسروان تأسّس فيها أول مجلس بلدي في عام 1900. مراكزها ومنتجعاتها
منتجع "المزار" وهو أول مركز للتزلج أُسسّ عام 1957 ويضّم 42 منحدراً وعددا من حلبات التزلّج التي تصل مساحتها إلى 80 كيلومترًا. يضم مجموعة فنادق ومطاعم فخمة تحت إدارة نخبة من الاختصاصيين، وتأسس مركز ثان باسم "وردة" عام 2000.
مركز "نادي فقرا" تأسس عام 1973 على مجموعة تلال قبالة آثار فقرا، وهو مجهزّ بالمصاعد الكهربائية فضلاً عن وجود منتجعين سياحيين وفنادق ومطاعم وقصور فخمة.
وختاما لا بد من الإشارة إلى ان اسم كفردبيان مُشتق من اللغة السريانية ويعني "قرية الغزلان" وفيها آثار رومانية وبيزنطية وفينيقية وكنائس أثرية وتضمّ وادي الصليب الأثري.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
“قرية جازان التراثية” ملتقى ثقافي يحتفي بأصالة المنطقة وتنوعها
تشكل “قرية جازان التراثية” الواقعة بالكورنيش الجنوبي لمدينة جيزان، وجهة سياحية جاذبة للزوار تحتضن فعاليات موسم “شتاء جازان 2025″، وتقدم لهم تجربة غنية تبرز العراقة التاريخية والثقافية للمنطقة، بمشاركة الهيئات الثقافية بتنوع مجالاتها.
وتتميز القرية الواقعة على مساحة 22 ألف متر مربع، بمزيج من الأصالة والتراث، ما يجعلها ملتقى لاستكشاف الهوية الثقافية المتنوعة للمملكة، ومشهدًا حيًا لمختلف بيئات منطقة جازان، حيث تظهر الأنماط المعمارية الفريدة للبيوت التقليدية، مثل “البيت الجبلي” الذي يُظهر قوة وصلابة التصميم بما يتناسب مع البيئة الجبلية، و “العشة الطينية” التي تعكس بساطة وأناقة الحياة في المنطقة، كما أن “البيت الفرساني” يروي قصص البحر والصيد واللؤلؤ، مما يضفي بعدًا مميزًا على التجربة السياحية.
اقرأ أيضاًالمجتمعأمير الباحة يشهد توقيع أول عقد إسناد حكومي لخدمات ضيافة كبار السن إلى منتجع “إكرام الوطني”
وتُعد القرية منصة مثالية لدعم الحرف التقليدية، وتمكين الحرفيين من عرض مهاراتهم ومنتجاتهم الفريدة، وتعزيز الوعي بأهمية التراث الثقافي، وإتاحة الفرصة لمشاركة الزوار في الأنشطة الفنية والحرفية، وإضافة بُعد تفاعلي لتجربتهم.
وتقدم عروضًا فلكلورية متنوعة تحتفي بالألوان الشعبية التي دأبت المنطقة على تقديمها بصور متجددة كل عام، لعشاق الألعاب والرقصات الشعبية كـ (السيف، والمعشى، والزامل، والربش، والعزاوي).
وتسهم “قرية جازان التراثية” في غرس القيم والعادات المتعلقة بحياة الآباء والأجداد لدى الطلاب والطالبات، وتمكن الجمعيات تنفيذ برامجها التطوعية الخاصة بالطلاب وتطوير مهاراتهم المجتمعية لتعزيز روح التعاون والمشاركة بين الأفراد، كما تعد مركزًا لإقامة احتفالات المواطنين بالأعياد والمناسبات الوطنية.