شبكة اخبار العراق:
2024-10-06@05:53:29 GMT

ضاع العرب في متاهة فلسطين

تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT

ضاع العرب في متاهة فلسطين

آخر تحديث: 3 مارس 2024 - 10:02 صبقلم: فاروق يوسف ضعف النفوذ العربي في المسألة الفلسطينية منذ أن وقّع الفلسطينيون اتفاق أوسلو فصاروا الطرف الوحيد المعني بالمسألة. غير أن ذلك لم يمنع العرب من مد يد العون المستمر لهم في كل الأحوال. فلا أوسلو ولا طريقة تفكير الفلسطينيين فيه باعتباره حلا ثبت فشله يمكن أن يخلقا أسلوبا عربيا جديدا للتفكير في فلسطين، باعتبارها قضية العرب الأولى أو قضية القضايا.

في المقابل فلا شعارات تحرير فلسطين التي رفعتها الأنظمة السياسية العربية التي قضت نحبها كانت كاذبة ولا المقاربة بينها وبين الواقع كانت حقيقية. لقد اندفع العرب وراء عواطفهم الصادقة غير أنهم ركبوا عبر سبعين سنة قوارب مطاطية مثقوبة. وهو ما جعل المسافة التي تفصل ما بينهم وبين قضيتهم الأولى تتّسع وينأى السلوك الواقعي عن الهدف. ذلك ما دفع الفلسطينيين في لحظة يأس إلى التورط في أسوأ الحلول. لقد استغرب المفكر الراحل إدوارد سعيد كيف قبل إخوته في منظمة التحرير التوقيع على اتفاق أوسلو بعد أن عُرضت عليهم حلول أفضل. هناك اليوم صراخ عربي يضفي على الواقع الكثير من العبث حين يذهب مطلقوه إلى هجاء العرب لمناسبة ما تتعرض له غزة وأهلها من عمليات إبادة إسرائيلية، كما لو أن العرب كانوا مسؤولين عمّا انتهت إليه الأوضاع هناك. وفي ذلك نوع من خلط الأوراق، الهدف منه تجييش الضحايا في حرب ضد العرب وإعفاء الطرف الفلسطيني ممثلا بسياسييه من أيّ مسؤولية. الحقيقة تقع على الجانب الآخر تماما. قبل غزة لم يكن للعرب حضور في المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية التي استندت إلى اتفاق أوسلو. بعدها لم يكن للعرب يد في انفصال غزة عن فلسطين التي صارت تُسمّى أراضي السلطة الفلسطينية. ما يعنينا هنا وغزة تواجه مصيرا كارثيا أن العرب لم يكونوا على علاقة بـ”حركة حماس” التي استولت على غزة وجعلتها ملعبا لمغامراتها. ما يُقال عن علاقة دولة قطر بالحركة المذكورة هو شأن عقائدي لا علاقة له بالعرب، دولا وشعوبا ولا علاقة له بفلسطين أيضا. كانت علاقات قطر ولا تزال بحركة حماس تتم برعاية إسرائيلية. ما فعله الفلسطينيون حين وقّعوا اتفاق أوسلو شيء وما كان يفكر فيه العرب، سواء عن طريق أنظمتهم “الثورية” وأنظمتهم “المحافظة” هو شيء آخر. وليس خافيا على أحد أن كثيرا من الوقائع المأساوية التي تعرضت لها الشعوب العربية كان مرتبطا بالحماية الغربية لإسرائيل. يقف انهيار العراق في مقدمة تلك الوقائع. في المقابل فإن ما حدث ويحدث في غزة بعد انفصالها شيء وطريقة تفكير الفلسطينيين في الخروج من مأزق أوسلو شيء آخر. شيء مختلف تماما. ذلك لأن غزة ومنذ انفصالها صارت تُدار من قبل تنظيم مسلح لا يخجل من إعلان ولائه لإيران. جزء من فلسطين صار يُدار من قبل إيران. قادة حماس الذين يقيمون في قطر لا ينكرون ذلك. ارتمت حركة حماس في أحضان إيران. وهي تنفّذ فقرات أجندة إيرانية لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية التي نجح الإيرانيون في طيّ أوراقها في العراق وهو البلد الخاضع لهيمنتهم. أما المغامرات الإيرانية التي ينفذها الحوثيون في البحر الأحمر فهي ليست سوى محاولات لتذكير الولايات المتحدة بضرورة العودة إلى مفاوضات الاتفاق النووي. لم يتخل العرب عن فلسطين حتى اللحظة. كانت ولا تزال قضيتهم. غير أن ما حدث لهم بسببها قد أدى إلى انهيارات قوية وعاصفة في الحياة العربية. سقطت أنظمة سياسية وفقدت دول هويتها وتاهت شعوب بين مللها ونحلها وتمزق نسيج مجتمعات لم تعد قادرة على العيش الآمن والمستقر. أما الإنسان العربي فإنه اليوم في أسوأ أحواله. “فلسطين هي السبب” لم يقلها العرب من قبل لأنهم يخشون أن يفهمها الفلسطينيون خطأً. ولكنها الحقيقة التي لا شيء فيها يدين الفلسطينيين. لقد انتهت فكرة النهضة العربية منذ قيام إسرائيل.كل الأنظمة الثورية التي أقيمت على أنقاض نكبة 1948 ونكسة حزيران 1967 دمرت باسم فلسطين أسباب الحياة حين عسكرتها وجعلت منها مَسْخًا. لقد وجدت الأنظمة الثورية العربية شرعيتها من خلال فلسطين ووضعت ثروات الدول التي قُدّر لها الاستيلاء على الحكم فيها في خدمة قضيتها غير أنها كانت تمشي في الطريق الخطأ. لذلك فإن توجيه اللوم إلى العرب ما هو إلا نوع من الشماتة التي لا تصنع أثرا.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: اتفاق أوسلو غیر أن

إقرأ أيضاً:

طاغية عابر للعصور والقارات

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

عندما تتصفح سجلات الطغاة عبر التاريخ تجد ان الإمبراطورية البريطانية بسطت نفوذها بالقوة المفرطة على مساحة 35.5 مليون كم² في أوج طغيانها، وبسطت الإمبراطورية المغولية طغيانها على مساحة 24 مليون كم²، وبسطت الإمبراطورية الروسية طغيانها على مساحة 22.4 مليون كم²، ونشرت الإمبراطورية الإسبانية طغيانها على مساحة 13.7 مليون كم². بينما خضع حلف نيتو الذي يضم 31 دولة لارادة الطاغية نتنياهو، الذي اصبح هو المتحكم الفعلي بجيوش ألبانيا وبلجيكا وبلغاريا وكندا وكرواتيا والتشيك والدنمارك وإستونيا وفرنسا وفنلندا وألمانيا والمجر وأيسلندا وإيطاليا ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورغ والجبل الأسود (مونتينيغرو) وهولندا ومقدونيا الشمالية والنرويج وبولندا والبرتغال ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وإسبانيا وتركيا والمملكة المتحدة. ناهيك عن الدعم المطلق الذي تقدمه له الهند واليابان وتايوان وأذربيجان وأوكرانيا. .
لا يخشى هيئة الامم المتحدة، ولا يرضخ لمجلس الامن، ولا يعبء بقرارات محكمة العدل الدولية. ولن تجرأ الجامعة العربية ولا منظمة العمل الإسلامي على اطلاق بيان خجول من سطر واحد تشجب فيه هجماته المتكررة ضد العرب والمسلمين. .
انظروا كيف اصطفت البوارج الحربية وحاملات الطائرات في شرق البحر المتوسط وعلى امتداد البحر الأحمر وفوق مسطحات خليج عدن وخليج عمان والخليج العربي. كل الأساطيل استجابت له وسخرت قوتها الضاربة لدعم حملاته الحربية. .
لا رادع لهجمات هذا الطاغية حتى لو قرر اقحام القوى الدولية كلها في حرب عالمية غير محسوبة العواقب، وحتى لو تظاهرت شعوب الارض وطالبت بإزاحته من منصبه. .
هو الآن شيطان الرعب الاول بلا منازع. ومع ذلك يلقى الدعم اللا محدود من العرب والمسلمين. على الرغم من هجماته التي استهدفت ديارهم ومساجدهم، في كل يوم له اكثر من مجزرة، وأكثر من كارثة إنسانية، ولم يتردد في استعراض خرائطه امام انظار العالم وفي مقر الامم المتحدة لتغيير ملامح المنطقة برمتها. .
هو الآن البلطجي الاول في العالم، ربما يأتي من بعده صغار البلطجية في امكان متفرقة. .
ختاماً: في ضوء ما تقدم لم يعد العرب بحاجة إلى وجود منظمة الجامعة العربية في حياتهم، ولا بحاجة إلى منظمات المجتمع الدولي، ولا إلى منظمة العمل الإسلامي. فالحرب العالمية الثالثة اصبحت وشيكة الوقوع اكثر من اي وقت مضى. .

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • علاء مبارك يُشيد بالأشقاء العرب في دعم مصر خلال حرب أكتوبر
  • نصر أكتوبر وثقة العرب
  • طاغية عابر للعصور والقارات
  • أمطار النار على تل أبيب
  • شباب المقاولون العرب يهزم على القناة
  • قوة الذل ورباط المهانة
  • مقررة أممية تطالب الجامعات بـ مراجعة السياسات القمعية التي تستهدف التضامن مع فلسطين
  • لن نرضى دون تحرير فلسطين
  • العرب المُستبَاحَة
  • متاهة لبنان!