لبنان ٢٤:
2024-12-28@20:38:50 GMT

هوكشتاين عائد... هل يعني ذلك الكثير؟

تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT

هوكشتاين عائد... هل يعني ذلك الكثير؟

قد تعني عودة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى المنطقة الكثير بالنسبة إلى بعض المتفائلين، وقد لا تعني شيئًا كثيرًا بالنسبة إلى آخرين يُعتبرون من بين المصنّفين في خانة الواقعيين، أو بالحد الأدنى يتشبهون بتوما الرسول، الذي لم يؤمن بقيامة السيد المسيح قبل أن يلمس لمس اليد الجروحات في اليدين والجنب.   فعودة المبعوث الأميركي تلحظ هذه المرّة زيارة لبنان على عكس المرّة السابقة.

إلاّ أن هذه الزيارة لا تعني بالضرورة أنه يحمل معه ما يمكن أن يطمئن، كما أنه لا يحمل ايضًا ما يدعو إلى اليأس والإحباط، إذ أن الأمور مرهونة بنتائج ما قد تسفر عنه المفاوضات الفاصلة لإرساء هدنة رمضانية في قطاع غزة لا بدّ من أن تنعكس إيجابًا على الواقع الجنوبي المتوتر.   في آخر زيارة له للمنطقة لم يعرّج هوكشتاين على لبنان كما كان يفعل في كل مرّة كان يكّلف بها بمهمة ديبلوماسية محدّدة من قِبل الإدارة الأميركية. ولم يكن السبب كما حاول البعض تفسيره ربما عن سوء نية، ولكنه لم يكن يريد أن يزيد على "طين الأزمة اللبنانية بّلة جديدة"، وذلك نظرًا إلى أن ما سمعه من المسؤولين الإسرائيليين لم يكن مشجعًا كثيرًا، وهم الذين أرفقوا زيارته بـ "راجمات" من التهديدات باجتياح لبنان عبر بوابته الجنوبية إذا لم يسحب "حزب الله" عناصره، وبالأخص فرقة" الرضوان"، من المواقع المتقدمة على طول "الخط الأزرق" من الناقورة حتى كفرشوبا، أي على جبهة تمتد لأكثر من مئة كيلومتر، إلى شمال الليطاني.   وقد لمس هوكشتاين وقتها أن لا همّ لدى القيادة الإسرائيلية سوى تأمين الحدّ الأدنى من الاستقرار لمستوطناتها الشمالية، وهذا لا يتحقّق إلا إذا انسحب "حزب الله" إلى العمق الجنوبي. وهذا ما لا يقدم عليه "الحزب" لا اليوم ولا غدًا ولا بعده. وهذا ما يعرفه جيدًا المبعوث الأميركي، الذي فضّل عدم نقل مثل هذه الأجواء التي سمعها في تل أبيب إلى بيروت، لأن اللبنانيين لديهم مشاكل غير محصورة بناحية واحدة، بل هي متشعبة تبدأ بالأزمة الرئاسية ولا تنتهي عند حدود الأزمتين الاقتصادية والمالية، بل تصل في تداعياتها إلى أزمة النزوح السوري الكافية وحدها بإشعال أكثر من جبهة اجتماعية وديموغرافية.   وبالتوازي فإن رئيس الحكومة واصل طوال الايام الماضية اجراء الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية لشرح الموقف اللبناني ومطالبة الدول الصديقة بالضغط لمنع التعديات الاسرائيلية وامتداد النيران الى الداخل اللبناني، وهو قال في هذا المجال: "صحيح أن الحرب لا تزال محصورة في قطاع غزة، ولكن ما يحصل في الجنوب وسقوط الشهداء يوما بعد يوم يجب التوقف عنده. من هنا كانت مطالبتنا الدائمة للدول الشقيقة والصديقة بأن تقوم بالضغط اللازم لوقف الاستفزازات والتعديات الاسرائيلية على لبنان. اضاف: "نحن مستمرون في اتصالاتنا بشكل مكثف، وتلقيت في الساعات الماضية بعض الاجواء الديبلوماسية التي ابدت تفهما للمخاوف اللبنانية ووعدا باستمرار السعي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية". وفي تصريح له لوكالة "رويترز" أمل ميقاتي في أن تسفر المفاوضات الجارية على أكثر من خطّ لإرساء هدنة رمضانية في غزة، لا بدّ من أن يكون لها الصدى الإيجابي على المشهدية الجنوبية في ضوء ما يبديه "حزب الله" من تجاوب مع كل مسعى من شأنه تخفيف الضغط عن أهل غزة.   إلا أنه ما تجدر الإشارة إليه هو أن هذه العودة تتزامن مع ما يبديه بعض المسؤولين الأميركيين من أن تلجأ إسرائيل إلى توجيه ضربة للبنان في الوقت الغزاوي الضائع. وهذا ما يجب التوقف عنده طويلًا ومليًا قبل الغوص في تحليلات غير واقعية.
المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

هذه سياسة حزب الله الآن.. هل ستعود الحرب؟

لا يُحبّذ "حزب الله" الإنجرار إلى معركة جديدة مع إسرائيل حتى وإن انتهت مهلة الـ60 يوماً التي من المفترض أن تشهد انسحاباً إسرائيلياً من جنوب لبنان بعد سريان وقف إطلاق النار يوم 27 تشرين الثاني.
يوم أمس، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي قد يبقى في جنوب لبنان حتى بعد فترة الـ60 يوماً، ما يطرح علامات تساؤل عما يمكن أن يُقدم عليه إثر ذلك.. فما الذي بإمكانه فعله؟

ترى مصادر معنية بالشأن العسكري إنَّ "حزب الله" قد لا ينجرّ إلى اشتباك جديد مع إسرائيل حتى وإن بقيت الأخيرة داخل الأراضي اللبنانية، وتضيف: "على الصعيد الميداني، ينشط الحزب على أكثر من صعيد. في الجانب المالي، فإن الحزب يقوم بتسديد مستحقات تأهيل المنازل وبدلات الإيواء للمتضررين، وهو ما يجعله مُقيداً بمبالغ معينة، وبالتالي قد يكون من الصعب عليه ترتيب أعباء مالية جديدة على نفسه مع التزامات شعبية إن حاولَ فتح بوابة المعركة للرد على عدم حصول انسحاب إسرائيلي من جنوب لبنان".

تعتبر المصادر أيضاً أن "الحزب لن يُجازف مرة جديدة، أقله في الوقت الحالي، في تهجير سكان جنوب لبنان"، مشيرة إلى أنَّ التفاوض هذه المرة سيكون استناداً للقرارات الدولية التي سيمنحها "حزب الله" المسار الواسع لإبراز قدرتها على ردع إسرائيل، وتضيف: "إن لم تنجح الأساليب الدبلوماسية مع إسرائيل، عندها من الممكن أن تتكرر سيناريوهات الرد العسكري المحدود من قبل حزب الله، لكن الخوف هو في أن تستغل إسرائيل ذلك لتُعيد توسيع عدوانها على لبنان. وعليه، فإن حزب الله قد لا يجنح كثيراً نحو تلك الفكرة".

من ناحية أخرى، تبرز الأولويّات العسكرية على طاولة البحث، وما يتبين، من خلال المراقبة، هو أنَّ الحزب لا يميل الآن إلى تجديد إرهاق مقاتليه وقادته، ذلك أن عملية ترميم قواعده تحتاج إلى وقتٍ متاح أمامه، فيما المشكلة الأكبر تكمنُ في أنَّ الحزب يسعى الآن إلى إراحة عناصره من جهة وإلا تجديد مجموعاته بالقدر المطلوب. لهذا السبب، فإن "انشغالات الحزب الداخلية" في تنظيم صفوفه، لا تدفعه إلى إحداث انتكاسة جديدة، ما يمنع أو يؤجل إمكانية انخراطه مجدداً على الجبهة القتالية.

ضمنياً، فإن المصادر ترى أن إسرائيل بدأت تسعى لـ"حشر حزب الله" في الزاوية، فالترويج لسيناريوهات عدم الإنسحاب قد تجعل الأخير يندفع نحو العمل لتشكيل استنفار داخلي والتحضير لهجمات جديدة وهذا ما قد تعتبره إسرائيل فرصة لها. لكن في المقابل، فإنّ ما يظهر في العلن يُوحي بأن الحزب مُنكفئ عن التجيهز لحرب جديدة، ما قد يعطي انطباعاً لدى الإسرائيليين مفاده أن الحزب تراجع في الوقت الراهن.

وإلى الآن، فإن "حزب الله" يتريث كثيراً في الكشف عن الحسابات العسكرية كاملة، وما يظهر هو أنَّ "حزب الله" يريد الحفاظ على خطوط ترسانته العسكرية ومحتواها بعيداً عن الاستهدافات، ذلك أن أي مقومات للصمود قد تتعرض لأي قصفٍ بشكل أعنف من السابق.

 لهذا السبب، فإن ما يجري قد يقود الأمور نحو التوتر والتأزم، لكن الانخراط الأميركي في لعبة التفاوض مُجدداً ستعطي الضمانات المطلوبة، وما سيحصل هو أن حزب الله سيقبل بكل ذلك حفاظاً على بيئته أولاً ومناطقه ثانياً. المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • مدير المكتب الإعلامي بغزة يوجه رسالة هامة للشعب اليمني.. وهذا ما جاء فيها
  • حزب الله يهدد: اتفاق وقف إطلاق النار سينهار
  • هذه سياسة حزب الله الآن.. هل ستعود الحرب؟
  • وطني لن يموت
  • معتز البطاوي: نشكر جمال علام.. وننتظر الكثير من مجلس أبوريدة| فيديو
  • معتز البطاوي: نشكر جمال علام.. وننتظر الكثير من مجلس هاني أبوريدة
  • خبير ألماني: التدخين يرتبط ‫لدى الكثير من المدخنين بمواقف معينة
  • توغل إسرائيلي في جنوب لبنان واليونيفيل قلقة من استمرار الانتهاكات
  • هوكشتاين غير مؤثر
  • هوكشتاين سيزور بيروت لتثبيت وقف النار.. ولبنان يتمسك بتحييد شمال الليطاني عن جنوبه