لبنان ٢٤:
2025-01-31@01:10:19 GMT

هوكشتاين عائد... هل يعني ذلك الكثير؟

تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT

هوكشتاين عائد... هل يعني ذلك الكثير؟

قد تعني عودة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى المنطقة الكثير بالنسبة إلى بعض المتفائلين، وقد لا تعني شيئًا كثيرًا بالنسبة إلى آخرين يُعتبرون من بين المصنّفين في خانة الواقعيين، أو بالحد الأدنى يتشبهون بتوما الرسول، الذي لم يؤمن بقيامة السيد المسيح قبل أن يلمس لمس اليد الجروحات في اليدين والجنب.   فعودة المبعوث الأميركي تلحظ هذه المرّة زيارة لبنان على عكس المرّة السابقة.

إلاّ أن هذه الزيارة لا تعني بالضرورة أنه يحمل معه ما يمكن أن يطمئن، كما أنه لا يحمل ايضًا ما يدعو إلى اليأس والإحباط، إذ أن الأمور مرهونة بنتائج ما قد تسفر عنه المفاوضات الفاصلة لإرساء هدنة رمضانية في قطاع غزة لا بدّ من أن تنعكس إيجابًا على الواقع الجنوبي المتوتر.   في آخر زيارة له للمنطقة لم يعرّج هوكشتاين على لبنان كما كان يفعل في كل مرّة كان يكّلف بها بمهمة ديبلوماسية محدّدة من قِبل الإدارة الأميركية. ولم يكن السبب كما حاول البعض تفسيره ربما عن سوء نية، ولكنه لم يكن يريد أن يزيد على "طين الأزمة اللبنانية بّلة جديدة"، وذلك نظرًا إلى أن ما سمعه من المسؤولين الإسرائيليين لم يكن مشجعًا كثيرًا، وهم الذين أرفقوا زيارته بـ "راجمات" من التهديدات باجتياح لبنان عبر بوابته الجنوبية إذا لم يسحب "حزب الله" عناصره، وبالأخص فرقة" الرضوان"، من المواقع المتقدمة على طول "الخط الأزرق" من الناقورة حتى كفرشوبا، أي على جبهة تمتد لأكثر من مئة كيلومتر، إلى شمال الليطاني.   وقد لمس هوكشتاين وقتها أن لا همّ لدى القيادة الإسرائيلية سوى تأمين الحدّ الأدنى من الاستقرار لمستوطناتها الشمالية، وهذا لا يتحقّق إلا إذا انسحب "حزب الله" إلى العمق الجنوبي. وهذا ما لا يقدم عليه "الحزب" لا اليوم ولا غدًا ولا بعده. وهذا ما يعرفه جيدًا المبعوث الأميركي، الذي فضّل عدم نقل مثل هذه الأجواء التي سمعها في تل أبيب إلى بيروت، لأن اللبنانيين لديهم مشاكل غير محصورة بناحية واحدة، بل هي متشعبة تبدأ بالأزمة الرئاسية ولا تنتهي عند حدود الأزمتين الاقتصادية والمالية، بل تصل في تداعياتها إلى أزمة النزوح السوري الكافية وحدها بإشعال أكثر من جبهة اجتماعية وديموغرافية.   وبالتوازي فإن رئيس الحكومة واصل طوال الايام الماضية اجراء الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية لشرح الموقف اللبناني ومطالبة الدول الصديقة بالضغط لمنع التعديات الاسرائيلية وامتداد النيران الى الداخل اللبناني، وهو قال في هذا المجال: "صحيح أن الحرب لا تزال محصورة في قطاع غزة، ولكن ما يحصل في الجنوب وسقوط الشهداء يوما بعد يوم يجب التوقف عنده. من هنا كانت مطالبتنا الدائمة للدول الشقيقة والصديقة بأن تقوم بالضغط اللازم لوقف الاستفزازات والتعديات الاسرائيلية على لبنان. اضاف: "نحن مستمرون في اتصالاتنا بشكل مكثف، وتلقيت في الساعات الماضية بعض الاجواء الديبلوماسية التي ابدت تفهما للمخاوف اللبنانية ووعدا باستمرار السعي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية". وفي تصريح له لوكالة "رويترز" أمل ميقاتي في أن تسفر المفاوضات الجارية على أكثر من خطّ لإرساء هدنة رمضانية في غزة، لا بدّ من أن يكون لها الصدى الإيجابي على المشهدية الجنوبية في ضوء ما يبديه "حزب الله" من تجاوب مع كل مسعى من شأنه تخفيف الضغط عن أهل غزة.   إلا أنه ما تجدر الإشارة إليه هو أن هذه العودة تتزامن مع ما يبديه بعض المسؤولين الأميركيين من أن تلجأ إسرائيل إلى توجيه ضربة للبنان في الوقت الغزاوي الضائع. وهذا ما يجب التوقف عنده طويلًا ومليًا قبل الغوص في تحليلات غير واقعية.
المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

آخر اعتراف إسرائيليّ بشأن حزب الله.. تقريرٌ جديد

نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن الوضع في لبنان وغزة في ظل الوضع الراهن حالياً.   ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنه مع عودة المزيد من الرهائن الإسرائيليين، ومع رجوع سكان غزة إلى مناطق شمال القطاع، ومع توقف الصواريخ عن الإنطلاق من لبنان باتجاه إسرائيل، ومع هدوء جبهة الحوثيين في اليمن "نسبياً"، فإن هناك شعور يشير إلى أن الحرب الحالية تنتهي، حتى وإن لم يكن هناك إعلان رسمي لذلك.   ويلفت التقرير إلى أنّ إسرائيل "دمّرت القدرات العسكرية لحماس، فيما قُتل كبار قادتها ونحو 20 ألف إرهابيّ كما استُنزفت ترسانتها الصاروخية وتضررت أنفاقها بشدة وتُرك عشرات الآلاف من الناس الذين تحكمهم الحركة من دون منازل يعودون إليها".   في المقابل، يرى التقرير أنه "ما زالت لدى حماس عناصر مسلحة تستطيع إرتداء الزيّ العسكري، ما يدفعها للقول إنها انتصرت"، وأضاف: "مع هذا، فإن إسرائيل لم تنجح في إسقاط حُكم حماس في غزة، لكن قيام الأخيرة بتصوير هذا باعتباره انتصاراً يشكل عملاً مُذهلاً من أعمال الخداع الذاتي".   واعتقد التقرير أنَّ الأمر نفسه يسري في لبنان، ويضيف: "لقد تمّ هناك اغتيال كبار القادة في حزب الله وتدمير ما يزيد عن 75% من ترسانته الصاروخية، كما تم اقتلاع الكثير من البنية التحتية التي بناها في جنوب لبنان لغزو إسرائيل، فيما جرى إضعاف إيران الراعية له بشكلٍ كبير وقطع طريق إعادة تسليحه عبر سوريا التي كانت تحت حُكم بشار الأسد، وفي النهاية يتحدث الحزب عن حصول انتصار"، على حد مزاعمه.   ورأى التقرير أنه على إسرائيل ألا تخدع نفسها أيضاً كما فعلت "حماس" أو "حزب الله"، كما قال، وأضاف: "صحيحٌ أن إسرائيل نجحت على مدى الأشهر الـ15 الماضية بعد هجوم 7 تشرين الأول 2023 في إعادة تشكيل الشرق الأوسط، لكن حماس ما زالت موجودة في غزة وحزب الله لم يختفِ في لبنان. كان العديد من الإسرائيليين يحلمون بواقع مختلف تماماً بعد الحرب، واقع استسلام حماس في غزة وإجبار إسرائيل لحزب الله على الموافقة على إنشاء منطقة منزوعة السلاح على الجانب اللبناني من الحدود الشمالية".   وأكمل: "في الحقيقة، فإن هذين الحلمين لم يتحققا، بل إن الواقع هو أن المجموعتين لا تزالان موجودتين وسوف تحاولان إعادة تنظيم صفوفهما وتسليح نفسيهما استعداداً للقتال في يوم آخر. هنا، يتعيَّن على إسرائيل أن تكون متيقظة، وأن تضمن عدم حدوث هذا على الإطلاق".   وتابع: "لكي يتسنى لإسرائيل تحقيق هذا الهدف، يتعين عليها أن تتجنب الوقوع في فخ خداع الذات. ففي حين تخدع حماس وحزب الله نفسيهما بالقول إنهما هزمتا إسرائيل، فإن الحقائق على الأرض تدحض هذا الزعم. ولكن يتعين على إسرائيل أيضاً أن تكون صادقة بشأن واقعها".   وأردف: "إن أحد الخداعات التي يتعين على إسرائيل أن تتجنبها هو أن الآلية التي أنشئت بموجب وقف إطلاق النار الحالي، والتي بموجبها تقوم شركة أمنية أميركية خاصة بتفتيش السيارات التي تنقل سكان غزة إلى الجزء الشمالي من القطاع، سوف تمنع تهريب الأسلحة، ولكن هذا لن يحدث. فضلاً عن ذلك، فإن العائدين إلى هناك سيراً على الأقدام لا يخضعون للتفتيش، وبوسعهم تهريب الأسلحة الصغيرة".   وأكمل: "إن الاختبار الحقيقي سيكون في ما ستفعله إسرائيل بشأن هذه الأسلحة عندما يدخل وقف إطلاق النار الدائم حيز التنفيذ، ولن ننسى الأسلحة الصغيرة والمسدسات.. ولكن هل تسمح إسرائيل لإرهابيي حماس في بيت حانون باستخدام صواريخ آر بي جي مرة أخرى؟".   واعتقد التقرير أنه "من المؤكد أن حماس وحزب الله سيختبران إسرائيل في الأيام المقبلة، انطلاقاً من افتراض أن ما كان هو ما سيكون، وهذا يعني أن ضبط النفس الذي أظهرته إسرائيل قبل السابع من تشرين الأول لمنع التصعيد واندلاع حريق أوسع نطاقاً سوف يكون نفس أسلوب العمل هذه المرة أيضاً".   وتابع: "إن إسرائيل بحاجة إلى أن تثبت بالأفعال ـ وليس بالأقوال ـ أن قواعد اللعبة قد تغيرت. كذلك، لا ينبغي لإسرائيل أن تكتفي بتطبيق اتفاقات وقف إطلاق النار، بل يتعين عليها أيضاً أن تتحرك بحزم كلما أقدمت حماس أو حزب الله على اتخاذ خطوات من شأنها أن تعرض أمنها القومي للخطر".   وأردف: "كما أظهر السابع من تشرين الأول بشكل مؤلم، فإنَّ إسرائيل لا تستطيع أن تتحمل الأوهام حول أعدائها ــ بأنهم قد تراجعوا أو ضعفوا. وإذا رأتهم ينهضون مرة أخرى على حدودها، فلابد أن تتصرف بحزم، ذلك أن خداع إسرائيل لنفسها أمر قاتل". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • ترامب حول إمكانية قبول مصر والأردن فلسطينيين من غزة: قدمنا لهم الكثير وعليهم فعل ذلك
  • الموعد حُدد.. متى ستزور خليفة هوكشتاين لبنان؟
  • هل يصمد وقف النار بين حزب الله وإسرائيل؟.. تقريرٌ يُجيب
  • هل يصمد وقف النار بين إسرائيل وحزب الله؟
  • زوكربيرغ: هناك الكثير لنتعلمه من "ديب سيك"
  • آخر اعتراف إسرائيليّ بشأن حزب الله.. تقريرٌ جديد
  • عضو كبار العلماء: القرآن معجزة علمية معنوية تُدرك بالبصيرة.. وهذا تشريف للأمة
  • محافظ دهوك: الحكومة الاتحادية لم تدعم الأندية الكوردستانية رغم الوعود الكثير
  • ما جديد ملف أسرى حزب الله؟
  • هل تصمد التهدئة في لبنان؟