شهدت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، احتفالية مؤسسة «فاهم» للدعم النفسي بالمتحف القومى للحضارة المصرية بمناسبة مرور عام على إنشاء المؤسسة، وتنفيذ 100 نشاط فى ملف الصحة النفسية لعام 2023-2024، فى ضوء رسالتها التى ترتكز على نشر ثقافة الصحة النفسية، وزيادة الوعى المجتمعي حول الاحتياجات اللازمة للمرضي النفسيين، وإمكانية علاجهم، وإدماجهم بالمجتمع.

وشهد الحفل السيدة السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الهجرة السابقة، رئيس مجلس أمناء مؤسسة فاهم، نائبة رئيس الاتحاد العالمى للصحة النفسية لمنطقة شرق المتوسط، وعدد من السادة الوزراء منهم الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية، والدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والمستشار علاء الدين فؤاد وزير المجالس النيابية، والمهندسة نيفين عثمان الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة، والمهندس محمد زكى السويدى رئيس اتحاد الصناعات المصرية، فضلاً عن حضور البروفيسور غابريل إڤيجارو - الأمين العام للاتحاد العالمى للصحة النفسية، والدكتورة بسمة بنت فخرى آل سعيد - خبيرة الصحة النفسية، ومؤسسة "عيادة همسات السكون"، وحملة "نحن معك"، والدكتور خالد سعيد - المستشار الإقليمي لبرنامج الصحة النفسية وإدمان المواد، ولفيف من السادة الحضور.

وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أن هذا الاحتفال يأتي بمناسبة مرور عام على إطلاق مؤسسة فاهم الشابة في عمرها، الكبيرة في قيمتها، والتي ولدت لتعزز وتدعم إدراج الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من جودة الحياة، ومن بناء العلاقات، ومن سعادة الأسر، ومن السلام المجتمعي ومن ارتقاء الإنسانية، مضيفة أن مؤسسة فاهم للدعم النفسي خرجت للنور في عام 2023 وراء هدفها الأساسي وهو التوعية بالصحة النفسية وكسر حاجز الصمت، ووصمة العار عن المرض النفسي، وأعلنت المؤسسة عن تنفيذها لنحو ١٠٠ فاعلية في عامها الأول، فها هي تحقق وثبات سريعة في محطات رسالتها، وساعدت نحو ١٥٠٠ شخص، طرقت أبواب كثيرة، وتعاونت مع مؤسسات متنوعة، وباتت تعقد حوارات مع متخصصين واتفاقيات مع أطراف معنية، وكان شعارها منيرا معبراً، "افهم اسمع اتكلم".

وأوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي أن المرض النفسي قد يُشعر الشخص بالاستبعاد أو الاغتراب، أو أن هناك اتجاهات سلبية ضده تشعره بأنه "مرفوض" أو "فاشل"، أو "معقد" أو "غريب"، أو "خطر" أو "غير صالح للتعامل معه"، باختصار يسود الشعور بأن من يعانون نفسياً ليسوا متساوين في المجتمع، أكثر من نصف من يعانون من مرض أو ألم نفسي لا يتلقون المساعدة أو العلاج، في كثير من الأحيان، لقولهم أن التمييز أو النبذ قد يعرضهم لألم أشد من كربهم الحقيقي، مشددة على أن المسئولية المجتمعية تجاه التدخل النفسي لها أهمية، وأن تشمّر مؤسسات المجتمع المدني عن سواعدها لتغطية هذا الجانب ذو الأهمية القصوى، والأثر الشديد، ولعل ما تتخذه مؤسسة فاهم، وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني التي تقدم الدعم النفسي سيصبح ضوءا بديعا في طريق طويل من العمل على إعلاء قيمة الإنسان بأفكاره واتجاهاته ومشاعره، وليس فقط قوت يومه، كما

تبرز أهمية مؤسسات المجتمع المدني التي تقدم الدعم النفسي والصحة النفسية كجانب رئيسي من نشاطها، في ابتعادها عن الفئوية، وما يُعرف عن العلاج النفسي من كونه خاص بالفئات ذات الرفاهة، لكن الأزمات والتعثرات النفسية تنتشر أيضا بشكل واسع بين الفئات الأولى بالرعاية، وابتعادها أيضا، عن الاهتمام بالنساء دون الرجال أو الرجال دون النساء، أن تتاح الخدمات بشكل أبسط، وبشكل متكامل وحقيقي، دون تحمل الأسر لأية أعباء.

وأشارت القباج إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي تؤمن أن الصحة العقلية والأمان النفسي هما حق من حقوق الإنسان، وأنها أحد الطرق الهامة على طريق الوقاية من عديد الأزمات التي يمر بها المواطن في مصر، كما أن الدعم الأسري والمجتمعي هو أول طريق العلاج، وأن الاكتشاف والتدخل المبكر يساعد على تحسين فرص العلاج بنسبة 80% إلى 90%، وأن نفهم أن التربية الإيجابية واكتشاف أي اضطراب في عمر مبكر يقلل من فرص إصابة طفل بمرض في وقت لاحق من الحياة،

وتقدم وزارة التضامن الاجتماعي ضمن مكون برنامج وعي للتنمية المجتمعية جانب مهم من تقديم الدعم النفسي، ليس فقط للمضارين، ولكنه بشكل وقائي للأسر، وحثهم على مشاركة مشكلاتهم وحلها، وأن هناك حلا دائما مهما تعثرت الأزمات، ونقدم دعما نفسيا للسيدات المضارات من زواج الأطفال والختان والعنف الأسري، ونقدم مكون دعم نفسي ضمن برنامج مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، ونزيل الوصمة عن من وقع في براثن التعاطي، فيما تقدم مراكز استضافة وتوجيه السيدات ضحايا العنف هذا الدعم داخل مراكزها لإزالة ما مرت به السيدة من أضرار، ونقف إلى جانب الأسر ما بعد الكوارث والحوادث والعمليات الإرهابية.

وأكدت أنه على خطوط النيران في غزة، وفي مناطق الصراع في السودان، وعلى خط الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، خرج الدعم النفسي للأسر كأحد أهم تدخلات الهلال الأحمر المصري التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، فما تراه هذه الأسر طوال مدة الصراع كان يحتاج إلى إدراج التدخلات النفسية، كأحد أهم تدخلات فرق الهلال الأحمر في الميدان، ويحاول المتطوعون في الميدان تقديم خدمات متساوية من التدخلات النفسية والصحية والخدمية.

فيما أوضح الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان أن دور الوزارة ليس مقتصرا فقط على التفكير في المستشفيات و الأطباء و المرضي، ولكن يتضمن دورها كذلك الحفاظ علي صحة المواطنين والوعى بأهمية الوقاية قبل أن يصابوا بالمرض.

وأضاف وزير الصحة:"هناك إحصائيات طبقا لدراسات في عامي ٢٠١٧ و ٢٠١٨، تشير إلي أن ٢٤٪ من المجتمع المصري يعانى من اضطرابات نفسية، مؤكدة على أهمية مشاركة المجتمع المدني في مساعدة المجتمع الطبي في علاج الاضطرابات النفسية.

كما لفت إلى تأثير الكثافة السكانية والبيئة علي الصحة النفسية، وأهمية اللجوء إلى الطبيب المختص لعلاج المرض النفسى أسوة بأى مرض آخر، مشيدا بدور مؤسسة فاهم فى نشر الدعم النفسي بالمجتمع وهو توجه تحرص علي تنفيذه الوزارة مع مختلف المؤسسات المعنية.

ومن جانبها أكدت السفيرة نبيلة مكرم على أن العديد من المواطنين يتعرضون لمتاعب نفسية عديدة، والجميع لديه أسلحة داخليه تمكنه من المواجهة للتغلب على تلك المتاعب انطلاقاً من الأية الكريمة "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم".

وأكدت السفيرة نبيلة مكرم على رؤية مؤسسة فاهم فى التوعية المجتمعية بالمرض النفسى بالتعاون المثمر مع مختلف الجهات المعنية بالدولة، لافتة إلى أهمية نشر ثقافة التقرب من الشخص المتألم وإدماجه بالمجتمع.

قالت:"مؤسسة فاهم بتكسر وصمة العار عن الطبيب النفسي والمرضي النفسيين، وهناك مجموعة من المتعافين مشاركون فى احتفالية اليوم ولم يشعر أحدا بأى شىء غريب وهو ما يجعلنا نتأكد أن المرض النفسى مثله كأى مرض يصيب الإنسان ويتعالج منه حتى الشفاء، والعودة للحياة الطبيعية مرة أخرى".

وفى هذا السياق، ثمنت رئيس مجلس أمناء مؤسسة فاهم على دور الأطباء النفسيين الذين يساعدون الكثير من المرضي المتألمين في صمت"، مقدمة الشكر والتقدير إلى جميع الحضور من وزراء ورؤساء هيئات ونواب ورجال أعمال وأطباء متخصصين ولفيف من السفراء والإعلاميين الذين حرصوا على المشاركة فى الاحتفالية تأكيدا على التوجه نحو الدعم النفسى للمرضى.

وشهدت الاحتفالية توقيع مؤسسة "فاهم" للدعم النفسى بروتوكولي تعاون مع كل من المجلس القومى للطفولة والأمومة، وأكاديمية المشفى، استمراراً للنجاحات التى حققتها المؤسسة على مدار العام الماضى من حيث تفعيل الشراكات مع مختلف الوزارات والجهات المعنية بالدولة، وتكريس الجهود فى ملف الصحة النفسية.

كما تضمنت الفعاليات جلسة حوارية تحت عنوان "الدين والصحة النفسية" تتناول الحديث عن العلاقة بين الدين والصحة فى مقاومة الضغوط النفسية، ودور ذلك فى بناء الشخصية الإيجابية القادرة على مواجهة التحديات والصعوبات، وآليات الوصول إلى مجتمع يناهض التمييز، والعنف ضد المرضى النفسيين مُتقبِل لحالة المريض النفسي ومتفهم لمشاكله وما يواجه من صعوبات.

يُذكر أن مؤسسة "فاهم" للدعم النفسي تعد أول مؤسسة فى العالم العربي تهتم بشكل أساسي بدعم الصحة النفسية، وتُوظف أنشطتها لتساعد فى التغلب على التحديات التى تواجه التدخلات فى مجال الصحة النفسية، وتتنوع برامج المؤسسة ما بين "خدمات الدعم النفسي، الفئات ذوى الاحتياجات الخاصة، الاسهامات الاجتماعية، وخدمات تنمية المجتمع".

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: التضامن وزيرة التضامن وزارة التضامن التضامن الاجتماعی المجتمع المدنی الصحة النفسیة وزیرة التضامن للدعم النفسی الدعم النفسی مؤسسة فاهم

إقرأ أيضاً:

عمار: الحديث عن المساس بالدعم نوعاً من «الغباء الاقتصادي»

قال فوزي عمار خبير اقتصادي:” لا يُنكر عاقل أن للدعم وجهاً آخر قد يتحول من أداة حماية اجتماعية إلى عبء اقتصادي إذا أُسيء تطبيقه،لكن الفرق بين “الغباء الاقتصادي” و”الحكمة الاجتماعية” يكمن في كيفية إدارة هذا الدعم”.

وأضاف عمار، عبر حسابه على “فيسبوك” :” يعتقد البعض أن الدعم على بعض السلع هو خسارة اقتصادية، متناسيا أن كبار الدول مثل بريطانيا تدعم الصحة مثلا 188.5 مليار باوند سنويا”.
ولفت إلى أن بعض الدول تخسر لشراء السلم المجتمعي، فليس كل خسارة هي خسارة بل أن الاقتصاد ليس أرقام فقط، بل أحيانا تخسر الدولة من أجل كرامة المواطن صاحب المال، فالاقتصاد الجزيء الذي يٌنبى على الربح يختلف عن الاقتصاد الكلي للدولة”.
ونوه بأن الفلسفة التي تدعوا لخلق طبقتين هما عمال ورأس مال لخلق دولة صراع ديمقراطي مازلنا بعيدين عنها”.
وأكد ان الدعم متواجد في مختلف الهويات الاقتصادية، وهذه نماذج لبعض الدول التي لديها دعم: فبريطانيا ليس وحدها من الدول الكبرى التي تلجأ للدعم بل فنلندا والسويد والنرويج تدعم التعليم والصحة فهي مجانية، وكندا تدعم التعليم العالي بمنح كبيرة، وفرنسا تدعم التأمين الصحي الإلزامي، والإمارات تدعم المشروعات الصغرى والمتوسطة والبرازيل تدعم الفقراء للارتقاء بحياة كريمة.
وأفاد بأن الجدل حول الدعم هو في الحقيقة جدل حول أولويات الحكومات ورؤيتها للمواطن، فالدولة التي ترى شعبها مجرد أرقام في جداول الميزانيات ستسارع إلى قطع الدعم باسم “الترشيد المالي”، أما الدولة التي تعتبر الإنسان ركيزة التنفس فستسعى إلى
عدم المساس بالدعم”.
وتابع عمار:” القضية ليست “دعم أم لا دعم”، بل “كيف نُحسن الدعم” لنصنع اقتصاداً يُحقق التوازن بين العقل والقلب، والأهم من ذلك، أن الدعم يجب أن يكون جسراً للإصلاح، لا بديلاً عنه، وقبل كل هذا يبقى السؤال الأهم هو كيف نوزع الثروة على الناس حتى لا يضطرون للدعم”.
وتابع:” لم يعد السؤال “هل نلغي الدعم؟”، بل “كيف نعيد اختراعه؟”، فالدعم في القرن الحادي والعشرين يجب أن يكون نظاماً ذكياً مرتبطا بالتنمية”.
واستطرد عمار قائلا:” في خضم الجدل حول الدعم الحكومي للسلع الأساسية، يغفل الكثيرون عن الحكمة العميقة الكامنة وراء هذه السياسات، فالدعم ليس مجرد إنفاق عشوائي يُثقل كاهل الموازنة العامة، بل هو استثمار حقيقي في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي”
وقال عمار:” عندما تتدخل الدولة لضمان أسعار معقولة للخبز أو الوقود أو الكهرباء، فإنها لا تحمي فقط الفئات الهشة من الغلاء، بل تحافظ أيضًا على تماسك المجتمع وتجنبه موجات الغضب والاضطرابات التي قد تكبد الاقتصاد خسائر أكبر بكثير من تكلفة الدعم نفسه.
وأشار إلى أن الحديث عن المساس بالدعم في ظل غياب الدولة مثل ليبيا يعتبر نوعا من “الغباء الاقتصادي” أو ما يمكن أن نطلق عليه (الغباء المدعوم).
ولفت إلى أن رفع الدعم أو استبداله في هذه الظروف تبسيط يفتقر إلى الرؤية الشمولية في ظل دولة لا تملك مواصلات عامة ولا طيران اقتصادي ولا سكك حديد.
وشدد على أن أن تحويل الدعم إلى نقدا سيزيد من حجم التضخم فكل شيء مرتبط بالوقود من الخبز إلى نقل الدواء إلى تذاكر السفر، كما أن الحكومة غير قادرة على توفير المرتبات في موعدها فلا بالك باظافة الدعم النقدي.
وأضاف أن المواطن لم يعد يثق في الحكومة التي وعدته بدفع نقدا للدعم على المواد الغذائية ولم يرَ ذلك نهائيا.
وأوضح أن الحل في جودة العملية الظبطية لأن مهما رفعنا السعر سيظل يهرب الوقود، فمثلا في السودان سعر اللتر يصل إلى 6 دينانير ليبية مهما رفعت الدعم ستظل هنالك فرصة للتهريب”.
واختتم عمار قائلا:” إن الاقتصاد الناجح ليس ذلك الذي يحقق فائضاً مالياً على الورق فقط، بل الذي يضمن حياة كريمة لمواطنيه ويبني مجتمعاً متوازناً قادراً على النمو المستدام، لذلك، قبل إطلاق الأحكام، علينا أن نسأل: هل نريد اقتصاداً يخدم البشر، أم بشراً يُضحَّى بهم في سبيل اقتصاد وهمي؟”.

مقالات مشابهة

  • للدعم وجه آخر
  • مدير تعليم مطروح تشهد احتفالية ختام الأنشطة بمدرسة بالسيدة عائشة بنات
  • وزيرة التضامن تقدم رؤية مصر لتحقيق العدالة الاجتماعية والنمو المجتمعي في سنغافورة
  • عمار: الحديث عن المساس بالدعم نوعاً من «الغباء الاقتصادي»
  • طلاب تجارة عين شمس يطلقون حملة توعية مجتمعية لدعم الصحة النفسية
  • نائبة وزيرة التضامن تشهد الحفل الختامي لمبادرة هى تقود وتدشين برنامج قادة مدارس الجمهورية
  • في اليوم العربي للأصم.. التضامن الاجتماعي تؤكد التزامها بدعم الصم وضعاف السمع وتعزيز دمجهم بالمجتمع |تقرير
  • وزيرة التضامن الاجتماعي تتوجه إلى سنغافورة للمشاركة في المؤتمر الدولي لـ "مجتمعات الفرص 2025"
  • وزيرة التضامن تتوجه إلى سنغافورة للمشاركة في مؤتمر مجتمعات الفرص 2025
  • وزيرة التضامن تشارك في المؤتمر الدولي حول مجتمعات الفرص 2025 بسنغافورة