وزير خارجية لبنان: مستعدون للتفاوض غير المباشر مع إسرائيل لأن الخيار الآخر هو خطر اتساع رقعة الحرب
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
تركيا – صرح وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب امس السبت، إن بلاده مستعدة للتفاوض غير المباشر مع إسرائيل بشأن تبادل إطلاق النار بجنوب لبنان، محذرا من خطر اتساع رقعة الحرب.
وقال عبد الله بو حبيب بعد انتهاء منتدى أنطاليا الدبلوماسي: “وقف الغرب تزويد إسرائيل بالسلاح والذخيرة يوقف الحرب”.
وأكد الوزير بو حبيب أن “انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، واحترام الحدود الدولية، ووقف الخروقات اليومية، يحقق الامن للجميع”.
وأردف بو حبيب: “لبنان مستعد للتفاوض غير المباشر، لأن الخيار الآخر أمامنا هو خطر اتساع رقعة الحرب لتصبح حربا إقليمية”.
وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل توترا متصاعدا واشتباكات بين “حزب الله” اللبناني والقوات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب في غزة، مع تحذيرات من تداعيات الحرب.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
معركة لبنان الفاصلة
بغض النظر عن التسميات التي يأخذها الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان، سواء كان عملية محدودة، أو حرباً شاملة، ومهما كانت أهدافه، فإن من المسلّم به أنه لم يكن مباغتاً، خلافاً لكل الحروب السابقة، بقدر ما جرى التحضير له في وضح النهار، ما يعني أنه سيشكل اختباراً حقيقياً لقدرات الأطراف المتحاربة، وربما يتحدد في ضوء نتائجه، شكل المنطقة ومستقبلها، أو ما هو أبعد من ذلك.
بهذا المعنى، فإن المعركة الدائرة في جنوب لبنان هي معركة فاصلة، تسعى إسرائيل من خلالها للاستفادة من الضربات القوية التي وجهتها ل «حزب الله» في الأيام الأخيرة، وصولاً إلى اغتيال أمينه العام، وما نجم عنه من ارتباك في صفوفه، لضرب قدراته الصاروخية وبنيته التحتية، وإبعاده عن المناطق الحدودية، إن أمكن، بهدف إعادة مستوطني الشمال، واستعادة هيبة الردع الإسرائيلية التي فقدت بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.لكن بالمقابل، يسعى الطرف الآخر، رغم كل الخسائر التي لحقت به، إلى إثبات قدرته ليس فقط على البقاء، وإنما تعويض هذه الخسائر بإيقاع خسائر كبيرة في الجيش الإسرائيلي، باعتباره يخوض معركة على أرضه وفي ملعبه، ولديه الإمكانيات والأدوات اللازمة لذلك. غير أن المعركة لن تكون سهلة لكلا الطرفين، إذ لا يمكن مقارنة موازين القوى بين الطرفين، والتي تعطي إسرائيل تفوّقاً من حيث الحجم والطائرات الحربية والقدرات التقنية المتقدمة، يقابلها، على الجانب الآخر، قوات غير نظامية لا تخضع لمعايير الحروب التقليدية، وفي حالات الالتحام يمكنها تحييد كل هذه القدرات، فيما تلعب معرفة الأرض وطبيعتها الطوبوغرافية دوراً كبيراً في التأثير على سير المعركة.
اللافت في سياق هذه الحرب، هو التقلبات في المواقف الأمريكية، فبعد أن دأبت طوال الأسابيع الماضية على التحذير من حرب واسعة ومعارضتها حتى اللحظات الأخيرة، وبادرت إلى تقديم مقترحات لوقف إطلاق النار، عادت لتبدي دعمها العملي والسياسي لهذه العملية، التي كان واضحاً أنها لم تكن لتتم من دون ضوء أخضر أمريكي.
فقد سبق أن أعادت واشنطن نشر قواتها البحرية وتموضعها بما يتلاءم مع التطورات المستجدة والمتسارعة، واستقدمت المزيد من التعزيزات لقواتها ودفاعاتها الجوية في المنطقة.
في كل الأحوال، من المبكر الحديث عن نتائج هذه الحرب، وما إذا كانت ستتسع وتتحول إلى حرب إقليمية شاملة، لكن من المرجح لدى كثير من الخبراء والمحللين، أن هذه الحرب ستكون طويلة وقاسية، وأنها لن تكون محدودة، كما تروّج إسرائيل، لأنها تتعلق بإرادتين متضادتين أو متعاكستين. فإسرائيل تعتقد أنها ستكون نقطة تحول تاريخية على صعيد المنطقة، وفي ضوء نتائجها، سيتحدد ما إذا كان بإمكانها تغيير الواقع، ليس فقط على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وإنما على صعيد الشرق الأوسط كله، كما يرى نتنياهو، يقابله إصرار من الجانب الآخر، على إفشال هذه المخططات، والإبقاء على التوازنات القائمة بين الجانبين منذ سنوات طويلة.