نُحب #الجيش و #الفوتيك و #العسكر..
بقلم المهندس #مدحت_الخطيب
ما زالت رائحة الفوتيك والميدان تطرق أنفاس أبي وذكرياته كلما حدثنا عن خدمته في جيشنا العربي الباسل ، وما زالت ذكريات القدس وجنين، ورام الله، وكل شبر من تراب فلسطين تُعيده إلى هناك فيمتزج الدمع بالأمل والدعاء بالفرج والنصر بعون الله…
أبي كباقي أبناء هذا الوطن الطيب ذكره ولد وترعرع وعشق وقاتل وأصيب دفاعا عن شرف الأمة وكرامة ومكانة الأردن الكبير بكل ما فيه ، نذر نفسه للجيش وهل هنالك أجمل من أن تنذر نفسك للدفاع عن الأرض والعرض،.
ما زلت أذكر كلمات أمي عليها رحمة الله عندما كنا نسألها ونحن صغار ماذا يعمل أبي ؟؟
فكان الرد منها على الدوام (ابوكوا) ضابط في الجيش وراسه دائما فوق النجوم ( تقصد الرتب العسكرية )،
لأجل ذلك رسخ حب الجيش في قلوبنا وبقيت تعاليم الضبط والربط دائما عالقه في اذهاننا الى الان،..
عن يوم تعريب قيادة الجيش تحدث أبي لنا أكثر من مرة عن ذلك اليوم ، تحدث عن فرح العسكر والشعب بذلك، قال كنا في ذلك الوقت نخدم في قصر بسمان وبعد عصر يوم الجمعة قَدِم جلالة الملك الحسين إلى القصر وكانت المرة الرابعة التي اشاهده فيها عن قرب واحدثه ويحدثني، عندها شاهدت الفرح بعيونه وعيون كل الحضور سلم علينا فردا فردا وتحدث معنا بكلمات ما زالت في مخيلتي الى اليوم ، حيث خطب فينا قائلا بفضل الله وصلابة أبناء هذا الوطن العزيز على قلوبنا جميعا قررت باسمكم وأنا واحد منكم أن أقوم بتعريب قيادة الجيش ليكون سندا لوطننا الحبيب وامتنا العربية والإسلامية وأنه وبعون الله وجهود المخلصين سيبقى على ذلك ما حييت…
في كتابه مهنتي كملك يقول الملك الحسين حول قراره تعريب قيادة القوات المسلحة: كنت أرى أن علينا في حال نشوب حرب أن نؤمن دفاعنا على طول الحدود الإسرائيلية الأردنية وأن نصمد مهما كلف الأمر حتى الموت، لقد كنت من أنصار الرد الفوري، وعبثاً ومرارا شرحت كل ذلك لكلوب، فقد كان الجنرال كلوب يواصل النصح بمراعاة جانب الحكمة والحذر، وكان يحبذ تراجع قواتنا إلى الضفة الشرقية في حالة قيام هجوم إسرائيلي، وهذا يعني احتلالاً إسرائيلياً، كان ذلك غير معقول، لقد ناقشنا أنا وكلوب هذه النظريات الدفاعية خاصة وأننا علمنا بأن الذخائر كانت تنقصنا وقلت عندئذ لكلوب لماذا لا نستطيع أن نحصل على المزيد من كميات السلاح؟؟؟ ولكن لم اجد جواب عنده في كل مره !!!
ويقول جلالته في وصف التعريب والهدف منه «ولما كنت خادماً للشعب فقد كان علي أن أعطي الأردنيين مزيداً من المسؤوليات، وكان واجبي أيضاً أن أقوي ثقتهم بأنفسهم وأن أرسخ في أذهانهم روح الكرامة والكبرياء القومي لتعزز قناعتهم بمستقبل الأردن وبدوره إزاء الوطن العربي الكبير، فالظروف والشروط كانت ملائمة لإعطائهم مكاناً أكثر أهمية في تدبير وإدارة شؤون بلادهم لا سيما الجيش، ولكن على الرغم من أن كلوب كان قائداً عاماً للجيش فلم يكن بمقدوره أن ينسى إخلاصه وولاءه لانجلترا وهذا يفسر سيطرة لندن فيما يختص بشؤوننا العسكرية، وقد طلبت مراراً من الانجليز أن يدربوا مزيداً من الضباط الأردنيين القادرين على الارتقاء إلى الرتب العليا وكان البريطانيون يتجاهلون مطالبي على الدوام »..
نعم ما زال يوم تعريب قيادة الجيش العربي الأردني محطة هامة في مسيرة بناء الدولة الأردنية وتطويرها، فهو يمثل استمرارا لترسيخ القيم الوطنية والروح القتالية في صفوف الجيش…
في الختام أقول سيظل الأردن الشعب والجيش بعون الله كما كان أهلا للأمانة وخدمة الأمة العربية والاسلامية والتي رضعناها بصدق منذ طفولتنا مخلوطة بمعنى الحب الفطري، وسيبقى الأردن عنوانا في الصمـود أمام كل الأخطار حفاظا على أنفسنا، وعلى الوطن العربي كلـه وخصوصا فلسطين… مقالات ذات صلة المغرَب وَتَقَرُّبُ فرنسا الغَرَيب 2024/03/01
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الجيش العسكر مدحت الخطيب
إقرأ أيضاً:
فيديو | انطلاق ملتقى «فخر الوطن» في أبوظبي بمشاركة 7 آلاف من مجندي الخدمة الوطنية
أبوظبي: عماد الدين خليل
انطلقت في العاصمة أبوظبي فعاليات الدورة الثانية من ملتقى فخر، الذي تنظمه المؤسسة الاتحادية للشباب بالتعاون مع هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، للاحتفاء بشباب الوطن من منتسبي الخدمة الوطنية، والثناء على تضحياتهم في سبيل رفعة الوطن، ودورهم في بناء مستقبل دولة الإمارات وتعزيز مكانتها عالمياً.
وحضر الفعالية عدد من الشيوخ، والوزراء، والمسؤولين في الحكومة الاتحادية والمحلية، وبمشاركة نحو 7 آلاف شاب وشابة من مجندي الخدمة الوطنية وأسرهم.
وأكد الدكتور سلطان النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، أن صنع حكام الإمارات الأوائل على رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، كان لديهم رؤية وطموح وحلم لدولة الإمارات، في حين شكك الكثيرون في إمكانية تحقيق ذلك، ولأن ذلك الوقت كان صعباً وُجد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ليكون الرجل القوي.
وأضاف أن الذي ميز تلك الحقبة هو التركيز على بناء الإنسان متسلحاً بحكمة الرعيل المؤسس وهمة وطاقة الشباب، وأسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منهاجاً لخلق وقت طيب وحياة كريمة وتعليم وصحة وإسكان؛ لذلك سميت تلك المرحلة بمرحلة التأسيس.
وقال إن الثوابت والقيم هي المبادئ التي يقوم عليها الوطن، مؤكداً أن ثلاث كلمات كانت وتظل منهاجنا الدائم؛ وهي: الله، الوطن، رئيس الدولة، وهذه الثوابت ليست مجرد شعارات بل عقيدة نؤمن بها ونعمل وفقها.