صراع البحر الأحمر يهدد بانقطاع الإنترنت عن العالم
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
سرايا - كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير جديد، أن هجمات ميليشيا الحوثي في البحر الأحمر، والتي بدأت في تشرين الثاني الماضي، بعد شهر من اندلاع حرب غزة في 7 تشرين الأول الماضي، باتت الآن تُعقّد إصلاح كابلات "الويب" العالمية تحت الماء.
وتقول الصحيفة، إن معظم حركة الإنترنت تمر بين أوروبا وشرق آسيا عبر الكابلات البحرية الراسية في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر.
Press Release on Red Sea Submarine Cables Incident pic.twitter.com/dq0T2WrfJZ
— وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات (@mtityemen) February 27, 2024
علامات تحذيرية
جاءت أحدث علامة تحذير في 24 شباط الماضي، عندما انخفضت خدمة الإنترنت لثلاثة كابلات بحرية تمر عبر المنطقة. وقال دوغ مادوري، مدير تحليل الإنترنت في شركة أبحاث الشبكة "كينتيك"، إن ما حدث لم يكن كافياً لفصل أي بلد عن الشبكة، ولكنها ساءت على الفور خدمة الويب في الهند وباكستان وأجزاء من شرق إفريقيا.
ولم يتضح على الفور سبب الانقطاعات، بينما أشار بعض خبراء الاتصالات إلى سفينة الشحن "روبيمار"، التي تخلى عنها طاقمها بعد تعرضها لهجوم حوثي في 18 فبراير (شباط)، حيث كانت السفينة الجانحة تغرق رويداً رويداً لأكثر من أسبوع.
وأصدرت وزارة الاتصالات اليمنية في صنعاء بياناً تنفي فيه المسؤولية عن أعطال الكابلات البحرية، وكررت "حرصها على إبقاء جميع كابلات الاتصالات البحرية بعيداً عن أي مخاطر محتملة"، لكنها لم تعلق على كارثة "روبيمار".
الشركة المالكة للكابل ومقرها موريشيوس والتي تمتلك أحد الخطوط التالفة، قالت إن إصلاحه سيتطلب "قدراً لا بأس به من التنسيق اللوجستي". وقالت رئيسة التسويق، كلوديا فيرو، إن الإصلاحات يجب أن تبدأ في وقت مبكر من الربع الثاني من العام الجاري، على الرغم من أن المضاعفات الناجمة عن الحادث والاضطرابات الإقليمية والظروف الجوية يمكن أن تؤخر توقيت الإصلاح.
حماية الكابلات
وتشير الصحيفة إلى أن عملية حماية الكابلات الموجودة بالقرب من المياه المتنازع عليها مهمة خطيرة ومكلفة، حيث ارتفعت تكلفة تأمين بعض سفن الكابلات بالقرب من اليمن في وقت سابق من هذا العام إلى ما يصل إلى 150000 دولار في اليوم، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
وبسبب آثار الحرب المدمرة في اليمن، التي أشعل فتيلها ميليشيا الحوثي عام 2015، وباتوا يسيطرون على جزء كبير من الجزء الغربي من البلاد على طول البحر الأحمر، بينما تسيطر حكومة البلاد المعترف بها دولياً على الشرق. وقد سعت الشركات التي تبني الكابلات في المنطقة للحصول على تراخيص من المنظمين على جانبي الصراع لتجنب استعداء أي من السلطتين، كما يقول أشخاص آخرون مطلعون على الأمر.
كما تهدد التكلفة المتزايدة لممارسة الأعمال التجارية جهود عمالقة التكنولوجيا لتوسيع شبكة الإنترنت عن طريق مثلاً نظام "بلو رامان" المدعوم من "غوغل"، وكابل "2 أفريكا" من فيس بوك اللذان يمران عبر المنطقة، ولا يزالان قيد الإنشاء، ومن المقرر أيضاً إنشاء مشروعين آخرين تدعمهما شركة اتصالات لبناء خطوط عبر البحر الأحمر.
Tensions are escalating in the Middle East after U.S. and U.K. strikes on Iran-backed Houthi rebels in Yemen and the seizure by Iranian forces of an oil tanker off the coast of Oman. President Biden warned the U.S. will respond further if Houthi forces keep up their attacks in… pic.twitter.com/3srpqRsqgF
— CBS Evening News (@CBSEveningNews) January 13, 2024
مسارات بديلة
وتتحرك معظم حركة البيانات العابرة للقارات عبر الإنترنت عن طريق البحر، وفقاً لشركة "تيليغرافيا". ويمكن أن تكون الكابلات البحرية أبسط وأقل تكلفة في البناء من الطرق البرية، لكن الذهاب تحت الماء له مخاطره الخاصة. فقد أبلغ مشغلو الكابلات عن 150 خطأ في الخدمة سنوياً بسبب التلف العرضي الناجم عن الصيد وأمور أخرى، وفقاً للجنة الدولية لحماية الكابلات، وهي مجموعة صناعية مقرها المملكة المتحدة.
وقال ريان ووبشال، المدير العام للجنة الدولية للحقوق المدنية الدولية، "لطالما كان وجود مسارات بديلة حول المناطق المزدحمة مثل البحر الأحمر أمراً مهماً، على الرغم من أنه ربما يتضخم في أوقات الصراع".
ونظرت العديد من شركات الإنترنت في طرق لتنويع علاقاتها بين أوروبا وأفريقيا وآسيا. على سبيل المثال، يمكن للطرق عبر المملكة العربية السعودية أن تجنب الشركات مخاطر المياه المحيطة باليمن تماماً، لكن العديد من المنظمين الوطنيين يفرضون رسوماً عالية أو يفرضون عقبات أخرى تجعل التمسك بالطرق المجربة والحقيقية أكثر جاذبية.
وقال ووبشال: "صناعة الكابلات، كما هو الحال مع أي صناعة، تتفاعل مع الشروط الموضوعة عليها، وما يحدث في مياه اليمن هو نتيجة لذلك".
إقرأ أيضاً : الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق في قتل مدنيين بغزةإقرأ أيضاً : ارتفاع حصيلة شهداء مجزرة دوار النابلسي في غزة إلى 118إقرأ أيضاً : مجلس الامن: ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين والبنية التحتية في غزة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الثاني شهر غزة المنطقة اليمن المنطقة الثاني اليمن المنطقة السعودية اليمن الامن المنطقة مجلس السعودية اليوم غزة الثاني اليمن شهر البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
تغير المناخ يهدد حمية البحر المتوسط
على مدى 7 سنوات متتالية، صُنّفت حمية البحر المتوسط كأكثر الأنظمة الغذائية الصحية في العالم، وفقا لتصنيف "يو إس نيوز آند وورلد ريبورت"، كما اعترفت بها اليونسكو في عام 2010 كجزء من التراث الثقافي غير المادي للبشرية. لكن هذا النظام الغذائي، الذي يعتمد على منتجات البحر والحقول والمناخ المعتدل، بات مهددا بسبب تغيّرات المناخ التي تضرب المنطقة بوتيرة متسارعة.
ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن منطقة البحر المتوسط ترتفع حرارتها بمعدل أسرع بنسبة 20% من المتوسط العالمي، مع توقعات بارتفاع درجات الحرارة بين 1.8 و3.5 درجات مئوية بحلول عام 2100، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض معدلات الأمطار بنسبة تتراوح بين 10% و15%، حتى في حال ارتفاع درجات الحرارة بدرجتين فقط.
ضغط متزايدتغيرات المناخ لا تقتصر على تهديد الإنتاج الغذائي، بل تمتد لتؤثر على نمط الحياة التقليدي في دول المتوسط.
وأشارت دراسة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي) إلى انخفاض عدد الأيام المناسبة للنشاطات الخارجية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، إذ يمكن أن تفقد البرتغال ما يصل إلى 33 يوما من الطقس الملائم بحلول 2100، بينما قد تخسر اليونان 30 يوما.
وتواجه دول مثل إسبانيا والمغرب وكرواتيا وإيطاليا تحديات مشابهة، مما قد يؤثر على النشاط البدني والتواصل الاجتماعي وأساليب العيش التقليدية.
إعلانوتُظهر دراسة أخرى من جامعة بادوفا أن الطلب على الري سيزداد بنسبة 4% إلى 18% في حوض المتوسط، بينما قد ترتفع ندرة المياه بنسبة 48%.
وفي حال وصول الاحترار العالمي إلى 3 درجات مئوية، قد تتضاعف موجات الجفاف في بعض المناطق، مهددة المحاصيل وتوفر الغذاء.
وباتت الآثار ملموسة على الأرض، فقد أدى طقس غير معتاد في ربيع 2022 إلى تدمير مراحل التزهير والتلقيح في أشجار الزيتون، مما نتج عنه تراجع كبير في إنتاج الزيت. وشهدت أوروبا انخفاضا بنسبة 39% في الإنتاج، حيث سجلت إيطاليا تراجعا بنسبة 54%، وإسبانيا 27%، وفرنسا 38%، والبرتغال 39%.
كما عانت محاصيل الحبوب من انخفاضات حادة، إذ تراجعت زراعة الذرة بنسبة 30% في فرنسا، و20% في إسبانيا، و23% في إيطاليا. وشهد إنتاج القمح تراجعا بنسبة 9% في إيطاليا و28% في إسبانيا.
وفي عام 2023، واجه مزارعو الفواكه والخضروات أضرارا مماثلة، فتراجع إنتاج التفاح بنسبة 15% في إسبانيا، و20% في البرتغال، و32% في اليونان. كما انخفضت محاصيل الخوخ بنسبة 26%، والطماطم بنسبة 9% في إسبانيا و20% في اليونان، وتراجعت زراعة البرتقال في إيطاليا بنسبة 19%.
حتى البحر لم يسلمالأزمة لا تقتصر على اليابسة، فبيانات البرلمان الأوروبي لعام 2024 تشير إلى أن أكثر من 30% من المواطن البحرية في المتوسط مهددة بالتلوث والصيد الجائر والأنواع الدخيلة وتغير المناخ.
وقد صنّف المصدر السابق 21% من الأنواع البحرية على أنها "مهددة"، و11% "مهددة بالانقراض". وفقد البحر المتوسط 40% من الأنواع المفترسة العليا، و34% من أنواع الأسماك بين عامي 1950 و2011.
نمط حياة مهددويؤكد منسق التعليم في مستشفى شيشلي هاميدية بإسطنبول يوكسيل ألتونتاش أن النشاط البدني والاجتماعي من ركائز حمية البحر المتوسط، إلى جانب تناول الطعام الجماعي وتأثيره الإيجابي على الهضم والوزن، لكنه يحذر من تلوث الأسماك بالمعادن الثقيلة واللدائن الدقيقة، مما يهدد عنصرا رئيسيا في الحمية.
إعلانمن جانبها، قالت عالمة الأنثروبولوجيا الغذائية أليساندرا غويغوني إن درجات الحرارة المرتفعة تجعل الصيف غير مناسب للمشي أو اللقاءات، وهو ما يقلل فرص ممارسة نمط الحياة التقليدي القائم على الحركة والتواصل.
وأشارت إلى أن ارتفاع الأسعار يدفع السكان لاستهلاك أقل من الخضروات والفواكه، التي باتت أحيانا أغلى من اللحوم.
وأشار البروفيسور باولو تارولي من جامعة بادوفا إلى أن الاحترار العالمي يفاقم الضغط على الزراعة، خصوصا في ظل تزايد الطلب على الري وتراجع إنتاج المحاصيل. ويرى أن ارتفاع التكاليف قد يدفع الأفراد إلى تقليص استهلاك الأغذية الصحية.
ويؤكد أن الحل يكمن في التعاون الدولي، عبر ربط العلم بالسياسات وصُنّاع القرار وأصحاب المصلحة، لضمان مستقبل غذائي مستدام في منطقة تواجه تهديدا وجوديا لتقاليدها ونظامها الغذائي العريق.
يذكر أن حمية البحر المتوسط تصنف على أنها نظام غذائي نباتي في المقام الأول، وتشتمل بشكل أساسي على تناول الحبوب الكاملة وزيت الزيتون والفواكه والخضروات والفاصوليا والبقوليات الأخرى والمكسرات والأعشاب والتوابل. ويتضمن هذا النظام أيضا تقليل تناول منتجات الألبان والبروتينات الحيوانية، وتعتمد في الحصول على البروتين على تناول الأسماك والمأكولات البحرية.