هيرميس 450.. العمود الفقري لأسطول الطائرات المسيرة الإسرائيلية
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
مسيرة "هيرميس 450" طائرة من دون طيار طورتها شركة تابعة لمجموعة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية، وتستخدم في عدة دول لأداء مهام المراقبة والاستطلاع بشكل رئيسي.
ويمكن تسليح "هيرميس 450" لأن مواصفاتها الصناعية تستوعب حمل صواريخ وقنابل بأوزان محددة، وتشغّل بواسطة النظام العالمي للتحكم الأرضي المصاحب، ويمكن تعديلها لتناسب المهمة المطلوب أداؤها.
مسيّرة "هيرميس 450" طائرة متعددة المهام، طُوِّرت لتنفيذ العمليات التكتيكية الطويلة المدى ضمن وحدات الاستطلاع، وجمع المعلومات الاستخبارية لصالح جيش الاحتلال الإسرائيلي.
صنعتها شركة "السهم الفضي" الإسرائيلية التابعة لمجموعة "إلبيت سيستمز"، بعد عقدها صفقة مع وزارة الدفاع الإسرائيلية بقيمة 47 مليون دولار في يونيو/حزيران 2003.
وتعد ثالث أكبر طائرة من طراز "هيرميس"، الذي يضم "هيرميس 90″، و"هيرميس 180″، و"هيرميس 1500″، وأول طائرة مسيرة تحلق بموافقة هيئة الطيران المدني الإسرائيلية.
وتعمل مسيرة "هيرميس 450" في أكثر من 30 دولة حول العالم؛ من أبرزها أذربيجان والبرازيل وسنغافورة وجورجيا وقبرص.
وجهزتها الشركة المصنعة بمعدات كهربائية وبصرية للرصد عبر الرؤية الاعتيادية، إضافة إلى الأشعة تحت الحمراء والرادار الموضعي، كما شكّلت المسيرة الأساس لتطوير مسيرات أخرى مثل "هيرميس 900" ذات القدرات الهجومية، وبرنامج "واتش كبير 450" المصنّع في بريطانيا.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2007، قدم جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى الشركة المصنعة طلبًا لتوريد المزيد من مسيرات "هيرميس 450" بقيمة 30 مليون دولار.
وفي يناير/كانون الثاني 2011، قدمت القوات الجوية البرازيلية طلبًا لشراء مسيرات "هيرميس 450" من قبل شركة "آيروإلكترونيكا"، وهي شركة برازيلية تابعة أيضًا لـ"إلبيت سيستمز".
وتلقت الشركة الإسرائيلية في ديسمبر/كانون الأول 2012 طلبًا مماثلًا بقيمة 10 ملايين دولار من كولومبيا، لتوفير أسطول مختلط من طرازي "هيرميس 450″ و"هيرميس 900".
وتذكر شركة "إلبيت سيستمز" أن طائراتها "هيرميس 450" قد حققت حوالي 65 ألف ساعة طيران في تاريخها القصير، وقدمت خدمات نشطة في العديد من البيئات القتالية.
الشركة المصنعة لـ"هيرميس 450″ تقول إنها حققت حوالي 65 ألف ساعة طيران في تاريخها القصير (الفرنسية) مواصفات المسيرة "هيرميس 450"يبلغ طول مسيرة "هيرميس 450" نحو ستة أمتار، ويصل وزنها إلى 450 كيلوغرامًا، وتستطيع حمل 150 كيلوغرامًا.
ويعتمد تشغيلها على محرك "وانكل آر 920" الأحادي المروحة والذاتي الاحتراق بنظام فقدان زيت تام، والذي يُعرف بالمحرك الدوار؛ إذ لا يحتاج إلى الأسطوانات والمكابس الموجودة في المحركات التقليدية.
وتم تصميم المسيرة لتتحمل فترات طيران طويلة، وتضمن الاستهلاك المنخفض للوقود، وتزويد الأجهزة الإلكترونية الموجودة على متنها بالطاقة لفترات أطول.
ويمكن أن تعمل المسيرة لمدة 17 ساعة قابلة للتمديد، مع القدرة على التحمل حتى 30 ساعة، عن طريق دمج خزانات الوقود الخارجية، ويبلغ مداها الأقصى 300 كيلومتر.
وتبلغ قوة محركها 52 حصانًا (39 كيلوواطًا)، وتديره مروحة دافعة معطية سرعة أقصاها 95 عقدة (176 كيلومترًا)، وتحلق على ارتفاع يتجاوز 5500 متر.
ومما يميز مسيرة "هيرميس 450" اعتمادها على جناح واحد طويل، وذيل للأعلى، وكلاهما مصنوع من مواد خفيفة تسهِّل حركة المسيرة وطيرانها، وتشبه في هيكلها جسم طائرة "أميركان بريداتور" ذات الجسم الأنبوبي الطويل.
هيكلها السفلي ثابت لا يتراجع أثناء تحليقها، ويسمح برؤية مجموعة البصريات المتوفرة أثناء بروزها من غلاف المسيرة على طول الخط المركزي لجسمها.
إضافة إلى ميزاتها الهيكلية، يعمل نظام المسيرة ضمن آلية إلكترونية عالية التشفير يصعب اختراقها أثناء التحليق.
وتستخدم "هيرميس 450" حمولة كهروضوئية ذات محورين، تمكّنها من قبول معدات الاستطلاع والمراقبة حسب الحاجة.
آلية العمليتم تشغيل "هيرميس 450" بالنظام العالمي للتحكم الأرضي المصاحب "يو جي سي إس"، والذي يسمح لطاقم الرحلة بالتحكم الكامل في جميع أنظمة المسيرة.
تعد وظيفة مسيرة "هيرميس 450" الأساسية جمع المعلومات والتقاط الصور وبثها إلى محطات أرضية بشكل فوري وتلقائي دون فارق في التوقيت.
ويمكن أن تحمل هذه المسيرة الإسرائيلية أنواعًا مختلفة من الصواريخ والقنابل لا يزيد وزنها على 180 كيلوغرامًا، كما يمكنها إطلاقها بطريقتي الإسقاط الرأسي والإطلاق شبه الموجه.
ومن مهامها أيضًا اعتراض الإشارات اللاسلكية بجميع أنواعها، ونقلها لمقر محطة وكالة الأمن القومي الإسرائيلي، كما تمكّنها مواصفتها من التقاط الصور ليلًا، وفي الأحوال الجوية السيئة وتحديد الأهداف بواسطة الليزر.
وتستطيع مسيرة "هيرميس 450" رسم خرائط للمناطق بأطوال موجية مختلفة، مع تحديد وقياس وتتبع الأشياء التي يصعب رصدها باستخدام أجهزة استشعار أخرى، كما يمكنها العثور على الأشياء غير المرئية والمواد غير الآمنة، وترسل المعلومات إلى القسم الأرضي، فيتولى تحليل الصور والبيانات التي تجمعها أجهزة المسيرة.
ضباط بريطانيون في غرفة للتحكم بمسيرة "هيرميس 450" التي استخدمتها بريطانيا في أفغانستان عام 2014 (غيتي) استخدام الدول لـ"هيرميس 450″تعد إسرائيل المستخدم الأساسي لمسيرة "هيرميس 450″، وتمتلك سربًا كاملًا منها وبأنواعها المختلفة، ويرجح ذلك إلى أن الأنواع المسلحة منها تعتمد على صاروخ هيلفاير المضاد للدبابات، وهو الأكثر ارتباطًا بطائرة أباتشي القاصفة للدبابات.
وفي عام 2006 استخدمت إسرائيل مسيرة "هيرميس 450" في عمليات واسعة النطاق على قطاع غزة ولبنان، وبقيت في وضع العمليات النشطة ضمن صفوف سلاح الجو الإسرائيلي، وفي عام 2007 تلقت كرواتيا ما لا يقل عن اثنين من أنظمة "هيرميس 450".
وفي أوائل عام 2009، قيل إن هذه المسيرة شاركت في غارتين جويتين ضد السودان، في محاولة للسيطرة على تدفق الأسلحة الإيرانية إلى قطاع غزة.
وفي العام نفسه تلقت الحكومة المكسيكية عددًا غير معروف من مسيرات "هيرميس 450″، كما أعلنت سنغافورة أنها اختارت هذه المسيرة لتضيفها إلى قائمتها المتنامية من المسيرات العاملة.
وطلبت البرازيل حوالي 15 وحدة "هيرميس" للمساعدة في حربها المستمرة على المخدرات في المناطق الحضرية، وجربت استخدام مجموعة من مسيرات "هيرميس 450" لمدة عام، لاختبار مناسبتها للجيش البرازيلي والقوات البحرية.
وتشغل المملكة المتحدة مسيرة "هيرميس 450" في فوج المدفعية التابع للجيش الملكي البريطاني (الفوج 32 من المدفعية الملكية)، واستخدمتها للتدخل في الحرب على أفغانستان والعراق.
ولا تشترط النسخة البريطانية من "هيرميس 450" نظامًا للتسليح، لكنها تستخدم ليزر "جيروسكوب" متكاملًا للملاحة بالقصور الذاتي.
واختبرت الولايات المتحدة نظام "هيرميس 450" في كل من شرطة الحدود ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
إسقاط "هيرميس 450"في الفترة ما بين مارس/آذار ومايو/أيار 2008، أُسقِط ما لا يقل عن ثلاث مسيرات "هيرميس 450" تابعة للقوات الجوية الجورجية، وذلك خلال النزاع بينها وبين روسيا على منطقة أبخازيا.
واعتبرت التحليقات الجوية انتهاكًا مباشرًا لـ"اتفاقية وقف إطلاق النار والفصل بين القوات" لعام 1994 (المعروفة أيضًا باسم "اتفاقية موسكو 1994") التي وقعها الطرفان وشهدت عليها الولايات المتحدة وروسيا.
وأعلن حزب الله اللبناني في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أنه نجح في إسقاط طائرة إسرائيلية بدون طيار من طراز "هيرميس 450" باستخدام صاروخ أرض جو.
ولم ترد إسرائيل رسميًّا على ما أعلنه حزب الله، إلا أن الجيش الإسرائيلي قال في صباح اليوم نفسه إن طائرة عسكرية بدون طيار "تعرضت لهبوط اضطراري في منطقة مفتوحة في شمال إسرائيل"، وأضاف أنها لم تُصَب بنيران معادية، وأن "الحادث قيد التحقيق".
ويوم الاثنين 26 فبراير/شباط 2024 أعلن حزب الله أيضًا أنه أسقط مسيرة "هيرميس" إسرائيلية في منطقة إقليم التفاح جنوب لبنان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إلبیت سیستمز
إقرأ أيضاً:
طائرات مسيرة بأشعة الليزر.. هل تغير الصين قواعد الحرب؟
نجحت الصين في تطوير طائرات مسيّرة قادرة على استخدام أشعة الليزر كأسلحة فتاكة، ويعد ما وُصف بـ"الإنجاز التقني" الذي كان يومًا جزءًا من روايات الخيال العلمي وبات حقيقة ملموسة، فاتحًا أبوابًا جديدة أمام سباق التسلح العالمي.
وتشير التقارير إلى أن الصين ابتكرت نظام ليزر مصغّر يمكن تثبيته على طائرات مسيرة صغيرة الحجم، بخلاف الأنظمة السابقة التي كانت تتطلب منصات ضخمة ومصادر طاقة عالية؛ يأتي هذا النظام الجديد بمرونة وسهولة ما جعل انتشاره سريعا ومثيرا للإعجاب.
وأشعة الليزر ليست تقنية جديدة في المجال العسكري، لكنها لم تُستخدم من قبل على هذا النحو، إذ أن النظام الجديد يمنح الطائرات المسيرة قدرة فائقة على استهداف الأهداف بدقة متناهية، بل ويمتد تأثيره إلى إذابة المعادن، ما يجعلها فعّالة ضد المركبات المدرعة والطائرات الأخرى وحتى أنظمة الدفاع الجوي.
التطبيقات المتعددة
الصين لم تتوقف عند حدود الاستخدام التقليدي لهذه التقنية، حيث إنها عملت أيضا على: الطائرات المسيرة المزودة بالليزر التي تُستخدم لتدمير الصواريخ أثناء تحليقها؛ تعطيل أنظمة المراقبة والاتصالات، وحتّى تنفيذ هجمات دقيقة ضد مواقع حساسة دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر.
رغم الإمكانيات الهائلة التي تقدمها هذه الطائرات، فإنها تثير عدد من التساؤلات الأخلاقية والقانونية، واستخدام أشعة الليزر كأسلحة تفتح المجال لمخاطر جسيمة، بما في ذلك إصابات مباشرة للبشر وتدمير بنى تحتية مدنية.
إلى ذلك، مع دخول هذا النوع من الأسلحة إلى الخدمة، قد تجد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية نفسها مضطرة لوضع قيود صارمة تحكم استخدامها، لضمان عدم انزلاق العالم إلى حقبة جديدة من الدمار العشوائي.
ولا تقتصر التكنولوجيا الصينية الجديدة على كونها إنجازًا تقنيًا بل هي رسالة واضحة إلى العالم بأن سباق التسلح قد دخل مرحلة جديدة. كيف سترد القوى العالمية الأخرى؟ وهل سنشهد تحولات كبرى في ميزان القوى الدولية؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.