كتب علي زين الدين في "الديار":   يمثل القطاع المالي نموذجاً صارخاً لواقع العمالة المشتّتة في قطاعات الاقتصاد اللبناني المنهك بإدارة التعامل الفاقد للتوازن مع انهيار نقدي حاد تعدت نسبته 98 في المائة، وتضخم أكثر حدّة تجاوزت تراكماته 6 آلاف في المائة، وبنتيجة دراماتيكية أفضت إلى تقلص الناتج المحلي من نحو 53 مليار دولار إلى نحو 16 مليار دولار، وفق تقديرات مؤسسات مالية دولية.

  ففي الجهاز المصرفي وحده، انحدر عدد الفروع العاملة من 1065 إلى 740 فرعاً، وتلقائياً تقلصت أعداد الموظفين والعاملين، عبر الاستقالة وبالصرف الطوعي حيناً والقسري غالباً، من نحو 25 ألفاً إلى نحو 14 ألفاً، أي بنسبة تتعدى 40 في المائة خلال السنوات الأربع التالية لانفجار الأزمات في خريف عام 2019. وبالترافق، فقد عشرات الآلاف من مزودي الخدمات من التجهيز والتقنيات والبرمجيات وحتى النظافة والحراسة موارد ثمينة معلقة بالقطاع الناشط والذي كان يعدّ جوهرة الاقتصاد الوطني وقاطرة نموّه.   ويؤكد مسؤول مالي لـ"الشرق الأوسط" تعذّر تعويض خسارة الموارد البشرية ذات الكفاءة والماهرة في معظم القطاعات المترنحة وغير القادرة على احتواء التفاعلات السلبية للأزمات المستمرة بالتفاقم، والتي زادت ضغوطها أكثر بعد اندلاع حرب غزّة وتمدد المواجهات العسكرية إلى الحدود الجنوبية، فضلاً عن تردي مجمل الخدمات العامة وثقل الإرباكات الداخلية سياسياً وأمنياً والشلل الساري في مؤسسات القطاع العام.   وفي توثيق محدث، ضمن تقرير "التشغيل والآفاق الاجتماعيّة في الدول العربيّة – اتجاهات عام 2024" الصادر عن منظمة العمل الدولية، والذي سلّطت من خلاله الضوء على وضع سوق العمل في المنطقة العربيّة، برزت مؤشرات صادمة عن سوق العمل في لبنان تحت لافتة انخفاض نسبة عدد الموظفين من إجمالي عدد السكان لتصل إلى 30.6 بالمائة في عام 2022 مقارنةً بنسبة 43.3 بالمائة في عام 2019.   وفي التحليل، فإن مجموعة الأزمات التي عصفت بالبلاد ألحقت أضراراً كبيرة بسوق العمل في لبنان، بحيث ارتفع معدّل البطالة من 11.4 بالمائة في عام 2019 إلى 29.6 بالمائة في نهاية عام 2022، كما فقد 27.7 بالمائة من الذين كانوا منخرطين في سوق العمل في عام 2019 وظائفهم.   وقد فاقم ارتفاع مستويات التضخّم من حدّة المشكلة ما أدّى إلى ظروف اجتماعيّة واقتصاديّة صعبة، إذ يواجه 85 بالمائة من اللبنانيّين صعوبات في تغطية التزاماتهم الماليةّ، بينما وصف 62 بالمائة منهم وضعهم المالي بالصعب جداً.
وأضافت منظمة العمل الدوليّة أن هذه البطالة لا تؤدي فقط إلى استنزاف مالي طويل الأمد للأفراد المعنيين وأسرهم، بل تؤدي أيضاً إلى فقدان المهارات، ما يقلّل من احتمالات العثور على وظيفة أخرى، وزيادة مشكلات الصحة العقليّة والمشكلات الاجتماعية.   ولاحظت أن مستويات البطالة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً، هي أكثر حدّة حيث بلغت 47.8 بالمائة في لبنان، مسجلة أعلى مستوى في العالم العربي في عام 2022 مقارنة بـنسبة 45.9 بالمائة في سوريا و42 بالمائة في الأردن و27.7 بالمائة كمتوسط في العالم العربي. في السياق عينه، بلغت نسبة الشباب الذكور غير الملتحقين بالعمل والتعليم والتدريب مستوى 26.1 بالمائة في لبنان مقارنة بنسبة 24.3 بالمائة في فلسطين و22.1 بالمائة في العراق، علماً بأن لبنان يعاني أيضاً من تفاوت في مستويات الأجور بين المناطق المختلفة، مع ملاحظة اتسّاع هذه الهوّة في المناطق الأبعد عن العاصمة.   وبالأرقام، فأنّ نسبة 15.6 بالمائة من الموظفّين قد جرى تصنيفهم على أنّهم عمال من ذوي الأجور المنخفضة في بيروت وجبل لبنان في عام 2022، مع ارتفاع المعدّل إلى أكثر من 30 بالمائة في المحافظات المتبقيّة خصوصاً في عكّار حيث بلغ ذروته.   ويعاني سوق العمل في لبنان من انتشار ظاهرة ساعات العمل الطويلة للغاية، حيث يقع 32.9 بالمائة من السكان ضمن هذه الفئة، وهو أحد أعلى المستويات في المنطقة.   ولا تقتصر مشكلات سوق العمل في لبنان على جانب الطلب فحسب، بل على جانب العرض أيضاً حيث أفادت 88 بالمائة من شركات التكنولوجيا بأنها تواجه صعوبة في العثور على موظّفين مناسبين.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: بالمائة فی بالمائة من عام 2019 عام 2022 فی عام

إقرأ أيضاً:

بنك عُمان العربي يستعرض برامجه المبتكرة لدعم الكفاءات الوطنية

 

 

مسقط- الرؤية

اختتم بنك عُمان العربي مشاركته الناجحة في معرض جامعة السلطان قابوس المهني الذي انعقد خلال الفترة من 17-19 فبراير 2025.

وشهد جناح البنك إقبالًا واسعًا من الشباب والزوار، الذين أبدوا اهتمامًا كبيرًا بالتعرف على المبادرات الرائدة للبنك والفرص المهنية والوظيفية المتاحة من خلال البرامج المبتكرة لبنك عُمان العربي، خاصة برنامج "رواد العربي" الذي يستهدف خريجي الجامعات والكليات.

وتأتي المشاركة في المعرض في إطار التزام بنك عُمان العربي بدعم الكوادر الوطنية وتحقيق مستهدفات التشغيل الوطنية للشباب وفقا لمستهدفات رؤية "عُمان 2040".

وقال عصام البوسعيدي رئيس مجموعة الموارد البشرية والإدارية في بنك عُمان العربي: "لقد سُعدنا بالمشاركة والتواجد في معرض الفرص المهنية بجامعة السلطان قابوس والذي يمثل منصة تجمع بنك عُمان العربي مع الشباب والخريجين الطموحين لمستقبل مهني واعد ومشاركة إيجابية في تعزيز التنمية المستدامة في سلطنة عُمان. وتبرز هذه المشاركة دور البنك كمؤسسة وطنية رائدة في تنمية الكوادر العُمانية وفتح الطريق لمستقبل زاخر بالنجاحات للشباب الراغب في دخول سوق العمل". وأضاف: "أن التفاعل الكبير من قبل زوار المعرض مع مبادراتنا المتنوعة يؤكد على نجاحنا في تقديم برامج مصممة بعناية لتمكين الكوادر العاملة في القطاع المصرفي وتوفير فرص التدريب التي تمكن الخريجين والشباب من تنمية معارفهم واكتساب كافة المهارات الشخصية والمهنية التي تعزز تنافسيتهم في سوق العمل، واهتمام البنك بتمهيد الطريق وتوفير أوجه الدعم الشاملة لتحقيق طموحاتهم المستقبلية".

وأرسى بنك عُمان العربي مكانته كمؤسسة رائدة في قيادة القطاع المصرفي نحو دور فاعل في توفير الفرص الوظيفية والتدريبية من خلال العديد من البرامج والمبادرات من أهمها برنامج "رواد العربي" الذي يستهدف تأهيل الخريجين وإعدادهم وفق أعلى المستويات لدخول سوق العمل.

مقالات مشابهة

  • تركيا.. القطاع المصرفي يربح 47 مليار ليرة تركية
  • الموارد البشرية تطلق النسخة المطورة من خدماتها الإلكترونية
  • سلام تسلم دعوة اماراتية للمشاركة في قمة الاعلام العربي
  • “الموارد البشرية” تُطلق النسخة المطورة من خدماتها الإلكترونية لدعم القطاع التعاوني
  • مهاجرون في كاليفورنيا يخشون الترحيل بعد تهديدات ترامب
  • نواب البرلمان: التعاون الاقتصادي مع الإمارات يدعم التكامل العربي
  • برلمانية: دعم المجمعات الصناعية أولوية لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي
  • 31.8 مليون عامل بدول مجلس التعاون
  • بنك عُمان العربي يستعرض برامجه المبتكرة لدعم الكفاءات الوطنية
  • «الغرف العربية»: شراكة استراتيجية بين الصين والعالم العربي لتعزيز سلاسل التوريد