لبنان ٢٤:
2024-10-01@22:53:49 GMT

لا مفاوضات ولا ضغوط فعلية ولا حلّ داخليّاً

تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT

لا مفاوضات ولا ضغوط فعلية ولا حلّ داخليّاً

كتبت روزانا بو منصف في "النهار":   تظهر الامور تبعاً لذلك ان لا مؤشرات عملية اقله حتى الان، لامكان اخراج لبنان من ازمته حتى لو ان اللجنة الخماسية تحاول البناء بشكل فعال على الزخم السياسي الجاري حول احلال هدنة في غزة وترتيب الاوراق في المنطقة من اجل دعم لبنان بشكل أفضل في التغلب على أزماته المتعددة المستويات ان على مستوى السعي الى تهدئة مستدامة في الجنوب او على مستوى اعادة تأمين انتظام عمل المؤسسات الدستورية .

لكنها لم تنجح حتى الان.   ومن المرجح أن يساهم وقف النار في غزة في تهدئة الوضع على طول الخط الأزرق، وربما يفتح المجال أمام محادثات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل. وهذا على الاقل ما كشفه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على نحو يتوقع العمل على استقرار طويل الامد في الجنوب كما قال .   ولكن المسألة تبقى في شقين احدهما أن القضية الفلسطينية تظل بلا حل، وتاليا فإن خطر اندلاع حريق إقليمي مرتبط بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني والذي يشمل لبنان لن يختفي بل يرجح أن يستمر حتى بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس"، اذ انه ما لم يحصل استئناف للعملية السياسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين من اجل التحرك نحو حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتحقيق حل الدولتين بحيث من شأنه أن يخلف تأثيرات مفيدة على المنطقة بالكامل، مهما بدت هذه الإمكانية بعيدة المنال في الوقت الحالي ، فان الامور تبقى معلقة وتثير المخاوف على هذا الصعيد .   والامر الاخر يتصل بواقع ان الاقتراحات او الافكار من اجل اعادة الهدوء الى الحدود اللبنانية الاسرائيلية لا تتطرق الى معالجة العداء الطويل الأمد بين إسرائيل ولبنان فيما ل"حزب الله" بدوره حساباته الخاصة الاقليمية غير المتعلقة بلبنان فحسب في موضوع المواجهة مع اسرائيل بل تتعلق باعادة تطبيق القرار 1701 على الطاولة انما بمقاربة جديدة مختلفة.   ومن المهم متابعة جلسة مجلس الامن للمراجعة الدورية للقرار 1701 والمتوقع ان تعقد قبل 15 الشهر الجاري لتلمس مواقف الدول المؤثرة ازاء ما هو مطروح من اقتراحات وافكار وما اذا كان الامر لن يطرح في خلال هذه الجلسة في انتظار المفاوضات المرتقبة لاحقا ام لا.   وهذا ما يهم فعلا في المدى المنظور على رغم كل الاهتمام للخماسية . فالامور المتعلقة بالاستحقاقات ستكون رهن ما ينطلق من اتصالات ومساعي على هذا الصعيد بحيث يمكن ان يبقى التعطيل الداخلي قائما الى حين تحقيق من يمتلك الاوراق سلبا او ايجابا حول التهدئة في الجنوب اهدافا له . والخماسية اما تقنع القوى السياسية عبر المفاوضات او عبر الضغوط ولا تقوم باي من الامرين لاعتبارات متعددة .   وتالياً، فان التمني او التوهم بعدم الاستفادة او استثمار الحاجة الى التهدئة جنوبا او رفضه لا يظهر توقعات سياسية في محلها ، والجميع يعرف ذلك، اذ يمكن ان يتم لي اذرع الدول التي لا يهمها سوى استقرار الوضع في الجنوب وانعكاسه على الداخل في موازاة اولوياتها الاهم بكثير من لبنان، كما ان الاشكالية بالنسبة الى الجنوب هي ان الاعتقاد بان العودة الى ما قبل 8 تشرين الاول 2023 تاريخ بدء الحزب مواجهته مع اسرائيل على خلفية الحرب على غزة وتاليا الاستمرار من حيث كانت توقفت الامور في الجنوب صعب ويقارب المستحيل، اذ ظهرت حقائق جديدة وتشمل دور ايران المتنفذ اقليميا وتأثيره في المفاوضات المحتملة كما في انعكاساتها على الداخل اللبناني ، فان الامر نفسه ينسحب على واقع الاستحقاقات الدستورية.      

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی الجنوب

إقرأ أيضاً:

تركوا بيوتهم ورحلوا

"اتركوا بيوتكم وارحلوا"... نصيحة ترددت فجأة أصدائها في الجنوب والضاحية وعلى مسامع أرباب وربات البيوت مترافقة مع صراخ الأطفال المرعوبين من هدير الطائرات ودوي القصف. ومع اشتداد الظلام قالوا لهم "اخلوا بيوتكم" قبل أن تصبح كتلا من لهب تلدعكم وتلدع أطفالكم، فهذه التي كانت تأويكم، ستكون بعد حين جمرات لاهبة تحرقكم وركاما يتساقط على رؤوسكم. فالحجارة  المتراصفة التي هي جنى أعماركم لن تستظلون في أرجائها بعد اليوم، ولن تحميكم تلك الاسقف بل ستكون أدوات قاتلة فوق رؤوسكم، وأثاث بيوتكم سيكون اللهب الذي سيحترق ويحرقكم، فارحلوا عن هذه الارض والابنية، فهي لم تعد آمنة بل أصبحت عدوكم القاتل. ارحلوا عنها وانفدوا بأرواحكم واحفظوا أطفالكم وكباركم.    
لم ولن يخيّل الى ناس الجنوب والضاحية يوم كانوا يبنون منازلهم أن قيمة الانسان الذي سيسكن بين تلك الحجارة ستفرض عليه يوما خيارا واحدا واتجاها واحدا، وهو أن يمشوا بعائلاتهم نحو الشمال تاركين جنى أعمارهم للاشتعال والدمار مفضلين أن تحترق أموالهم على أن تَمس احدا من أهل بيتهم مكروه، فلا شيء يعوض عن تلك الخسارة. وبحالة من الرعب والحزن والقهر حمل أبناء الجنوب والضاحية أمتعتهم الخفيفة ومضوا شمالاً غير آبهين بما ينتظرهم ودون أن يلتفتوا ورائهم، فكل تفكيرهم وهدفهم  كان النجاة بحياتهم.   المشاهد كانت حزينة ومرعبة وقوافل العائلات والاطفال قد أنهكهم السير على الاقدام في نفق المدينة الرياضية، فهذه الصور تتكرر في كل زاوية من بيروت والجبل وصولا الى عكار وبعض قرى الهرمل الآمنة، والكثيرين منهم افترشوا الارض بعد أن تعبوا من مشقة السير والانتظار محشورين في سيارات جامدة لا تتحرك.   وتردد على مسامعنا أقوال بعض الجنوبيين قائلين إنهم دفعوا أموالا طائلة اجرة لانتقالهم من صور الى بيروت، اذ بلغت تكلفة تلك الرحلة حوالي 600 دولارًا. "موعد الرجوع مجهول"    
خلال جولة لـ"لبنان24"، كان لنا حديثا مع مواطنة جنوبية تدعى ملك عز الدين، تركت منزلها في بلدة برج رحال في صور بعد تلقيها أول انذار بأن القصف العنيف سيطال المنطقة، تقول ملك: "شعرنا بالحزن العميق ونحن نترك ذكرياتنا ونرحل دون أن نعلم الى أين ستؤدي  بنا الطريق، فكل ما نعرفه أننا نزحنا بحثا عن ملاذ آمن أما موعد العودة فمجهول". تضيف: "الخوف الأكبر الذي يعتريني هو ألا يبقى لنا مكان أو بيت، وأن تصبح قريتي رمادًا وحطامًا غير صالحة للسكن، وأن تزول كل ملامحها القديمة التي تختزن ذكريات من زمن الطفولة". انتقلت ملك الى منطقة زوق مصبح مع عائلتها، فهي نزحت الى منزل صغير، "في عالم آخر كليًا، بعيدًا عن أصوات القصف المرعبة التي كانت تقلقنا". وتشير ملك  الى أنهم "٧ أشخاص في المنزل مع ٣ قطط وكلب". مفوض أممي: نزوح 200 ألف شخص داخل لبنان قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن أكثر من 200 ألف شخص نزحوا داخليا في لبنان جراء الهجمات الإسرائيلية.
وفي منشور عبر إكس، كشف غراندي، أن أكثر من 50 ألف لبناني وسوري في لبنان عبروا إلى سوريا هربا من الغارات الجوية الإسرائيلية.   وذكر أن عمليات إيصال المساعدات (الأممية) مستمرة بالتنسيق مع الحكومتين اللبنانية والسورية للوصول إلى جميع المنكوبين.   ولم يذكر المفوض الأممي منذ متى نزحت كل تلك الأعداد داخليا وخارجيا، إلا أن ذلك يأتي في سياق الهجمات إسرائيلية التي وصفت بالأعنف والأوسع على لبنان منذ 23  أيلول الجاري .

كلّ باب يفتح اليوم لاستقبال أي نازح، تتعزّز معه القيم الإنسانية التي تعيش في قلوب المجتمع اللبناني. ومهما كان الرأي بمسار الأحداث وتفاعلاتها، فالانظار تبقى موجهة نحو التضامن الحاصل بين أطياف المجتمع، وبعد ذلك فلتبدِ كل جهة رأيها السياسي. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • منها النوم الجيد.. 8 نصائح طبية فعالة للتخلص من ضغوط ساعات العمل
  • لبنان في أتون الحرب.. ضغوط على السلع الحيوية الشحيحة
  • بوليتيكو: مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان توقفت
  • تركوا بيوتهم ورحلوا
  • المفاوضات توقفت.. اتفاق إسرائيلي أميركي بشأن العمليات البرية في لبنان
  • رسالة إلى أولياء الأمور.. احذروا أن يكون "التيكتوكر" و"البلوجر" قدوة لأبنائكم.. خبراء اجتماع: التيك توك يهدد قيم الأسرة.. وخبير نفسي يحذر من انفجار داخلي بسبب المحتوى
  • ‎ميقاتي: لا مسار آخر سوى وقف النار وإطلاق المفاوضات
  • محلل سياسي: حزب الله يحتاج إلى إعادة ترتيب داخلي بعد اغتيال حسن نصر الله
  • أحد خريجي أكاديمية الشرطة: تعلمنا كيف نتعامل مع الناس تحت ضغوط وحسن إدارة الأزمات
  • طهران تواجه الأمرّين.. غضب داخلي لتأخر الرد وتهديد أميركي إن فعلت