تعذيب مُسن فلسطيني من غزة حتى الموت أثناء اعتقاله في أحد معسكرات الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
الجديد برس:
أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وجمعية نادي الأسير الفلسطيني، السبت، باستشهاد مُسن من قطاع غزة في أحد معسكرات الاعتقال التابعة للاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت الهيئتان في بيان مشترك، أن المعتقل الذي استشهد هو أحمد رزق قديح، البالغ من العمر 78 عاماً، من بلدة خُزاعة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، والذي اعتقله جيش الاحتلال خلال عملية التوغل البري التي نفذها الاحتلال لمناطق شرقي خان يونس، في تاريخ 7 فبراير الفائت، إلى جانب أفرادٍ من عائلته.
ونقلت الهيئتان شهادة أحد المعتقلين، والذي أُفرج عنه مؤخراً، وكان برفقة الأسير الشهيد، أن المُسن قديح “تعرض لعمليات تعذيب بعد اعتقاله، واستشهد في أحد المعسكرات”، وبحسب توصيفه، فإن المعسكر يبعد عن حاجز ومعبر كرم أبو سالم الإسرائيلي نحو ساعتين، من دون معرفة اسم المعسكر بشكلٍ دقيق.
وفي تفاصيل الشهادة، فإن “المعتقل قديح نقل للتحقيق، وتعرض للتعذيب الشديد، تركزت على أطرافه، وقد ظهرت آثار التعذيب الشديد عليه بعد إعادته إلى مكان احتجاز المعتقلين”.
كذلك، أوضحت الهيئتان أن الشاهد ذكر لعائلة الشهيد قديح، تفاصيل قاسية قبل استشهاده، وكان آخر طلب له من المعتقلين، بأنه يريد الاغتسال والطعام، وبعد دقائق استشهد أمامهم، وجرى نقله لاحقاً إلى جهة مجهولة.
وأكدت الهيئتان الفلسطينيتان أن عائلة الشهيد قديح، والتي تم التواصل معها، أكدت أن الشهيد المسن لم يكن يعاني قبل اعتقاله من أي أمراض مزمنة، وهو أبٌ لـ11 ابناً، أحدهم استشهد عام 2008.
وتابعت الهيئة والنادي، أن تصاعد أعداد الشهداء في معتقلات الاحتلال بعد 7 أكتوبر، من جراء عمليات التعذيب والإجراءات الانتقامية الممنهجة والجرائم الطبية، يشكل قراراً واضحاً بقتلهم، في إطار الإبادة الجماعية المستمرة في غزة والعدوان الشامل على الشعب الفلسطيني، إلى جانب جريمة الإخفاء القسري التي تشكل اليوم أبرز الجرائم الممنهجة والخطيرة التي يصر الاحتلال على تنفيذها بحق معتقلي غزة.
يُذكر أن المؤسسات الحقوقية المتخصصة، وجهت نداءات مُتكررة إلى المؤسسات الدولية بمستوياتها كافة، لوقف جريمة الإخفاء القسري، والتي يهدف الاحتلال من خلالها إلى تنفيذ المزيد من الجرائم من دون أي رقابةٍ وبالخفاء، إلى جانب تطويع القانون لممارستها، بالمصادقة على لوائح خاصة بمعتقلي غزة.
ومع ارتقاء المعتقل المسن قديح، فإن عدد الشهداء الذين ارتقوا داخل سجون الاحتلال ومعسكراته بعد 7 أكتوبر بلغ حتى اليوم 12 شهيداً، بينهم 4 من غزة أحدهم لم تُعرف هويته حتى اليوم، إلى جانب استشهاد الجريح المعتقل محمد أبو سنينة من القدس والذي استشهد في مستشفى “هداسا” متأثراً بإصابته.
كذلك، بينت الهيئتان أن الاحتلال سبق أن اعترف بإعدام أحد المعتقلين ولم يعلن عن هويته، ولم تصل إلى الهيئتين كجهات مختصة أي معلومات بشأنه، إضافةً إلى ما تم الكشف عنه من إعلام الاحتلال باستشهاد مجموعة من المعتقلين في معتقل “سديه تيمان” في بئر السبع من دون الكشف عن هويتهم وظروف استشهادهم، عدا عن عمليات الإعدام الميداني التي جرت بحق مواطنين جرى اعتقالهم واحتجازهم ميدانياً، وجراء التعقيدات في عمليات التوثيق في غزة، فإنّه لا توجد معلومات دقيقة بشأن أعدادهم.
الأسير المسن أحمد قديح من غزة
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: إلى جانب
إقرأ أيضاً:
وصية مؤثرة للصحفي حسام شبات قبل استشهاده.. أخيرا وجدت الراحة
استشهد الصحفي الفلسطيني الشاب حسام شبات، في غارة إسرائيلية على مدينة غزة، ليلحق بزميله محمد منصور الذي استشهد قبله بساعات.
وكان حسام شبات، مراسل قناة الجزيرة مباشر، الصحفي رقم 208 الذي يقتله الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ بدء العدوان.
وبعد استشهاده، نشر الحساب الرسمي لشبات في "إكس"، وصية كان قد كتبها، وطلب نشرها في حال استشهد.
وقال شبات في وصيته "إذا كنت تقرأ هذا الآن، فاعلم أنني قد استشهدت -على الأرجح استُهدفت- على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي. حين بدأ كل هذا، كنت في الحادية والعشرين من عمري فقط، طالبًا جامعيًا أحمل أحلامًا كأي شاب آخر".
وأضاف "على مدى الثمانية عشر شهرًا الماضية، كرّست كل لحظة من حياتي لشعبي. وثّقت الرعب في شمال غزة دقيقةً بدقيقة، مصمّمًا على إظهار الحقيقة للعالم، تلك الحقيقة التي سعوا لدفنها. نمت على الأرصفة، في المدارس، في الخيام، في أي مكان أستطيع. كان كل يوم معركةً من أجل البقاء".
وتابع "عانيت الجوع لأشهر، لكنني لم أغادر جانب شعبي أبدًا. والله، لقد أديت واجبي كصحفي. خاطرْت بكل شيء لأجل نقل الحقيقة، والآن، أخيرًا، وجدت الراحة! وهي ما لم أعرفه طوال الثمانية عشر شهرًا الماضية. فعلت كل هذا لأنني أؤمن بالقضية الفلسطينية".
وتابع "أؤمن أن هذه الأرض لنا، وأنه كان شرف حياتي الأعظم أن أموت دفاعًا عنها وخدمةً لشعبها. أطلب منكم الآن: لا تتوقفوا عن الحديث عن غزة".
وفي رسالة إلى زمائه الإعلاميين والناشطين، قال شبات "لا تسمحوا للعالم أن يُشيح بنظره. استمروا في النضال، وواصلوا رواية حكاياتنا — حتى تتحرر فلسطين".
وختم وصيته بجملة "للمرة الأخيرة، حسام شبات، من شمال غزة"، علما أنه من الصحفيين القلائل الذين بقوا في شمال غزة رغم الحصار والعدوان الوحشي طيلة الشهور الماضية.
وتداول ناشطون فيديوهات سابقة لشبات تظهر مدى شعبيته في شمال غزة، حيث كان محبوبا بين الأطفال بصفة خاصة.
وكان شبات تحدث في فيديو مؤثر صيف العام الماضي بعداستشهاد زميله ورفيقه في تغطية العدوان إسماعيل الغول.
وقال متحديا الاحتلال وهو يبكي صديقه الغول، "والله لنكمل الطريق"، قائلا إن ذنب الصحفيين الوحيد هو توثيقهم بكاميراتهم جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
This is Hossam’s team, and we are sharing his final message :
“If you’re reading this, it means I have been killed—most likely targeted—by the Israeli occupation forces. When this all began, I was only 21 years old—a college student with dreams like anyone else. For past 18… pic.twitter.com/80aNO6wtfO
ذنبنا إننا بننقل جرائم الاحتلال؟.. الصحفي حسام شبات يودع زمليه مراسل الجزيرة #إسماعيل_الغول الذي استهدفته طائرات الاحتلال#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/xLKfIbPqHE
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) July 31, 2024