أكد وزير العمل حسن شحاتة أن مصر طامحة وراغبة، دائماً في تحقيق شراكة مستمرة وفعلية، فيما بين الدول العربية، على أرضية تجمع تاريخاً مشتركاً، متطلعةً دائماً نحو مستقبل أكثر ازدهاراً في سياق أوسع من العمل الجماعي، والحوار الاجتماعي، والاستفادة من الثروات الطبيعية والبشرية في عملية التنمية التي تطلع إليها الدول العربية، في إطار منظومة صلبة، وقادرة على مواجهة التحديات المشتركة، والأزمات الدولية المستجدة.

وقال وزير العمل - في كلمته أمام اجتماعات الدورة رقم 100 لمنظمة العمل العربية بالقاهرة، التي تضم في عضويتها أطراف العمل الثلاثة (وزارات عمل، وأصحاب أعمال وعمال) - إن التحديات والمتغيرات المتلاحقة التي تواجه العالم، تستدعي من الأمة العربية، إعطاء العمل العربي المشترك أولوية، لتكون نموذجاً مشرفاً لحضارة عريقة قادرةً على الاستمرار في بناء المستقبل، والحفاظ على تراثها العريق، كما تستدعي الإسراع لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي، والتحرك نحو وحدة الصف في سبيل تحقيق التنمية الشاملة والنهوض والتطور والمعرفة والإبداع والابتكار.

وأضاف شحاتة أن العمل العربي المشترك هو هدف من أهداف الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يوجه دائماً بدعم ومساندة كل تعاون وتواصل مع الأشقاء العرب لمواجهة التحديات الراهنة.

وشدد على أن مصر حريصة على العمل مع الشركاء العرب في التنمية، والمساهمة في تطوير سُبل تعزيز آليات النهوض بالحوار الاجتماعي على المستويين الوطني والقومي؛ كخيار استراتيجي أمثل؛ لتعزيز مقدرة الاقتصادات والمجتمعات العربية على الصمود ضد التحديات الراهنة، التي يواجهها سوق العمل العربي والدولي، جراء المتغيرات الراهنة.

سياسات التعليم والتدريب المهني والتقني في ظل التحول الرقمي

ولفت إلى التعاون الجاد في ملف "سياسات التعليم والتدريب المهني والتقني في ظل التحول الرقمي"، والتأكيد على أن جودة التعليم من أهم مدخلات التنمية الاقتصادية، وأن الأمم لا تتقدم إلا بالتعليم القائم على الثورة العلمية التكنولوجية، وتَلقيِ التدريب اللازم والمناسب للحصول على عمل لائق ومستدام، ولتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، الذي يتضح فيه أن التعليم والتدريب التقني والمهني يلعب دوراً أساسياً في التأثير على الأهداف الأخرى مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار هذا الدور عند صياغة وتنفيذ السياسات لتحقيق الأهداف المرجوة منه، في ظل التطورات التكنولوجية السريعة والمتلاحقة التي يعيشها عالمنا اليوم، ولتمكين الشباب العربي من الحصول على فرص عمل لائقة.

وأضاف الوزير أن مصر مساندة - أيضاً - لكل تنسيق وتعاون عربي في كل المحافل العربية والدولية بشأن قضايا العمل؛ لتوحيد الرؤية في مختلف القضايا، والتعاون والشراكة لمواجهة تلك التحديات.

وعن القضية الفلسطينية، قال الوزير: إن مصر ستظل داعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، في تحرير أرضه واستقلالها من الاحتلال الإسرائيلي، ومواجهة ممارساته العدوانية؛ فموقفها واضح من القضية الفلسطينية والأحداث في قطاع غزة، وضد ممارسات الاحتلال، وتدعو - بشكل مستمر - جميع الأطراف الدولية الرئيسية، ومجلس الأمن، لاسيما الدول التي تعيق قدرة المجلس عن المطالبة بوقف إطلاق النار، بتحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والقانونية عن وقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، والضغط على إسرائيل للامتثال لأحكام القانون الدولي وتحمل مسؤولياتها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، ومحاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات.

وأشار إلى تأكيد مصر - دائماً - على موقفها الراسخ المطالب بحتمية الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وضرورة إزالة المعوقات التي تحول دون تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية بصورة كاملة ومستدامة إلى قطاع غزة، ورفض أية محاولات تستهدف تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم.

ولفت وزير العمل إلى أن انعقاد مجلس إدارة منظمة العمل العربية على أرض مصر، بحضور هذه الكوكبة من قادة العمل العربي من وزراء عمل، وممثلين عن أصحاب أعمال وعمال عرب، "فرصة لكي نتوجه بخالص التهنئة إلى منظمة العمل العربية، إحدى المنظمات العربية المتخصصة التي تعمل في إطار جامعة الدول العربية، لاحتفالها مؤخراً، وبالتحديد يوم الجمعة، الموافق 12 يناير 2024 الماضي، بالذكرى التاسعة والخمسين لتأسيسها، كأول منظمة عربية تعني بمختلف قضايا العمل والعمال على الصعيد القومي، وتطبق نظام التمثيل الثلاثي، الذي يقوم على أساس اشتراك أصحاب الأعمال والعمال مع الحكومات في كل نشاطات وأجهزة المنظمة الدستورية والنظامية.

وتابع أن المنظمة تسعى - منذ انطلاقها - إلى تحقيق الأهداف النبيلة التي نص عليها الميثاق العربي للعمل ودستور المنظمة، وفي مقدمتها تعزيز الحوار الاجتماعي الهادف والبًناء والمسؤول بين أطراف الإنتاج الثلاثة على المستويين الوطني والقومي، وذلك بفضل تكوينها الثلاثي (حكومات – أصحاب الأعمال – عمال)، في كل نشاطاتها وأجهزتها الدستورية.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

اجتماع عربي يطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وإدخال مساعدات

القاهرة – طالب اجتماع عربي طارئ، امس الخميس، بوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان فورا، والإسراع في تقديم مساعدات عاجلة له.

جاء ذلك في قرار أصدره مجلس جامعة الدول العربية الذي عُقد في مقر الجامعة بالقاهرة على مستوى المندوبين الدائمين، بطلب من العراق.

والاثنين، قدمت بغداد طلبا من أجل عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث العدوان الإسرائيلي على لبنان، وفق وكالة الأنباء العراقية الرسمية “واع”.

ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي تشن إسرائيل “أعنف وأوسع” هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات معالفصائل الفلسطينية قبل نحو عام، ما أسفر عما لا يقل عن 1120 قتيلا، بينهم أطفال ونساء، و3040 جريحا، ومليون و200 ألف نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية.

في المقابل، يستمر دوي صفارات الإنذار بوتيرة غير مسبوقة في أنحاء إسرائيل، إثر إطلاق كثيف من الفصائل اللبنانية لصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وسط تعتيم إسرائيلي صارم على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.

وأكد المجلس إدانته “الشديدة للعدوان الإسرائيلي الهمجي المتمادي على لبنان، والتأكيد على ضرورة وقفه بشكل فوري والتحذير من خطورة استمراره”.

واعتبر المجلس “أي توغل أو احتلال لجزء من الأراضي اللبنانية اعتداء على الأمن القومي العربي”.

وشدد على “التضامن الكامل مع لبنان إزاء العدوان الخطير الذي أدى إلى استشهاد آلاف المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ ومسعفين وإصابة الآلاف منهم بجروح بالغة، وإلى نزوح داخلي لأكثر من مليون شخص، نتيجة تدمير آلاف الوحدات السكنية، وتحول مدن وقرى بأكملها إلى أنقاض”.

ولفت إلى أن تلك الاعتداءات “تشكل جرائم ضد الإنسانية، وانتهاكا صارخا للمواثيق والمعاهدات الدولية، وخرقا فاضحا للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.

وحمل مجلس الجامعة العربية “إسرائيل مسؤولية العدوان”، ودعا إلى “محاسبتها وملاحقتها أمام المحافل والمحاكم الدولية”.

وطلب من “الدول العربية والصديقة، والمنظمات العربية والإقليمية والدولية، الإسراع في تقديم المساعدات المالية والعينية (للبنان) بعد العدوان الهمجي”.

وقرر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين “إبقاء جلساته في حالة انعقاد دائم، لمتابعة الموقف ودعوة المجلس الوزاري للانعقاد عند الضرورة”.

وأكد “دعم موقف لبنان، ومواكبة جهوده واتصالاته مع المجتمع الدولي، بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المتواصل على لبنان والوقف الفوري لإطلاق النار، وإلزامها بتطبيق قرارات الشرعية الدولية ولاسيما للقرار 1701”.

وفي 11 أغسطس/ آب 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم “1701” الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل.

ودعا القرار إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا التابعة للجيش اللبناني وقوات “يونيفيل” الأممية.

وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، أسفر إجمالا عما لا يقل عن 1974 قتيلا و9384 جريحا، وفق وزارة الصحة اللبنانية.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر؛ وخلّفت أكثر من 138 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، في إحدى أسوا الكوارث الإنسانية بالعالم.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • اجتماع عربي يطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وإدخال مساعدات
  • اجتماع عربي يطالب بوقف العدوان على لبنان وإدخال مساعدات
  • اجتماع عربي طاريء لبحث الاحتياجات الإنسانية في لبنان
  • قانونية «مستقبل وطن»: الحوار الوطني وحد الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات
  • فنادق ومنتجعات “كاماه” تعلن عن شراكة استراتيجية مع فنادق ومنتجعات “ويندام”
  • صندوق النقد العربي: الإمارات تستحوذ على 47.3% من شركات الصرافة العربية
  • غدًا.. اجتماع عربي طارئ لمجلس جامعة الدول العربية للتضامن مع لبنان
  • شراكة استراتيجية بين مصر للطيران وبنك مصر وأمازون لخدمات الدفع الإلكتروني
  • بنك مصر وأمازون يعقدان شراكة استراتيجية مع مصر للطيران
  • مصر للطيران توقع شراكة استراتيجية مع بنك مصر وأمازون لخدمات الدفع الإلكتروني