(1)
كتب ياسر عرمان رسالة إلى (قائد الدعم السريع) يتساءل هل خدعت قوات الدعم السريع بدخولها الجزيرة ؟، ومجمل تغريدة عرمان على تويتر هى نوع من التدليس والتسطيح والتجهيل وهى ادوار يتبادلها قادة (تقدم) ..

– و من شواهد التدليس سؤاله عن (من خدع قوات الدعم السريع) لدخول الجزيرة ، وكان يفترض أن يطرح السؤال الأهم من ذلك و هو (من الذى نصح حميدتي بدخول الحرب أصلاً ) ، هذه الحرب جريمة ضد الوطن كله ، وجريمة ضد الإنسانية ومهدد للاستقرار الاقليمي والعالمي ، وهناك ادلة كثيرة تشير إلى أن عرمان وفريقه السياسي كانوا من خاصة مستشاري حميدتي ، يستمع اليهم ويضعون بصماتهم فى خطاباته ومن ذلك خطاب ندمه على المشاركة فى قرارات 25 اكتوبر2021م ، فأيهما أولى بالإشارة.

. دخول الجزيرة وهو جريمة ام إعلان الحرب على الوطن بكل ولاياته ومؤسساته ومن بينها الجزيرة ؟ لن يجرؤ عرمان على ذلك السؤال ؟ وهو يلقي الإتهامات ذات اليمين والشمال.. بينما النار تأكل أطرافه وكل الشعب يعرف : من خطط ؟ ومن حرض؟ ومن نسق ؟ ومن أين جاءت الجيوش ؟ وكيف وضعت المعسكرات ؟ ..
– لقد دخلت مليشيا الدعم السريع الجنينة وكشف تقرير الخبراء الأممين عن حقائق مروعة وجرائم إبادة جماعية والأمر ذاته فى زالنجى وهبيلا واردمتا والخرطوم والجزيرة وبارا ومناطق اخري من السودان ، فمن الذى نصح حميدتي بالحرب وخدعة بأن يكون حاكما للسودان وان تكون قواته أساس جيش قومى بعد ضم قوات الحركات وخاصة الحلو ونور؟!

ولماذا لم تحظ تلك المناطق بإلتفاتة من عرمان وفريقه السياسي ؟.. وهل ما تم فى الخرطوم هو نصيحة جيدة ، وقد حدثت من المليشيا ذات الجرائم وأكثر هناك ؟!..

كامل التعاطف مع أهل الجزيرة وقراها الآمن وقد أجتاحها التتار الجدد والمرتزقة ، ويريدهم عرمان أن يجلسوا مع الأيدي الملطخة بالدماء ؟..

إن الجريمة الكبرى هى إعلان الحرب ، وما تلاها هو نتائج ذلك التدبير والمكر ويتحمل عرمان وفريقه السياسي كل تبعاته..
(2)
ومن دلالات محاولات التسطيح ، الدعوة إلى معالجة الأمر بجلوس الطرفين ، لأغراض التطبيع ، لم يقل تنسحب القوات من الجزيرة أو تغادرها ، فالخطأ يعالج بإزالته وليس تقنينه وحمايته ، فإن كان دخول الجزيرة خطأ ، لماذا يتم التعايش معه..؟

لقد فضح عرمان نفسه اكثر من مرة ، واولها: الدعوة للتعايش والاعتراف بالغزاة الجدد والتسليم لهم ، وهو ما يتعارض مع كل الاتفاقات السابقة وخاصة منبر جدة (13 مايو 2023م) ، ويتعارض مع كل المواثيق والقيم الانسانية ، ويتعارض مع دعاية المليشيا بأنهم جاءوا للمواطن والديمقراطية وحقوق الإنسان ، ومع كل ذلك يبحث لهم عرمان عن مخارج.. ويدعوهم للجلوس مع المواطنين وكأن هذا تصرف عابر ، هل نسى عرمان كل جرائم المليشيا فى ولايات دارفور وكردفان وفى الخرطوم ؟ إنها سمة عامة وسلوك منهجي وتدمير مقصود به السودان الوطن والانسان والموارد ، كما أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالمصالحات ، والكرام لا يتصالحون مع الغاصبين والمغتصبين

وثانيا هو هذا (التلطف فى المخاطبة) ، فالرجل (المحايد) ، وصف قبل ايام الطرف الاخر ب(جماعة بورتسودان) ، ويتحدث فى تغريدته هذه عن طيران قوات البرهان ، ففى عالم من (الأوهام) و (الخزعبلات) يعيش عرمان..
(3)
اما التجهيل ، فهو سؤال مشروع ، على ماذا اتفقت (تقدم) فى محادثاتها مع حميدتى بأديس ابابا ، خاصة أن عرمان كان جزلا بذلك اللقاء وخرج يبشر بالكثير وكتب رسائل عديدة عن (تجربة رفاعة)؟ وإستعداد (القائد) للسلام ؟ ما هو نتاج ذلك التسويق ؟..

وبما أن انتشار المليشيا فى الجزيرة سابق للقاء اديس ابابا ، لماذا لم تطرح هذه التساؤلات على مائدة النقاش ؟ وكيف خرج إعلان المبادىء دون الإشارة لذلك ؟..

ومن عجائب تفسيرات (تقدم) أن السيد محمد عصمت وهو رئيس حزب التجمع الاتحادي قال (إن إعلان المبادىء تضمن تهيئة الأوضاع ، وان ذلك يعنى اخلاء البيوت) ، فهل هذه الاجتياحات والانتهاكات تعتبر تهيئة ؟ ولماذا لم تصدر (تقدم) بيانا تقول فيه (إن حميدتى آخل بشروطه واتفاقات معه)..

عرمان هو صورة من الانتهازية السياسية المتهافتة والفاقدة للضمير والغارقة فى الاوهام ، وقد اخذت (تقدم ) كل ذلك..
(4)
فى تعليق له على تغريدة ياسر عرمان قال مستشار المليشيا إن أبواب تواصل عرمان مع قائد (الدعم السريع) مفتوحة ، إذن لماذا جهر عرمان بالنصح ، وهو يملك خط إتصال ساخن ؟ .. والجواب بسيط ، عرمان لا تهمه اوضاع أهل الجزيرة كما لم تثير حفيظته مذابح الجنينة وهبيلا واردمتا وجرائم الخرطوم ، وما يهمه هو ابراز نفسه بإعتباره داعيا لحقوق الإنسان وهو الأمر الذى خصص له ثلث التغريدة وثلث للفلول وسدس للبرهان وكباشي..

وقبل يومين ، اصدر حزب الأمة القومي بيانا يبدي فيه القلق من وضع (صاحب المسيد) ، ذات الحزب الذي اتخذت المليشيا دوره مراكز عمليات ونصبت أسلحة على البيوت ، دون ان ينطق بكلمة ؟ ذات الحزب الذي يشاهد انصاره يساقون إلى مقابر جماعية فى الجنينة وزالنجى دون ان تهتز له قناة ؟ ذات الحزب الذي يرى ويسمع صرخات الحرائر فى قري الجزيرة المستباحة من المتمردين دون ان ينبس بكلمة ، وفجأة تتحرك كل اطرافه لمجرد رواية ملتبسة عن (شيخ مسيد) ، ما أكثر البؤساء وما أقبح التدليس والتجهيل..

*(تنويه : أورد عرمان فى تغريدته أن شهر رمضان من الاشهر الحرم وهذا غير صحيح ، فقد تمت فى شهر رمضان اعظم الفتوحات الاسلامية (غزوة بدر وفتح مكة) والاشهر الحرم هى : رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم)*
حفظ الله البلاد والعباد


د.ابراهيم الصديق على
2 مارس 2024م

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان

قالت مجلة إيكونوميست إن قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش النظامي في السودان، كانت قبل عام تبدو في حالة جيدة بعد أن استولت على جزء كبير من العاصمة الخرطوم، وبسطت سيطرتها على كل دارفور تقريبا، واستعد زعيمها محمد حمدان دقلو (حميدتي) للقيام بجولة في العواصم الأفريقية يستقبل خلالها باعتباره الرئيس المنتظر للسودان.

وأوضحت الصحيفة أن الحديث عن نصر عسكري واضح لقوات الدعم السريع في هذه الأيام لم يعد قويا كما في البداية، بل إنها في وضع حرج لأنها شهدت انتكاسات في أماكن عديدة بعد أن توغل الجيش في أجزاء من الخرطوم كانت تسيطر عليها، مع أنها قريبة من الاستيلاء على الفاشر عاصمة إقليم دارفور.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفتان بريطانيتان: قرار الجنائية الدولية زلزال هز العالمlist 2 of 2التايمز: هل أدرك ترامب أخيرا محدودية شعاره "الخوف هو المفتاح"؟end of list

وقد أدت تلك الأحداث مع انشقاق أحد كبار قادة قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة إلى موجة من الهجمات الانتقامية ضد المدنيين، كانت وحشية للغاية لدرجة أن المراقبين شبهوها بالتطهير العرقي في الأجزاء التي احتلتها قوات الدعم السريع في غرب دارفور العام الماضي.

لا مفاوضات

وذكرت المجلة بأن التفاوض في سويسرا على إنهاء الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، فشل لأن القوات المسلحة السودانية رفضت الحضور، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع "تعتقد أنه لا يوجد مخرج من هذه الحرب من خلال النصر الكامل لجانب واحد"، ولكن المحللين يشككون في كون طلب المجموعة للمفاوضات حقيقيا.

ورأت الإيكونوميست أن ادعاء قوات الدعم السريع أنها تشن حربا من أجل الديمقراطية غير مقنع، لأنها نشأت من الجنجويد، وهي مليشيات سيئة السمعة، اتهمت باغتصاب المدنيين وذبحهم في دارفور في العقد الأول من القرن الـ21، ولا يوجد ما يشير إلى أنها تغيرت بشكل أساسي.

وهناك أسباب -كما تقول الصحيفة- تدعو إلى أخذ التزام قوات الدعم السريع بوحدة السودان على محمل الجد، لأن دارفور، المنطقة غير الساحلية التي تعاني من ندرة المياه لا تستطيع إقامة دولة مستقلة.

تصور الدعم السريع

ونقلت المجلة عن القيادي بالدعم السريع عز الدين الصافي قوله إن فكرة قوات الدعم السريع للتوصل إلى تسوية تفاوضية، تبدأ بوقف الأعمال العدائية وتجميد خطوط القتال الحالية، مع انسحاب الجانبين من "المنشآت المدنية".

وذلك إلى جانب احتمال فرض منطقة عازلة منزوعة السلاح من قبل قوات حفظ السلام الأفريقية، ليبدأ "حوار وطني" يضم جميع القوى السياسية في البلاد باستثناء الإسلاميين والحزب الحاكم السابق.

وأكدت المجلة أن معظم القوى الخارجية بما فيها الأمم المتحدة، تعتقد أن القوات المسلحة السودانية تتمتع بشرعية أكبر في نظر معظم السودانيين، مع أن رفض الجيش العنيد الانخراط بجدية في المفاوضات أضعف مكانته الدولية، وخاصة بين الدبلوماسيين الغربيين، ولذلك تحاول قوات الدعم السريع أن تضع نفسها في موقف الشريك الأكثر موثوقية من أجل السلام.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يحقق انتصارًا ساحقًا على قوات الدعم السريع.. واحتفالات شعبية واسعة (فيديو)
  • بلومبيرغ: ماليزيا تقدم نموذجا للصين لتحقيق نمو مستدام بنسبة 5%
  • قتلى وجرحى جراء قصف الدعم السريع لمخيم بشمال دارفور
  • إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
  • لماذا توقفت أميركا عن تأييد الدعم السريع؟
  • “قطعوا لي أذني.. لا يرحمون أحدًا” .. انتهاكات الدعم السريع
  • أين تقف .. مع مليشيات الجيش أم مليشيا الدعم السريع؟
  • مواجهات في الفاشر تتزامن مع قطع إمدادات للدعم السريع
  • «مؤتمر الجزيرة»: الدعم السريع تطلق «9» محتجزين مقابل فديات مالية وتبقي على العشرات 
  • الدعم السريع توسع هجماتها في ولاية الجزيرة.. ومستشفيات الخرطوم تكتظ بالجثث