«جئنا مشيا من شمال غزة، الطريق طويل ومتعب جدا، والجوع أنهكنا ولم نعد قادرين على التحمل أكثر، لذلك قررنا التوجه جنوبا»، هكذا وصف الطفل الفلسطيني خالد شحادة قصة صراعه مع شقيقيه للبقاء على قيد الحياة في ظل مجاعة شديدة في محافظتي غزة والشمال.
ويعيش شحادة (10 أعوام) وأطفال شمال غزة، في ظل الحرب المستمرة والحصار الإسرائيلي المشدد، تجارب مروعة تتجاوز حدود الوصف، بدءًا بالقصف والدمار وصولاً إلى المجاعة وأزمة العطش وليس أخيرًا النزوح والاستهداف.


ويروي شحادة لمراسل الأناضول، لحظات الرعب التي عاشها هو وشقيقاه (8 و9 أعوام) أثناء نزوحهم من شمال غزة باتجاه المناطق الجنوبية في رحلة سير على الأقدام استغرقت نحو 8 ساعات، هربًا من براثن الحرب والجوع التي أضحت تهدد حياة الفلسطينيين.
وفقد الأطفال الثلاثة الذين يبدو على وجوههم ملامح التعب الشديد، أمهم وشقيقهم في الغارات الإسرائيلية على شمال غزة، ولم يبق لهم أي معيل، فوالدهم توفي في وقت سابق، لذا قرروا النزوح نحو الجنوب على أمل العثور على لقمة تسد جوعهم.
ويواجه نحو 500 ألف فلسطيني شمال غزة خطر الجوع والعطش، ولا سيما الأطفال، حيث تتواصل الحرب الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر الماضي.
وتشتد معاناة سكان شمال غزة مع تفاقم المجاعة التي يتعرضون لها، حيث يواجهون نقصًا حادًا في الإمدادات الغذائية الأساسية كالدقيق والأرز والسكر والخضار، وأجبرتهم الظروف القاسية على اللجوء إلى طحن أعلاف الحيوانات وتناولها للبقاء على قيد الحياة.
ويقف خالد أمام خيمة في دير البلح وسط قطاع غزة، وجسده النحيل يتحدث عن معاناة لا تنتهي، ويتذكر اللحظة التي تركوا فيها منزلهم في غزة، هربًا من القصف المستمر.
ويضيف بصوت هادئ: «أمي استشهدت أمام عيني، وأخي الصغير لم أستطع حمله، فقد استشهد أيضًا، وهربنا من غزة مع الناس. والآن نحن هنا».
ويصف لحظات المرور بالحاجز الإسرائيلي الفاصل بين غزة والجنوب، ويقول: «كانت الدبابات الإسرائيلية تحيط بنا، وتضيء في وجوهنا وتطلق النيران فوق رؤوسنا». ويضيف الطفل بكلمات بريئة: «الجيش تركنا في الشمس لمدة ساعتين تقريبًا، جالسين على الرصيف، كانت هذه اللحظات صعبة، جعلتنا نشعر أننا في عالم لا يعرف الرحمة». ويستكمل: «صورونا بالكاميرات وطلب الجنود من النساء والأطفال المرور عبر الحاجز، أما الرجال فطلبوا منهم البقاء للتحقيق، وبقينا ننتظرهم لمدة ساعتين حتى أخلي سبيلهم وتحركنا معا». ووصل الأطفال الثلاثة إلى مدخل المنطقة الوسطى وكان بانتظارهم أحد الأقارب الذي نقلهم إلى مخيم للنازحين في دير البلح، لكن أوضاع غزة ومشاهد الدمار لا تزال مسيطرة على عقولهم.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطاع غزة المجاعة في غزة أطفال شمال غزة شمال غزة

إقرأ أيضاً:

أطفال غزة هدف قناصة الاحتلال الإسرائيلي.. أطباء يروون لـ«الوطن» تفاصيل المأساة

كشف عدد من الأطباء الأجانب المتطوعين في قطاع غزة منذ العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت بشكل خاص ومنذ بدء الحرب، الأطفال برصاص القناصة، وهو ما يفسر العدد الكبير من الشهداء من الأطفال في قطاع غزة، وفقًا لأطباء تحدثوا لـ«الوطن».

من بين الأطباء الذين كشفوا لـ«الوطن» عن استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للأطفال برصاص القناصة، هو عمار غانم، طبيب أمريكي بالعناية المركزة وأمراض الرئة، والذي عمل في مستشفى غزة الأوروبي جنوبي القطاع، يقول إن الأطفال كانت تتعرض للقنص بشكل كبير في الرأس والصدر، وأحيانًا في العين، وهو ما تكرر بشكل شبه يومي خلال فترة وجوده في غزة.

استهداف الأطفال برصاص القناصة كل يوم

وأكد «غانم» لـ«الوطن»، أن أي طفل كان يصاب برصاصة في الرأس كان يعلن وفاته على الفور ويتم إرساله إلى المشرحة، ولم يتسن له التعرف عليهم: «كنت أرى هؤلاء الأطفال كل يوم، باستمرار كان يأتي أطفال مصابون برصاص القناصة في أماكن متفرقة من الجسد».

وأكد أن كل طبيب أمريكي زار قطاع غزة رأس الإصابات المتكررة للأطفال برصاص الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن ذلك كان يحدث في مختلف أنحاء غزة منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي، وكان يحدث قبل السابع من أكتوبر، لكنه ازداد منذ بدء الهجوم البري.

طبيب أمريكي: أي طبيب في غزة رأى استهداف الأطفال بسلاح القناصة

أحد الأطباء أيضًا وهو مارك بيرلموتر، طبيب جراح، قال إنه رأى العديد من الأطفال الذي أصيبوا برصاص قناصة القوات الإسرائيلية، ومعظم الإصابات تكون في الصدر والصدغ، مضيفًا: «لو سألت أي طبيب في غزة سواء محلي أو أمريكي، سيؤكد رؤيته لمئات الأطفال أصيبوا برصاص القناصة».

وأكد آدم حموي، وهو طبيب جراح أمريكي، إن الأطفال كانوا مستهدفين من قبل القوات الإسرائيلية، ويوميًا يعالج عشرات الأطفال مصابين برصاص قوات، وأن أكبر عدد من الجرحى والمصابين كانوا من الأطفال والنساء.

11 ألفًا و983 طفلًا استشهدوا في غزة خلال عام

ووصل عدد الشهداء نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وفقًا لآخر إحصائية نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية إلى 41 ألفًا و788 شهيدًا، من بينهم نحو 11 ألفًا و983 طفلًا أعمارهم أقل من 18 عامًا، ووصل عدد الإصابات إلى 96 ألفًا و794.

مقالات مشابهة

  • رسائل تكشف مخاوف أميركية مبكرة بشأن جرائم الحرب الإسرائيلية بغزة
  • حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة تتجاوز 138 ألف فلسطيني
  • دراسة: قصر النظر يطال 1 من كل 3 أطفال في العالم
  • منظمة الصحة العالمية تستعدّ للقيام بالجولة الثانية لتلقيح أطفال غزة ضدّ شلل الأطفال
  • سرقات وتجويع لسكان غزة وحصار مدروس للأونروا
  • أطفال غزة هدف قناصة الاحتلال الإسرائيلي.. أطباء يروون لـ«الوطن» تفاصيل المأساة
  • فوضى بالرحلات الأوروبية بسبب الهجوم الإيراني على إسرائيل
  • الأمم المتحدة تستعد لبدء الجولة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال بغزة منتصف أكتوبر
  • ميقاتي: نزوح 1.2 مليون لبناني بسبب الهجمات الإسرائيلية
  • إصابة 3 أطفال في حادث طعن في سويسرا