أعلنت الولايات المتحدة أمس السبت تنفيذ أول عملية لإسقاط مساعدات غذائية على قطاع غزة المهدّد بالمجاعة وفقاً للأمم المتحدة، بعد حوالى خمسة أشهر من حرب بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية تسببت بأزمة انسانية حادة وحصدت عشرات الآلاف من الشهداء.
وتأتي العملية بعد يومين من استشهاد 116 شخصا على الأقل، وفق وزارة الصحة في غزة، أثناء تجمعهم في شمال القطاع المحاصر للحصول على مساعدات.

وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الضحايا سقطوا بنيران إسرائيلية.

وفي ظل شحّ المساعدات التي تدخل الى غزة عن طريق البرّ، والتي يجب أن تحظى بموافقة مسبقة من الاحتلال، لجأت العديد من الدول إلى إسقاط شحنات مساعدات بالمظلات على القطاع، خصوصا مناطقه الشمالية، في الأيام الأخيرة.
غير أنّ لجنة الإنقاذ الدوليّة (آي آر سي)، وهي منظّمة غير حكوميّة، قالت إنّ «عمليّات الإنزال الجوّي لا يمكن ولا ينبغي أن تحلّ محلّ تأمين وصول المساعدات الإنسانيّة».
وقال هشام أبو عيد (28 عاماً) من سكّان حي الزيتون في شمال القطاع «الله رزق بكيسين طحين من المساعدات التي وصلت يوم المجزرة»، مضيفاً أنّ «الكل يعاني من المجاعة والمساعدات التي تصل غزة نادرة ولا تكفي لعدد قليل».
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية («سنتكوم») أنّ طائرات الشحن العسكرية الأمريكية طراز سي-130 «أسقطت أكثر من 38 ألف وجبة على طول ساحل غزة ممّا سمح للمدنيين بالوصول إلى المساعدات الحيوية». وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن الجمعة أن الولايات المتحدة، أبرز داعمي إسرائيل سياسيا وعسكريا منذ بدء الحرب، ستبدأ «في الأيام المقبلة» في إرسال إمدادات الإغاثة جواً.
كما أنّ نقلها إلى الشمال خصوصاً، محفوف بالمخاطر بسبب القتال والقصف الإسرائيلي والدمار الذي يسدّ الطرق وأحياناً بسبب أعمال النهب.
وأكد بايدن أن الولايات المتحدة «ستصّر» على ضرورة سماح الدولة العبرية بدخول كميات إضافية من المساعدات الى القطاع الذي يواجه ظروفاً إنسانية كارثية بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر.  ووفق وزارة الصحة التابعة لحماس، توفي 13 طفلاً جراء «سوء التغذية والجفاف» في الأيام الأخيرة. وحذّرت الأمم المتحدة من أنّ 2,2 مليون شخص من أصل 2,4 مليون هم إجمالي سكان القطاع، باتوا مهدّدين بالمجاعة.

إصابات بالرصاص
والخميس، تحوّل توزيع المساعدات في غزة إلى مأساة بعد إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على حشد من الفلسطينيين الذين هرعوا نحو قافلة للمساعدات تضم 38 شاحنة.
وأعلنت الأمم المتحدة أن فريقاً تابعاً لها زار الجمعة مستشفى الشفاء في شمال غزة الذي استقبل مئات الجرحى في المأساة، وذلك غداة مطالبتها مع دول عدّة بإجراء تحقيق في هذه الحادثة.
ودعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السبت إلى إجراء «تحقيق دولي محايد» في الحادث، معتبراً أن «إطلاق الجنود الإسرائيليين النار على مدنيين يحاولون الحصول على مواد غذائية هو أمر غير قابل للتبرير».
وقال بوريل إنّ «المسؤولية عن هذا الحادث تقع على القيود التي يفرضها جيش الاحتلال الإسرائيلي والعراقيل التي يفرضها العنيفون على إمداد المساعدات الإنسانية».
ويواصل الوسطاء قطر والولايات المتحدة ومصر محاولة التوصل الى اتفاق يسمح بإبرام هدنة في القتال لقاء الافراج عن الأسرى الاسرائيليين المحتجزين في القطاع وإدخال مزيد من المساعدات.
وتوجه وفد قيادي من حماس إلى القاهرة مساء السبت لإجراء محادثات جديدة بشأن هدنة في قطاع غزة، حسبما قال مصدر مقرّب من الحركة لوكالة فرانس برس. وقال المصدر طالبًا عدم كشف هويته «من المتوقع أن يتوجه وفد قيادي من حماس إلى القاهرة للقاء المسؤولين المصريين المشرفين على مفاوضات وقف النار ومتابعة تطورات المفاوضات الساعية لوقف العدوان والحرب وصفقة تبادل الأسرى». 
وأضاف «سيقوم الوفد بتسليم رد الحركة الرسمي حول اقتراح باريس الجديد».
وبعدما كان أعرب عن أمله في تدخل الهدنة حيز التنفيذ في مطلع الأسبوع المقبل، قال بايدن الخميس إن الاتفاق سيستغرق وقتًا أطول، وذلك بعد مقتل العشرات أثناء توزيع المساعدات.
قال مسؤول أمريكي السبت إن مصير الهدنة يعتمد على موافقة حماس على إطلاق سراح «فئة محددة من الرهائن».

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: الولايات المتحدة مساعدات غذائية قطاع غزة الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

الإمارات تغيث أطفالاً من «أصحاب الهمم» في شمال غزة

غزة (الاتحاد)
واصلت دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها في تقديم المساعدات الإغاثية للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، في إطار عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية، التي أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لدعم الأشقاء الفلسطينيين.
 ووزع متطوعو عملية «الفارس الشهم 3» أغطية شتوية على أطفال من أصحاب الهمم في شمال قطاع غزة، وذلك بمناسبة يوم الطفل العالمي، الذي يوافق الـ 20 من نوفمبر من كل عام.
وتتصدر دولة الإمارات العمليات الإغاثية التي تصل إلى شمال القطاع، حيث نجحت في إدخال قافلة مساعدات إنسانية إلى المناطق التي تعاني المجاعة ونقص المواد الغذائية، كما تم توزيع مساعدات غذائية وإغاثية في مراكز الإيواء وتجمعات النازحين؛ بهدف التخفيف من معاناتهم، وتجنب الكوارث الإنسانية والمجاعة الحقيقية التي حذرت منها المنظمات الدولية.

أخبار ذات صلة قرقاش: الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار «الأونروا»: إمدادات الغذاء إلى القطاع لا تلبي %6 من حاجة السكان

وتسعى دولة الإمارات إلى زيادة المساعدات لمناطق شمال قطاع غزة قدر المستطاع، وتوفير المواد الغذائية ومستلزمات الشتاء والأغطية، للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين، الذين يصعب عليهم توفيرها في ظل استمرار الحرب ومنع دخول المساعدات إليهم بشكل منتظم. ومنذ عام 1990، يحتفي العالم باليوم العالمي للطفل بوصفه الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل وللاتفاقية المتعلقة بها.
الجدير بالذكر أن عملية «الفارس الشهم 3» تساهم في عمليات إصلاح، وتمديد خطوط المياه في مختلف محافظات قطاع غزة، حيث نفذت سابقاً مشروع صيانة خطوط وشبكات المياه في محافظات شمال القطاع وغزة وخان يونس، ضمن المبادرات الإنسانية التي تهدف إلى مساندة الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة. 
 وأرسلت دولة الإمارات المساعدات الإنسانية والطبية جواً وبراً وبحراً إلى القطاع في أعقد عملية نقل تضمنت 273 طائرة شحن و5 سُفن محملة بالمساعدات.

مقالات مشابهة

  • ارتباك إسرائيلي حول توزيع المساعدات في غزة.. فشل في اختراق العشائر
  • أحمد أباظة: إسرائيل تتحدى العالم بمنعها وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة
  • الإمارات تغيث أطفالاً من «أصحاب الهمم» في شمال غزة
  • حماس: الوضع الإنساني في غزة يتفاقم مع فظاعة ما تفعله إسرائيل
  • مسئول أمريكي يحذر الدول التي ستحاول اعتقال نتنياهو
  • عربية النواب: إسرائيل تتحدى العالم بمنعها وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة
  • غزة.. مقتل 120 فلسطينياً في 48 ساعة
  • صحة غزة: الاحتلال يرتكب 7 مجازر وعدد الشهداء يتجاوز الـ44 ألفًا
  • الاحتلال منع ثلثي المساعدات من الوصول إلى غزة الأسبوع الماضي.. والمجاعة تنتشر
  • رسالة من “حماس” إلى المنخرطين في سرقة المساعدات