إسقاط أمريكي لمساعدات غذائية على قطاع غزة المهدّد بالمجاعة
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
أعلنت الولايات المتحدة أمس السبت تنفيذ أول عملية لإسقاط مساعدات غذائية على قطاع غزة المهدّد بالمجاعة وفقاً للأمم المتحدة، بعد حوالى خمسة أشهر من حرب بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية تسببت بأزمة انسانية حادة وحصدت عشرات الآلاف من الشهداء.
وتأتي العملية بعد يومين من استشهاد 116 شخصا على الأقل، وفق وزارة الصحة في غزة، أثناء تجمعهم في شمال القطاع المحاصر للحصول على مساعدات.
وفي ظل شحّ المساعدات التي تدخل الى غزة عن طريق البرّ، والتي يجب أن تحظى بموافقة مسبقة من الاحتلال، لجأت العديد من الدول إلى إسقاط شحنات مساعدات بالمظلات على القطاع، خصوصا مناطقه الشمالية، في الأيام الأخيرة.
غير أنّ لجنة الإنقاذ الدوليّة (آي آر سي)، وهي منظّمة غير حكوميّة، قالت إنّ «عمليّات الإنزال الجوّي لا يمكن ولا ينبغي أن تحلّ محلّ تأمين وصول المساعدات الإنسانيّة».
وقال هشام أبو عيد (28 عاماً) من سكّان حي الزيتون في شمال القطاع «الله رزق بكيسين طحين من المساعدات التي وصلت يوم المجزرة»، مضيفاً أنّ «الكل يعاني من المجاعة والمساعدات التي تصل غزة نادرة ولا تكفي لعدد قليل».
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية («سنتكوم») أنّ طائرات الشحن العسكرية الأمريكية طراز سي-130 «أسقطت أكثر من 38 ألف وجبة على طول ساحل غزة ممّا سمح للمدنيين بالوصول إلى المساعدات الحيوية». وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن الجمعة أن الولايات المتحدة، أبرز داعمي إسرائيل سياسيا وعسكريا منذ بدء الحرب، ستبدأ «في الأيام المقبلة» في إرسال إمدادات الإغاثة جواً.
كما أنّ نقلها إلى الشمال خصوصاً، محفوف بالمخاطر بسبب القتال والقصف الإسرائيلي والدمار الذي يسدّ الطرق وأحياناً بسبب أعمال النهب.
وأكد بايدن أن الولايات المتحدة «ستصّر» على ضرورة سماح الدولة العبرية بدخول كميات إضافية من المساعدات الى القطاع الذي يواجه ظروفاً إنسانية كارثية بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر. ووفق وزارة الصحة التابعة لحماس، توفي 13 طفلاً جراء «سوء التغذية والجفاف» في الأيام الأخيرة. وحذّرت الأمم المتحدة من أنّ 2,2 مليون شخص من أصل 2,4 مليون هم إجمالي سكان القطاع، باتوا مهدّدين بالمجاعة.
إصابات بالرصاص
والخميس، تحوّل توزيع المساعدات في غزة إلى مأساة بعد إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على حشد من الفلسطينيين الذين هرعوا نحو قافلة للمساعدات تضم 38 شاحنة.
وأعلنت الأمم المتحدة أن فريقاً تابعاً لها زار الجمعة مستشفى الشفاء في شمال غزة الذي استقبل مئات الجرحى في المأساة، وذلك غداة مطالبتها مع دول عدّة بإجراء تحقيق في هذه الحادثة.
ودعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السبت إلى إجراء «تحقيق دولي محايد» في الحادث، معتبراً أن «إطلاق الجنود الإسرائيليين النار على مدنيين يحاولون الحصول على مواد غذائية هو أمر غير قابل للتبرير».
وقال بوريل إنّ «المسؤولية عن هذا الحادث تقع على القيود التي يفرضها جيش الاحتلال الإسرائيلي والعراقيل التي يفرضها العنيفون على إمداد المساعدات الإنسانية».
ويواصل الوسطاء قطر والولايات المتحدة ومصر محاولة التوصل الى اتفاق يسمح بإبرام هدنة في القتال لقاء الافراج عن الأسرى الاسرائيليين المحتجزين في القطاع وإدخال مزيد من المساعدات.
وتوجه وفد قيادي من حماس إلى القاهرة مساء السبت لإجراء محادثات جديدة بشأن هدنة في قطاع غزة، حسبما قال مصدر مقرّب من الحركة لوكالة فرانس برس. وقال المصدر طالبًا عدم كشف هويته «من المتوقع أن يتوجه وفد قيادي من حماس إلى القاهرة للقاء المسؤولين المصريين المشرفين على مفاوضات وقف النار ومتابعة تطورات المفاوضات الساعية لوقف العدوان والحرب وصفقة تبادل الأسرى».
وأضاف «سيقوم الوفد بتسليم رد الحركة الرسمي حول اقتراح باريس الجديد».
وبعدما كان أعرب عن أمله في تدخل الهدنة حيز التنفيذ في مطلع الأسبوع المقبل، قال بايدن الخميس إن الاتفاق سيستغرق وقتًا أطول، وذلك بعد مقتل العشرات أثناء توزيع المساعدات.
قال مسؤول أمريكي السبت إن مصير الهدنة يعتمد على موافقة حماس على إطلاق سراح «فئة محددة من الرهائن».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: الولايات المتحدة مساعدات غذائية قطاع غزة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
«الكابينت» يبحث غدًا نتائج مباحثات الوفد المسؤول عن مفاوضات صفقة التبادل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت إذاعة جيش الاحتلال، اليوم الأربعاء، إن «الكابينت» السياسي والأمني، سيبحث غدًا نتائج مباحثات الوفد الإسرائيلي المسؤول عن مفاوضات صفقة التبادل، وذلك بحسبما أفادت فضائية "القاهرة الإخبارية" اليوم الأربعاء.
من ناحية أخرى، أفادت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر، اليوم الأربعاء، بأن حركة حماس رفضت تقديم قائمة المحتجزين الأحياء والأموات، الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى.
تأتي هذه –التصريحات- في ظل تقارير عن مفاوضات غير مباشرة جارية بين إسرائيل و«حماس»، بوساطة دول إقليمية ودولية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق يشمل استعادة المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
التطورات تأتي بينما تشهد غزة استمرارًا للعدوان الإسرائيلي الذي أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 45,000 فلسطيني وإصابة نحو 107,000 آخرين منذ 7 أكتوبر من العام الماضي.
كما يتزامن هذا مع جهود دولية للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد في القطاع، وسط دعوات متزايدة لوقف إطلاق النار وحل القضايا الإنسانية العاجلة.
وكان إعلام إسرائيلي، قال الاثنين الماضي، إن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو أكد -خلال جلسة خاصة بالكنيست- أن التقدم طفيف في المفاوضات مع «حماس» بشأن صفقة تبادل المحتجزين، مشيرًا إلى أنه لا يعلم متى سيتم إنجاز الصفقة.
وكشف «نتنياهو»، أن المفاوضات بشأن غزة، لا تزال تشهد خلافات حول القضايا الرئيسية، وأن المحادثات مستمرة لتقليص الفجوات مع «حماس» بشأن الحرب القطاع.
من ناحية أخرى، نقل إعلام عبري -عن مصادر مطلعة على المفاوضات- القول بأنه يمكن تجاوز الخلافات مع «حماس»، من خلال اتخاذ القرارات السياسية اللازمة من جانب إسرائيل.
لكن هناك شكوك حول قدرة الأطراف على الالتزام بالمهلة، التي حددها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، لتنفيذ صفقة تبادل المحتجزين، قبل تنصيبه في 20 يناير.
بينما تطالب حركة حماس، بانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وإنهاء الحرب، وإطلاق سراح قياديين فلسطينيين مثل «مروان البرغوثي»، لكن إسرائيل ترفض.
وتواصل قوات الاحتلال شن مئات الغارات والقصف المدفعي، وتنفيذ جرائم في مختلف أرجاء قطاع غزة، وارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين.
وينفذ الاحتلال جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 % من السكان.
ودمَّرت الطائرات الإسرائيلية مربعات سكنية كاملة فى قطاع غزة، ضمن سياسة التدمير الشاملة التي ينتهجها الاحتلال في عدوانه المستمر على قطاع غزة.