أثناء أدائي لإحدى الدورات التدريبية عن الإبداع والإبتكار ، طلبت من الحضور أن يرسموا مخلوقا جديداً لا يشبه الإنسان أو بقية الحيوانات في الكون.
كانت المفاجأة أن الجميع لم يوفق في تلك المهمة ولم يكن أمامهم الا أن يرسموا كائنات بصفات بشرية أو تشبه أحد مخلوقات المولى عزّ وجلّ أو بعضاً منها.
وهكذا حال علماء اليوم ،لم يكن أمامهم في محاولاتهم لتطوير الروبوتات التي يمكنها أن تتواصل مع البشر، إلا أن يخترعوا روبوتاً شبيهاً بالإنسان في الشكل والمضمون.
هناك أنواع متعددة للروبوتات الآلية، منها الميكانيكية والصحية والزراعية، والتي تستخدم في المواصلات والمسيرات، وروبوتات فضائية، وأخري متخصصة في الخدمات الذاتية والروتينية والمهام العسكرية والسلامة والإنقاذ والجهد الشاق وغيرها كثير.
إلا أن حياة البشر تطورت وأصبحت هناك إحتياجات إنسانية روبوتية ، تؤدي مهام التسلية والترفيه والتعليم والرعاية بكبار السن، بل وتصبح شريكاً أساسياً في حياة البشر لخدمتهم ومعاشرتهم ومؤانستهم في وحدتهم.
وتفتّق ذهن العلماء عن إختراع روبوتات متخصصة تتقن مهارات التواصل والتفاعل وبثّ المشاعر الإنسانية القريبة من الواقع، وأصبحت تعرف بالروبوت الإجتماعي.
والمقصود بالروبوت الإجتماعي أو الإنسان الآلي الإجتماعي، تلك الروبوتات الشبيهة بالإنسان الطبيعي في الشكل والهيئة والملامح والجنس والقدرات والتفاعل والتواصل بأحاسيس ومشاعر إنسانية تطابق الواقع.
تجدر الإشارة الى أن العلماء اهتدوا في تصنيع تلك الروبوتات الاجتماعية، إلى زراعة وتوظيف مجموعة من المستشعرات والحساسات والمجسّات والمستقبلات في أجساد تلك الروبوتات.
والتي تلتقط مدخلات الصوت والبصر واللمس والتذوق والشم .
وترسلها إلى الجزء المتخصص بتحليل تلك المدخلات ومعالجتها رقمياً من خلال برمجيات متخصصة وكم هائل من البيانات المخزنة في ذاكرة الروبوت, وتحولها الى نتائج وردود أفعال حسية شبيهة بما يفعله البشر تماماً.
وهكذا سنرى في مستقبل الأيام، جيوشاً من الروبوتات الإجتماعية التي تؤدي الكثير من المهام الإنسانية الشمولية، والتي بالضرورة ستلقي بظلالها على طقوس وأنماط الحياة التي نعيشها اليوم بكل أبعادها ، وهذا يتطلب منا أن نضع السيناريوهات الجديدة وغير المتوقعة التي ستغير أسلوب حياتنا الى الأبد.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
العراق يخطط لإنشاء مدينة اقتصادية متخصصة في الطاقة بميسان
أبريل 14, 2025آخر تحديث: أبريل 14, 2025
المستقلة/- ضمن جهودها المستمرة لتوفير بيئة استثمارية متطورة، تعمل الهيئة الوطنية للاستثمار في العراق على تنسيق الجهود مع الجهات المختصة لإنشاء مدينة اقتصادية متخصصة في خدمات الطاقة، وهو مشروع من شأنه أن يسهم بشكل كبير في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في البلاد.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم الهيئة، حنان جاسم، في تصريح لـ”الصباح”، إن المدينة المزمع إنشاؤها ستكون مخصصة بشكل رئيسي لقطاع النفط والغاز والطاقة، موضحة أن تنفيذ المشروع سيجري بناءً على مقترح تبنَّته الهيئة، والذي يتضمن إنشاء مدن اقتصادية متكاملة في مختلف القطاعات مثل الطاقة، الاتصالات، الكهرباء، والصحة.
مدينة “الطيب” الاقتصادية في ميسان: فرصة استثمارية واعدة
ويأتي هذا المشروع في وقت حيوي حيث أبرمت الهيئة عقدًا مع شركة أمريكية لإعداد الفرص الاستثمارية الخاصة بمدينة (الطيب) الاقتصادية في محافظة ميسان. وتعتبر هذه المدينة بمثابة نقطة انطلاق حيوية نحو جذب الشركات العالمية الكبرى، حيث سيتم توفير بيئة استثمارية متطورة ومتنوعة تدعم شركات النفط والغاز والطاقة في أعمالها.
جاسم أكدت أن المدينة ستكون على مسار طريق التنمية في العراق، ومن المتوقع أن تشارك العديد من الشركات الكبرى في الاستثمار فيها، ما يعزز دور القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية. كما أشارت إلى أن المدينة ستكون مركزًا للفرص الاستثمارية التي تسهم في توفير فرص العمل للأيدي العاملة العراقية.
شراكة بين القطاعين العام والخاص
وأضافت المتحدثة أن الهيئة قد تعاقدت مع جهة استشارية قامت بتقديم اقتراحات وأفكار لرفد الوزارة المختصة بالأفكار والمقترحات اللازمة في مجال الطاقة. وستركز الهيئة في تنفيذ المشروع على الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ما يساهم في تحفيز الاستثمارات وزيادة الإنتاجية الاقتصادية في المنطقة.
كما أوضحت جاسم أن المدينة ستوفر فرصًا استثمارية متعددة في مجالات مختلفة مثل الزراعة، التجارة، الصناعة، والترفيه، حيث ستكون نقطة جذب رئيسية للمستثمرين المحليين والدوليين. وسوف تسهم المدينة في رفد موازنة محافظة ميسان بالمبالغ المالية وتوفير بيئة مناسبة لتطوير علاقات اقتصادية مع دول الجوار.
فرص التنمية الاقتصادية في الطريق
مع قرب انطلاق مشروع مدينة (الطيب)، من المتوقع أن يكون لهذا المشروع تأثير كبير في تعميق التعاون الاقتصادي مع دول الجوار، خاصة في ظل موقع المدينة الاستراتيجي الذي يساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية الخارجية.