صحيفة الجزيرة:
2025-03-10@21:25:06 GMT

فضاءات معمارية بالطائف تمزج الماضي بالحاضر

تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT

تميّز أبناء الطائف في تصميم فضاءات جديدة معمارية لتكون مزارًا ترفيهيًا ملهمًا لسكان المحافظة وزوارها من السائحين القادمين من كافة دول الخليج والعالم، مؤكدين أنه ليس أمرًا مستحيلًا, حيث أضفى الأبناء لمنتزهات مركزي الشفا والهدا وقلب الطائف تفاصيلًا وأشكالًا ترتبط بالذاكرة الجماعية للمجتمع وتراثه المعماري العمراني، والاهتمام في إبراز الأماكن السياحية بتصاميم تاريخية، تضم حمولًا من عبق تاريخ المجتمع وأعرافه وتقنياته المحلية في التصميم والبناء، لتُلقي أعمالهم المعمارية الضوء على أن التراث لا يقتصر على الزمن البعيد، بل يشمل الأحداث والأحوال التي شهدها المجتمع على مر الزمن، ويشهدها في وقتنا الحاضر.


ومزج أبناء الهدا والشفا وغيرهما من المناطق في عمارتهم للأماكن الترفيهية, من مقاهي ومطاعم ومنتزهات الماضي بالحاضر والحداثة بالعراقة، والتجدد بالأصالة والكلاسيكية بالنمط العصري الآسر، لتصبح في زيارتها واستقبالها للسائحين، بمثابة رحلة سياحية استثنائية إلى ربوع الماضي الجميل وحياة الأجداد، وما حملته حياتهم قديمًا من تقاسم للمعرفة الفنية، ونقل تفاصيلها الراسخة إلى الناشئة من الأجيال الشابة.
وتمتاز الطائف منذ الأزل بروح تراثها وهواؤها النقي الذي ينعش زوارها أينما وجدوا، وما تحمله من جوانب جمالية كامنة في التراث المعماري في أزمن التنمية والنهضة المعاصرة، وبشكل بصري أخاذ تروى من خلالها روعة التراث وإنجازات الأجداد وقصة الطائف بين الأمس واليوم.
وأضحى التراث المعماري لمنتزهات الطائف يشكل مصدرًا غنيًا لكثير من حقول المعرفة الفنية والثقافية وغيرها، وداعمًا رئيسيًا في صون أفق وجمال التراث المحلي، حيث استطاعت هذه المتنزهات في قلب موازين الإبداع بطابع الهوية الوطنية السعودية، تجمع من خلاله مفهوم التوثيق التقليدي للتراث على أرض الواقع، إلى جانب توظيف التقنيات الحديثة، وتقديم التراث بصورة عصرية تناسب مع الذائقة المحلية والعالمية، ووصولًا إلى بث روح المكان ليكون فنًا حاضرًا في حياة أبناء وطن لا يعتزون بشيء كما هو اعتزازهم بهويتهم السعودية.
ووثقت وكالة الأنباء السعودية “واس” تقدم أعمال الثقافة المعمارية السياحية في الطائف بشكل نوعي، ما جعلها بمثابة متاحف رائعة، بمطاعمها التقليدية، والديكورات الكلاسيكية ذات الطراز القديم المحملة بأدق التفاصيل، التي تعكس الحياة ببساطة متناهية من خلال جلسات تراثية متداخلة مع التصميم الداخلي وإكسسوارات شاع استخدامها في الماضي، وغيرها الكثير من الوجهات الفريدة، وباستخدام التقنيات الحديثة في البناء، وتوفير وسائل الراحة والتجهيزات الحديثة، مثل الأنظمة الذكية والتكنولوجيا المتقدمة، حيث أعادت هذه المتنزهات تشكيل مفهوم “المكان” في الوعي المعماري المعاصر، متفوقة بمدى قدرتها واستلهامها من التراث في تحقيق الاستدامة وأنسنه محيطها، واستيعابها للمعطيات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية عند التصميم لضمان استدامتها عبر الأجيال بطريقة تواكب متطلبات الحاضر مع المحافظة على الشخصية الفريدة لبيئة المحافظة العريقة، محافظة في الوقت ذاته على البيئة العمرانية المحيطة كجزء لا يتجزأ من هذا المورد، وباستخدام مواد محلية طبيعية مثل (جذوع النخيل والعرعر والسمر والسدر والطلح) الموارد الأخرى الصديقة للبيئة (كالطين والجص)، لتكون بيئة متكاملة تحمل نسيج المكان والزمان، مع الاحتفاظ بمسارات الطبيعة للأودية والشعاب المجاورة للمتنزهات حفاظًا على التوازن البيئي، بهدف تحسين حياة الإنسان والحفاظ على البيئة والموروث الحضاري لها.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

براحات الطائف التاريخية.. ساحات للرياضة والسياحة والترفيه

المناطق_واس

تلامس براحات المنطقة التاريخية بالطائف، مشاعر الزوار والسائحين, بروحانيات أعمالها المقدمة خلال الشهر الفضيل، حيث يفضل الكثير من الزائرين العيش مع ذكريات الماضي الذي تحتضنه هذه البراحات التاريخية، والاستمتاع بما تقدمه من تجربة تذوق للمأكولات الشعبية المختلفة كالبليلة، والكبدة، والمشروبات الرمضانية المختلفة، التي يغلب في إعدادها وتقديمها الشباب السعودي، من خلال البسطات المنتشرة على جوانبها.

وتمتاز براحات الطائف التاريخية كبرحة القزاز، برحة زقاق المهراس والحبس، وبرحة السويقة القديمة, وبرحة مسجد بن هادي, بماضي عريق يصل إلى قرابة 290 عامًا، حيث تعد محطة التقاء تجمع العائلات والأفراد في مواسمها الرمضانية، للأنس واللعب والسمر، وكذلك مزار ترفيهي وسياحي تاريخي، يشمل على البرامج و الأنشطة الرياضية والثقافية، والعديد من الألعاب الشعبية التي تزدان بها جنابات السوق وأزقة حارتي أسفل وفوق والسليمانية، حيث تمثل هذه الألعاب للزوار الوسيلة الترفيه الأولى أخذًا بمبدأ استشعار المتعة وقضاء أوقات الفراغ.

أخبار قد تهمك مكافحة المخدرات تقبض على شخصين بمحافظة الطائف لترويجهما مادة الحشيش المخدر وأقراصًا خاضعة لتنظيم التداول الطبي 23 فبراير 2025 - 5:17 مساءً “أسفار” تطلق تجربة سياحية فريدة تجمع بين رفاهية الشاليهات وسحر طبيعة الطائف 14 فبراير 2025 - 2:58 صباحًا

وأكد  المؤرخ عيسى بن علوان, أنه مع إطلالة شهر رمضان تجد أن هذه البراحات تستحوذ على اهتمام الزائرين، لما تحفظه ذاكراتهم من ألفة للمكان وأصالة للزمان، وما يرونه من مشاهدات متنوعة بين الباعة والأطفال، الذين يرتدون الأزياء التراثية، مشيرًا إلى أنه منذ 290 عامًا والبراح تحتفظ برونقها المختلف، حيث تجذب على أثرها الزوار لما تكتسيه محالها من حلي وزينة تشمل دكاكينها العريقة وأبوابها الخشبية العتيقة بألوانها الزاهية، لتُعرض المنتجات التقليدية التي تربط عبق الماضي بالحاضر في تناغم جميل.

ولفت الانتباه إلى جمال التجربة الترفيهية الرياضية والثقافية, التي تصحب المكان، وما تشهده البراحات أو الساحات في كل عام من حضورٍ كبيرٍ وإقبالٍ متميزٍ للعائلات وأطفالهم، لما تمثله من وجهة مميزة للباحثين عن تجربة ثقافية سياحية أصيلة تُجسد عبق التراث أو تجربة ترفيهية رياضية بالتعرف على ألعاب الأولين مثل لعبة الفرفيرة والضومنة، التي يكثر الإقبال عليها طيلة الشهر الفضيل، إلى جانب احتفاظ ذاكرة سوق البلد بلعبة (الكيرم) التي يحبذها الصغار والشباب، بصفتها من الألعاب الرياضية الشعبية التي تحظى بالمنافسة والحماس، والتشجيع للمتنافسين.

مقالات مشابهة

  • محافظ الطائف يُشارك أبناء شهداء الواجب حفل الإفطار
  • رسّام الحياة الحديثة .. الحداثة والعبقرية كما يعرّفهما بودلير
  • بالفخامة وروعة التصميم.. 80 ألف وحدة إنارة تضيء المسجد النبوي
  • تجديد مسجد «فيضة أثقب» على الطراز المعماري التراثي
  • السعودية: الاقتصاد يحقق نموا بنسبة 1.3% خلال العام الماضي
  • موقف الشريعة من التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي
  • الإدارة الحديثة.. المفاهيم والتحديات والاتجاهات المستقبلية
  • براحات الطائف التاريخية.. ساحات للرياضة والسياحة والترفيه
  • الإماراتية تقترح حلولاً معمارية لإنتاج الغذاء في الصحراء
  • إطلاق «السياسة الوطنية للحفاظ على التراث المعماري الحديث»