عودة «جالاوي» تثير خوف رئيس الوزراء البريطاني.. يدعم القضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
شهدت الساحه السياسية في بريطانيا انقساما، وذلك بعد نجاح السياسي المخضرم جورج جالاوي، في الفوز بالانتخابات الفرعية للبرلمان البريطاني في مدينة روتشديل بشمال إنجلترا، كمرشح عن حزب العمال البريطاني، في حملة تعد هي الأكثر إثارة للانقسامات داخل إنجلترا، بسبب الحرب الدائرة على قطاع غزة، وهو ما اضطر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، للإعراب عن خوفه بشأن جالاوي قائلاً إنه «أمر مثير للقلق»، وفقا لوسائل إعلام بريطانية.
وفي خطاب النصر الذي ألقاه جالاوي، هاجم فيه كلاً من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وزعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر، قائلاً «ستدفعون ثمنا باهظا للدور الذي لعبتوه في تمكين المذبحة في غزة وتشجيعها وتغطيتها».
كما وجَّه رسالة خاصة لستارمر قائلاً «كير.. هذا من أجل غزة»، وذلك لمواقفهم الداعمة للحرب التي يشنها الاحتلال منذ أشهر داخل قطاع غزة، والتي استشهد على أثرها أكثر من 30 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة بقطاع غزة.
ويعرف عن جالاوي معارضته للحرب في كل من العراق وأفغانستان، وكذلك الإبادة الجماعية التي تدور في قطاع غزة الآن، ما جعل حملته الانتخابية هي الأكثر نشاطاً في روتشديل، وذلك لأن المسلمين فيها يشكلون نحو 20% من الناخبين، وعليه جاءت النتيجة بأغلبية تصويت بلغت 5697 صوتًا عن أقرب منافسية ديفيد تولي، المرشح المستقل الذي قرر أن يخوض السباق قبل يوم واحد فقط من إغلاق باب الترشيحات.
حرب التصريحات بين سوناك وجالاويوهو ما دفع سوناك للتعليق على النتيجة، ففي تصريحات نقلتها وسائل إعلام بريطانية قال «إن فوز جالاوي أمر مثير للقلق لأنه يرفض الاعتراف بما حدث في السابع من أكتوبر»، كما أكد أن الاحتجاجات المناصرة لفلسطين في بريطانيا ينتج عنها أعمال عنف، وهو ما يمثل تهديدا واضح للبلاد، وفقا لزعمه، ورد جالاوي على هذه الاتهامات، قائلا «لا يهمني حديث من يدعم الإبادة الجماعية ضد سكان غزة»، مؤكدا أن سوناك يتبع طريقا خطيرا في سياساته، وأن حزب العمال هو الترياق ضد التطرف، وليس داعما له.
وقبل حوالي شهر، أعلن حزب العمال البريطاني سحب دعمه لـ«أزهار علي»، مرشح روتشديل في الانتخابات الفرعية، بعد تسريب تصريحات له قال فيها إن إسرائيل هي من سمحت بحدوث هجوم يوم السابع من أكتوبر كذريعة لـ«غزو غزة»، وعليه قرر الحزب تعليق عضويته منتظرين نتائج التحقيقات، وبعد أن كان علي، الأوفر حظا للفوز في الانتخابات، جاء سحب ترشيحه لصالح جالاوي، الذي يُعد بمثابة الشوكة في ظهر رئيس الوزراء سوناك.
وأشارت صحيفة «معاريف» العبرية، إلى أن التقديرات في بريطانيا تشير إلى أن البرلمان المقبل في البلاد سيكون أكثر عداءً لدولة الاحتلال، وهو ما يتنافى مع ميول وسياسة رئيس الوزراء سوناك.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ريشي سوناك بريطانيا انتخابات البرلمان البريطاني الحرب على غزة رئیس الوزراء حزب العمال وهو ما
إقرأ أيضاً:
علي فوزي يكتب: القضية الفلسطينية بين المطرقة والسندان
القضية الفلسطينية تواجه ضغوطًا شديدة ومتشابكة في ظل التحديات المستمرة، وهي بين "المطرقة" الاعتداءات المستمرة وسياسات الاحتلال الإسرائيلي، و"السندان" الانقسامات الداخلية والعوامل الإقليمية والدولية المعقدة.
فالاحتلال الإسرائيلي يستمر في سياساته التوسعية عبر الاستيطان في الضفة الغربية، والإجراءات القمعية في القدس وقطاع غزة، التي تزيد من معاناة الشعب الفلسطيني، وسط دعم دولي متباين ومستمر لإسرائيل، خاصة من بعض القوى الكبرى.
من جهة أخرى، تعاني الساحة الفلسطينية من انقسامات داخلية بين الفصائل الرئيسية، مثل فتح وحماس، مما يُضعف الجبهة الداخلية ويحدّ من قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى موقف موحد لتحقيق أهدافهم الوطنية. هذه الانقسامات تمنح إسرائيل فرصة لفرض سياسات جديدة دون معارضة موحدة.
وعلى الصعيد الدولي، تبدو الخيارات محدودة أمام الفلسطينيين، حيث تظل القضية الفلسطينية في ظل التوازنات الإقليمية الحالية، رهينة للصراعات والتحالفات السياسية التي غالبًا ما تتغاضى عن حقوق الشعب الفلسطيني.
ورغم أن العديد من الدول العربية تجدد دعمها للقضية الفلسطينية، فإن موجة التطبيع الأخيرة مع إسرائيل، دون تحقيق تقدم فعلي في ملف الدولة الفلسطينية، أضافت تعقيدًا جديدًا للمشهد.
بذلك، يقف الفلسطينيون بين مطرقة الاحتلال وضغوطه المتزايدة، وسندان التحديات الداخلية والعوامل الإقليمية والدولية، مما يجعل تحقيق الأهداف الفلسطينية تحديًا كبيرًا، يتطلب رؤية موحدة ودعمًا إقليميًا ودوليًا أكثر تماسكًا وفعالية.