روسيا تقصف مدنا أوكرانية وزيلينسكي يناشد الغرب المزيد من السلاح
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
قصفت روسيا مجددا مدن أوديسا وخيرسون وخاركيف وزابوريجيا الأوكرانية، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى، فيما حثت كييف حلفاءها الغربيين على مدها بالمزيد من السلاح وسط انتكاس قواتها في الجبهات الشرقية.
وقد أعلنت السلطات الأوكرانية السبت مقتل 10 أشخاص على الأقل جراء قصف روسي، بينهم سبعة في مدينة أوديسا الجنوبية.
وأفادت فرق إسعاف في أوكرانيا بأن هجمات روسية استهدفت مبنى من تسعة طوابق في مدينة أوديسا المطلّة على البحر الأسود ليل الجمعة السبت، وأسفرت عن مقتل سبعة أشخاص بينهم طفل.
وقالت ناتاليا -وهي إحدى سكان الحي- "الأمر مخيف. الأضرار كبيرة، هناك نوافذ مكسورة وسيارات".
كما أصيب ثمانية أشخاص بجروح، بينهم طفل، بحسب الإسعاف الأوكراني. وأظهرت صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أن المبنى دُمّر بالكامل.
كذلك، قتل ثلاثة أشخاص بضربات روسية على مناطق خيرسون وخاركيف وزابوريجيا في أوكرانيا، بحسب السلطات.
مطالب زيلينسكي
من جانبه، ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بما سماه مواصلة موسكو "قصف المدنيين"، وطلب من الدول الغربية تزويد بلاده بالمزيد من أنظمة الدفاع الجوي.
وقال زيلينسكي "نحتاج من شركائنا إلى المزيد من أنظمة الدفاع الجوي. ينبغي علينا تعزيز الدرع الجوي لأوكرانيا من أجل حماية شعبنا بشكل أفضل من الإرهاب الروسي. المزيد من أنظمة الدفاع الجوي ومن الصواريخ لأنظمة الدفاع الجوي تنقذ أرواح" الأوكرانيين.
ودعا زيلينسكي إلى توفير الذخيرة والمزيد من أنظمة الدفاع الجوي والطائرات المقاتلة.
وتواجه المعونات العسكرية الغربية لأوكرانيا معوقات عدة، أبرزها انقسام الكونغرس الأميركي بين الجمهوريين والديموقراطيين حيال حزمة مساعدات اقترحتها إدارة الرئيس جو بايدن، ومحدودية القدرات الأوروبية على توفير الكميات اللازمة من الذخائر.
وقال زيلينسكي الأحد متوجّها إلى حلفائه الغربيين إن انتصار أوكرانيا على روسيا "يتوقف عليكم".
الوضع الميداني
وتأتي هذه الصعوبات في وقت تحقق القوات الروسية تقدما ميدانيا في ظل معاناة الجنود الأوكرانيين من الانهاك جراء المعارك المتواصلة دون هوادة مع جيش روسي متفوّق بعديده.
وقد سيطرت القوات الروسية على عدة قرى صغيرة في إقليم دونباس (شرق) وأجبرت الأوكرانيين على إعادة تنظيم خطوط دفاعهم في المنطقة.
وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي أثناء زيارته لمواقع عسكرية على الخطوط الأمامية السبت، إن "الوضع على الجبهة لا يزال صعبا، لكنه تحت السيطرة".
في المقابل، يرجح أن أوكرانيا نفذت بدورها هجوما بمسيّرة ليل الجمعة السبت، مما أدى إلى إلحاق أضرار بمبنى سكني في سان بطرسبورغ، ثاني أكبر مدن روسيا.
وأفاد مسؤول في المدينة الروسية التي تبعد زهاء ألف كلم عن الحدود، بوقوع "حادث"، وهو مصطلح استخدم سابقا لوصف الهجمات الأوكرانية، لكنه أكد عدم تسجيل إصابات.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على صفحات التواصل الاجتماعي الروسية مسيّرة يبدو أنها سقطت على المبنى وتسببت بانفجار.
وقال الحرس الوطني في المدينة إن المعلومات الأولية تفيد بحدوث أضرار ناجمة عن "سقوط مسيّرة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: من أنظمة الدفاع الجوی
إقرأ أيضاً:
لهذا السبب أطلقت روسيا صاروخها العابر للقارات على أوكرانيا
من خلال إطلاق صاروخ باليستي جديد متوسط المدى على أوكرانيا يوم الخميس، كشفت روسيا عن تهديدات جديدة لكييف وحلفائها الغربيين بهدف وقف الضربات الأوكرانية بالأسلحة التي يوفرها الغرب على الأراضي الروسية، والاستسلام في المعركة المستمرة بين البلدين منذ أكثر من سنتين.
الهجوم على مدينة دنيبرو الشرقية أثار مخاوف في الغرب بشأن تصعيد كبير في الحرب المستمرة، ودفع أوكرانيا إلى طلب قدرات دفاع جوي جديدة من واشنطن للمساعدة في اعتراض هذا النوع من الصواريخ. رسالة تخويفلكن محللين ومسؤولين في أوكرانيا والغرب قالوا إنه على الرغم من أن الهجوم صاحبه زيادة كبيرة في تصريحات التهديد، إلا أنه في النهاية كان مجرد تبجح أكبر للكرملين، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
وقالت المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي فرح دخل الله خلال رسالة عبر الإيميل، إن موسكو تهدف إلى "تخويف من يدعمون أوكرانيا.. إن نشر هذه القدرة لن يغير مسار الصراع ولن يردع حلفاء الناتو عن دعم أوكرانيا".
ونشرت وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تفاصيل جديدة بشأن الصاروخ يوم الجمعة، حيث طار بسرعة 11 ضعف سرعة الصوت واستغرق حوالي 15 دقيقة للوصول إلى دنيبرو من منطقة أستراخان الساحلية الروسية. وقالت الوكالة إنه مزود بستة رؤوس حربية، كل منها يحتوي على 6 ذخائر صغيرة.
وقال رئيس حكومة غور كيريلو بودانوف، إن الصاروخ تجريبي وإن أوكرانيا تعلم أنه من المقرر إجراء نسختين تجريبيتين على الأقل. وقال الجمعة إن الصاروخ لم يدخل بعد "سلسلة الإنتاج، والحمد لله".
وأضاف، "حقيقة أنهم استخدموها في نسخة خالية من الأسلحة النووية هي، كما يقولون، تحذير منهم، بأنهم ليسوا مجانين تماماً".
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس، إن روسيا ضربت دنيبرو بصاروخ باليستي متوسط المدى "غير نووي تفوق سرعته سرعة الصوت يطلق عليه اسم أوريشنيك"، وهو ما يعني عسلي باللغة الروسية.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن الصاروخ الذي كان مسلحاً برأس حربي تقليدي هو نسخة تجريبية من الصاروخ الباليستي الروسي "آر إس-26 روبيج" متوسط المدى.
Putin threatens the West and fires a new hypersonic ballistic missile at Ukraine. Our latest @BBCNews report from Moscow. Producer @BenTavener pic.twitter.com/ReOY59yNo0
— Steve Rosenberg (@BBCSteveR) November 21, 2024 اختبارات ولم تكشف أوكرانيا بشكل كامل عن حجم الأضرار الناجمة عن الضربة الصاروخية الروسية، باستثناء القول إنها ضربت منطقة صناعية في المدينة. لا تعلق كييف عادة على الأضرار التي لحقت بالمواقع العسكرية.وقال بوتين، إن الهجوم على دنيبرو كان "اختباراً" للسلاح، رداً على قرار إدارة بايدن الأخير الذي سمح لأوكرانيا بإطلاق نظام الصواريخ التكتيكية التابع للجيش الذي زودته الولايات المتحدة، والذي يصل مداه إلى 190 ميلاً، على أهداف داخل روسيا.
وفي يوم الثلاثاء، أطلقت القوات الأوكرانية النار لأول مرة داخل روسيا، مستهدفة مستودع أسلحة في منطقة بريانسك. في اليوم التالي، استخدموا صواريخ ستورم شادو التي قدمتها المملكة المتحدة لمهاجمة منطقة كورسك الروسية، في عملية وصفها مسؤول أوكراني يوم الجمعة بأنها "ناجحة”.
وفي أعقاب الهجمات، كانت هناك مخاوف واضحة بشأن الانتقام الروسي، بما في ذلك إغلاق البعثات الدبلوماسية الأجنبية في كييف لمدة يوم، بما في ذلك السفارة الأمريكية، التي استشهدت بمعلومات استخباراتية حول هجوم روسي محتمل. يوم الجمعة، تم إلغاء جلسة برلمانية، مرة أخرى بسبب مخاوف من هجوم.
وأكد بيسكوف، أن "الجانب الروسي أظهر بوضوح قدراته"، مضيفاً أن "ملامح المزيد من الإجراءات الانتقامية تم تحديدها بوضوح أيضاً".
Ukrainian President Zelensky:
"Today, there was a new Russian missile. All the characteristics – speed, altitude – are of an intercontinental ballistic missile. Analysis is currently underway. It is obvious that Putin is using Ukraine as a testing ground."… pic.twitter.com/mkmEX15Twl
لكن المراقبين شككوا فيما إذا كان لدى روسيا ما يكفي من الصواريخ لشن مثل هذه الضربات بانتظام، وقالوا إن الهجوم ربما كان مدفوعاً بمخاوف حقيقية في روسيا بشأن كيفية الاستمرار في تزويد الخطوط الأمامية إذا كانت أوكرانيا قادرة على استهداف مستودعات الأسلحة الرئيسية ومواقع الدعم الخلفية الأخرى بالصواريخ الغربية.
By launching a new nuclear-capable intermediate-range ballistic missile at Ukraine on Thursday, Russia was threatening Kyiv and its Western allies with the aim of stopping Ukrainian strikes with Western-supplied weapons on Russian territory — or else. https://t.co/WL7QQk8PF0
— The Washington Post (@washingtonpost) November 22, 2024"هذه بالتأكيد محاولة لتخويف الغرب ومحاولة لإجبار الغرب على عدم مساعدة أوكرانيا. لكن من ناحية أخرى، هذا أيضاً مظهر من مظاهر الذعر المطلق لبوتين نفسه"، بحسب ميخايلو بودولياك، مستشار المكتب الرئاسي الأوكراني.
وأضاف، أن استراتيجية روسيا كانت دائماً اختبار الرد العالمي على تصعيداتها المختلفة، مشيراً إلى كيف انتظرت موسكو لترى كيف سيرد الغرب على غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022، والضربات الصاروخية المتكررة على المدنيين، والهجمات على شبكة الكهرباء، ومؤخراً، نشر القوات الكورية الشمالية والإعدام المنتظم للسجناء في ساحة المعركة.
Russia launched a new intermediate-range ballistic missile on Thursday toward Dnipro in Ukraine, an attack that officials in Kyiv initially said was an intercontinental ballistic missile. https://t.co/hvBEPq0ZmT pic.twitter.com/M6ozEW6VPf
— ABC News (@ABC) November 22, 2024وتابع بودولياك: "هذا كله اختبار... والآن هناك محاولة جديدة.. هجوم عابر للقارات على السكان المدنيين. ماذا بعد؟".
وفي روسيا، تم تقديم الهجوم الصاروخي على أنه انتصار كبير ورسالة قوية لأعداء البلاد.