أبرز تطورات اليوم الـ148 للحرب الإسرائيلية على غزة
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
في اليوم الـ 148 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، استمر الاحتلال في ارتكاب المجازر حيث قصف للمرة الثانية خلال 3 أيام حشودا لفلسطينيين ينتظرون المساعدات غرب مدينة غزة، كما ارتكب مجزرتين في جباليا شمالا ورفح جنوبا.
ومع تفاقم الوضع الإنساني وأزمة الجوع أعلنت القيادة الوسطى الأميركية أنها نفذت، مع القوات الجوية الأردنية، عمليات إسقاط جوي مشتركة للمساعدات الإنسانية في غزة، في حين ارتفع عدد الوفيات بين الأطفال في "مستشفى كمال عدوان" بسبب سوء التغذية ونقص الدواء إلى 13.
ميدانيا أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 3 عسكريين وجرح 14 آخرين في معارك طاحنة يخوضها مع المقاومة الفلسطينية التي نشرت بيانات جديدة وصورا تثبت تكبيها قوات الاحتلال خسائر جديدة في حين الزيتون.
وبينما تم الإعلان عن جولة جديدة من المفاوضات لصفقة تبادل بين إسرائيل وحركة حماس في القاهرة غدا الأحد، واصل أهالي المحتجزين الإسرائيليين ضغطهم على حكومة بنيامين نتنياهو بتنظيم مسيرة حاشدة في تل أبيب والقدس.
وقد استشهد فلسطيني مع استمرار التصعيد في الضفة، وبينما أعلن حزب الله مهاجمة 6 مواقع إسرائيلية بينها مقر قيادة في مستوطنة ليمان بالجليل الغربي، أعلن الجيش الاسرائيلي قصف سيارة في الناقورة بجنوب لبنان.
مجازر مستمرة
استشهد 11 فلسطينيا، في غارة إسرائيلية على خيام للنازحين قرب مستشفى تل السلطان للولادة غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. وقالت وزارة الصحة في غزة إن نحو 50 آخرين من بينهم أطفال، أصيبوا نتيجة الغارة التي استهدفت الخيام، وتجمعا للمواطنين النازحين بجوار بوابة المستشفى.
كما أفاد مراسل الجزيرة بأن 20 فلسطينيا استشهدوا، وأصيب 16، جراء قصف إسرائيلي استهدف ليلا منزلا غرب مخيم جباليا. وقالت وزارة الصحة في غزة إن جيش الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ24 الأخيرة، 10 مجازر بحق العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتَها 92 شهيدا، و156 جريحا. اقرأ المزيد
استهداف جديد لحشود تنتظر المساعداتوأعلنت وزارة الصحة في غزة انتشال شهيدين من دوار النابلسي ليرفع عدد شهداء "مجزرة الطحين" التي وقعت الخميس الماضي إلى 118 والجرحى إلى 760.
وبعد ثلاثة أيام من المجزرة أطلق جيش الاحتلال النار والقذائف على حشود تنتظر دخول المساعدات قرب دوار النابلسي، غربي مدينة غزة؛ وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد شخص، وإصابة 26 ، إثر إطلاق قوات الاحتلال النار والقذائف على حشود المنتظرين. وقد حصلت الجزيرة على مقاطع مصورة تظهر لحظة إطلاق قوات الاحتلال النار على فلسطينيين كانوا يترقبون وصول المساعدات.
اقرأ المزيد
مطالبة بتحقيق بمجزرة الطحين
قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن إطلاق الجنود الإسرائيليين النار على المدنيين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى المواد الغذائية أمر غير مبرر. وطالب بوريل بتحقيق دولي محايد في هذا الحدث الذي وصفه بالمأساوي.
وأشار إلى انه تقع على عاتق إسرائيل مسؤولية الامتثال لقواعد القانون الدولي، وحماية توزيع المساعدات الإنسانية على المدنيين. وحث بوريل مجلس الأمن على الدعوة إلى وقف عاجل للأعمال العدائية، والتأكيد على الضرورة القصوى للسماح بوصول المساعدات بشكل سريع وآمن وحماية المدنيين في غزة. اقرأ المزيد
وفيات أطفال الجوعومع تفاقم أزمة الجوع أفاد مراسل الجزيرة إن عدد الوفيات بين الأطفال في "مستشفى كمال عدوان" شمال قطاع غزة بسبب سوء التغذية ونقص الدواء ارتفع إلى 13.
وكان مدير مستشفى كمال عدوان أعلن عن وفاة 7 أطفال أمس الجمعة، مشيراً إلى أن الأطفال يواجهون جفافا متقدما، وسوء تغذية، في ظل خروج المستشفى عن الخدمة.
إنزال مساعدات أميركيةوفي تطور هو الأول من نوعه أعلنت القيادة الوسطى الأميركية أنها نفذت، مع القوات الجوية الأردنية، عمليات إسقاط جوي مشتركة للمساعدات الإنسانية في غزة.
وقال مسؤول أميركي إن العملية تضمنت إسقاط 66 طرد مساعدات من الجو، تتضمن نحو 38 ألف وجبة غذاء. ونقلت "سي إن إن" عن المسؤولين أن الطرود لم تتضمن أدوية أو مياها. اقرأ المزيد
خسائر الاحتلالوأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 3 عسكريين وإصابة 14 آخرين بينهم 5 حالتهم خطيرة وأحدهم ضابط بتفجير عبوات في مبنى بخان يونس جنوب قطاع غزة.
من جانبها أعلنت كتائب القسام تفجير منزلا مفخخ بقوة إسرائيلية راجلة من 7 جنود وإيقاعها بين قتيل وجريح شمال خان يونس.
وكان الجيش الاسرائيلي قال في بيان له إن جنود لواء الكوماندوز يواصلون خوض معارك عنيفة غرب خان يونس، قضوا خلالها على عشرات من المقاومين الفلسطينيين حسب إعلانه. وذكر البيان أن القوات الإسرائيلية نفذت عمليات دهم لمواقع وفق معلومات استخبارية محددة بينها مجمعا يعود إلى رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار.
اقرأ المزيد
معارك حي الزيتون
وحصلت الجزيرة على مشاهد جديدة للمعارك بين كتائب القسام والجيش الإسرائيلي في حي الزيتون بغزة. وتظهر المشاهد استهداف دبابات وإعطابها وتفخيخ كمائن بقوات إسرائيلية في حي الزيتون.
وقالت كتائب القسام إن مقاتليها في حي الزيتون استولوا على طائرة استطلاع من طراز (سكاي لارك) كانت في مهمة استخباراتية جنوب حي الزيتون بمدينة غزة.
وأضافت أن مقاتليها فجروا دبابتين صهيونيتين من نوع "ميركافا" بعبوات "شواظ" جنوب شرق الحي، وأنها فجرت عبوة مضادة للأفراد في قوة إسرائيلية راجلة جنوب شرق حي الزيتون، إضافة إلى استهداف دبابتي "ميركافا" بقذائف "الياسين 105" جنوب شرق حي الزيتون. اقرأ المزيد
من جهته قال الناطق باسم سرايا القدس أبو حمزة إن المقاومة أوقعت، قبل أيام، جميع أفراد قوة صهيونية في حي الزيتون قتلى وأشلاء؛ وأضاف أنه على مدار الأيام الماضية نفذت المقاومة العديد من المهام القتالية المتنوعة ضد قوات الاحتلال. اقرأ المزيد
شهادات مروّعة من سجون إسرائيلنقلت وكالة "اسوشيتد برس" شهادة لمعتقلة فلسطينية من قطاع غزة بعد الإفراج عنها، تضمنت تفاصيل لتعامل جيش الاحتلال مع المعتقلين، وأساليب الترويع والإذلال التي ينتهجها.
وذكرت الوكالة أن تقريرا لمنظمة حقوقية إسرائيلية أفاد بأن مصلحة السجون الإسرائيلية والجيش مُنحا حرية التصرف مع المعتقلين بالطريقة التي يراها القائمون على السجن مناسبة. اقرأ المزيد
أول مظاهرة داخل الخط الأخضرشهدت بلدة كفركنا، شمال مدينة الناصرة، أول مسيرة داخل الخط الأخضر منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة للمطالبة بوقف الحرب وسياسة التجويع ضد المدنيين في القطاع.
وقال بيان للجنة المتابعة العليا داخل الخط الأخضر إن المظاهرة جاءت أيضاً للتعبير عن موقف حازم ضد فرض قيود على الفلسطينيين داخل الخط الأخضر خلال شهر رمضان، ومنعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى.
مفاوضات القاهرةقالت مصادر للجزيرة بأن وفدين من حركة حماس وإسرائيل سيصلان إلى القاهرة غدا الأحد، لبدء جولة تفاوض جديدة غير مباشرة للوصول إلى اتفاق.
من جانبها، قالت الخارجية القطرية إن رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني استعرض، خلال لقاء مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، آخر التطورات في غزة. وأضاف بيان الخارجية القطرية أن الطرفين ناقشا الجهود المشتركة مع الشركاء الإقليميين والدوليين للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار.
من جانبها ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أنه لن يتوجه وفد إسرائيلي إلى القاهرة قبل الحصول على إجابات واضحة من حركة حماس بشأن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
من جهتها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مسؤول كبير لم تكشف هويته أن إسرائيل لن ترسل أي وفد إلى محادثات القاهرة ما لم تحصل على قائمة كاملة بأسماء المحتجزين في غزة الذين ما زالوا على قيد الحياة. اقرأ المزيد
وصلت إلى القدس المحتلة مساء اليوم السبت المسيرة التي نظمها آلاف الإسرائيليين، للمطالبة بإطلاق سراح الأسرى لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد أثناء مشاركته في مسيرة أهالي الأسرى، إنه إذا لم يعد المختطفون إلى منازلهم فستكون إسرائيل خانت مواطنيها، ويجب ألا يُسمح بذلك، وفق تعبيره. وأضاف لبيد أن إسرائيل تقف إلى جانب عائلات المحتجزين، وتحتضنهم، وتشارك في نضالهم من أجل إعادتهم إلى وطنهم، حسب تعبيره.
وبالتزامن تظاهر إسرائيليون في تل أبيب لمطالبة الحكومة باستعادة الأسرى المتبقين في غزة، وتقدر إسرائيل عددهم بنحو 130، كما ترجح مقتل عدد منهم. اقرأ المزيد
غانتس لا ينسق مع نتنياهونقلت رويترز عن مسؤول بالبيت الأبيض أن كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي ستلتقي الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس الاثنين في واشنطن.
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قالت إن غانتس سيتوجه الأحد إلى واشنطن، وبعدها إلى لندن، لعقد سلسلة من الاجتماعات دون التنسيق مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وأضافت الصحيفة أن مقربين من نتنياهو أكدوا غضبه من تصرف غانتس، وأنه يخالف اللوائح الحكومية، وفق تعبيرهم.
شهيدان واقتحامات بالضفةفي الضفة الغربية، استشهد طفل فلسطيني يبلغ من العمر 13 عاما برصاص الاحتلال في مخيم الجلزون شمالي رام الله مساء اليوم الخميس، وكان أهالي قرية "كفر نعمة"، غرب مدينة رام الله شيعوا في وقت سابق جثمان الشهيد الفتى محمد الديك الذي استُشهد بإصابة في رأسه، بعد أن أطلقت قوات الاحتلال النار عليه خلال مواجهات اندلعت في البلدة فجر اليوم السبت.
وقد واصلت قوات الاحتلال اقتحاماتها وعمليات الاعتقال في مدن وبلدات الضفة حيث دهمت منطقة سومرة التي شهدت حادثة طعن لمستوطن. كما هاجم مستوطنون منازل في قرية برقة شرق رام الله بوسط الضفة الغربية وحطموا ممتلكات للأهالي. ونشرت مواقع فلسطينية مقاطع مصورة تظهر تصدي الأهالي للمهاجمين. اقرأ المزيد
تغطية صحفية: الأهالي يتصدون لهجوم مستوطنين على بلدة برقا شرق رام الله. pic.twitter.com/kf3bj5wyPQ
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 2, 2024
اشتباكات بين الأجهزة الأمنية ومقاومين بمخيم جنين
قال مراسل الجزيرة إن اشتباكات مسلحة اندلعت الليلة بين أجهزة الأمن الفلسطينية ومقاومين في مخيم جنين بشمال الضفة الغربية إثر محاولة اعتقال المطارد والأسير المحرر قيس السعدي.
وأضاف المراسل أن السعدي أصيب أثناء مطاردته في المخيم.
مظاهرات ومسيرات عبر العالمشهدت مدن حول العالم شهدت دول أوروبية عدة ومدن حول العالم اليوم السبت مظاهرات تندد بالحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة وتطالب بوقفها.
ومن بين الدول التي شهدت مسيرات ومظاهرات فرنسا وبريطانيا وألمانيا والدانمارك والسويد ولوكسمبورغ والنمسا واليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا. اقرأ المزيد
مظاهرات في باريس للتنديد بالمجازر الإسرائيلية في حق الفلسطينيين وللمطالبة بوقف فوري للحرب ومحاسبة المتورطين.. التفاصيل مع مراسل الجزيرة حافظ مريبح من العاصمة الفرنسية#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/p7VF8Th1QM
— قناة الجزيرة (@AJArabic) March 2, 2024
جبهة جنوب لبنانوفي جبهة جنوب لبنان أعلن حزب الله مهاجمة 6 مواقع إسرائيلية بينها مقر قيادة إسرائيلي مستحدث في مستوطنة ليمان بالجليل الغربين في حين أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف سيارة جنوبي لبنان كانت تقل مسؤولين عن إطلاق الصواريخ. اقرأ المزيد
اليمنأعلنت وزارة النقل التابعة للحوثيين في اليمن أن أعمالا عدائية بريطانية وأميركية تسببت في خلل بالكابلات البحرية في البحر الأحمر. وأكدت حرص اليمن على أمن الكابلات البحرية بالمياه اليمنية وفقا للقوانين الدولية
كما أعلنت خلية الأزمة، التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمخولة للتعامل مع السفينة البريطانية "إم في روبيمار" عن غرق السفينة مساء أمس الجمعة، بالتزامن مع العوامل الجوية والرياح الشديدة التي يشهدها البحر الأحمر.
وأعربت الخلية عن أسفها لغرق السفينة التي ستسبب كارثة بيئية في المياه الإقليمية اليمنية والبحر الأحمر، لاحتوائها على آلاف الأطنان من الأسمدة غير العضوية والوقود، وفق التحذيرات الدولية.
اقرأ المزيد
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: داخل الخط الأخضر الاحتلال النار مراسل الجزیرة قوات الاحتلال فی حی الزیتون جیش الاحتلال اقرأ المزید قطاع غزة رام الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير: ليلة الآليات المحترقة .. حين تُقصف الأذرع التي تساعد غزة على النجاة
غزة- «عُمان»- بهاء طباسي: في ساعات الليل الأولى من الإثنين، الثاني والعشرين من أبريل 2025، اشتعلت السماء فوق غزة بموجات متلاحقة من القصف، كان الصوت هذه المرة مختلفًا، وكذلك الهدف. لم يكن منزلًا ولا مسجدًا أو حتى مدرسة؛ بل كانت الجرافات والكباشات والآليات الثقيلة هدفًا مباشرًا لصواريخ الاحتلال الإسرائيلي.
غارات تحرق المعدات الثقيلة
«كأنهم يقتلون أذرعنا وأقدامنا»، هكذا وصف محمد الفرا، موظف في بلدية خانيونس، مشهد احتراق كراجه البلدي الذي يحتضن آخر ما تبقى من جرافات. ويضيف لـ«عُمان»، بينما يلف ذراعه المصابة بشاش طبي: «نستخدم هذه الآليات لفتح الطرق، لانتشال الشهداء، لتوصيل المياه، لإزالة الركام.. هم لا يقصفون الآلة، بل يقصفون قدرتنا على التنفس».
في منطقة القرارة شرق خانيونس، استُهدفت جرافات تعود لشركة جورج، كانت تعمل ضمن مشاريع إعادة الترميم في ظل هدنة سابقة سمحت بدخولها. وقد دُمرت بالكامل.
أمّا في جباليا شمال قطاع غزة، فامتدت النيران إلى كراج بلدي آخر، تحوّل إلى رماد بعد أن طالته قذائف الطائرات الإسرائيلية. كان الكراج يضم معدات مصرية أدخلت خلال اتفاقات إنسانية سابقة، لكنها الآن باتت أجزاء محترقة متناثرة.
الدفاع المدني بلا أدوات
«نطفئ النار بصدورنا، ونحفر بأيدينا»، يصرخ أحد أفراد طواقم الدفاع المدني بينما يحاول بصعوبة السيطرة على حريق اشتعل في إحدى الجرافات قرب مجمع السرايا وسط غزة.
يقول الرائد محمد المغير، المسؤول فيرالدفاع المدني في قطاع غزة: «كل المعدات التي نملكها إما أُتلفت أو باتت غير صالحة للاستخدام، نقوم بانتشال الضحايا من تحت أنقاض منازل قُصفت منذ أيام، باستخدام أدوات يدوية».
ويوضح المغير لـ«عُمان»: «الاحتلال يعلم أننا بحاجة لهذه الجرافات لفتح الطرق المغلقة بالركام والنفايات، وللبحث تحت الأنقاض عن أحياء ربما ما زالوا يصارعون الموت. لهذا يستهدفها عمدًا».
ركام فوق الركام
تُظهر الصور الجوية -التي التُقطت فجر اليوم، من طائرات استطلاع غير مأهولة- مساحات واسعة من خانيونس وقد تحولت إلى ساحة فوضى: حفارات محطمة، شاحنات محروقة، وشوارع مملوءة بالركام من جديد بعد أن جُهزت لمرور فرق الإنقاذ.
في شارع الثلاثيني بمدينة غزة، شوهدت نيران مشتعلة تلتهم أرضًا زراعية كانت تأوي ثلاث جرافات، كانت تعمل على توسعة ممر طارئ لوصول المساعدات. الآن، تحولت الأرض إلى مقبرة للأمل.
تقول منى سكيك، وهي مهندسة بقسم الطوارئ في بلدية غزة خلال حديثها لـ«عُمان»: «في كل مرة نعيد ترتيب ركامنا، يأتي الاحتلال ليبعثره من جديد»،
وتشير إلى صور كانت قد التقطتها لجرافة بلون أصفر فاقع قبل أن تُقصف بساعات: «كان زميلنا هاني يقول إن هذه الجرافة ستُسهم في إنقاذ حياة مئات الأشخاص. لم يعلم أنها ستُدمر بهذه الطريقة، كي لا ننقذ أحدًا».
سياسة الأرض الميتة
ما يحدث لا يبدو عشوائيًا، بل هو تنفيذ دقيق لسياسة إسرائيلية قديمة متجددة، تهدف إلى تدمير أي مقومات لحياة مدنية. يقول الدكتور نائل شعث، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة: «الاحتلال لا يكتفي بقتل الناس، بل يقتل القدرة على الترميم والبقاء».
ويضيف لـ«عُمان»: «استهداف الجرافات جزء من سياسة الأرض المحروقة، التي تهدف إلى إفراغ المناطق من السكان، ومنع العودة إليها، عبر نسف كل أدوات الحياة فيها. إذا استمرت هذه الحملة أسبوعًا آخر، سنشهد تكرارًا لنموذج شمال القطاع: تدمير كامل وتفريغ سكاني».
هذا الرأي يوافقه المحلل العسكري الفلسطيني عبد الحكيم عبد العال، الذي قال في اتصال هاتفي لـ«عُمان»: «استهداف الجرافات يهدف للسعي لإفقاد قطاع غزة القدرة على فتح الشوارع المغلقة بالركام والنفايات، والبحث تحت الأنقاض وما إلى ذلك، وبالتالي رفع حاجة القطاع لتفاهمات تسمح بإدخال معدات جديدة».
غزة تقاوم بيديها
في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، اجتمع عشرات الشبان بعد الفجر، بعضهم يحمل معاول، وآخرون يحملون أكياس رمل. لا جرافات ولا شاحنات. فقط سواعد نحيلة تقاوم جبلًا من الحطام.
يقول وسام الشريف لـ«عُمان»، وهو متطوع في إحدى مجموعات الطوارئ: «كلما أُبيدت آلية، يظهر عشرة شبان يعوضونها بأجسادهم. الاحتلال يحاول تحطيمنا نفسيًا، لكنه لا يعرف أننا نحن من نصنع الجرافة».
في شارع عمر المختار، سار طابور من الأطفال وهم يحملون أوعية مياه صغيرة يملؤون بها حفرًا غمرها الغبار، في محاولة بائسة لجعل الطريق سالكًا.
وفي مستشفى الشفاء، روت الطبيبة أميرة أبو جامع كيف اضطروا لنقل جرحى في عربات يدوية بعد أن استُهدفت شاحنة الإسعاف الخاصة بهم. تقول لـ«عُمان»: «حتى الحركة لإنقاذ الناس أصبحت عذابًا، وكل ما نملكه هو الصبر».
كراجات الموت المؤجل
تشير الإحصائيات الأولية الصادرة عن وزارة الأشغال العامة بغزة إلى أن أكثر من 40 آلية ثقيلة تم تدميرها خلال ليلة واحدة فقط. وشملت الغارات كراجات البلديات في جباليا، وخانيونس، ومدينة غزة، إضافة إلى معدات شركات خاصة مصرية كانت تعمل على إعادة فتح الشوارع بعد الهدنة.
وقد أكد الرائد محمود بصل، مدير الدفاع المدني في غزة، في تصريح لـ«عُمان»: «إننا أمام نكسة كبيرة في قدراتنا التشغيلية، ونحتاج بشكل عاجل إلى دخول معدات بديلة. الاحتلال يدرك أن هذه المعدات لا تُستخدم في الحرب، بل في ترميم آثارها، ومع ذلك يستهدفها بمنهجية».
في جباليا، قال سامر النجار، عامل سابق في كراج البلدية: «كنت أنام في الكراج بجوار الجرافة التي أعمل عليها، واليوم أراها مدمرة، وكأنني فقدت جزءًا من جسدي».
تصعيد غير مسبوق
جنوبًا، وتحديدًا في مناطق قيزان رشوان وقيزان النجار بخان يونس، سُجّلت انفجارات متتالية بفارق زمني لا يتجاوز أربع ثوانٍ، هزّت الأرض وأطلقت سحبًا كثيفة من الدخان.
«هذه الانفجارات لم أشهدها منذ بداية الحرب» يقول أيمن النجار من سكان المنطقة لـ«عُمان»: «كانت الأرض ترتجف كأن زلزالًا يضربنا. ثم رأينا النيران تبتلع كل شيء».
وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن سقوط 17 شهيدًا بينهم خمسة أطفال، جراء هذه الغارات المكثفة التي لم تبقِ مكانًا آمنًا جنوب القطاع.
رسالة الاحتلال: لا ترميم
يرى مراقبون أن الرسالة واضحة: لا ترميم، لا إعادة إعمار، لا حياة. فالاحتلال لا يكتفي بالقتل، بل يستهدف أدوات النجاة.
وقال الناشط الحقوقي علاء الديري: «استهداف الجرافات انتهاك مزدوج، لأنه يحرم الجرحى من الوصول للمستشفيات، ويمنع إخراج جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، وهو أمر تجرّمه اتفاقيات جنيف».
وأضاف لـ«عُمان»: «نحن أمام جريمة مركبة، لا تستهدف المدنيين فقط، بل تستهدف قدرتهم على التعامل مع المأساة».