«هتنفعها في الآخرة».. الحاجة فوقية تبرعت بأرضها لتكون صدقة جارية على روحها
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
رحل زوجها منذ 40 عامًا، تاركًا لها فوق عاتقها 4 بنات، وباتت مطالبة بقضاء جميع متطلباتهن، من مأكل وملبس وتعليم، حتى تخرجن جميعًا في الجامعات، ولم يهدأ لها بال حتى زوجتهن، وحين وجدت نفسها قد أفنت العمر كله لبناتها، قررت فعل شيء لذاتها، وهو أن تتبرع بقطعة أرض تملكها، لعمل محطة تحلية مياه بقريتها، ولم يمر سوى 3 أشهر فقط، حتى رحلت فوقية الدهشان، عن عمر ناهز 70 عامًا.
حسانين الدهشان، ابن شقيق «فوقية»، يروي لـ«الوطن»، أن عمته كانت ترغب في فعل شيء، يبقى أثرًا لها بعد رحيلها، مقررة التبرع بقطعة الأرض في قرية منشأة بخاتي التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، ليطلق عليها أهالي قريتها آنذاك لقب «سيدة الخير».
حسانين: الحاجة فوقية كانت عايزة تعمل حاجة لنفسهايقول «الدهشان» في تصريحاته: «لما جوز الحاجة فوقية مات، لقت نفسها معاها 4 بنات، لازم تربيهم وتكبرهم وتعلمهم، وفعلاً قررت إنها تخلي حياتها كلها علشانهم، لحد ما كبروا واتخرجوا من كليات مختلفة واتجوزا وخلفوا وبقى عندهم أولاد، والحاجة فوقية كانت بتقول إنها عايزة تعمل حاجة لنفسها، علشان كده اتبرعت بقطعة الأرض دي علشان يتعمل عليها محطة تحلية مياه».
لم يكن لدى «فوقية» سوى قيراطين من الأرض، يستأجرهما أحد الأشخاص ليزرعهما ويعطيها ثمن الإيجار في آخر العام، بالإضافة إلى معاش زوجها الذي رحل منذ 40 عامًا.
رحيل فوقية الدهشان في المنوفيةكانت «فوقية» تعاني منذ فترة من مرض الكبد، وفي آخر أيام حياتها أصيبت بنزيف شديد، جعلها تنتقل على إثره إلى المستشفى، قبل يومين من الوفاة يوم الجمعة الماضية، لتحدث حالة كبيرة من الحزن على أهالي المنوفية، فور معرفتهم بنبأ وفاة فوقية الدهشان سيدة الخير.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فوقية الدهشان المنوفية
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف: ندرس لتكون الخطبة الثانية للجمعة خاصة بمشكلات المنطقةالتي بها بالمسجد
حضر وزير الأوقاف اليوم أ. د أسامة الأزهري الندوة الموسعة التي نظمتها الهيئة الوطنية للصحافة اليوم التي تعدها في إطار سلسلة اللقاءات والندوات التي تنظمها الهيئة الوطنية للصحافة، برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجي، مع عدد من الوزارات والهيئات.
وعرض د. أسامة الأزهري جهود الوزارة لتجديد الخطاب الديني ومواجهة الفكر المتطرف وبناء الوعي الديني السليم وتعزيز قيم التسامح، فضلا عن استعراض آخر إجراءات تطوير الأداء الإداري بمديريات الأوقاف وتحسين الأداء العلمي والدعوي للأئمة.
وأعرب الوزير عن سعادته بالتواجد في بالهيئة التي كانت بحضور كبار الكتاب والصحفيين، وتابع الأزهري أن صحافة مصر القومية قلاع وعي وحصون فكر عريقة، وتمتلك كنوز وقامات صحفية كبيرة ملئت الوطن علمًا وفكرًا، وتابع: أعتز أن أكون ضيفا عليكم في الهيئة الوطنية للصحافة وأعتز بكل الدعم منكم وبكم، نثق في الصحافة القومية، ونثمن حرص الهيئة على عقد هذه اللقاءات الدورية للحوار عن قرب وفق رؤية الدولة المصرية لمزيد من التعاون والتنسيق في مختلف المجالات والقضايا.
وأوضح الوزير أن أولويات عمل الوزارة في مواجهة التطرف الديني والإرهاب، التطرف اللاديني وتراجع القيم الأخلاقية، وتعزيز بناء الإنسان وصناعة الحضارة، وأشار أن تجديد الخطاب الديني ومواجهة التطرف الفكري، والعمل على تحصين المجتمع المصري من كل صور التطرف، وخاصة بعد التحدي الكبير الذي أوجدته التكنولوجيا الحديثة والسوشيال ميديا على كثير من المستويات، سواء دينيا أومجتمعيا وأخلاقيا وغيرها، وأكد أن جهود كثيرة تمت في هذا الإطار لمواجهة التطرف بدءا من حصر التيارات المتطرفة والتي زال واختفى بعضها مع مرور الأزمان واختلفت مسمياتها وتوجهاتها، مرورا بأفكارها وهي الأفكار المغلوطة التي تم ويتم الترويج لها بمنصات مختلفة تستهدف العقول والتى تبدأ بالتكفير.
وتابع: المؤسسات الفكرية دورها هنا مهم للغاية، فقد تحملت المؤسسات الأمنية ما يفوق طاقتها بكثير، وحان الوقت لمعركة فكرية حاسمة تخفف العبء عن كاهل الأجهزة الأمنية لمواجهة المتطرفين وأفكارهم المسمومة، وأرى أن تسعة أعشار المعركة مع التطرف تقع على عاتق المؤسسات الفكرية، وأشار إلى أهمية حصر مواطن الخطر، فالتنظيمات المتطرفة تستغل التكنولوجيا وتسخرها في مخططاتها وهناك من القوى العالمية من ينفق عليهم بسخاء ويوظفهم ويستغلهم لضرب استقرار الأوطان، وهنا يجب أن تكون المواجهة مع مثل هذه التنظيمات منظمة ومدروسة ووفق مسار محدد بدقة وبتعاون من كل المؤسسات.
وأكد د. أسامة الأزهري، أن التطرف لا يعرف ديانة، ووقائع التاريخ تؤكد ذلك، والدين لا يصنع التطرف، فالإرهاب والتطرف فكرة عابرة للأديان والشعوب والثقافات، نحن في حرب فكرية نخوضها وخطر يجب مواجهته لحماية أوطاننا وأبنائنا وحتى أطفالنا، وهنا يجب علينا الحذر كل الحذر في التعامل مع النشء، والحرص من السوشيال ميديا التى تمتلئ بكتائب إلكترونية مغرضة تستهدف بث روح التشاؤم واليأس وإثارة الحيرة والشكوك في مؤسسات الدولة، ولذلك كان من أولويات عملنا -واعتبره من أولويات تجديد الخطاب الديني- إعادة جسور الثقة، سواء للمواطن في ذاته وقدراته ونجاحاته أو في بلده أو مؤسسات الدولة، وأضاف الوزير أن الحفاظ على الهوية والمكونات المصرية الأصيلة كانت أولوية وهدفا في مواجهة أهل الشر لردع محاولاتهم المستمرة لزعزعة ثقة الشعب في تاريخه أو مؤسساته ورموزه الوطنية والتاريخية.
وأضاف أن قضايا الإلحاد تعد خطر كبير وأحد أنواع التطرف الفكري وينبغي التعامل معه بحرص وبوعي كامل ودراسة، الإلحاد يتطلب مواجهة فكرية عميقة ومنظمة، وأشار إلى لقاء سابق جمعه مع بابا الفاتيكان، حيث تم بحث سبل التعاون لمواجهة الإلحاد، وشدد على أهمية بناء منظومة فكرية عقلية قادرة على التصدي للفكر الإلحادي ودعاته، والذين ينطلقون من محددات ثلاث، الاستفزاز، الافتخار والانتشار.
وأشار إلى العمل المستمر لبناء علاقة قوية وراسخة بين المؤسسات الدينية ممثلة في الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء ومشيخة الطرق الصوفية ونقابة الأشراف، لصياغة وإقرار برامج عمل مشتركة لصالح الدين والوطن والمواطنين، وقال: نستمر في السعي معا لتعظيم جسور التعاون مع الجهات الأربعة، فنحن نريد أن نقدم للمصريين شيء تستريح له نفوسهم.
وتابع أنه تم تكثيف الجهود الدعوية في إطار إستراتيجية شاملة لبناء الإنسان ومكافحة التطرف بجميع أشكاله؛ ضمت القوافل الدعوية المتنوعة ومبادرات مستمرة لتعزيز الوعي الديني وتنظيم الندوات وتفعيل الدروس الدينية بالمساجد، فضلا عن تعظيم دور المرأة وإشراكها في الأنشطة الدعوية ضمن النشاط الدعوي والعلمي والتثقيفي –واعظات الأوقاف- بالتنسيق مع عدد من الجهات في إطار توعية المرأة المصرية بالعديد من القضايا المهمة.
وأشار الأزهري إلى الحرص الكبير على العناية بالأئمة والدعاة علميا وفكريا وتطوير برامج تدريب الأئمة وتأهيلهم دعويا وثقافيا في مجالات متعددة بهدف صقل مهاراتهم وتعزيز قدراتهم على مواكبة قضايا العصر وتعزيز مكانتهم بما يليق بمسئولياتهم الدعوية.
وكشف الوزير أنهم بصدد دراسة أن تكون الخطبة الثانية للجمعة -الجزء الثاني من الخطبة- مخصصة لمعالجة الإشكاليات أو التحديات المكانية التى يقع في نطاقها المسجد سواء قرية أو مدينة أو محافظة، وأضاف: حريصون كل الحرص على الخطبة الموحدة، فهي تجعل المصريين على قلب رجل واحد وتوضع بعناية وتوازن، ومراعاة للتوازن بين المتطلبات والتحديات المكانية والأولويات حسب المناطق؛ نعكف على دراسة تخصيص الخطبة الثانية لأهم الموضوعات الملحة في هذا الإطار.
وأشار إلى إطلاق مبادرة "عودة الكتاتيب" التي لاقت ترحيب كبير وتجاوب في عدد من المحافظات بهذه المبادرة، والتى لا تستهدف فقط تعليم وتحفيظ القرآن الكريم؛ بل المساهمة في تعليمهم القراءة والكتابة والحساب، وليكون الكُتاب مساعدا ومساندا لدور وزارة التربية والتعليم، وفي ختام الدرس يتم الدعاء لمصر لغرس قيم الولاء والانتماء للوطن في نفوس الأطفال، كما وضعنا ميثاق عمل للكتاتيب من خمس نقاط رئيسية، احترام الأكوان، إكرام الإنسان، حفظ الأوطان، ازدياد العمران وزيادة الأيمان، ونسعى للاستفادة منها في المناهج الدينية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والكنيسة المصرية.
وأكد استمرار الجهود لتجديد الخطاب الديني وتطوير آلياته، والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة للوصول لأكبر عدد من المواطنين وحاليا يجري الإعداد لإطلاق منصة إلكترونية شاملة تغطي كثير من الجوانب المهمة، فضلا عن استمرار تعزيز عملية تشكيل الوعي الديني السليم، بما يسهم في بناء شخصية الإنسان المصري، ومواجهة كل السلوكيات التي تؤدي إلى تراجع في الأخلاق.
من جانبه، رحب المهندس عبد الصادق الشوربجي، رئيس الهيئة، بالأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، ورؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية القومية ورؤساء تحرير الإصدارات، معربا عن تقديره لهذه الزيارة ومقدما التهنئة للوزير بالنجاح الكبير للمسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها الحادية والثلاثين، متمنيا دوام التوفيق والنجاح.
وثمن رئيس الهيئة جهود الوزير الكبيرة في تنفيذ رؤية الدولة المصرية في العديد من الملفات والقضايا وفي المقدمة منها "تجديد الخطاب الديني" لمواجهة الفكر التكفيري المتطرف وبناء الوعي الثقافي والديني السليم، وتعزيز قيم التسامح ونشر الفكر الوسطي الصحيح، وأشاد بالمتابعة المستمرة للوزارة في تطوير الأداء الإداري بالجهات التابعة وتحسين الأداء العلمي والدعوي للأئمة والارتقاء بمستواهم الفكري والعلمي لتحقيق رسالة دينية مستنيرة.
وأثنى رئيس الهيئة على جهود الوزارة في إطار "إعمار بيوت الله" سواء بافتتاح مساجد جديدة أو عمليات الصيانة والتطوير، كما أشاد بالمبادرات المستمرة والمثمرة للوزارة في إطار التوعية الدينية والتنمية المجتمعية وبناء الإنسان.
وفي نهاية الندوة، أهدى المهندس الشوربجي، درع الهيئة الوطنية للصحافة، لوزير الأوقاف تكريمًا لجهوده.
جاء ذلك بحضور عدد من قيادات الوزارة والهيئة ومن رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية القومية ورؤساء تحرير الإصدارات، ومن وزارة الأوقاف محمود الجلاد، معاون الوزير للإعلام.