قالت صحيفة تلغراف البريطانية إن الكرملين يتمتع بنفوذ على عدد من الطرق الرئيسية المؤدية إلى القارة الأوروبية، مما جعل شرطة الحدود تحذر من أنه مع حلول الربيع، من المرجح أن "تكثف" روسيا جهودها لتيسير وصول المهاجرين إلى أوروبا.

وذكرت الكاتبة هايلي ديكسون أن هناك مخاوف على نطاق واسع من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم هذا التكتيك لزعزعة استقرار أوروبا، وقالت إن صحيفة تلغراف اطلعت على وثائق استخباراتية توضح بالتفصيل خطط عملاء روس لإنشاء "قوة شرطة حدودية قوية قوامها 15 ألف رجل" تضم مليشيات سابقة في ليبيا للسيطرة على تدفق المهاجرين غير النظاميين.

ونقلت عن مصدر أمني قوله: "إذا تمكنت من السيطرة على طرق المهاجرين إلى أوروبا، فيمكنك السيطرة بشكل فعال على الانتخابات، لأنه يمكنك تقييد منطقة معينة أو إغراقها بالمهاجرين من أجل التأثير على الرأي العام في وقت حاسم".

ويأتي ذلك في وقت تعتبر فيه الهجرة قضية رئيسية في الانتخابات العامة في دول أوروبية عدة.

ويُنظر بالفعل إلى الفشل في السيطرة على عدد المهاجرين القادمين إلى المملكة المتحدة مثلا على أنه نقطة ضعف كبيرة لرئيس الوزراء الحالي ريشي سوناك.

مخاوف أوروبية

وبحسب تلغراف، فقد سُجل دخول 52 ألفا و530 مهاجرًا غير نظامي إلى المملكة المتحدة وذلك حتى يونيو/حزيران 2023، بزيادة 17% عن العام السابق عبر معظمهم القناة في قوارب صغيرة.

ونبّهت ديكسون إلى أن ارتفاع أعداد المهاجرين إلى أوروبا هذا الشتاء "بأمر من بوتين" -على حد تعبيرها- من المحتمل أن يؤدي إلى زيادة في عدد القوارب الصغيرة التي تعبر هذا الصيف حيث يستغل مهربو البشر تحسّن الطقس لإرسال المهاجرين عبر القناة، مما يضع سوناك تحت مزيد من الضغط.

وتقول شرطة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي " فرونتكس" إنها رأت أن روسيا تستخدم الهجرة "كأداة في لعبة أكبر من النفوذ والضغط". وحذرت الوكالة من أن اختيار بوتين بشكل متزايد لنقل المهاجرين إلى أوروبا -سواء على طول الحدود الشرقية لروسيا أو من خلال مناطق أخرى بينها أفريقيا-يشكل تهديدا كبيرا للأمن في عام 2024.

وذكر تقرير تلغراف من يوالون روسيا -بما فيهم مجموعة فاغنر– يرفعون من زخم الهجرة غير النظامية من خلال زيادة عدم الاستقرار والعنف في أجزاء من أفريقيا الخاضعة لسيطرتهم، بل ومن خلال نقل المهاجرين فعليا إلى الحدود ودعم المهرّبين.

ونقلت الكاتبة عن روبرت جينريك، وزير الهجرة السابق، قوله "يستخدم خصوم المملكة المتحدة تدفق الناس في دول أوروبا القريبة كسلاح، كما شهدنا على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا وليتوانيا في عام 2021".

تحذيرات

وأكدت الكاتبة أن المسؤولين في جميع أنحاء أوروبا حذروا من هذه العقبات. وقال أنطونيو تاجاني، نائب رئيس الوزراء الإيطالي، إن روما لديها معلومات استخباراتية تفيد بأن المرتزقة "نشطون للغاية وعلى اتصال مع عصابات الاتجار والمليشيات المهتمة بتهريب المهاجرين". وألقت حكومته باللوم في زيادة عدد المهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط على مجموعة فاغنر.

وأشارت الكاتبة إلى أن أكبر زيادة في عدد المهاجرين خلال العام الماضي كانت عبر البحر الأبيض المتوسط، وذلك وفقًا لوكالة فرونتكس، التي أشارت إلى أن عدد عمليات عبور الحدود بشكل غير نظامي بلغت 380 ألفا في عام 2023 وكانت في أعلى مستوياتها منذ عام 2016.

ونقلت تلغراف عن الدكتور سيرغي سوكانكين، وهو باحث بارز في مؤسسة جيمستاون ومستشار في شركة "غلف ستيت أناليتيكس" في واشنطن، قوله إن المراقبين يميلون إلى التركيز على دور القوات شبه العسكرية الروسية في دعم أنظمة أفريقية، وليس في التأثير على الهجرة.

لكنه يشدد من جهته على أنه لا يمكن فصل طرق الهجرة غير النظامية عن المناطق والأماكن التي توجد فيها مجموعة فاغنر وغيرها من القوات شبه العسكرية الروسية.

وفي تقريرها الأخير عن المخاطر، حذرت وكالة فرونتكس من أنه بالنظر إلى مدى العداء بين روسيا والغرب وانخفاض الترابط بينهما، فقد زاد احتمال استغلال المهاجرين من قبل روسيا وبيلاروسيا. والأهم من ذلك، أن استغلال المهاجرين قد لا يقتصر على الحدود البرية الشرقية فحسب، "بل يمكن الاستفادة من حلفاء روسيا ووكلائها في الجنوب والجنوب الشرقي"، على حد تعبيرها.

وتابعت بأن البرلمان الأوروبي يعمل على إقرار "إجراء لإدارة الهجرة واللجوء في حالات الطوارئ"، للتعامل مع "الظاهرة المثيرة للقلق للغاية" المتمثلة في "الدور المتزايد للجهات الفاعلة الحكومية في خلق وتسهيل الهجرة غير النظامية بشكل مصطنع، باستخدام تدفقات الهجرة لأغراض سياسية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المهاجرین إلى أوروبا

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء مالطا: يمكن لليبيا أن تلعب دورها الكامل في معالجة أزمة المهاجرين

دعا رئيس وزراء جمهورية مالطا روبرت أبيلا، إلى انسحاب القوات الأجنبية من ليبيا، مؤكدا ضرورة التنفيذ الكامل لحظر الأسلحة الليبي بما يتماشى مع جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفق قوله.

وقال أبيلا، في كلمته خلال مناقشة الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن مساعدة الشعب الليبي على التوصل إلى حل حقيقي ودائم للأزمة المؤسسية -التي دفعوا ثمنًا باهظًا للغاية لفترة طويلة- تشكل أولوية رئيسية بالنسبة لمالطا. وفق قوله.

وأشار أبيلا إلى أن مثل هذا الحل لن يفيد الشعب الليبي فحسب، بل سيفيد أيضًا جيران البلاد والمنطقة الأوسع، بحسب قوله.

وأضاف أبيلا أنه يمكن لليبيا أن تلعب دورها الكامل في معالجة أزمة المهاجرين التي تعرض العديد من الأرواح للخطر، من خلال حكومة واحدة مدعومة من جميع الليبيين، على حد تعبيره.

وشدد أبيلا على ضرورة المساعدة في إنجاح العملية السياسية، قائلا إنه يجب أن تكون بقيادة ليبية ومملوكة لليبيين، بحسب وصفه.

مقالات مشابهة

  • إيطاليا تشيد بجهود السلطات التونسية بتوقيف 19 من مهربي المهاجرين
  • “التباوي والضاوي” يبحثان الجهود المبذولة للحد من تدفق المهاجرين غير النظاميين
  • رئيس وزراء مالطا: يمكن لليبيا أن تلعب دورها الكامل في معالجة أزمة المهاجرين
  • إنقاذ قوارب المهاجرين بالمتوسط.. مخاطر جمة وتضييقات حكومية متزايدة
  • هاريس تتجه إلى الحدود المكسيكية مع تشديد ترامب خطابه بشأن الهجرة
  • أوروبا تتجه نحو تشديد أكبر لسياسات الهجرة
  • تلغراف: 5 مجموعات رئيسة لتمهيد طريق ترامب إلى البيت الأبيض
  • تونس توثّق مقتل مئات المهاجرين منذ بداية العام
  • بوتين يحدّث سياسات روسيا في الردع النووي
  • بوتين يهدد بـ«النووي» مجددا: سنستخدمه ضد أي بلد تهاجم روسيا