بعد أيام قليلة من رفض مشاركة الأغنية الإسرائيلية "مطر أكتوبر" في مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" (Eurovision)، لاحتوائها على إشارة مباشرة للحرب التي تشنها إسرائيل على فلسطين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، يناقش اتحاد الإذاعة الأوروبي حاليا رفض الأغنية الثانية هي "ارقص إلى الأبد" (Dance Forever)، التي من المفترض أن تمثل إسرائيل في المسابقة.

وقد تم اختيار المغنية إيدن جولان لتمثل إسرائيل في مسابقة يوروفيجن قبل 3 أسابيع، لكن هذه المشاركة أصبحت مهددة بعد أن كشفت صحيفة إسرائيلية أن اتحاد الإذاعة الأوروبي قرر إقصاء الأغنية الثانية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4لماذا أغضب الفيلم الفلسطيني "لا أرض أخرى" السياسيين ووسائل الإعلام الألمانية؟list 2 of 4مهرجان "الأرض" السينمائي الإيطالي يحتفي بأفلام فلسطينية ويعلن قائمة الأفلام المشاركةlist 3 of 4بعدما غنت "فلسطين ستتحرر".. اتهام المغنية البريطانية شارلوت تشيرش بمعاداة الساميةlist 4 of 4القبض على نجمة هوليود هانتر شيفر أثناء مشاركتها بمظاهرة مؤيدة لفلسطينend of list

وجاء في بيان لاتحاد البث الأوروبي أن مشاركة إسرائيل في المسابقة لا يزال في طور المناقشة، وبحسب الصحف الأجنبية، فكتب ممثل عن يوروفيجن رسالة إلى وكالة التلغراف اليهودية تضمنت أنه لم يتم التوصل إلى قرار نهائي حيث إن الموعد النهائي لتقديم الأغاني هو 11 مارس/آذار الجاري.

بينما قال مسؤولو وزارة الخارجية الإسرائيلية لصحيفة "يديعوت أحرنوت" إن الأغنية البديلة التي تحمل عنوان "رقص أبدي" قد رُفضت أيضا.

والأغنية الثانية التي كان من المفترض أن تشارك في المسابقة هي "رقص أبدي" (Dance Forever)، وتحتوي على كلمات باللغة العبرية واللغة الإنجليزية، وتلمح كلمات الأغنية إلى نهاية مروعة بعد أن بدأت المذبحة، وتقول الكلمات "لقد كسرت كل القيود، أنا على الحافة الآن، شاهدني أطير بعيدا، أرقص مثل الملاك، سوف تتذكر/أنني سأرقص إلى الأبد".

والخلاف حول الأغنية الثانية أعاد الجدل المستمر حول مشاركة إسرائيل في المسابقة، رغم فوز بعض المغنين الإسرائيليين بالجائزة 4 مرات آخرها عام 2018.

لكن بعد أحداث طوفان الأقصى والمجازر التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، دعا مجموعة من الفنانين والموسيقيين في العالم إلى حظر مشاركة إسرائيل في المسابقة هذا العام.

وواجه الاتحاد الأوروبي ضغوطا من الدول المشاركة في المسابقة التي ستقام في مالمو بالسويد، واحتجت بعض الدول المشاركة مثل آيسلندا والدانمارك وفنلندا والنرويج والسويد، وتم تقديم التماسات، والتهديد بالتراجع إذا شاركت إسرائيل.

وكانت جمعية موسيقية آيسلندية قد نشرت على موقعها على الفيسبوك في ديسمبر/كانون الأول الماضي "علينا جميعا اتخاذ موقف ضد الحرب وقتل المدنيين والأطفال الأبرياء، ولدينا دائما خيار عدم ربط اسمنا بمثل هؤلاء، سواء كنا أفرادا أو مؤسسات تابعة للدولة".

بيد أن اتحاد الإذاعات الأوروبية استقبل أغنية "مطر أكتوبر" -التي تم استبعادها لاحقا- لما تحتويه على إشارة مباشرة إلى الأحداث السياسية الحالية والحرب التي تشنها إسرائيل على فلسطين.

ورغم رفض الإذاعة الإسرائيلية في البداية استبدال الأغنية، لكنها لم تنفذ تهديدها، وقدمت أغنية "رقص أبدي".

وحظر الأغنيات الإسرائيلية من المسابقة ليس الواقعة الأولى في مسابقة "يوروفيجن" فقبل سنوات تم استبعاد روسيا وبيلاروسيا من المنافسة، بسبب انتهاكات حكومتيهما لحقوق الإنسان وقمع الصحافة الحرة، وتم استبعاد أغان، بسبب رسائلها السياسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأغنیة الثانیة

إقرأ أيضاً:

هآرتس: لمن يدعي بأن “مجزرة المسعفين” حدث شاذ: تابع جرائم إسرائيل وكذبها منذ 7 أكتوبر    

#سواليف

حسب الرأي العام في #إسرائيل، فالحرب في #غزة –إذا أمكن تسميتها حرباً– تجري خلف ستارة ضبابية. يصدر الجيش الإسرائيلي يومياً بيانات عن “تصفية مخربين” و”تدمير بنى تحتية إرهابية” و”أنفاق تحت الأرض”. البيانات مرفقة لصور جنود وهم بين الأنقاض أو بين أكوام صغيرة وصدئة من سلاح عثروا عليه. تقارير المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي لا تتساوق مع الصور التي تخرج من غزة، #جثث_أطفال ممزقة، و #خيام_مشتعلة، و #تدمير مطلق و #جوع. الفرق بين تقارير الجيش الإسرائيلي والتقارير من غزة من قبل المنظمات الدولية والجهات الفلسطينية تصعب فهم ما يحدث.

ولكن الضباب يتلاشى وتفتح ثغرة لفهم لما يحدث. هذا ما حدث مثلاً مع قتل المخطوفين الثلاثة الذين رفعوا راية بيضاء في كانون الأول 2023. فجأة، تبين للجمهور الإسرائيلي بأن أوامر فتح النار، المعروفة لكل إسرائيلي خدم في الجيش، لم تعد سارية المفعول في غزة، وأن الجنود يطلقون النار حتى على من استسلم ورفع راية بيضاء. هذا ما حدث أيضاً في نيسان السنة الماضية، عندما قتل سبعة من عاملي مطبخ الغذاء العالمي. في حينه اكتشف الجمهور الإسرائيلي بأن سلاح الجو قصف قافلة سيارات تحمل إشارات واضحة للأمم المتحدة ولديها تنسيق – بسبب تجريم، بالخطأ، واحدة من بينها.

هكذا كان أيضاً في عدة مرات أخرى. مثلاً، عندما عثر على فيلم للطفل محمد سالم، 13 سنة، الذي أصيب بإطلاق نار في تشرين الأول الماضي. ظهر سالم في الفيلم وهو يصرخ ويطلب المساعدة، وعندما اقترب بعض السكان لمساعدته تم إطلاق صاروخ آخر عليهم، فقتل سالم وطفلاً آخر وأصاب 20 شخصاً آخر. أو مثلاً، في حالة الأم التي أطلق قناص النار عليها في وقت كانت تحمل في يدها راية بيضاء وتحمل باليد الأخرى ابنها. بين حين وآخر تفتح نوافذ أخرى نحو الواقع في تحقيقات جهات إعلامية دولية، مثلاً في تحقيق ضخم لقناة التلفزيون الأمريكية إن.بي.آر، الذي كشف الحادث الذي قتل فيه 132 شخصاً من عائلة أبو ناصر في بيت لاهيا.

مقالات ذات صلة الثلاثاء.. منخفض خماسيني وأجواء حارة مغبرة 2025/04/22

قصة قتل المسعفين ثغرة أخرى للواقع الضبابي؛ فهي تكشف ما حاول الجيش إخفاءه: أن الكثير من التقارير حول “المخربين” و”البنى التحتية الإرهابية” و”القتال”، يتبين أنه مبالغ فيه في أفضل الحالات، وكذب مطلق في أسوأ الحالات. الشائعات حول شيء فظيع حدث في الطريق إلى تل السلطان انتشرت غداة الحادث الذي قتل فيه 15 شخصاً من عمال الإغاثة. ولكن مرت أربعة أيام إلى أن سمح الجيش الإسرائيلي لموظفي الأمم المتحدة وطواقم الإنقاذ الفلسطينية بالوصول إلى هناك. التقارير والتوثيق من كومة الرمال التي دفن تحتها الـ 15 قتيلاً والسيارات، كانت تقارير صادمة. خلافاً للعادة، نشرت الأمم المتحدة توثيقاً مصوراً لإخلاء الجثث. وسارع الجيش الإسرائيلي للرد بما اتضح أنه ستار من الوقائع البديلة، أو ببساطة، أكاذيب تبددت الواحدة تلو الأخرى.

في البداية، قال الجيش بأن السيارات سافرت بدون أضواء الطوارئ، التي كان يمكن أن تدل على أنها سيارات إسعاف. عندما نشر الفيلم الذي صوره أحد القتلى والذي تظهر فيه ثلاث سيارات مع أضواء مشتعلة بكل وضوح، تراجع الجيش وأوضح بأن الأمر يتعلق بسوء فهم. قبل أسبوعين، قال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي في إحاطة له بأن السيارة الأولى التي تضررت لم تكن سيارة إسعاف، بل سيارة لشرطة حماس. بعد ذلك، تراجع عن هذا الادعاء. وثمة ادعاء آخر تبين أنه غير صحيح، يفيد بأن تسعة من القتلى تم تشخيصهم وتجريمهم كأعضاء في حماس. اليوم، ادعى الجيش الإسرائيلي بأن ستة من بينهم فقط تم تجريمهم على أنهم من #حماس، لكن حتى في هذه المرة، لم يعرض دليل يربطهم بحماس.

وثمة ادعاء آخر قدم لوسائل الإعلام الدولية يفيد بأن حظر حركة المدنيين في منطقة الحادث. ولكن أمر إخلاء المنطقة لم يصدر إلا بعد ثلاث ساعات على الحادث. ادعى الجيش الإسرائيلي أن إطلاق النار تم من بعيد، وهذا ادعاء تم دحضه. التحقيق الذي أجرته شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، حلل صوت إطلاق النار في الفيلم الذي وثقه المسعف القتيل، ووجد أن إطلاق النار كان من مسافة 12 – 18 متراً. أما الادعاء الذي يفيد بقتل 14 شخصاً فقط في الحادث فقد تبين أنه خاطئ، واليوم الجيش الإسرائيلي يعترف أنه قتل 15 شخصاً.

الصورة التي تظهر من خلف النافذة في ستارة الضباب صادمة. جنود الجيش الإسرائيلي قتلوا من مسافة قريبة 15 شخصاً غير مسلحين، سافروا في سيارات تحمل إشارات وتسافر بأضواء ساطعة، وكانوا يرتدون السترات البرتقالية مع عواكس، وارتدوا قفازات طبية زرقاء. يمكن قبول تفسيرات الجيش الإسرائيلي بأن هذا كان “خطأ في فهم الظروف العملياتية” أو أن “القوة شعرت بالتهديد على حياتها”. ولكن تفسيراً أكثر تبسيطاً يمكن إيجاده في الأقوال الموثقة لقائد دورية غولاني قبل البدء في العملية: “كل من تقابلونه عدو. إذا لاحظتهم شخصاً دمروه”. والآن، بعد أن تبدد الدخان حول الحادث، ما زالت هناك أسئلة مفتوحة، على رأسها: لماذا لم يتم إطلاق سراح المسعف الذي اعتقل في الحادث، وما زال معتقلاً لدى الجيش الإسرائيلي منذ شهر؟

لكن الصدمة الحقيقية لا يجب أن تثور فقط بسبب المشهد الذي يظهر في حادثة المسعفين، بل ما يجب أن يصدم هي الحقيقة التي تظهر من وراء كل النوافذ التي فتحت ومن خلال جميع المعلومات والتوثيقات التي خرجت من غزة منذ بداية الحرب. لا سبب للافتراض بأن الحالات التي تم ذكرها – المخطوفون الثلاثة، وعمال مطبخ الغذاء العالمي، وعائلة أبو ناصر، والمسعفون وعشرات الحوادث الأخرى التي تم التحقيق فيها في كل وسائل الإعلام الغربية التي تحترم نفسها – تعد استثناءات.

الجمهور الإسرائيلي يشبه الشخص الذي يمد اليد للقبعة التي فيها كرات بيضاء وسوداء، في كل مرة يسحب فيها كرة تخرج سوداء، ولكن يؤكدون له بأن عشرات آلاف الكرات في القبعة بيضاء، لكنه سحب بالصدفة الكرة السوداء. لماذا يجب الافتراض بأن حادثة قتل المسعفين هي أكثر خطورة وحدثت في ظروف استثنائية أكثر من قتل الستة أشخاص في القصف في دير البلح بعد أسبوعين من ذلك؟ أو أبناء العائلة العشرة الذين قتلوا في خان يونس؟ أو الـ 15 شخصاً من أبناء عائلة في الشجاعية، و29 عائلة أخرى في الشجاعية، و37 نازحاً الذين قتلوا في الحريق عقب قصف الخيام في المواصي؟ كل ذلك حدث في الـ 11 يوماً الأخيرة، ونشرتها تقارير للأمم المتحدة ووسائل الإعلام الدولية.

إزاء مجموعة الكرات السوداء (الشهادات والصور والتحقيقات والتقارير للمنظمات الدولية، وصور الأقمار الصناعية والمنطق السليم) لا سبب للافتراض بأن باقي الـ 30 ألف مدني (على أقل تقدير) الذين قتلوا في القطاع قد ماتوا في ظروف تتناسب مع القانون الإسرائيلي والقانون الدولي. بالعكس، جميع الدلائل والشهادات تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي في حرب 7 أكتوبر حرر نفسه وجنوده من أي قيود قانونية وأخلاقية، ونفذ جرائم حرب لا يمكن إحصاؤها. هناك أثمان كثيرة لتحرير هذه القيود – رئيس الحكومة الذي اضطر إلى السفر في خطوط التفافية كي لا يجد نفسه بالخطأ في دولة قد تسلمه لمعتقل “لاهاي”؛ ومقاطعة مكشوفة وخفية للعلوم والاقتصاد و”الهايتيك” في إسرائيل؛ والخجل الذي سيطارد اسم دولة إسرائيل؛ والجنود الذين سيخشون من الهبوط في مطارات جميع الدول؛ والعنف الداخلي والخارجي؛ والأمراض الجسدية والنفسية للجنود المشاركين في الحرب. ولكن الثمن الحقيقي قد يكون أعلى بكثير، وسيظهر ذلك في الصورة التي ستنعكس في مرآة المجتمع الإسرائيلي في اليوم الذي سيتلاشى فيه الضباب.

نير حسون

هآرتس 21/4/2025

مقالات مشابهة

  • هآرتس: لمن يدعي بأن “مجزرة المسعفين” حدث شاذ: تابع جرائم إسرائيل وكذبها منذ 7 أكتوبر    
  • ليبرمان : إسرائيل في حالة غليان داخلي ونتعرض لهزائم متتالية منذ “7 أكتوبر”
  • "رعاية المبتكرين والنوابغ" يمد فترة التقديم في مسابقة "قمة ميديا مصر" حتى 30 أبريل 2025
  • وزارة التعليم العالي تمد فترة التقديم في مسابقة قمة ميديا مصر حتى 30 أبريل
  • جامعة بنها تحصد المراكز الأولى في مسابقة "إشراقات فنية" بالإمارات
  • خريجي الأزهر تكرم الفائزين في مسابقة القرآن بالتعاون مع مؤسسة أبوالعينين
  • "تعليم مكة" يحتضن ختام مسابقة القرآن الكريم بمشاركة 100 طالب وطالبة
  • "طب الطوارئ والحالات الحرجة" جامعة المنوفية يحصد المركز الأول في مسابقة الجامعات المصرية
  • أستاذ علوم سياسية: الاتحاد الأوروبي وحده لن يستطيع الضغط على إسرائيل
  • طب طوارئ المنوفية يحصد المركز الأول في مسابقة الجامعات المصرية