وقال “من المحزن أن نشاهد شباباً وشابات وصغار سن لديهم روماتيزم متقدم.

وأوضح الدكتور الجوفي أن الإهمال في علاج روماتيزم القلب هو أهم أسباب انتشار هذا المرض في اليمن بشكل كبير.. مشيرا إلى أن الروماتيزم يعد مرضاً سائداً في الدول النامية بسبب ضعف الإمكانيات الأساسية لتوفير بيئة صحية وآمنة.

الأكثر عرضة للإصابة

يعد الأطفال واليافعون من سن 5 سنوات وحتى 15 سنة هي الفئة الأكثر إصابةً بروماتيزم القلب وفقا لـ الجوفي.

. ويعود السبب لتعرضهم المتكرر لالتهابات الحلق واللوزتين دون أن يحصلوا على العناية المناسبة.

وأضاف: هناك بكتيريا تسمى بالبكتيريا العُقدية، لأن شكلها كالعُقد؛ تسبب التهابات في الحلق واللوزتين وقد تسبب مرضاً يسمى الحمى الروماتيزمية وبالتالي قد تحدث ضرراً لصمامات القلب إذا لم تعالج بالشكل الصحيح.. موضحا أن الصمامات مع مرور الوقت وتكرار الإصابة بالبكتيريا تُتلف وقد يؤدي إلى اعتلال عضلة القلب وبالتالي ضرورة تغيير الصمام.

وتعتبر اليمن إحدى الدول التي تفتقر للكثير من الرعاية الصحية والتوعوية بأهمية نظافة وصحة البيئة المحيطة.. حيث يزيد انتشار العديد من الأمراض التي تسببها البكتيريا والجراثيم وتحديداً البكتيريا العقدية التي تسبب أمراض روماتيزم القلب.

العلاج المبكر

ينبه الدكتور الجوفي إلى مخاطر إهمال معالجة روماتيزم القلب بوقت مبكر.. لأن ذلك يؤدي إلى تدمير صمامات القلب وبالذات” الصمام المترالي” والذي يُسمى كذلك بـ”الصمام الثنائي.

وأوضح أن اعتلال الصمام يكون على شكل تضيق أو تسرب ومع مرور الوقت يصبح تغيير الصمام أمراً حتمياً لأنه يؤثر على وظيفة القلب.. مبينا بأنه توجد عادات خاطئة وعوامل بيئية تزيد من انتشار المرض.

ويذكر أنه خلال فترة ممارسته في ألمانيا لم يلتقِ في عملهِ كطبيب إلا بأشخاص قليلين جداً لديهم روماتيزم في القلب.. والسبب يعود إلى مستوى الوعي الصحي والنظافة وسرعة معالجة المشاكل الصحية التي قد تحدث بسبب الحمى الروماتيزمية.

بينما يكثر انتشار هذا المرض في المجتمعات والدول النامية وبالذات في المناطق الفقيرة والتي يكون فيها مناعة الجسم ضعيفة بسبب نقص التغذية والازدحام السكاني.. وانعدام الرعاية الصحية وانتشار الأوبئة والأمراض المُعدية وعدم نظافة الشارع والمسكن والجسم والفقر وإهمال متابعة الطبيب.

كما أن المخلفات والأوساخ تزيد فرصة انتشار البكتيريا العقدية والتي تذهب عبر الدم إلى صمامات القلب.

هناك عوامل أخرى قد تتسبب في إصابة صمامات القلب، بالنسبة للبكتيريا العقدية المسببة للحمى الروماتيزمية؛ فالجسم يحاول أن يقاوم هذه البكتيريا عن طريق إنتاج ما يسمى بالأجسام المضادة.. وهي عبارة عن مواد تحارب الجراثيم؛ بحسب الدكتور الجوفي، موضحا أن المشكلة تكمن في أن هذه الأجسام المضادة لا تحارب فقط البكتيريا.. ولكن قد تهاجم كذلك غشاء الكلية أو صمامات القلب وهذا هو سبب روماتيزم القلب.

كما أن إهمال معالجة روماتيزم القلب وهو ما يزال في حالته البسيطة يتحول إلى الحالة الصعبة والخطيرة.

فكل ذلك يُعتبر من العوامل التي تعمل على نشر روماتيزم القلب في مجتمع ما وتتواجد في كل مكان تقريباً حيث تعتبر مُعديةً وتنتقل عبر “الرذاذ واللمس والمصافحة”..

وهي عدة أنواع وليست نوعاً واحداً كما ذكرنا سابقاً والتي قد يصاب بها الجسم وقسم العلماء هذه البكتيريا حسب صفاتها وأمراضها إلى أسماء عديدة.

مخاطر أخرى

يفيد الدكتور الجوفي بأن هناك مخاطر أخرى لروماتيزم القلب فمثلاً مرضى السكري باعتبار مناعتهم ضعيفة وبالتالي تصبح إصابتهم بالعدوى سريعة.. كما أن هناك مرضاً تسببه العقدية اسمه (الحمرة) وهو مرض جلدي يتسبب باحمرار بقعة من الجلد والإصابة بالحمى وقد يؤدي إلى عفونة الدم؛ هي نفسها العقدية المسببة للحمى الروماتيزمية والذي يصيب غالباً كبار السن والمصابين بأمراض قد تضعف الجسم مثل السكري؛ ولذلك يجب الحرص على المعالجة ومتابعتهم.

مضاعفات العلاج

يُشير الجوفي إلى أنه لا يوجد علاج فعَّال إلا وله مضاعفات، “دائماً أقول بأن أي علاج يخلو من المضاعفات هو في الأصل ليس بعلاج وعموماً التأثير السلبي لعلاجات الروماتيزم على المريض قليلة جداً، وفوائده أكثر من أضراره”.

وأفاد بأن المضاعفات غالباً ما تكون على شكل حساسية أو التهاب مكان الحقنة أو تجمع دموي مكان ضرب الحقنة، موضحا أن علاج الروماتيزم هو في الأصل مضاد حيوي طويل المدى ووقائي؛ لأنه يمنع تكرر إصابة الصمام بالالتهابات الناتجة عن عدوى البكتيريا العقدية.

ويؤكد أن الإهمال أو النقص في أخذ الحُقن قد يؤدي إلى تعرض الصمام لالتهابات متكررة بسبب البكتيريا العقدية والمنتشرة من حولنا وبالتالي تتطور حالة الصمام سلبياً.

كما ان زيادة الحُقن بدون داعٍ يعرض المريض إلى زيادة جرعة علاج لا يحتاج لها؛ وهذا قد يؤدي إلى ظهور مضاعفات ناتجة عن العلاج، مبينا بأنه لا توجد عوامل نفسية مباشرة تؤدي إلى ظهور روماتيزم القلب ولكن توجد عوامل غير مباشرة، فالاكتئاب والحزن وإهمال النظافة والتغذية، مثلا، كل ذلك يؤدي إلى ضعف المناعة وهذا ما تحتاجه البكتيرية العقدية لتهاجم الجسم.

وبحسب الدكتور الجوفي تختلف فترة ضرب الحقنة من مكان لآخر ففي ألمانيا هذا المرض نادر تُعطى الحقنة كل 4 أسابيع؛ وبعض الأحيان نعطي المضاد الحيوي على شكل حبوب فقط وقت الحاجة؛ مثل وقت خلع الضرس أو قبل العمليات الجراحية. أما في اليمن غالباً تكون كل ثلاثة أسابيع وفي بعض الحالات قد نعطي الإبر كل أسبوعين إذا وجدنا أن الروماتيزم لأحد المرضى يتطور بشكل سلبي وبسرعة أو لو وجدنا بأن أرقام الروماتيزم مرتفعة بشكل مخيف، حد وصفه.

دعوة للاهتمام

دعا الاستشاري الدكتور نبيل الجوفي الجهات الرسمية وبالذات وزارة الصحة إلى توفير حُقن روماتيزم القلب مجاناً؛ منوها بأن هذه الحُقن يمكن تصنيعها محلياً وبسعر مناسب لكل الناس.

كما طالب من القائمين على الإعلام بضرورة تكثيف الرسائل التوعوية عبر جميع وسائل الإعلام حول خطورة هذا المرض وسهولة علاجه والوقاية منه.

وختم حديثه بقوله “أدعو الأهل إلى عدم إهمال أولادهم أو التأخر في متابعتهم من قبل أطباء القلب، خاصة في حال ثبتت إصابتهم بروماتيزم القلب”

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: صمامات القلب قد یؤدی إلى هذا المرض

إقرأ أيضاً:

أساس التنمية الزراعية.. روشتة برلمانية لدعم صغار المزارعين

أكد النائب مجدي ملك ، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، أن الدولة خلال الـ 10 سنوات الأخيرة  أولت اهتماما بالغا للقطاع الزراعي بإعتباره قاطرة التنمية، ووسيلة لتحقيق نموا اقتصاديا مستداما .


وأشار « ملك» في تصريحات لـ«صدى البلد» إلى ضرورة تغيير نمط الفكر التقليدي لدى صغار المزراعين والذين يتبعون طرقا تقليدية عتيقة ، فضلا عن تقديم العديد من المزايا والتسهيلات لهم وذلك لتشجيعهم على  زيادة الصادرات الزراعية ، ومن ثم خفض الميزان التجاري الذى بدوره يخفف الأعباء على الموازنة العامة للدولة .

كما شدد عضو النواب على ضرورة وضع حلول مبتكرة وقابلة للتنفيذ وذلك لكل التحديات التي تواجه التنمية الزراعية المستدامة .


تجدر الإشارة إلى أن استقبل علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، رئيس مجلس إحدى الشركات والوفد المرافق له؛ لبحث سبل التعاون المشترك في تقديم الدعم الفني والإرشاد الزراعي للمزارعين لتعزيز الإنتاج ودعم تحقيق الاستدامة الزراعية ، بما يسهم في تحقيق قيمة مضافة للناتج القومي، وتوفير المزيد من فرص العمل.

مقالات مشابهة

  • حالة نادرة.. إنقاذ حياة معتمر يمني من جلطة قلبية ودماغية في جراحة مزدوجة
  • الدفاع المدني يُحوّل الأطفال إلى ”منقذين صغار“ في فعالية بالقطيف
  • إنقاذ حياة معتمر يمني أربعيني من جلطة قلبية ودماغية بمدينة الملك عبدالله الطبية
  • شيخ الأزهر: الادعاءات بأن الشيعة والسنة لديهم مصاحف مختلفة هي أكاذيب مفضوحة
  • وزير يمني سابق يكشف عن أربعة سيناريوهات لمستقبل اليمن
  • نجاة مغترب يمني من إطلاق نار في نيويورك
  • أساس التنمية الزراعية.. روشتة برلمانية لدعم صغار المزارعين
  • علماء يقترحون استخدام البكتيريا فى المحطة الفضائية لتعزيز مناعة رواد الفضاء
  • الدراما في اليمن .. إنتاج متقدم ودور محوري في معالجة قضايا المجتمع وطريق إجباري في صدارة أبرز الأعمال
  • فحم يؤدي لمأساة في بلدة لبنانية.. ماذا جرى؟!