«السعادة عنابية» في «ديربي العاصمة»
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
مصطفى الديب (أبوظبي)
أخبار ذات صلة «العميد» يرسخ «أفضلية الملعب» بـ «نصر» جديد أمام «السماوي» احتفالية حزينة لـ «الرسام» بمباراته الـ 1000
فاز الوحدة على الجزيرة 3-2، في قمة «الجولة 15»، من «دوري أدنوك للمحترفين»، التي أقيمت على استاد آل نهيان، وقفز «العنابي» إلى المركز الرابع، بعدما رفع رصيده إلى «27 نقطة»، فيما توقف رصيد الجزيرة عند «20 نقطة» في المركز السابع.
افتتح التسجيل لـ «أصحاب السعادة» أحمد نور الله، في الدقيقة 17، وألان ماركيز «هدفين» في الدقيقتين 41، و69، فيما أحرز هدفي «فخر أبوظبي»، نيسكينز كيبانو في الدقيقتين 44 و62.
جاءت المباراة مثيرة في بعض الفترات، ورغم أن الجزيرة كان الأكثر سيطرة، إلا أن الوحدة نجح في حصد النقاط الثلاث، ولعب تألق دفاع «العنابي» وحارس مرماه دوراً كبيراً في النتيجة، بعد إنقاذ أكثر من فرصة من علي مبخوت وزايد سلطان، وخطف البرازيلي ألان لاعب وسط الوحدة الأنظار في اللقاء، ونجح في تسجيل هدفين أهمّهما «الثالث» الذي جاء بمهارة كبيرة، ومنح «العنابي» الفوز والنقاط الثلاث الغالية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دوري أدنوك للمحترفين الوحدة الجزيرة
إقرأ أيضاً:
فى طلب السعادة
تُنقّر الكلمات شبابيك أذنى كُل يوم. أسمعها من زميل أو صديق أو جار أو قريب مُعبّرا عن حصار الهموم لحياته بقوله «أنا حزين». فالأحزان قدر إلهى لا يُمكن الفرار منه، وهى جُزء من الحياة الطبيعية للإنسان، لكنها تغلب وتتسع وتُهيمن، ما لم يقاومها مقاوم بسعيه الحثيث نحو الضفة الأخرى، طالبا السعادة.
ويبقى السر فى كيفية تحصيل السعادة، غائما لدى بنى البشر عبر السنين. فُهناك كما يُفهمنا المبدع الراحل إسماعيل يس، فى مونولوج شهير له حمل اسم «صاحب السعادة» مَن يطلب السعادة فى المال، لكنه لا يُدركها. وهناك من يظن أنها فى النفوذ والسلطة، ثم يكتشف بعد حين أن الفرح مؤقت، وأن الهموم تتراكم فيما بعد. كذلك يحسب البعض أن السعادة تكمن فى الشهرة، لكنه يكتشف بعد حين أن الشهرة تضعه دائما تحت المجهر، وأن كل شىء فى حياته مرصود.
يبتسم البعض ادعاءً، ويضحكون كذبًا، ويقهقون وقلوبهم تكتوى بنار الهم. لذا فإن كثيرين ممّن يحسبهم الناس سُعداء، بربح حققوه، أو سلطة حازوها، أو صيتِ اكتسبوه هُم فى الحقيقة أتعس التُعساء.
وربما نقرأ معنىً قريبا من ذلك فى قول الشاعر غازى القبيصى بقوله «أخفيتُ عن كُل العيون مواجعي/ فأنا الشقيُ على السعادةِ أُحسدُ».
وسؤال السعادة من الأسئلة القديمة، المطروحة عبر الأزمنة لدى الفلاسفة والمُفكرين والنبهاء. لذا رأى الفيلسوف أفلاطون مثلًا أن السعادة فى التناغم بين المطالب والواقع، بينما حدّد تلميذه أرسطو السعادة فى اللذة، وحاول فلاسفة ومفكرى المسلمين اختصار مفهوم السعادة فى الرضا.
ومؤخرًا، طالعت دراسة طويلة المدى بدأتها جامعة هارفارد البريطانية سنة 1938، وانتهت منها بعد ست وثمانين عاما، وشارك فيها رؤساء دول، وزعماء، وساسة، وقادة، وعلماء ومفكرون، وفلاسفة، ورجال أعمال.
وخلصت هذه الدراسة الأطول فى العالم، إلى أن السعادة الحقيقية تتحقق للإنسان من خلال العلاقات الوثيقة مع البشر. ويعنى ذلك أن سعادة الإنسان مقرونة بعلاقته بشخص أو بأشخاص يتآلفون معا، ويتواصلون ويتحدون، ويتناغمون. يقول البروفيسور روبرت والدينغر، أحد المشرفين على الدراسة «إن الأمر لا يتعلق ببناء صداقات بأكبر عدد من الناس، وإنما بوجود أشخاص مقربين يمكنك الاعتماد عليهم».
ويبدو أن مبُدعين وأصحاب أقلام كُثراً فى الشرق والغرب، كانوا أسبق فى التوصل لما توصلت إليه دراسة هارفارد، فقال الروائى الروسى فيودور ديستوفسكى فى إحدى روائعه «إن السعادة لا يصنعها الطعام وحده، ولا تصنعها الثياب الثمينة، ولا الزهو، وإنما يصنعها حُب لا نهاية له».
وهذا الروائى البرازيلى باولو كويليو يقول لنا «إن قمة السعادة أن تجد شخصا يُشبه روحك كثيرا».
كذلك فقد قال الشاعر الراحل محمود درويش فى جداريته الرائعة «فاحذر غدًا، وعش الحياة الآن فى امرأة تُحبك».
وهذه نصائح غالية فى هذا الزمن... والله أعلم.
[email protected]